صراع نفسي .. خيانة زوجية

صراع نفسي .. خيانة زوجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لا أعرف من أين أبدأ ولكن سأكتب كل ما يجول بخاطري دون تنميق ولا ترتيب .. تعبت كثيرا .. معاناة مع نفسي .. ألوم نفسي في اليوم مائة مرة .. لماذا أخون زوجي .. كلمة قاسية .. قصتي هي أني تزوجت منذ سبع سنين بعد قصة حب لا أدري الآن هل فعلا أنا أحببته .. ورزقنا بعد ثلاث سنوات طفلة ولكنها توفيت ساعةولادتها .. ولكن من الله علينا بولد تبنيناه أصبح هو حياتنا وأصبحنا والديه بالرضاعة .. الى هنا والقصة لاشيء فيها وبعد مرور أربع سنوات رزقت بطفلة ولله الحمد .. يعني من جهة الأطفال وعلاقتي بزوجي بسبب تأخر انجابنا لم نعاني من أي مشكلة تذكر فلم يجرحني يوما بكلمة .. آتي لذكر جانب آخر من حياتي معه .. أشعر بالفراغ العاطفي.. أعيش وحيدة رغم وجود زوجي معي وكم من حاضر يشبه غيابه حضوره .. أقضي ساعات النهار الى العشاء وأنا أمام النت .. أين زوجي أجل !!.. في الصباح لديه عمله وهذا ليس بيده .. يعود عصرا لينام وبعد المغرب يزور أهله فهو بار كثيرا بوالديه .. يعود في العشاء أكون أنا منهكة بعد قضاء يومي وحيدة يعود هو ليتعشى نجلس قليلا في صمت هو أمام شاشة التلفاز وأنا أراقبه وقد أشغل نفسي بأي شي وأحيانا أحاول فتح باب الحوار حسب ما تقتضيه الظروف .. لا ألوم زوجي على شي فهذا روتين حياته .. ناقشته كثيرا ولكن لا يمكن تغيير أي شي وقال لي المشكلة لديك وأنا أدرك أنني انسانه أتوق الى من يشعرني بحبه وأكون موضع اهتمامه .. زوجي بالطبع يقول لي انه يحبني ولكني لا أشعر بلهفته وهذا أيضا أدركه فالحياة الزوجية يعتريها البرود بين فترة وأخرى .. أعرف أشياء كثيرة في العلاقات الزوجية ويمكن أن أسمي ما أعانيه الصمت الزواجي أ و الطلاق النفسي بين الزوجين.. المشكلة أنني أنا التي تعاني لوحدها فزوجي على العكس تماما دائما يقول لي أنه أسعد رجل في العالم وأعترف أنني ممثلة محترفة فعندما يكون زوجي معي أحاول أن أسعده وأتزين له وأشعره أنه كل حياتي ولكنني بداخلي أحترق أحس بفراغ ووحدة كبيرة .. الجانب الآخر من حياتي نتيجة للفراغ العاطفي الذي أعانيه أصبحت أدخل مايعرف بالشات في البداية كان من باب الفضول ثم أصبح ادمانا وهنا بدأت النهاية الحقيقية لحياتي تعرفت على عدة أشخاص كل واحد كان يمثل لي جانبا أفتقده في واقع حياتي كنت أعتبرهم كالخيال وكأني فصلت واقعي عن حياتي بالشات .. تعلقت بهم كثيرا .. أعرف أنني خنت زوجي .. بكيت كثيرا .. حاولت الابتعاد مرارا .. لكن في كل مرة أضعف وتضعف ارادتي فالادمان استشرى في كل جنبات مشاعري وقلبي.. عقلي يرفض ذلك .. وفي نفس الوقت شيطاني يزين لي أنني لم أفعل شيئا .. هي مجرد كتابة فكيف بالتي تقابل وكيف بالتي تتكلم وهكذا .. ولكن يكفي خيانة الفكر .. يكفي جلوسي الساعات الطوال وأنا أتحدث مع من لا يحل لي .. هذا جانب من المعاناة ..
وتوضيحا لست امرأة لعوب أو متفرغة بل على العكس في واقع الحياة الكل ينظر لي نظرة ترهقني فأنا الانسانة الخلوقة الملتزمة والتي يؤخذ رأيها كما أني طالبة دراسات عليا وأحضر الكثير من المحاضرات والندوات فالمفترض أين لي بعد ذلك بالوقت والاحساس بكل ذلك الصراع .. أجاوب وأقول انه الفراغ الداخلي .. لا أدري أحس أني دمار لنفسي ومن حولي .. ألوم نفسي على كل شي .. كما أحب أن أشير الى أني عانيت كثيرا في صغري .. من أسلوب أهلي بالتربية فهم من الناس الذين لا هم لهم سوى توفير المادة دون المشاعر فكنت أيضا أحس بالوحدة .. لا أحد قريب مني .. لم أبح يوما بمعاناتي لأمي كما تفعل أي بنت .. كان لي عالمي الخاص وكنت أحلم دوما بالزوج الذي ينتشلني من كل ذلك ولكن ها أنا أصاب بالاحباط وخيبة الأمل .. لا أدري هل أنا متطلبة كثيرا وأميل الى المثالية كما يقول لي زوجي أم أنني انسانة معقدة وأحتاج الى علاج نفسي .. متناقضة في كل شي .. خير وشر .. عقل وجنون .. علم وجهل .. هدوء واعصار .. معذرة على طول شرحي ولكن لعل أسلوب التداعي الحر وأن أقول ما بداخلي قد يريحني .. فهناك جانب أيضا في شخصيتي أنني لا أبوح بما في داخلي أبدا كما هو بل أكتفي بالتلميح دون التصريح .. لست واضحة في شي حتى مشاعري باتت كذلك فصرت لا أعرف هل أحببت زوجي يوما أم كان هو الوهم الذي عشت فيه والآن انكشف كل شي وضاعت الأحلام .. أرجو افادتي في حالتي وكيف الخلاص من الصراع النفسي الذي أعانيه ..

