تكيف العامل و دوره في زيادة الانتاج

تكيف العامل و دوره في زيادة الانتاج

تكيف العامل و دوره في زيادة الانتاج


مقدمة
يهمنا في هذه الحلقة أن ننظر إلى الصحة النفسية في ميدان خاص هو ميدان العمل و الإنتاج الذي يفد إليه الراشد بعد تجاوزه مرحلة الدراسة والإعداد للمهنة .
فالعمل هو الوسيلة التي تلبي حاجات المجتمع المستهلك من جهة و المنتج من جهة أخرى , فإذا لم ينتظم الأفراد في تلك الأعمال وإذا لم يتم ذلك ضمن نظام و تخطيط يؤخذ فيه المستقبل بعين الاعتبار كما يؤخذ الحاضر فإن شؤون المجتمع تصبح في اضطراب يزعج حياته المشتركة كما يزعج حياة الأفراد الذين يعشون فيه .
أولا : مشكلة البحث :
تعتبر مشكلة الصحة النفسية للعامل من بين المشكلات الهامة التي تواجه المؤسسات الصناعية و التجارية في حياتنا الحديثة حيث تظهر هذه المشكلة مع تطور وسائل العمل و تعقدها وشروط العمل الصحية وشروطه الاجتماعية و جوانب الأجور و الترقية و المكافآت .
فالعامل في عمله يلاقي ظروفا جديدة و متنوعة تستدعي منه التكيف تعود هذه الظروف إلى جهات مختلفة من العمل , بعضها متصل بوسائل العمل و بعضها متصل بساعات العمل و توزيعه , وبعضها بالشروط البيئية المادية للعمل , وبعضها بالعلاقات الاجتماعية مع العمال الآخرين ومع الإدارة , وبعضها بالأجر , وبعضها بنوعية العمل ..............الخ
فالعامل الذي يحمل معه عددا من هذه الحاجات و يتأثر باتجاهات مختلفة تكونت لديه قبل بدء العمل وخبرة سابقة متنوعة الأطراف مر بها , يقف الآن أمام ضغط الشروط الجديدة عاملا على مواجهتها و التكيف معها بشكل من الأشكال فالعامل قد ينجح بالوصول إلى شكل مناسب من أشكال التكيف و يتابع عمله مطمئنا و سعيدا به , وقد يفشل وتبدو لديه عندئذ أشكال من سوء التكيف حيث يبدو متضايقا مما ينعكس على نفسه و أسرته و مجتمعه.
فالمصادر التي يمكن أن تعمل في سوء التكيف كثيرة ومختلفة ولذلك فإن المؤسسات تتجه نحو مواجهة هذه المشكلات ساعية وراء التعديل و الإصلاح من أجل وقاية العامل وتقوية تكوينه الشخصي معتمدة في ذلك على عدد من الدراسات و لكنها تضطر أحيانا إلى توجيهه نحو العيادة النفسية ,أو المستشفى , أو مراكز الرعاية الخاصة , إذا صدف ووقع الاضطراب النفسي لديه رغم ما تفعله من أجل وقايته.


ثانيا :أهمية البحث :
لقد برهنت الدراسات المختلفة على أهمية حسن تكيف العامل في حياته الشخصية و إنتاجه , وقد ظهرت هذه الأهمية بارزة في عدد العمال الذين يفدون إلى العيادة النفسية في المعمل لبحث مشكلاتهم مع المعالج النفسي أو المشاور النفسي , كما ظهرت في نوعية الإنتاج الذي يصدر عن عامل لم يستطع الوصول إلى تكيف مناسب مع ظروفه و شروط عمله . وفي عدد مرات الغياب التي تتكرر في حياة العامل.
فالعمل يحتل مكانة هامة في حياة الإنسان , فهو ميدان نشاطه المنتظم المنتج و هو الحقل الأساسي بعد المدرسة الذي يظهر فيه ما لديه من قدرات و كفاءات , وهو المصدر الذي يحصل بواسطته على المورد اللازم له للإنفاق من أجل معاشه , وهو البيئة التي يعيش فيها جزءا كبيرا من حياته حين يبلغ مرحلة الرشد , كما أن العمل هو ميدان يجتمع فيه الفرد مع عدد من الأفراد الآخرين على صعيد العمل و الإنتاج اجتماعا يؤدي إلى أنواع خاصة من العلاقات الاجتماعية .
و يزيد من أهمية العمل في حياة الإنسان أنه قد يكون مصدرا لسعادة الفرد , وقد يكون مصدر شقاء له , فإذا كان نوع العمل متناسبا مع قدراته و ميوله المختلفة و آماله كان الغالب فيه أن يكون مصدر سعادة له , أما إن وجد التنافر بين العمل و هذه القدرات و الميول و الآمال فالغالب عندئذ أن يكون مصدر شقاء و تعاسة بالنسبة للعامل .
من أجل ذلك كله نجد العناية بالعمل لدى الباحثين و المشتغلين في ميادين الاجتماع عناية بالغة , و قد زادت هذه العناية مع تطور حضارة الإنسان و تعقدها و تطور شروط العمل و تعقده.
ثالثا : فرضية البحث :
توجد علاقة بين تكيف العامل و زيادة الإنتاج.
رابعا : أهداف البحث :
يهدف البحث إلى معرفة دور تكيف العامل في زيادة الإنتاج.
خامسا : حدود البحث :
1- الحدود المكانية : الجمهورية العربية السورية – محافظة اللاذقية –.
2- الحدود الزمانية: طبق هذا البحث في العام الدراسي 2002-2003 -الفصل الأول - شهر تشرين الثاني.
3- الحدود البشرية طبق هذا البحث على عشرين عامل من عمال المعمل تتراوح أعمارهم بين ( 25-35) سنة.

الجانب النظري :
· التكوين الشخصي للعامل و دوره في التكيف.
· الإجراءات التي تقوم بها الإدارة لمواجهة سوء تكيف العامل.وتشمل 1- إجراءات وقائية.
2- إجراءات علمية.
3- إجراءات علاجية.
· خاتمة + رأي شخصي.
·الاستبيان : هل تجد أن هناك علاقة بين تكيف العامل و زيادة الإنتاج.؟
صح خطأ

· النتائج :


لقد قادت دراسة العمل و إنتاج العامل فيه إلى التأكيد على أربعة جوانب أساسية يجب أن تتوافر في العامل ليكون قادرا على الوصول إلى الإنتاج المناسب في العمل الذي تخصص فيه, و أول هذه العوامل هو القدرات ونعني في ذلك مستوى الذكاء و مستوى القدرات الخاصة التي تلزم للعمل .
وثاني هذه العوامل هو الكفاءة المهنية و نعني بذلك مستوى الأهلية التي يكون العامل قد وصل إليه في ميدان عمله في مراحل التوجيه و التدريب قبل أن يحمل مسؤوليات عمله كاملة والعامل الثالث هو الصفات التي تنطوي عليها شخصية العامل ومنها المثابرة و الدقة و النظام و الأمانة و التعاون و الشعور بالمسؤولية.....الخ. أما العامل الرابع و الأخير فهو الاهتمام الذي يعبر عن الميول و الطموح و الارتباط العاطفي بين العامل و عمله . إن هذه العوامل الأربعة مجتمعة تؤخذ بعين الاعتبار حين اختيار العامل لعمل ما أو وظيفة ما.
أولا : التكوين الشخصي للعامل و دوره في التكيف:
كثيرا ما يكون التكوين الشخصي للعامل هو المصدر الرئيسي للعوامل في سوء تكيفه , إذ أن هذا التكوين هو الميدان الرئيسي الذي تتم فيه عملية التكيف بما فيها من تفاعل بين العوامل و الشروط المحيطة به , وتدخل في هذا التكوين خبرات الطفولة و كذلك دوافعه المختلفة و ما كان منها غير مستقيم وما كان منها ميالا إلى التطرف وتدخل فيه سمات شخصيته فمنها ما يكون باتجاه تعاون مثمر مع الآخرين ومنها ما يكون باتجاه الانطواء و العزلة كما ويدخل في التكوين الشخصي للعامل قدرته على مسايرة تطور العمل ومقدار استجابته و معرفته بحدود إمكاناته .
ولنقل بكلمة مجملة أن تكوين العامل قد يقصر به عن تلبية المقتضيات التي تتطلبها عملية التكيف المثمر و ينتهي ذلك بشكل من أشكال سوء التكيف.
ثانيا : الإجراءات التي تقوم بها الإدارة لمواجهة سوء تكيف العامل :
تتجه الإجراءات المتخذة في مواجهة سوء تكيف العامل في ثلاثة اتجاهات رئيسية وهي :
أولا : الإجراءات الوقائية في مواجهة سوء تكيف العامل :

