عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-2010, 01:18 PM   #1
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
إخواننا/أعداؤنا: معنا على مائدة واحدة!




حينما نأكل أو نشرب هل نقوم بذلك لوحدنا؟

من وجهة نظر دينية، وإن كنا نظن أننا لوحدنا، فإن كائنات حية لا نراها توجد معنا وقد تشاركنا الطعام والشراب دون أن نحس بها أو نشاهدها ودون أن نلاحظ نقصانا في طعامنا وشرابنا...فهل هذا صحيح وهل يتقبله عقلنا؟
روى ابن أبي الدنيا عن يزيد بن جابر قال: «ما من أهل بيت إلا وفي سقف بيتهم من الجن، إذا وضع الغذاء نزلوا فتغذوا معهم والعشاء»،(فتح الباري، ابن حجر) وعن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة».(صحيح مسلم، كتاب الأشربة) وقال عليه السلام: «إذا دخل الرجل بيته، فذكر اللّه عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر اللّه عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، فإِذا لم يذكر اللّه عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء.» (سنن أبي داود)
وروى أبو داود من حديث أمية بن مخشي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ولم يسم ثم سمى في آخره فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما زال الشيطان يأكل معه فلما سمى استقاء ما في بطنه»،(فتح الباري، ابن حجر) وروى مسلم من حديث ابن عمر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكلن أحدكم بشماله ويشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله». وفي الحديث الصحيح الذي رواه جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...»(صحيح مسلم). فالشيطان إذا وجد السقاء غير موكإ شرب. وفي هذا دليل على أن الشيطان كائن مادي، لأنه يعيش على ما هو مادي، فإذا وجد إناء غير مغطى شرب منه فقلت بركته، وكثرت آفاته، وأصبح بإمكانه إيقاع الأذى بالشارب... روى مسلم عن حميد الساعدي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن من النقيع. ليس مخمرا. فقال: (ألا خمرته ولو تعرض عليه عوداإخواننا/أعداؤنا: 26-140.gif. وعن جابر ابن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى. فقال رجل: يا رسول الله! ألا نسقيك النبيذ؟ فقال (بلى) قال فخرج الرجل يسعى. فجاء بقدح فيه نبيذ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا خمرته ولو تعرض عليه عوداإخواننا/أعداؤنا: 26-140.gif قال فشرب.
وجاء في الأثر، عن أم سعيد قالت :«أتيت عليا بسحور فوضعته بين يديه وهو يصلي فلما صلى قال: هلا خمرته، هل رأيت الشيطان حين ولغ فيه، أهرقيه. وأبى أن يشربه.»(مصنف ابن أبي شيبة)

النصوص الدينية إذن واضحة لا لبس فيها، وهي في وضوحها تخبرنا أن الجن والشياطين تشاركنا طعامنا وشرابنا، دون وعي منا: السؤال إذن، في رأينا، ليس عن مشاركتنا طعامنا من عدمه، بل في كيفية وطبيعة هذه المشاركة، أي طبيعة أكل وشرب هذه الكائنات؟ أما الحل الوحيد للإفلات من آفاتها، من وجهة نظر دينية صرف، فيتمثل في الوقاية عبر ما علمنا إياه الإسلام دون غيره.
من جهة أخرى نحن متأكدون، من وجهة نظر ميكروبيولوجية هذه المرة، أن الكائنات المجهرية، رفيقة دربنا منذ البداية، بما فيها النوع الذي يفترض أنه موبوء ومميت، تعيش معنا باستمرار، تقاسمنا طعامنا وشرابنا. لكن ما ينبغي استحضاره دوما هو أن الكثير من هذه الكائنات المجهرية يمكنها أن تتحد في أية لحظة لتهاجمنا وتتحالف ضدنا...
في عالم المجهريات (micro monde) (عالم الغيب) كما في عالمنا (macro monde) (عالم الشهادة) ليس هناك احترام للتحالفات الطبيعية، بعض الكائنات المجهرية لا تتوانى عن نخرنا من الداخل كالفطريات الأحادية الخلية والخمريات (levures) وطفيليات الليشمانية leishmanies والأميبة amibes ومارقين آخرين يسببون لنا العديد من الأمراض الخطيرة والفتاكة عبر ما نتناوله على موائدنا، لكن البعض الآخر، على قلته، يسدي لنا مساعدات جمة، إذ من بين 80.000 نوع من الخمريات تخون المئات منها فقط هذا التحالف لتشكل الاستثناء الحميد، ربما إلى حين...

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس