أيهما أفضل؟؟؟

أيهما أفضل؟؟؟

السلام عليكم :
أود طرح سؤال دائما يراودني و هو أن الإنسان,حسب معلوماتي, ذو طبعين,ذوي الترجيع القريب و ذوي الترجيع البعيد فأيهما أفضل؟؟؟و هل أستطيع أن أغير طبعي من البعيد إلى القريب أم لا؟لأن ذلك يسبب لي دائما بعض القلق بعد انقضاء حدث ما أي بعد فوات الأوان فأبدأ في لوم نفسي:لو أني فعلت كذا,لو اني قلت كذا و تستمر هذه الحالة معي لأيام إلى أن أنسى ذلك الحدث,فهل يوجد حل لهذه المشكلة؟!أتمنى ذلك و جزاكم الله كل خير.

المصدر: نفساني

..........
....
..
زهرة الرمان
أختي الكريمـة ..
سلام الله عليكِ ، ورحمة الله ، وبركاته .
ومساءات خير برائحــة الرمان .
*أختي الكريمة لم أفهم يا أختي " الترجيع القريب ، والبعيد " لكن سأمنحك ما فهمتـ من خلال السياق ، ومضمون ما كتبتـِ ... أختي الإنسان منذ ولادته يخرج متكاملاَ في جميع مظاهر نموه / الجسدي ، والعقلي / اللغوي / (الاجتماعي / الانفعالي / القيمي )... أي النفسي ) وتلك المظاهر تنمو عبر مراحل النمو / طفولة / مراهقة / شباب/ كهولة / ولك مظهر خصائص ، ومتطلبات تسير بطريقة طبيعية ما لم تعاق ، وتلك حالات استثنائية .... وإن جاز لي القول فهناك طبع " بعد وراثي " وهناك تطبع " متعلم " وما يحدث لكـ القلق هو نتيجة عاداتنا وطرقنا في التفكير ، ومواجهة المواقف والأحداث التي نعايشها مع أنفسنا أو الغير ، وما تشعرين به تجاه مواقف تمرين بها ثم تتراجعين أي تودين أنكـ ما تصرفت بطريقة ما أو ما أتخذتـ القرار إزاء موقف ما شيء طبيعي ، ويحدث لدى الكل ، ومقبول الحدوث حين يكون في حدود معينه لكن حين تكون دوما مواقفنا غير موفقة وتحدث لنا القلق فهنا يكون الخلل في طريقتنا أو عادتنا أو تعجلنا ... وهذا ممكن التغيير ، والتقليل منه .
*أختي حين نستعرض حياتنا اليومية ، والمواقف التي نوضع فيها وملزمين بالتصرف وبعدها نكون موفقين أو غير موفقين( يحدث القلق ولوم الذات " ... هنا علينا إدراك أن في حياتنا مواقف مصيريه وأخرى اقل وكثيرة بسيطة ويومية ، والمصيرية تبقى معدودة على الأصابع وما بعدها اقل ، ولأجل أن نقلل من نتائج ما قد يترتب عليه موقفنا من القلق نحتاج في قراراتنا المصيرية ... كالزواج / الطلاق / نوع التخصص في الجامعة / العمل / الهجرة / الدخول في مشروع / ... نحتاج إلى استشارة ناجحة من مختص أو من نثق في خبرته حسب نوع الموقف الذي يتطلب تأنيا ، وتفكيرا ، ودراسة بعدها نتوكل على الله ، وحتى لو فشلنا ، فمع ذواتنا لن نشعر بتأنيب أو لوم لأننا فعلنا المطلوب منا ، وناقشناه ، وعلى هذا بإمكانك القياس لمعظم المواقف التي تحدث لك ، ولا يعني أن قرارنا تجاه شيء حتى لو استفضنا في الاستشارة ، وفشلنا أننا لن نقلق أو نشعر بالخسارة ... بل أن قلقنا هذا هو الأمر الطبيعي الذي يدفعنا إلى المراجعة والى أن يدفعنا نتعلم ونستفيد من سقطاتنا ... لا أن يجعلنا مشلولين نعيش توقع الخطأ والقلق .
* أختي عودي ثانية إن رغبتـ ، واطرحي مواقف محدده حدثت لك قريبا كما هي بالتفصيل ، وكيف تصرفتـ ، وماذا شعرت بعدها ، وما ذا كنت تودين أنك لم تفعليه .
ربي يحفظكــ.

