الموضوع: علاج........ciprelex
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-2008, 11:09 AM   #2
دمعة خيانه
V I P


الصورة الرمزية دمعة خيانه
دمعة خيانه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21073
 تاريخ التسجيل :  08 2007
 أخر زيارة : 18-03-2013 (05:34 AM)
 المشاركات : 6,409 [ + ]
 التقييم :  56
لوني المفضل : Cadetblue


التي يتعاطاها الكثيرون من الاشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلق والتوتر، ويبحثون عن حلول عاجلة لهذه المشاكل يبحثون عن مادة مهدئة تساعدهم في التخلص من القلق والتوتر وتساعدهم على الاسترخاء والشعور بالخدر اللذيذ، حتى وان كان هذا الخدر شيئاً خادعاً، ويجر وراءه في كثير من الاحيان مشاكل لعل اصعبها هو الاعتماد او الادمان على هذه الادوية المهدئة. وقد بدأت كثير من الدول توعية المواطنين على خطورة تناول هذه الادوية المهدئة خاصة دون اشراف طبي ففي فرنسا نشرت الصحف هناك بأن حوالي 11٪ من المواطنين الفرنسيين يتعاطون ادوية مهدئة وحذرت الجهات الصحية من خطورة تناول هذه الادوية المهدئة خاصة دون الاستشارة الطبية وان يتناول الشخص مثل هذه الادوية بناءً على نصيحة من صديق او قريب تناول هذه الادوية وتعود عليها.

ان هذه الادوية المهدئة صنعت لكي يتناولها المرضى او الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية تجعل الحياة صعبة لهم ويعانون من القلق والتوتر ويتم وصف هذه الادوية لهم لفترات محدودة ثم يتم ايقاف هذه الادوية تدريجياً تحت الاشراف الطبي والحذر الشديد من ان يعاني المريض من اعراض انسحابية نتيجة سحب الادوية بطريقة سريعة غير مدروسة فتأتي هذه الامور بنتائج عكسية على الشخص الذي يتناول هذه الادوية النفسية المهدئة. عندنا في المملكة العربية السعودية ربما لا تشكل هذه السلوكيات مشكلة حقيقية وان كان بدأ بروز بعض المشاكل في كثرة صرف الادوية النفسية المهدئة وكذلك صرف كثير من الادوية النفسية من الصيدليات دون وصفة طبية، حتى ولو كان الدواء غير مهدئ مثل مضادات الاكتئاب او المهدئات التي تعرف ب(Major Tranquillisers) مثل الكلوربرومازين والتريفلوبرازين وبقية الادوية التي تدخل ضم هذه الادوية التي يتم صرفها بدون وصفة طبية وكذلك مضادات الذهان الحديثة التي يطلق عليها مضادات الذهان غيرالتقليدي (Atypical Antipsychotic) مثل الاولانزاين (Olanzapine) زيبركسا (Zyprixa) وهو علاج مضاد للفصام وبعض الاضطرابات الذهنية مثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ولكن هذا العلاج الذي يصرف في الصيدليات المملكة - رغم غلاوة سعره - بدون وصفة طبية رغم ان هذا العلاج يسبب السمنة وزيادة الوزن بطريقة بشعة قد تصل الي عشرين كيلوغرام في فترة زمنية قصيرة وكذلك قد يسبب مرض السكر وهو دواء في اليابان مكتوب عليه تحذير بعدم استخدامه لمن لديهم تاريخ عائلي لمرض السكر خاصة ان المملكة من اعلى الدول في العالم في الاصابة بمرض السكر ومع ذلك يباع مثل هذا الدواء دون وصفة طبية من طبيب سواء كان متخصصاً ام لا..! وهذا الامر ينطبق على بقية هذه الفصيلة من الادوية مثل الريسبيردال الذي يرفع هرمون البرولاكتين وهو هرمون خاص بافراز الحليب واذا اخذ هذا العلاج دون استشارة طبية فإن قد يسبب مشاكل جانبية مثل الاعراض الجانبية مثل التشنج الذي يحدث مع الادوية التقليدية وكذلك عند زيادة افراز هرمون البرولاكتين فقد يسبب ذلك عدم الحمل عند المرأة وافراز الحليب عند الرجل من حلمتي الصدر وهو شعور غير جيد بالنسبة للرجل. وكذلك بقية الادوية من هذه الفصيلة الجديدة من المضادات للذهان والتي للأسف هناك بعض الاطباء في القطاع الخاص يصفها للمريض دون حاجة حقيقية لها، ولكن عبر اتفاق مع شركات الادوية التي تدعم بعضاً من هؤلاء القلة من الاطباء الذين يتعاونون في تسويق هذه الادوية الغالية الثمن ووصفها لمرضى يعانون من اضطرابات لا تستدعي استخدام لهذه الادوية ولكن ثمة فئة قليلة من الاطباء التي تستغل ظروف جهل الناس بهذه الادوية ويصرفونها لهم مقابل عمولات من شركات الادوية لهؤلاء الاطباء في القطاع الخاص هذا الموضوع شائك وصعب ولكن لابد من ذكره للحقيقة والانصاف.


