|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
27-04-2009, 04:07 PM | #1 | |||
V I P
|
.:/: احفظ الله يحفظك :/:.
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صح عنه -عليه الصلاة والسلام- عند الترمذي وأحمد أنه قال لابن عمه -حبر الأمة- عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : {يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف } زاد أحمد في المسند : {واعلم أن الفرج مع الكرب، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً }. وهذا الحديث صحيح، وهو وصية محمد -عليه الصلاة والسلام- للأولين والآخرين. قال بعض الصالحين : إذا أردت أن توصي حبيبك أو صاحبك أو ابنك فقل له: احفظ الله يحفظك. قال أحد العلماء : تأملت في هذا الحديث فكدت أدهش لما فيه من معان جليلة. ولذلك قال سليمان بن داود عليه السلام وعلى أبيه : تعلمنا مما تعلم الناس ومما لم يتعلم الناس فما وجدنا كحفظ الله في الغيب والشهادة. وقال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه لـمعاذ وأبي ذر : { اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن } دعها سماوية تجري على قدر ... لا تفسدنها برأي منك منكوس يا حافظ الآمال أنتت حميتني ورعيتني وعدا الظلوم علي كي يجتاحني فمنعتني فانقاد لي متخشعاً لما رآك نصرتني { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف:64] قالها يعقوب لما ضاع منه يوسف، وتذكر يعقوب أن الذئاب سوف تأكل يوسف، فقال : { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف:64] وتذكر أن الفرقة حلت بينه وبين ابنه الحبيب، فقال : { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف:64] وتذكر أن فلذة كبده لا يدري هل يعود أم لا؟! فقال: { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف:64]. قال بعض العلماء : ضاع يوسف من أبيه يعقوب أربعين سنة، فرده الذي هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين . قيل لـيحيى بن خالد البرمكي : ماذا أنزلكم في هذا المنزل في الظلام بعد هذه النعم، بعد الذهب، والحرير، والديباج؟! قال وهو يبكي: دعوة مظلوم سرت في ظلام الليل غفلنا عنها وما غفل الله عنها! جاءت تردى تمشي رافعاً ذراها ... أولها ردت على أخراها قيل لـعلي أبي الحسن رضي الله عنه وأرضاه : كم بين العرش والتراب؟ قال: دعوة مستجابة. لم يجب بالأميال ولا بالكيلومترات ولا بالمقايسات، وإنما قال: دعوة مستجابة يرفعها الله على الغمام حتى تصل إليه، ثم يقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. وكان عليه الصلاة والسلام يقول لـمعاذ فيما صح عنه : {واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب }. أُخِذ البرامكة، فبقي الشيخ أبوهم في السجن سبع سنوات، طالت أظافره، وطال شاربه، ما وجد مقراضاً يقلم أظفاره ما وجد مقصاً يأخذ من شاربه، كان يتوضأ ويقضي حاجته في مكانه وفي زنزانته، وهو يبكي بعد النعيم، وبعد السرير والديباج. باتوا على قمم الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فما أغنتهم القلل واستنزلوا بعد عز من معاقلهم ... إلى مقابرهم يا بئسما نزلوا ! {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف:64]. من الذي يصرف الأمور إلا الله ؟! من الذي بيده المقاليد إلا الواحد الأحد؟! من الذي يأخذ رقاب الناس ويأخذ لهذا من هذا إلا الله؟! فاعتمد على الله، ولذلك ندد الله بالمشركين والمتخلفين والفجرة فقال : { وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً } [الفرقان:3]. يونس بن متى في ظلمات ثلاث قال أهل العلم: دخل يونس السفينة فتموجت بها الريح وعصفت؛ لأن المعصية أليمة، وخيمة العواقب، وقد أرسله الله إلى قومه، فلم يستأذن في الخروج، فقال ربان السفينة: معنا عاص فلنقترع، فاستهموا فوقعت القرعة عليه، ومن وقعت القرعة عليه يضعوه في اليم، فوقعت عليه! فاستهموا ثانية فوقعت عليه! وفي الثالثة وقعت عليه! فأخذوه وألقوه في اليم في الليل، فابتلعه الحوت فأصبح في ظلمات ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة اليم، وظلمة الحوت. فلما أصبح في بطن الحوت انقطعت صلته بالمخلوقين جميعاً، لا ولد، ولا زوجة، ولا أهل، ولا قوم، ولا مال، ولا رئاسة، ولا منصب، وقال وهو في الظلمات في آخر الليل: { لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء:87] وانطلقت لا إله إلا الله إلى رب لا إله إلا الله مباشرة: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [فاطر:10]. قال بعض أهل التفسير: سمعت الملائكة قول يونس بن متى وهو في ظلمات ثلاث: { لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء:87] فبكوا وقالوا: يا رب! عرفنا الصوت، ولكن لا ندري أين يونس. الملائكة لم تعرف في أي قارة، هل هو في أفريقيا ، أم في آسيا ، أم في البحر أم في النيل أم في دجلة ؟ لكن الواحد الأحد يدري أين هو، يدري بالزمان والمكان: { عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى } [طه:52] { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [الأنعام:59]. يقول لقمان لابنه : { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }[لقمان:16] يا بنى! لو كانت حبة كالخردل، وكانت في صخرة مقفلة صماء يأتي بها الواحد الأحد. قالت الملائكة: يا رب! صوت معروف من عبد معروف لا ندري أين مكانه؛ لأن صوته معروف كان يسبح دائماً، كان في نهاره وفي ليله يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؛ فعرف صوته في الملأ، ولذلك بعض الناس يعرف صوته بالتسبيح، وبعض الناس يعرف صوته بالفجور والغناء. لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد بن عمروٍ والأغر بن حاتم فريق في الجنة وفريق في السعير .. وناد إذا سجدت له اعترافاً ... بما ناداه ذو النون بن متى وأكثر ذكره في الأرض دأباً ... لتذكر في السماء إذا ذكرتا بكت الملائكة وقالت: يا رب! صوت معروف من عبد معروف لا ندري أين مكانه. قال: أنا أدري، فنجاه الله بكلمة "كن" وقذفه الحوت في الصحراء، وكان عرياناً ليس عليه من الملابس شيء، فأنبت الله عليه في الحال شجرة من يقطين، فأكل من ثمرها، وتظلل بظلها واكتسى، وأرسله الله إلى قومه : { فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الصافات:143-144] لأنه حفظ الله في الرخاء فحفظه في الشدة، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: {احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك }. الدكتور / عائض القرني المصدر: نفساني |
|||
|
27-04-2009, 08:22 PM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
جـــــــــــــــــــــزاك الله خـــــــــــيرا اخت نووور على النقل الموفق..
وعلى تذكيرنا بهذه الدرر الراائعة التي غفلنا عنها في شدتنا وهي بين يدينا ونحن احوج مانحتاجها .. لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين......... |
|
28-04-2009, 01:00 AM | #3 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
بارك الله فيكِ أُختى الفاضله لنقل هذا الشرح والإيضاح لأقرب الأحاديث
الى نفسى ( ولاأدرى إن كانت هذه الكلمه صحيحه أم لا ) أقول لكِ الحق : كُلما قرأته أو استمعتُ إليه أحسستُ بإرتياح مهما بلغت متاعبى ..... |
|
28-04-2009, 06:24 AM | #4 | |
V I P
|
اقتباس:
معكِ حق أختي الوقار مرات يمر الإنسان بكربة أو مرض فينشغل به وينسى مثل هذه الأحاديث وما إن يقرأها حتى تستكين نفسه وتطمئن ,, |
|
|
28-04-2009, 09:00 AM | #5 |
عضـو مُـبـدع
|
قال الامام المنذري رحمهُ الله :
ناسخ العلم النافع / له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ، وناسخ ما فيه إثم / عليه وزره ووزر من عمل به ما بقي خطه |
|
28-04-2009, 07:56 PM | #6 | |
V I P
|
اقتباس:
بالنسبة لصحة العبارة لا أعلم ,, ولربما لو قلنا نشعر بالطمأنينة والراحة عند قرأته أتوقع أفضل ,, ومعك حق بإحساسك الذي تشعر به عند قرأته ,, لأن هذا الحديث يحتوي على وصايا عظيمة نافعة ,, شاكرة لك تواجدك أخي الكريم أسامة ,, |
|
|
28-04-2009, 07:57 PM | #7 |
V I P
|
أشكركِ أختي الكريمة حورانية على قرأتكِ للموضوع ,,
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|