عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-2010, 08:12 PM   #10
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


أما ما يقوم به الآن ويطبل ويزمر له من قبل بعض المنابر الإعلامية في غياب الدليل العلمي، يبقى دجلا وشعوذة وخرافة رغم أن هذا الآخير يصر دائما على كونه من أولياء الله الصالحين ويثور غاضبا ضد من يصفه بالفقيه أو الدجال أو المشعوذ، وينفي عن نفسه القيام بأعمال شيطانية بل ويتحدى في معظم الحوارات والتصريحات التي أجراها أي طبيب يرغب في مواجهته مستعدا لوضع طاقته الخفية في مواجهة أي نوع من الأمراض سواء كانت مزمنة أو حديثة.
أما ما يروج بين مرتادي الشريف من حالات تم شفاءها أو على الأقل تحسنها حسب تفسير العديد من علماء النفس فذلك يرجع حسب تفسيراتهم إلى حالات نفسية يلعب فيها الإيحاء دورا رئيسيا، فالأمراض العضوية يبقى فيها للعامل النفسي دورا كبيرا فالحالة النفسية الجيدة والمغمورة بالأمل تؤثر على مستوى نشاط الإفرازات والهرمونات، ما يؤثر على حالة المريض ويشعره بالتحسن، لكن ذلك لا يستمر فيعود المرض إلى الظهور بعد فترة وجيزة من الإحساس بالتحسن فالأمر لا يلبث أن يكون متعلقا بالتأثير على الأعراض دون القضاء على المرض.
وهنا يستغل المكي الواقع المزري للمواطنين ووصولهم إلى درجة اليأس، فدور هذا الشخص يبقى سيكولوجيا يجعل المريض يتقبل العلاج مهما كان نوعه.
وهذا ما جعله يكتسب هذه الهالة الاجتماعية الكبيرة، ويمكن أن يقال عنه أنه الحدث الأبرز الذي طبع سنة 2006 وبداية سنة 2007، لكن المأسوف عنه أنه حدث يذكرنا بل ويؤكد لنا أننا نحن المغاربة وقعنا مسبقا بدون وعي منا على عقد أبدي مع الخرافة والشعوذة بغض النظر عن مستوى ثقافتنا، وهذا الرابط لن يحل مهما وصل بنا التقدم والتطور.
وما يمكن أن يحسب لهذا الرجل في كفة الإيجابيات هو الرواج الذي خلقه بمنطقته، والتي كانت بالأمس القريب بقعة في خريطة المغرب طواها النسيان، فأصبحت اليوم مزدحمة بالزوار وبوسائل النقل التي أصبحت غير قادرة على استيعاب حجم الزبائن، ومكنت سكان المنطقة من جهة من طرق جديدة للدخل بتأجير غرف منازلهم التي حولوها إلى فنادق غير مصنفة يتجاوز إيجار الغرفة فيها 30 درهما للغرفة الواحدة، ووفر من جهة أخرى مأوى لزوار الشريف يحميهم وحشة الليل وقر البرد ووهج الشمس إلى حين إتمام زياراتهم للشريف، فضلا عن الربح المحقق لبائعي مختلف المواد الغذائية المحيطين بالمزرعة الذين يشهدون برواج تجارتهم بعد انتقال الشريف إلى المنطقة.
لكن حجم هذه الإيجابيات التي تمس نسبة قليلة من المواطنين تندثر بالنظر للبنية الفكرية الخرافية التي يؤسس لها هذا الشخص في المغرب، والتي تخلط أوراق الكثيرين من المغاربة الذين يتيهون بين تصديق الخرافة واتباع الهوى، لأن النفس البشرية بتركيبتها الكيميائية تميل إلى الأساليب البسيطة وغير المكلفة، أو اتباع ما يمليه العقل وما تقتضيه التأويلات الدينية، فما يطالعونه في بعض المنابر الإعلامية المألوف عن مسؤوليها نزاهة القلم وموضوعيته، وما يشاهدونه ببعض القنوات التلفزية والإخبارية التي تجري وراء الإثارة والغرابة من تمجيد بقدرات المكي وتأكيد إشاعته دون تحري مصداقية ما يدعيه، وما يرافق ذلك من إشاعات تنطلق في الغالب من مزرعته وعلى لسانه أو ألسنة مرافقيه كمعالجته لأمير اسباني من داء سرطان الدم، والذي زاره في مزرعته ورفضه للعروض التي توصل بها من قبل أثرياء خليجيين دعوه للإقامة بدول الخليج وزيارته للقصر الملكي...، كما أن موقف السلطات ووقوفها موقف المتفرج الصامت يدفع بالكثيرين لزيارته ضدا ورغما عن قناعاتهم.
فإذا بقي هذا الشخص يمارس عمله بدون التفاتة السلطات إليه ووضع حد لأسلوبه الخرافي، فالأجدر بنا أن نطالب بتسريح السيد بيد الله والآلاف من الأطباء والممرضين وإغلاق كافة المستشفيات وإيقاف تصنيع واستيراد الأدوية لأننا سنكون بذلك في كفاية عن كل ذلك بكف المكي الخارقة.
حبيبة مطيوط
مديرة نشر جريدة الماكروبيوتيك


 

رد مع اقتباس