01-10-2003, 12:07 PM
|
#1
|
عضو
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4029
|
تاريخ التسجيل : 05 2003
|
أخر زيارة : 11-10-2003 (01:56 PM)
|
المشاركات :
10 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
كيف تحصل على السعادة
قال ابن القيم رحمه الله عن شيخه ابن تيمية: (وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة. وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة. وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت لهم ملء هذه القلعة ذهباً ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير... وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه... وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب منه عيشاً قط .. مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا، وأشرحهم صدراً وأقواهم قلباً وأسّرهم نفساً، تلوح نضرة النعيم على وجهه. وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه؛ فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا، وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة... وكان بعض العارفين يقول: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. وقال آخر: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره. وقال آخر: إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيه طرباً. وقال آخر: إنه لتمّر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيّب). إنها حياة تجعل الأكواخ والبيوت الصغيرة قصوراً فارهة، على حين تنسج العنكبوت على القصور الفارهة التي تخلو من (طعم) تلك الحياة! إن صاحب تلك الحياة يمنح الآخرين حبه وتسامحه وحسن تعامله.. ويجعل الابتسامة لا تغادر شفتيه إلا لتعود إليها.. ويجعل الرضا النفسي يحيطه بأشجاره الندية.. إن الوصول إلى تلك الحالة يكون بتعميق الصلة بالله ومراجعة علاقة الإنسان به في صَلاتِهِ وصِلاتِهِ وغلبة التفكر عليه. ويمكن الإفادة في ذلك من جملة كتب، منها: (إذا صح الإيمان.. للشيخ عبد الله السلوم)، (السعادة بين الحقيقة والوهم.. للشيخ ناصر العمر)، (الوابل الصيب.. لشيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى) وغير ذلك.
|
|
|