|
|
||||||||||
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
|
أدوات الموضوع |
14-07-2001, 07:08 PM | #1 | |||
عضو فعال
|
كيــــف نستثمر مواهب الحيـاة
كيف نستثمر مواهب الحياة ؟
كثير من الشّـباب فتياناً وفتيات يسألون أنفسهم ماذا نملك من الثّروات حتّى نفكِّر في تنميتها والاستفادة منها في شؤون حياتنا المختلفة .. قد يرى البعض انّه فقير أو مُفْلِس لا يملك شيئاً لا نّه لا يفعل ما يريد مثل الكبار .. هذا التصوّر الخاطئ هو الّذي جعل عدداً من الفتيان والفتيات يرون العالَم مُظلِماً والحياة تعاسة وحرماناً .. الاُسرة هي قاعدة الانطلاق، كما ينطلق الرحّالة من مبدأ حركته ومرسى سفينته، أو كما ينطلق المتسلِّق من مقرِّه ومخيّمه في سفح الجبل .. الاُسرة هي الملجأ والملاذ أيضاً، نعود إليها في الاوقات التي نحتاج إليها، لا سيّما في المراحل الصّعبة من الحياة لتمنحنا سكوناً وطمأنينة .. رغم هذه الحقيقة وهذه الاهمية للاُسرة، فإنّنا نستعد في هذه المرحلة من العمر أي في سنّ المراهقة، لتحمّل بعض مسؤوليات الحياة على الاقل، حتّى نتأهّل شيئاً فشيئاً لان نكون مسؤولين بالكامل عن أنفسنا بل عن اُسرة نكوِّنها في المستقبل، أو عن دائرة نعمل فيها، أو عن المجتمع الّذي نعيش فيه .. ويحقّ لنا أن نسأل منذ البداية، وقبل أن نضع خطواتنا في الطّريق إلى عالَم الرّشد، ماذا منحتنا الحياة من ثروات وطاقات وكفاءات حتّى نستثمرها في هذا الطريق ؟ ما هي القدرات والاستعدادات التي وهبها الله لنا لنجعلها رأسمالنا في هذه الحياة ونعمل على تنميتها واستثمارها في مراحل العمر كلّها ؟ إذن يجب أن نحصي ما لدينا من طاقات وثروات . أوّلاً : العقـل، هذه الثروة الهائلة وأكبر الكنوز التي نملكها نحن البشر ونتميّز به عن سائر المخلوقات في الارض .. هذا الوعاء الذي يستوعب الفكر والعلم والتجربة والمعرفة .. هذا الدليل المُرشِد الّذي يدلّنا على الطّريق ويرشدنا إلى الخير والصّلاح، والّذي يميِّز لنا الحقّ من الباطل والخير من الشرّ، وهو الّذي يُراقب كلّ خطوة منّا حتّى لا تخرج عن الطريق الصحيح .. ولكن هل يكون العقل ثروة لمن يهمله ولا يستفيد منه ولا يعرف قدره ؟ الحكماء يقولون انّ العقل وزير ناصح ; لانّ آراء الوزير وإرشادات الوزير تنفع حينما يستوزره الحاكم على مملكته .. فهل نستوزر نحن العقل هذا الوزير الناصح على مملكتنا الشخصيّة ؟ ثانياً : الارادة .. وهي التي نسمِّيها أحياناً الاختيار .. كلّنا مخيّرون وقادرون على القيام بعمل ما أو تركه .. الارادة عند الانسان تجعله أقدَر من جميع المخلوقات التي نعرفها على فعل ما يريد، أو الامتناع عن اُمور يحتاجها، كالنّوم والرّاحة أو الاكل والشّرب، لهدف أكبر وغاية أسمى .. كثير من العظماء قلّلوا ساعات نومهم وأخذوا من أوقات راحتهم للدراسة والاجتهاد والسّهر مع العلم والمعرفة، حتّى نالوا شهادات عُليا وحصلوا على مواقع مهمّة في المجتمع وظلّ ذكرهم حيّاً بين الناس .. المؤمنون يمتنعون عن الاكل والشرب أثناء الصِّيام ليعبدوا ربّهم وليتعلّموا الصّبر ويواسوا الفقراء، فإذا أصبح الصّبر عادة بالنسبة لهم صاروا يتحمّلون بشكل طبيعي بعض مصاعب الحياة . إنّ الارادة والصّبر والاستقامة هي الطريق إلى النجاح في كثير من الاعمال التي يقوم بها الانسان . ثالثاً : العاطفة والاحساس .. من المؤكّد أنّ العاطفة تقوى عند الشّباب، لا سيّما عند الفتيات لا نّهنّ اُمّهات المستقبل .. وقد نلاحظ في مذكّرات هذه الفتيات ميلهنّ الشّديد إلى البكاء