المصدر: نفساني

..................
......
..
اهلا اختي ..

ومساءاتك خير ..

نعم الخيانة تبدأ فكرة ..

وبعد هذه التجربة ، والعلاقات عبر النت إلى ماذا وصلت ، وماذا وجدتِ ..؟

أستاذي الفاضل ..

لا أقول ماذا وجدت أو ماذا جنيت .. فأنا أعرف أني مخطئة من الألف إلى الياء .. حسرة وندم وألم .. ليست هنا المشكلة .. ولكن كيف أستطيع التغلب على هذا السلوك القهري ( ادماني الشات) علما أن دخولي الشات لا يتجاوز الحوارات ولكن مع أشخاص وجدت فيهم رجاحة العقل والفهم وليس كما هو متعارف من استغلال الشات في أمور سيئة ولكن الذي يؤلمني هو عدم معرفة زوجي بالرغم أني ألمحت له أني في بعض الأوقات أدخل الشات .. وخيانتي تكمن في اعجابي بفكر أو رجاحة عقل شخص ما وليس في اقامة علاقة حب أو ماشابه ولعل هذا السبب الذي يجعلني كلما حاولت الابتعاد عن النت أعود وأرجع له بعد فترة ..
اذن يمكن تلخيص مشكلتي في عدة محاور :
1- شعوري بالوحدة ورغبتي في محاورة الآخرين ولعل شخصيتي المنطوية والهادئة قد ساهمت كثيرا في ذلك .
2- كيف أستطيع أن أخبر زوجي ليساعدني ويتفهم وضعي ولقد أخبرته مرة بذلك فقال لي أن هذا يعتمد على تغيير تفكيري وأنه لا يستطيع فعل شي حيال وقته فآثرت أن أعيش عالمي لوحدي ولعل ذلك ساهم في الصمت الذي نعاني منه الآن.
3- شخصيتي المضطربة وبحثي دوما عن المثالية في كل شي.
فهل من نصيحة أو خطوات عملية في سبيل التخلص من سلوكي القسري والتخلص من مشكلة الصمت الزواجي .. وجزاكم الله خير الجزاء

............
......
...
أختي الفاضلــة ..

سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..


ومساءات الخير ...

أختي التشات ليس علاجا ، ولن يغير في شخصيتك ، ولن يجعل العلاقة بينك ، وزوجك بمستقرة ، ولا أعرف كيف تكون رجاحة عقل من يكون في التشات ، والتي غالبا ما يكون فيها المراهقين ، ومجهولي الهوية ، رجاحة عقول لأزواج يتركون زوجاتهم ، ويبحثون عن السراب ، تشات لم يزيدك إلا صراعا ، وتوترا ، بل إدمانا كما تذكرين ...
فماذا وجدتِ من هروبك من مواجهة علاقتك بزوجك الباردة أو الفاترة إلا تناميا لفتورها ، وارتباطا بعقول تشاتية ، حتى لو علموك أصول الدين ، وأدب الحوار ، فالخيانــة يا أختي تبدأ فكرة ثم شعورا ثم سلوكاً .

الحياة يا أختي ليست محصورة في تجاوز ما أنت فيه في عالم التشات أو لا قدر الله بالبحث عن علاقة كما لدى البعض عبر أسلاك التلفون أو الأثير فتلك أشبه بالمخدر ، والوجع ، ومصائب قد لا يحسب نتائجها الكثيرين .

ومثاليتك هل وجدتيها عبر التشات أو عبر هروبك من مواجهة مشكلة صمت زوجك ، هناك عيادات ، وهناك والدك ، وهنا أناس لديهم من رجاحة العقل من أهلك أو أهل زوجك لمساعدتك ، وإلا سيبقى الوضع لو بقيت في عالم التشات حتى لا قدر الله تخطين خطوة ، وبعدها خطوة ، ولحظتها لن يجدي تبريرك بأن صمت زوجك هو السبب أو مثاليتك هي السبب .

فكوني أكثر ثقة بنفسك ، وأمليء وقت فراغك بما ترينه أنسب بالقراءة أو أكمال دراسة أو دورات أو أي نشاط أو منتديات تكتبين فيها علنا ، ويرى زوجك ما تكتبين أما أخباره زوجك بأنك تحاوري ذكورا فصدقيني لن يزيد زوجك إلا صمتا أو شكا ...
فكوني حذرة ما دمت على الشاطئ ، ومدركة حتى الآن عواقب الانزلاق .
ربي يسعدكــ ، ويفرج همكــ.

أ / القحطاني ..
سددك الله للخير ... وماقصرت ..
أختي ... والنفس راغبة اذا رغبتها .... وإذا ترد إلى قليل تقنع

غالبي الهوى باستعانتك بمن خلقه وخلقك ...
تذكري أن المعركة صعبة كون الشيطان في صفه ... لكن تذكري أنهم مدحورون إذا اعتصمت بمن يملك الأمور كلها ...

( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )
واشغلي نفسك بالمفيد ..

وزوجك قد يكون قابل للاستصلاح ولو جزئيا .. فحاولي موفقة ...
يسر الله امورك ورده لك ردا جميلا