عرض مشاركة واحدة
قديم 17-11-2016, 09:19 AM   #1
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
ثاني خديعة( صحن الحمص )...........اهداء للأخت مستكفة.



كان ذلك بعمر 10 سنوات..كنا زائرين في بيت جدي الثاني في منطقة أخرى داخل المدينة..وفي احدى الصباحات الجميلة كنت مع أختي في المطبخ نراقب الجدة و هي تحضر الفطور.
أخذت جدتي صحن زجاجي فارغ كبير و عميق و قالت خذ يا ستوكا هذا الصحن.. وقبل أن أصل اليه انقضت أختي الغيورة و الطموحة على الصحن و أخذته..
ثم أعطتنا الجدة نقودا وطلبت منا الذهاب الى المطعم القريب ليملأه البائع بالحمص ( الناعم ) وفقا للعادة في ذلك الزمن.
على طول الطريق الى المطعم كنت أرجو أختي أن تعطيني الصحن لأنال شرف حمله..وكانت ترفض بلؤم و قسوة..شرحت لها أحقيتي بحمل الصحن لأن جدتي أعطتني إياه أولا و أنها متعدية سلبت حقي الشرعي و أنني لن أسكت عن أبدا على هذا العدوان السافر و أنني سأخبر أبي حتى يعاقبها.
وعندما بدا لي أنها غير مكترثة متنمرة و قوية أيقنت أن الحصول على الصحن أصبح بعيد المنال و هنا صرت أقدم لها عروض : خليني أحمله في الذهاب و تحميليه أنت في طريق العودة..
لكنها رفضت العرض بلؤم و قسوة.وصلنا الى المطعم و ملأ لنا البائع الصحن بالحمص الناعم وزينه بالسماق الأحمر حتى صار كحناء العروس في ليلة زفافها ثم وضع بضع حبات من الحمص الكامل على أطرافه وصب عليه القليل من زيت الزيتون..
أخذت أختي الصحن كالعادة و كانت أطول مني..وقفلنا عائدين الى البيت..رجوتها من جديد أن تعطيني الصحن و لو لدقيقة فقط لكنها رفضت..
وهكذا يأست و فقدت الأمل في الحصول عليه..و مشيت برفقة أختي و عندما أصبحنا قريبن جدا من البيت فاجئتني أختي بسؤال : هل تريد الصحن يا ستوكا..قلت فرحا نعم..ووسط دهشتي قدمته لي مع ابتسامة طيبة..شكرتها و حملته فرحا و بعد أمتار قليلة دخلنا الى البيت وكان الجميع يجلسون على السفرة بانتظار صحن الحمص العتيد..
و ما أن وضعت الصحن على السفرة حتى انفجر الجميع بالضحك.
ما حصل أن اختي كانت تلحس الصحن باصبعها طوال الطريق حتى أهلكت نصفه..ولتخفي جريمتها الشنعاء أعطتني إياه لأدخل به و أتلبس الجريمة بالكامل.
و أذكر أن والدي سألني بسخرية ضاحكة عن قلة الحمص بالصحن فقلت له أنه تقلص وهبط الى أسفل الصحن لينفجر الجميع بالضحك مرة ثانية..وقال أبي هل له عواميد حتى ينهار يا ستوكا..
المهم أعطوا أختي صحنا آخر لتعود الى المطعم مرة ثانية و قالوا لها بسخرية مازحة : لا تعطي الصحن لستوكا حتى لا يقضي عليه و يصل الينا بخير و سلامة مع نوبة ضحك جديدة.
عندما أتذكر اليوم ذلك الموقف أندهش مجددا من مكر أختي و دهائها.ومن بساطتي و طيبتي..ذلك أن ردي الحائر على وضع الصحن البائس بالتقلص و الهبوط لأسفل..يكشف أنه لم يخطر ببالي يومها نهائيا وجود مكر و خديعة..بل أنه التفسير الوحيد لما حصل بالنسبة لطفل لا يعرف شئ إسمه خداع.


.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس