هاجس المخابرات

هاجس المخابرات

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالتي للأخوة الكرام المستشارون لمعرفة آراءهم و تفسيراتهم لحالتي النفسية ذات الطبيعة الخاصة جداً .

أنا شاب عمري 30 عاماً كنت متفوقاً ومتميزاً في دراستي حتى الشهادة الإعدادية ثم انخفض مستواي في المرحلة الثانوية وإن كنت قد نجحت في الالتحاق بكلية من كليات القمة وتخرجت منها منذ 8 أعوام ولكني لم أستطع الحصول على وظيفة تتناسب مع طموحاتي واضطررت خوفاً من البطالة لقبول وظيفة بسيطة في إحدى الشركات الخاصة أعمل بها منذ 6 سنوات حتى الآن بالمناسبة أنا أعذب ولم تكن لي أي علاقات عاطفية خاصة حتى الآن .

مشكلتي هي أنه ينتابني هاجس أحس أنه هاجس مرضي خطير جداً ولكن أرجوكم عدم السخرية منه ، حيث أشعر أنني مراقب من أحد الأجهزة الأمنية أو المخابرات مثلاً وذلك منذ سنوات عديدة وأشعر بالذات في عملي هذا بأني مراقب من المخابرات وأن كل من حولي في العمل إنما هم فريق مدرب يقومون بوضعي تحت تأثيرات معينة لمعرفة ردود أفعالي وانطباعاتي والجوانب المختلفة من شخصيتي ، وأن كل ما يحدث لي من مشكلات داخل العمل (تقريباً) ما هي إلا إختبارات وضعت لي وفق خطة مدروسة مسبقاً ، و الغريب أنني أشعر أنه يتم استخدام بعض أصدقائي وبعض أقاربي أيضاً في هذه المنظومة

الأخوة المستشارون : لا أستطيع أن أصف لكم كم هو مدمر بالنسبة لي هذا الإحساس فشعوري بأني شخص مريض ينتابه هذا الهاجس يقلقني بصورة غير طبيعية ويكاد يدمر حياتي ومستقبلي كله ، هل يكون ما يحدث لي نتيجة إحباطات متتالية وانخفاض مستوى الذكاء في المرحلة الثانوية ثم سلسلة الإحباطات في حياتي الجامعية ومن بعدها الصدمة الكبرى (صدمة عدم القدرة على الحصول على وظيفة تتوافق مع طموحاتي ) قد أدت بي بالشعور الداخلي بالضآلة مما ترتب عنه أنني أعوض ذلك بالإيمان بهذا الهاجس الذي أشعر فيه بأنني موضع اهتمام وتركيز أشخاص آخرين ..... لا أدري ربما...

كثيراً ما أجلس مع نفسي وأحاول أن أقنعها بأن ذلك كله مجرد وهم وأنه لاشئ من ذلك يمت إلى الحقيقة بصلة وأنه يجب أن أتعامل مع العالم بصورة طبيعية وأبدأ في البحث الجدي عن وظيفة أفضل ربما تعوض ما بداخلي من شعور مدمر ... ولكني أفشل تماماً ويظل الوهم يسيطر علي وكأني أستلذه وأحب أن أعيش فيه ....

السادة المستشارون رغم غرابة تلك الحالة أرجو النظر إليها على أنها حالة شخصية جداً تحتاج لعناية كبيرة من جانبكم وأنا على أتم استعداد للرد على أي استفسار عني وعن شخصيتي وإن كنت قد حاولت أن أكتب كل شيئ عن نفسي قدر المستطاع: أنا على العموم شخصية قليلة الأصدقاء جداّ ولست انطواءياً تماماً فأصدقائي المقربين يعرفون أنني شخصية محبوبة ولكن الغرباء لا أظنهم يفطنون إلى ذلك ، وأنا متدين وملتزم دينياً والحمد لله وهذا غريب مع حالتي فكم حاولت بالصلاة والدعاء إلى الله أن يرفع عني هذا المرض أو يفتح لي فتحاً من عنده ولكني أجدني كثيراً ما أدعوه أن يكشف لي الحقيقة إن كان هذا الهاجس حقيقة وأنه توجد بالفعل هذه "المخابرات" المزعومة (تخيلوا سيادتكم أنني وحتى كتابة هذه السطور أشعر بأن هذا الأمر قد يكون صحيحاً إلى حد كبير وأن كل ما يحدث بما فيه ما أكتبه الآن مراقب من هذه "المخابرات" ولكني أعود إلى الواقع وأحاول أن أجعل الموضوع منطقياً : لماذا أنت ؟ أنت حتى لا تتمتع بأي ذكاء خاص يجعل هؤلاء القوم يهتمون بمراقبتك أو معرفة ردود أفعالك فلماذا تخدع نفسك بهذا الوهم ....

السادة المستشارون برجاء دراسة حالتي بالتفصيل والاتصال بي في أقرب وقت ممكن لأنني أخشى أن يدمر هذا الهاجس مستقبلي تماماً ويجعلني عاجزاً عن التغيير والتحرك للأمام أو يقودني إلى الجنون التام رغم أني كما قلت شخصية متزنة إجتماعية ومستقيمة السلوك ومقبولة أيضاً

أرجوكم أفيدوني بسرعة ......

المصدر: نفساني

أخي الفاضل ..
مساءات الخيرررر ..
وسلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..
أخي الفاضل ....
ما ذكرته من أعراض تنتاب أخرين ، ويعاني منها أخرين ، ومعروفــة في العيادة النفسيــة ، فلا تقلق كثيرا ، ما دمت تملك الرغبــة لمساعدت نفسكِ ... وهذا يتطلب عدم أنشغال بتشخيص دقيق عبر الأنتر نت ... فزيارتك للطبيب النفسي ، ستمنحك القرار تجاه حالتك ، وربما بعض الأدويــة التي ستساعدك على تخفيف أو أختفاء تلك الأعراض التي لا أعرف كيف تحملتهـا سنوات ،
* أخي ما زلت مدركا لم يشغلك ، وينتابك ، فلا تتردد في زيارة أستاذنا الدكتور / عبد الله السبيعي في عيادته أنا أوصيك بذلك ، وإن احتجت كما يرى هو مختصا نفسيا لجلسات نفسيــة ، وأنت هنا في الرياض فيا أخي أنـا مستعد في محاولة مساعدتك ، ومجانا دون مقابل إلا الدعاء منكِ ..
ربي يحفظك ، ويوفقكِ .