أو تعلّق بعضهنّ الشديد بصديقاتهنّ أو مدرِّساتهنّ .. هذه العاطفة تُعتبر ثروة للانسان، يتفاعل بها مع الاشياء من حوله، فيحبّ ويكره، ويرضى ويغضب، ويرغب في شيء أو ينفر منه .. فالعاطفة تربط الانسان بالآخرين وتزيد حياته دفئاً بين أحبّائه واُسرته وتحميه من اللاّمُبالاة .. الاحاسيس تنمو هي الاخرى عند المراهق ليصبح مُرهَف الحسّ، شاعري المزاج في تعامله مع الاشياء من حوله، كصور الطّبيعة وأحداث الحياة، ويميل إلى قراءة الشّعر والقصّة، ويرغب في ممارسة الرّسم والانشاد، ويُقبِل في هذه المرحلة على الفنّ إحساساً وتذوّقاً للجمال، أو محاولة في التعبير عنه من خلال لوحة فنِّيّة، أو أبيات من الشِّعر، أو غير ذلك من التعابير .. العاطفة والاحساس كلاهما ثروة مهمّة إذا عرف الانسان كيف يستثمرهما في حياته . رابعاً : الخيال .. وهو ليس كما يتصوّره البعض بأ نّه يُبعِد المراهق عن الواقـع، أو يجعله يسبح في عالَم آخر، وبالتـالي يُجمِّد طاقاته وإمكانيّاته ; فإنّ الخيال شيء جميل ونافع ويستحقّ الاهتمام، وله دور مهم في حياة الانسان .. قد يفرّ الانسان بخياله من الواقع المرّ، ولكن في الغالِب يلجأ الانسان إلى الخيال وأحلام اليَقْظَة وينسج الآمال في تصوّراته لا نّه يريد أن يكون مثاليّاً، وأن يكون ناضجاً وبلا عيوب، وهو يشبه إحساس المُكتَشِف أو الرحّالة الّذي يتصوّر أرض أحلامه في خياله قبل أن يتحرّك لاكتشافها في الواقع .. هذا الخيال نافع جدّاً لهذا المكتشف أو الرحّالة لانّ له صلة بعالَم الواقع .. الخيال ثروة حقيقية لنا إذا استطعنا أن نربط بينه وبين الحياة بجسور عديدة، فلا نسمح للخيال أن يتغلّب على الواقع فنبقى نسبح في الآمال والاُمنيات، ولا نجعل الواقع كذلك يتغلّب على الخيال فتكون طموحاتنا محدودة وضيِّقة .. لِنَترك للخيال الآمال والغايات ونجعل الواقع يسير بنا نحو تلك الآمال والغايات . خامساً : الصحّة أو العافية .. ثروة لا تُقدّر بثمن .. جاء في الحديث الشريف أنّ خمساً من الاُمور يجب اغتنامها قبل خمس : الشّباب قبل الهرم والفراغ قبل الانشغال والقوّة قبل الضّعف والصحّة قبل المرض .. يكفي أن نفكِّر قليلاً في أهميّة هذه الثروة .. ماذا نفعل لو فقدناها فجأة .. كثير من المرضى والمعوّقين يتمنّون أن تكون لهم صحّة كاملة ليعودوا إلى نشاطهم الطبيعي في هذه الحياة .. العافية أو الصحّة ثروة يجب أن نحافظ عليها ونصونها بالغذاء السّليم وبالنظافة، وما يمكن أن نمارسه من الرياضة .. وعلينا أن نهتمّ أيضاً بالجانب الآخر من الصحّة أي نظافة نفوسنا من الاخلاق السيِّئة والاحقـاد والكراهيّـة وترويضها على الصِّـفات الحسنة، كما نراعي نظافتنا الظاهريّة وكما نقوم بالرياضات البدنيّة . مع وجود هذه الثروات وغيرها، هل أستطيع أنا الشّاب أن أعتبر نفسي فقيراً أو تعيساً أو محروماً، خاصّة أنّ الثروات ليست محدودة بهذه المواهب التي أشترك بها مع الآخرين، فقد تكون لكلّ فرد منّا موهبته الخاصّة به .. وما عليه إلاّ الاستفادة منها وتنميتها وتقويتها أو استثمارها كما يستثمر التاجر رأسماله ليكسب أرباحاً جديدة ويضيف إلى أمواله ثروات أخرى ورأسمال جديد .. فضلاً عن ذلك كلّه، هناك كفاءات أخرى يمكننا أن ندخلها في صميم حياتنا، فتوجد تحوّلاً كبيراً وتجعلنا قادرين على إنجاز أعمال مهمّة والوصول إلى غايات وأهداف كبيرة .. إنّ هذه الكفاءات نقلة نوعيّة في حـياتنا وسيّما في سنّ المراهقة لتحقيق أشياء لا نتصوّر حدوثها في الحالات العاديّة .. ومنها : الابداع : كفاءة وطاقة واستعداد يكسبه الانسان من خلال تركيز مُنظّم لقدراته العقليّة وإرادته وخياله وتجاربه ومعلوماته .. الابداع يُعدّ سرّاً من أسرار التفوّق في ميادين الحياة، ويمكِّن صاحبه من كشف سبل جديدة في تغيير العالَم الّذي يحيط بنا والخلاص من الملل والتكرار .. إذا أردنا تحقيق مثل هذه الكفاءة في حياتنا، فلابدّ أن نضع عدّة لافتات أمامنا، ونتبّع معها طريق الابداع، هذه اللاّفتات هي : ـ تقوية الخيال والاحساس . ـ توجيه المشاعر نحو الاهداف الجميلة . ـ تنمية الفكر والثقافة والمعلومات . ـ تبسيط الحياة وعدم الانشغال كثيراً بهمومها . ـ اكتشاف النظام في الاشياء التي لا نجد فيها نظاماً في النظرة الاُولى . ـ أن نقدِّم الجديد بعد الجديد، وأن نفعل ذلك كلّ يوم . ـ أن نحبّ أنفسنا والآخرين وأن يكون حبّنا الاقوى للخالق المُبدِع . ـ أن نُصاحب أصدقاء مُبدِعين . ـ أن نُطالِع كتباً أو قصصاً أو أشعاراً تدعونا إلى التفكير والابداع لا إلى التقليد . الايمـان : طاقة عظيمة نكتسبها من خلال الاعتقاد الصحيح بخالق الكون والمدبِّر له، ومشاهدة جماله وكماله في الخلائق كلّها صغيرها وكبيرها، وتلمّس رحمته التي وسعت كلّ شيء . ومن خلال عبادته التي تزوِّد النفس بطاقة روحيّة كبيرة تجعل الانسان أقوى وأكثر توازناً عند الشّدائد .. الايمان ثروة ينالها الشّاب أسهل من غيره لانّ نفسه الطريّة تتفتّح عليها آفاق الحياة سواء كانت هذه الافاق مادِّيّة أو روحيّة ومعنويّة . الهمّة العالية : ثروة ضخمة وقوّة كبيرة تدفع الانسان إلى غاياته وتبعد عنه اليأس والضّجر والمَلل . يُشير الحديث الشريف إلى أنّ المرء يطير بهمّته كما يطير الطّير بجناحيه .. الانسان بحاجة ماسّة إلى همّة عالية وهو في طريقه إلى الرّشد والنضوج .. الطّريق الّذي يرسم له الغايات في هذه الحياة .. أمّا حصولنا على هذه الثروة الكبيرة فهو ممكن إذا اتّبعنا بعض القواعد في حياتنا : ـ نتذكّر دائماً انّنا بشر ونستطيع أن نرقى إلى الكمال الّذي نريده . ـ نشدّ عربتنا إلى نجم كما تقول الحكمة ; أي نكوِّن لانفسنا قيماً وأهدافاً عُليا نسعى للوصول والارتقاء إليها . ـ لا ننشغل بالصّغائر والاُمور التافهة وغير المهمّة . ـ لنكُن أخلاقيين في التعامل مع الآخرين ولا تحدِّدنا مصالح شخصيّة . ـ لنكُن مُبدِعين في كلِّ شيء حتّى في تحديد الاهداف واختيار الاساليب والطّرق التي توصل إليها . ـ لنهتمّ بجمال الباطن كما نهتمّ بجمال الظّاهر . ـ لنختر أصدقاءً من أصحاب الهمم العالية ما ذكرناه في هذا الفصل هو أهمّ المواهب التي نملكها نحن الشّباب أو نستطيع أن نكسبها من خلال ما لدينا من طاقات واستعدادات ذاتيّة ومشتركة .. وينبغي أن نؤمن بأنّ الحياة وخالقها يستطيعان منحنا المزيد ثمّ المزيد من المواهب إذا واصلنا الكشف والبحث، فكنوز الحياة ليس لها نفاد (إن تُعِدوّا نعمةَ اللهِ لا تُحْصوها ) . المصدر: نفساني
|
|||
|
14-07-2001, 08:23 PM | #2 |
مستجد
|
ماشاء الله
الاخ بسام
من الجميل ان نرى شباب بهذا الوعي الجميل والكتابات بارك الله فيك وجزاك الله خير تحية كبيره لك وكل الاحترام فهذا موضوع مثالي جدا ينم عن عقل رزين وفكر عميق وثقافه عاليه وجهد وافر 0 فلم تترك مجال للمناقشه في اي نقطه 0موضوع منسق ومدروس بعناية ولكن هناك سؤال اذا استطعنا تفعيل كل هذه النقاط ووصلنا بالشباب الى هذا الحد من المثاليات فكيف سيكون حال البشرية 0 عبير نجد |
|
14-07-2001, 09:22 PM | #3 |
مستشارة
|
جزاك الله خير على هذا الموضوع.
