( ..شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وشيخ الإسلام له مؤلفات كثيرة، وكلام كثير على المسائل في الاعتقاد وفي الفقه وفي التأصيل وفي التفسير وفي شتى العلوم الشرعية الأصلية، وكلامه رحمه الله وتعالى على مكانته عميق غزير كثير الفوائد جم العوائد؛ ولكن أكثر كلامه يحتاج إلى تبصر ونظر، يحتاج إلى من يكون عالما بالعلوم الشرعية أو طالب علم فيها حتى يفهم مراده في كلامه.
ووصف شيخ الإسلام رحمه الله بأنه إذا تكلم ظُن أنه لا يحسن إلا ذلك الفن، فإذا تكلم في الفقه فهو حامل رايته، وإذا تكلم في العقيدة فهو حامل رايتها، وإذا تكلم في التفسير فكأنه لا يحسن إلا التفسير، وهكذا في شتى العلوم حتى إنه قد حقق بعض مسائل نحوية ولغوية وكان قوله فيها هو الصواب رحمه الله.
وإذا ناظر أو تكلم مع أحد المتخصصين في فن من الفنون أفاده بأشياء لم تكن عنده، فإذا تكلم مع الفقهاء أفادهم بأشياء، وإذا تحدث مع المتكلمين أو الفلاسفة أو الصوفية أفادهم بأشياء لم تكن عندهم من العلوم، وهذا شيء مشهود له به.
وشيخ الإسلام ابن تيمية إمام أثَّر في العالم أثر في المسلمين وجدد الدين فهو مجدد المائة السابعة، وذلك لأنه نصر عقيدة السلف الصالح بمفهومها العالم ونصر ما قرره أئمة السلف بعد أن اندثر كلامهم إلا عند قليل من الناس.
لهذا نقول إن فهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ينبني على أشياء، وأن القارئ لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية يحتاج إلى قراءة بعد العلم بهذه الأشياء، أما أن يكون قارئا لها وقارئا لكلامه كأنه يقرأ في صحيفة، أو كأنه يقرأ كلام مثقف، أو كأنه يقرأ كلام طالب علم عادي هذا يحدث من اللبس والخلل ما رأينا بعضه. .. إلخ )
للقراءة :
للإستماع :