من الصعب الحديث عن الادوية المهدئة والمخدرة دون الحديث عن الاعتماد والادمان على هذه الادوية حيث يعتبر الكثيرون ممن يتناولون الأدوية المهدئة بأنهم مدمنون وكثيرون ممن يمكن لهم الاستفادة من هذه الادوية المهدئة يخشون استخدمها خوفاً من ان يصبحوا مدمنين على هذه الادوية والتي يمكن ان تساعدهم في التغلب على بعض مشاكلهم النفسية وتريح اعصابهم من بعض التوتر، ولكن الخوف من الادمان يمنعهم من تعاطي هذه الادوية المهدئة والحقيقة ان هذه الفكرة فعلاً تمنع بعض الاشخاص من الاستفادة من الادوية المهدئة. وخلال ممارستي للمهنة اجد احياناً صعوبة في اقناع بعض الاشخاص الذين يعانون من بعض اضطرابات القلق المزعجة ولا يستطيعون العمل او الاسترخاء او التركيز نتيجة القلق الشديد الذي يعانون منه لكنهم يرفضون استخدام هذه الادوية التي صنعت لكي يستفيد منها هؤلاء الاشخاص الذين بحاجة الى ادوية مهدئة كي تساعدهم على الاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق والارق، وكافة اعراض القلق التي تعكر صفو حياتهم، وتجعلهم يعيشون حياة صعبة بسبب التوتر والخوف. قبل حوالي عشرين عاماً او اكثر كان الناس سعداء باستخدام هذه الادوية المهدئة وكانت قضية الاعتماد او الادمان ليست مشكلة يخشاها الناس الذين يتناولون هذه الادوية بل كانت قضية بسيطة وتافهة حتى من قبل الاطباء الذين يصفون هذه الادوية المهدئة لتخفيف القلق والتوتر عندهم ويطمأنون مرضاهم بأن هذه الادوية جيدة وآمنة ولم يكن صرف هذه الادوية المهدئة مقصوراً على الاطباء بل كان الممرضون في الاقسام الداخلية في المستشفيات العامة او المستشفيات النفسية يصفونها كذلك الادوية المهدئة للمرضى الذين يذهبون لزيارتهم في منازلهم لتهدئتهم واسترخائهم.

ما الذي يحدث خلال الثلاثة عقود الماضية ليغير من نظرة الناس الى هذه الادوية المهدئة؟ لماذا الآن الناس اكثر حرصاً على عدم تناول هذه الادوية المهدئة والحرص بقدر ما يستطيعون على عدم تناولها وخشيتهم من الاعتماد او الادمان على هذه الادوية؟ لماذا استغرق الامر كل هذا الوقت ليكتشفوا خطورة الاعتماد او الادمان على هذه الادوية المهدئة؟ ولماذا بقيت هذه المشكلة بعيدة عن الاكتشاف وعن مدى خطورة الاعتماد والادمان على الادوية المهدئة؟ اذا كانت هذه الادوية تسبب الادمان والاعتماد لمن يتعاطاها فلماذا يصفها الاطباء لمرضاهم؟


 

رد مع اقتباس