عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-2011, 12:25 PM   #36
حنين الشمري
روح الشمال
بداية جديدة


الصورة الرمزية حنين الشمري
حنين الشمري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24623
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 26-01-2021 (02:58 AM)
 المشاركات : 18,696 [ + ]
 التقييم :  305
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Goldenrod
سألت شيخ ورد علي (خاص لدكتور رعد)



انا :-

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماحكم انكار تلبس الجن بالانس ؟؟ بحجة انه لا يوجد كلمة تلبس بالقران سوا المس وليس تلبس وانه الله كرم البني ادم عن تلبس جني بالانسي وانه يتحكم به ويصرعه ؟؟

ما الحكم وهل فعلا لا يوجد شئ اسمه تلبس ؟؟


--------------------------

الشيخ :-

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لكم الثبات والتوفيق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مسألة مس الجن للإنسان قد ورد فيها خلاف قديم عند العلماء رحمهم الله فطائفة ترى نفي ذلك وتقول لاسبيل لصرع الجن للإنسان لأنه ضعيف وساقو ا أدلة على ذلك
فقد قال الإمام قال القاضي أبو يعلى رحمه الله ( لا سبيل للشيطان إلى تخبيط الإنسي كما كان له سبيل إلى سلوكه ووسوسته وما تراه من الصرع والتخبط والاضطراب ليس من فعل الشيطان لاستحالة فعل الفاعل في غير محل قدرته وإنما ذلك من فعل الله تعالى بجري العادة ولا يكون المجنون مضطراً إلى ذلك ) وقد سار على بعض العلماء وقال به بعض من يكتبون )
قال الله تعالى ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) قال ابن كثير رحمه الله : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له
وقال
الإمام الأشعري رحمه الله يقولون أهل السنة إن الجني يدخل في بدن المصروع واستدل بالآية السابقة
وقال عبدالله بن الإمام أحمد رحمهم الله : قلت لأبي : إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه )
والراجح في هذه المسألة أن الجن قد يصرعون الإنس نعوذ بالله من ذلك


أفيدك أن الجن قد يؤذون الإنسان كما يؤذي بني الإنسان الإنسان الآخر وقد يؤذي الجن الإنس في بعض الأحيان برمي الحجارة أو بشب النار في امتعة أو زرع وقد يحصل الأذى أيضاً بتلبس الجني بالإنسي فهم كالإنس فيهم الفاسق وفيهم الظالم وفيهم الصالح وفيهم الخبيث وهناك أسباب للوقاية منهم كأذكار الصباح والمساء وقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباح ومساء وقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة و قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة وقراءتها ثلاث مرات بعد المغرب والفجر


وقد أمروا بالعبادات الشرعية كما جاء الأمر للأنس قال الله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

فهذه الآية تقدم فيها ذكر فيها ذكر الجن على الإنس في الأمر بالعبادة وهذا يدل على التكليف .
وفي آخر سورة الأحقاف قال الله تعالى ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
وهذه الآية دالة على أن الجن أمروا بالتكليف لأن الله تعالى صرفهم ليسمعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن وبيان أحكامه وتوعدهم إذا لم يسمعوا أو يطيعوا .
وسبب نزول هذه الآيات أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعوا الناس إلى الإسلام فلم يجبه أحد ولم يجد أحد يقبله ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعاً يقال له وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قرائته صلى الله عليه وسلم (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )
فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وآمنوا وعلمهم شرائع الإسلام فأنزل الله على نبيه ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )
وأيضاً في قول الله تعالى (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ )
قال الإمام ابن تيمة رحمه الله الجن مأمورون ومنهيون كالإنس وقد بعث الله الرسل من الإنس إليهم وإلى الإنس وأمر الجميع الجميع بطاعة الرسل .

قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله الجن عند الجماعة مكلفون مخطبون لقول الله تعالى ( فبأي ألاء ربكما تكذبان ) وأيضاً في قول الله تعالى ( وإن من امة إلا خلا فيها نذير ) وفي قول الله تعالى (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ )
وأيضاً مما يدل على أن الحساب في الحشر يشمل الجن لوجود التكليف السابق الذي وصلهم وأنذروا به قال الله تعالى (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ )

فالجن أرسل إليهم من ينذرهم ولذلك حكى الله عنهم أنهم قالوا (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا )


الجن مخاطبون بالإيمان والتصديق بهذه الرسالة المحمدية والإذعان لها ولكن التكليف نحوهم يختلف عن تكليف البشر لاختلاف الجنس والطبائع والجن طوائف كما ذكر الله عنهم في كتابه العزيز فنجد في هذا الخطاب المؤمن منهم الكافر والصالح والطالح ولذلك يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله مانصه

( ولا ريب أنهم مأمورون بأعمال زائدة على التصديق ومنهيون عن أعمال غير التكذيب فهم مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم فإنهم ليسوا مماثلي الإنس في الحد والحقيقة فلا يكون ما أمروا به ونهوا عنه مساويا لما على الإنس في الحد لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم . وهذا ما لم أعلم فيه نزاعا بين المسلمين . وكذلك لم يتنازعوا أن أهل الكفر والفسوق والعصيان منهم يستحقون لعذاب النار كما يدخلها من الآدميين ; لكن تنازعوا في أهل الإيمان منهم فذهب الجمهور من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد : إلى أنهم يدخلون الجنة وذهب طائفة منهم أبو حنيفة فيما نقل عنه إلى أن المطيعين منهم يصيرون ترابا كالبهائم ويكون ثوابهم النجاة من النار قال الله تعالى في شأن تكليفهم ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
و في صحيح الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الله بن مسعود عن النبي
صلى الله عليه وسلم : ( أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن فانطلقوا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيدكم أوفر ما يكون وكل بعرة علف لدوابكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تستنجوا بالعظم والروث

وقال الله تعالى (‏وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) سورة الأحقاف