السلام عليكم:
و يحفظك,أشكرك دكتور على الرد و على نصائحك لكن ما قصدته من ذوي الترجيع القريب و ذوي الترجيع البعيد هو تقسيم العلامة "روني لوسين" للإندفاع الى نوعين,الإندفاعية الإستجابية و هم ذوي الترجيع القريب و الإندفاعية الإنفجارية و هم ذوي الترجيع البعيد و أنا من النوع الثاني حيث أني أكبت في أعماق نفسي انفعالاتي و هذا لعدم ترجيعي السريع لمنبه ما و أكون مشتعلة غيظا في قرارة نفسي و تستمر هذه الحالة معي طبعا مع بعض اللوم لنفسي.فمثال بسيط على ذلك حدث لي أن تعرضت لإهانة من شخص فأجبته بالصمت لأني لم أعرها اهتماما في ذلك الحين لكن بعد مرور الوقت بدأت ألوم نفسي لو أني أجبته بكذا لما كان ذا و استمرت حالتي على هذا النحو فهذا يسبب لي بعض القلق و الألم و أحيانا أصل الى حد البكاء لذا أيهما أفضل؟؟ و هل أستطيع تغيير طبعي من البعيد الى القريب أم لا؟و ان كان نعم فكـيف ذلك؟؟! و جزاك الله ألف خيرو ســلام.

.......
....
..

أختي الفاضلـة ..
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..
ومساااات الخير أينما تكوني تظللكــ.
أختي الأفضل كما ذكرتِ أن لا تصمتِ ، ولا توقفي ما تشعري به تجاه أي موقف يحدث لكـ ... أي تكوني ترجيعية قريبة ... اندفاعية بطريقة مهذبة لحظتها سينزاح قهرك ، ويسقط في الموقف كل توترك ، ولن تلوكين مع نفسك عجزك ، ولا ضعفك ، ولا لومك لذاتك ... إن من يكون ذوي الترجيع البعيد يفتقد إلى مهارة تأكيد ذاته أي التو كيدية في المواقف إن إيجابا أو سلباً ... أما كيف فهذا يتطلب تعلما ، واكتساباً بأسلوب تأكيد الذات من خلال التعبير عن النفس بثقة بطريقة متدرجة وبدون مبالغة في كل المواقف ... سيّان كانت ايجابية أو سلبية – وعن آرائك ، وأفكاركــ ... من خلال تدريب للنفس على تنمية قدرتك على التعبير عن مشاعر الحب .. أو الإعجاب .. أو التقدير ..أو الشكر وأيضا عن مشاعر الرفض أو الغضب أو الكراهية .. تعبيرا لفظيا واضحا .. ومباشرا بأسلوب مهذب ... من يتلفظ عليك مثلا بكلمة أهانه ردي عليها بلفظ يهينها ، السن بالسن ، وهي من بدأت تلك هي القاعدة ، إلا لمن يصفح ، ويصمت دون لوم لصمته ، وعدم الرد ... ،
تعبرين ، وتستخدمين عبارات تؤكد ما تشعرين به " أنا احبكِ " .. أو " أنا اكره تصرفاتك ، وأسلوبكِ " .. أو "أنا أؤمن بهذا أرفض هذا " دون أن تفكري في الخوف من النقد الاجتماعي ..

ربما تقولين هذا أمرا صعبا في الواقع لأنك تعودت أن تعبري عن تلك المشاعر وبالذات السلبية التي ترجئينها ، وتبقى داخلك فتبكي ، وتلومين نفسك ، وتحكين لها لو فعلت كذا ، وكذا ، ومرة ثانية سأفعل كذا ، وكذا ، ويعود الموقف ، وتختلف الصورة ، ويبقى الحال كما هو ... جربي ( من الآن لمدة أسبوع ) في غرفتك ، وأمام مرآتك بعد أن تسترجعي مواقف آذتك ، وتخيلي الموقف كما كان ، وعبري عما تودين قوله ، وفعله ، وبصوت عالٍ ، وكرري التجربة ، ثم انتقلي إلى الواقع بعد أن تختاري البدء في أسلوب تأكيد ذاتك بقول ... لا في مواقف .... وقول نعم في مواقف أخرى مع أناس ترينه أقل في قلقك معهم ... مع أناس عابرين في جامعتك أو مديرتك أو أختك أو قريبتك أو أثناء تسوقك مع بائع أو غيره .... إن هذا الأسلوب سيشعرك بأنك قادرة ، وتقبلي التحسن ولو كان بسيطا ، وتوقعي الفشل في البداية ، وإن تكرر لكن في النهاية ستجدين نفسك أكثر ثقة في نفسك ، وانك تملك القدرة على التعبير ، وبصوت عالٍ ، وسيزداد احترامك لنفسك ، وأحترم الآخرين لكـ ...وتوافقك الإيجابي دون توتر أو كبـت أو قمع لمشاعرك ، وبالذات السلبية التي تأذيكِ إن تنفسي عنها لفظا في الموقف نفسـه ...
ربي يسعدكـ ويحفظكـ.