صراحه موضوعك اكثر من رائع شكرا لك على هذه النظره للموضوع من عدة ابعاد والله استفدنا...والسلام
|
|
15-07-2001, 11:33 AM | #4 |
عضو فعال
|
الاخت عبيرنجد والأستاذه نــــوال
أشــــــكر لكم كلماتكم واعتبرها وســـام على صدري ودافع للكتابة اكثـــر واكثر .....شكرا لكم وتقبلوا فائق احترامي وتقديري |
|
07-10-2001, 07:57 AM | #5 |
................
|
أخوي بسام ما أدري وشلون جاء هذا الموضوع على بالي وأنا أتصفح المواضيع القديمة في هذا المنتدى ( وأنا من عشّاق قراءة كل قديم) فأعجبتني تلك الكلمات والهمسات
وجاءت متضامنة مع إطلاقنا اللقب الجديد عليك ( القائد المعروف) ولست بالجندي المجهول واستوقفتني عبارة جميلة في آخر المقال(( فكنوز الحياة ليس لها نفاد )) فعرفت السر لعمل أتهيأ أن أعمله وقد تم تجهيز أدواته منذ 3 أعوام وأسأل الله أن يتمه على خير ويخلص فيه النوايا |
|
07-10-2001, 10:00 AM | #6 |
عضو فعال
|
حياك الله يا ابو مروان بما ان الموضوع قد عاد الى الحياة مرة اخرى فدعوني أكمل النقاش به : كثيرة الأشياء التي أضعناها ونسيناها في التبدد!
لكن أثمن ما في تلك الاشياء ....لا بد ان يحفر ويرسخ (بضم الياء) مهما امتد زمن الضياع من الشباب والشابات.... اما انا ارى ايضا ان اخطر ما يواجه الشباب من الجنسين هو الضياع النفسي وذلك بسبب صدامات الضياع الاخلاقي او أسباب اخرى اوبسبب غربة الروح وتشتتها في الماديات . واريد ان أوضح ايضا شيئا مهما وهو ان جميع من يخرج لسانه امام ما نواجهه من حقائق ..ثقوا ثقة تامه انهم يتالمون ايضا من قضمهم الدائم لها . ان كل شخص يعرف النقص فيه ويسعى جاهدا لاخفائه عن أعيــن الناس, واحيانا يخفيه حتى عن نفسه بالمكــــابرة, والخداع, وبالطرد المؤقت . اما عن كل شخص يستهتر بانطباع الناس عنه وعن سلوكه وعن تعامله مع الطرف الاخر ومن افكار شريرة لا بد ان يسقط في عزلته : وحيـــدا, وعـــــاريا, وخــائفا |
التعديل الأخير تم بواسطة بسام ; 07-10-2001 الساعة 10:03 AM
|
27-11-2005, 10:07 PM | #8 |
عضو شرف
|
أخطر ما يهدد الشباب والصبايا في وقتنا الحاضر هو الإحباطات المتتالية التي تحدث لهم مع كل أمل جديد يولد في حياتهم ، وأنا أكثر المجربين له ، ما أقساه ، لا أستطيع وصف بساعة الإحساس به ....
|
|
28-11-2005, 12:25 AM | #9 |
عضو جديد
|
بصراحه يا اخ سام الموضوع رائع جدا بل فوق الرائع
سلمت يمناك يا اخي بصراحه كنت اقرا وانا متشوقه لأعرف ما يلي السطر الذي أقرأه برغم من كثر الكلام الا ان عذوبه الكلام وسلالسة الموضوع واسلوبه الجميل ومعناه القوي جعلني لم احس بطول الفقرة التي قرأتها شكرا اخي على الموضوع والى الأمام دوما |
|
02-12-2005, 09:08 PM | #10 |
عضـو في نادي المتفائلين
|
موضوع راااااائع......
يوقظ كل قدراتي ويصيح بها ان تستيقظ............ اتمنى ان ارى جديدك......... |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|