تعتبر الإجراءات الوقائية أهم ما تلجأ إليه المؤسسة من أعمال لمواجهة سوء تكيف العامل و تعني هذه الإجراءات ما تقوم به المؤسسة للإبعاد تلك الشروط المادية و غيرها التي تحيط بالعمل و تكون مصدرا من المصادر التي تسهم في إحداث الاضطرابات النفسية لدى العامل فإذا لم يكن من الممكن إبعاد تلك الشروط أو إزالتها اتجهت جهود المؤسسة إلى تخفيفها قدر الإمكان. وتشمل الإجراءات الوقائية شروط مكان العمل و وضع الأجهزة و الأدوات و الإضاءة و التهوية و الضجة وطريق سير العمل و توزيع ساعاته و توزيع أوقات الراحة خلال اليوم وأيام الأسبوع كما وتشمل تحديد الأجور و مناسبتها مع تكاليف المعيشة وتنظيم العلاقات الاجتماعية في ميدان العمل بالنسبة للعامل و الإدارة كما تشمل إجراءات اختيار العامل لما يصلح له وتوفير فرص الترقية اللازمة له .
ولذلك نرى بأن أكثر المؤسسات الحديثة عملت على توفير هذه الإجراءات الوقائية انطلاقا من قول ( درهم وقاية خير من قنطار علاج).
ثانيا : الإجراءات العلمية في مواجهة سوء تكيف العامل : تجري المؤسسة الصناعية أو التجارية عادة عددا من الدراسات التي تتصل بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة بالمشكلات التي يمكن أن تصيب العامل خلال ساعات العمل أو بتأثير العمل وتكون العناية بالصحة النفسية للعامل من بين الأهداف الرئيسية التي تهدف إليها المؤسسة من هذه الدراسات .
وتشمل هذه الدراسات أنواعا مختلفة من الموضوعات منها تحليل العمل , طوارئ العمل , آثار الغبار في صحة العامل آثار الضجة على العامل ,حيا ة العامل خارج المصنع أو المتجر , الأسعار و تطوير الأجور , تعب العامل , الملل و العوامل المؤدية إليه , الإضاءة و التهوية و العلاقات بين العامل و الإدارة و بين العامل و الإنتاج .

ثالثا : الإجراءات العلاجية في مواجهة سو التكيف عند العامل:

تفشل أحيانا الإجراءات الوقائية و غيرها في حماية العامل من الإصابة باضطراب نفسي , ويشاهد العامل أحيانا و هو يعاني من ثورات انفعالية شديدة , أو يبدي قلقا مزعجا , أو اكتئابا يضايقه في حياته الشخصية و علاقته مع غيره ....الخ
هنا نجد أن سوء التكيف واقع , و أن المشكلة موجودة وأنها تنتظر العناية من حيث هي اضطراب بسيط , أو عصاب أو انحراف يرتفع عن ذلك في شدته و هنا نلاحظ الحاجة إلى الإجراءات العلاجية.
تأخذ الإجراءات العلاجية مكانها في أكثر من مركز واحد فهناك العيادة النفسية الملحقة أحيانا بالمؤسسة و فيها يقوم المعالج النفسي بعمل قيم في مواجهة الاضطرابات النفسية الخفيفة و حالات العصاب , وهناك العيادة النفسية الخارجية التي يمكن إرسال العامل المصاب إليها أحيانا .
إن هذه المراكز المختلفة التي تختص باضطرابات العامل النفسية تلاقي المزيد من العناية مع تطور وسائل العلاج النفسي من جهة ومشكلات الحياة الصناعية و التجارية الحديثة من جهة أخرى .


الخاتمة :
و هكذا نرى بأن مشكلة تكيف العامل مع عمله تعتبر من بين المشكلات الكبيرة و الهامة التي تواجه المؤسسات الصناعية و التجارية حيث يظهر سوء تكيف العامل في ميدان العمل في عدد من الأغراض أهمها الغياب عن مركز العمل و ضعف الإنتاج وكثرة الحوادث و الاندفاعات العدوانية و لذلك فإن الصناعة و التجارة تواجه مشكلا ت كبيرة و كثيرة نظرا لسوء تكيف العامل و يظهر ذلك في النفقات التي تتحملها المؤسسة جراء غياب العامل و من خلال ضعف الإنتاج و نفقات رعاية العامل , من أجل هذا كله و من أجل سعادة العامل تولي المؤسسات الصناعية و التجارية مسألة الصحة النفسية للعامل عناية خاصة و تعمل جاهدة على إزالة جميع العوامل التي تؤدي إلى سوء تكيفه.
الرأي الشخصي :
إني أرى أن تحقيق الصحة النفسية للعامل و تحقيق تكيفه مع العمل الذي يقوم به أمران هامان يجب أن توليهما الدولة اهتماما كبيرا لما لهما من أثر على الفرد و المؤسسة و بالتالي المجتمع ككل ولذلك لابد من وضع خطط علمية ووقائية لمواجهة سوء التكيف عند العامل و لابد من وجود المعالج النفسي في المعمل لمساعدة العمال على تخطي الاضطرابات النفسية التي يعانون منها و بالتالي الوصول بهم إلى أقصى درجة ممكنة من التكيف مع عملهم وهذا ما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير و العطاء .






:rolleyes: :D [IMG]http://[/IMG]

المصدر: نفساني