المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

كيف أصبح النبي صلى الله عليه وسلم... رمزاً للرحمة؟

كيف أصبح النبي صلى الله عليه وسلم... رمزاً للرحمة؟! الأستاذ عمرو خالد لمجلة كل الناس بتاريخ 12- 18 ابريل 2006 كيف أعد الله رسوله صلى الله عليه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15-04-2006, 08:20 PM   #1
يسموني القمر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية يسموني القمر
يسموني القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3256
 تاريخ التسجيل :  12 2002
 أخر زيارة : 20-09-2012 (02:24 PM)
 المشاركات : 377 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
كيف أصبح النبي صلى الله عليه وسلم... رمزاً للرحمة؟



كيف أصبح النبي صلى الله عليه وسلم... رمزاً للرحمة؟!

الأستاذ عمرو خالد لمجلة كل الناس بتاريخ 12- 18 ابريل 2006

كيف أعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم لتحمل مسئولية الرسالة.. كيف امتحنه منذ طفولته بالشدائد حتى يجهزه بالإرادة والجدية.. كيف زرع في قلبه كل هذا الحب للناس والرحمة بالجميع حتى لأعدائه؟

الداعية عمرو خالد.. يكشف الكثير من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم التي جعلته بحق رحمة مهداة للعالمين وحتى نتعلم دائماً كيف تكون علاقتنا بالنساء والأطفال والضعفاء؟

في هذه المحطة من الإبحار مع "على خطى الحبيب".. يتوقف عمرو خالد أمام حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم ودلالاتها المهمة.. وكيف نقتني أثر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في رحمته.. وفي مواجهته للشدائد.

لماذا شق جبريل صدر النبي

يقول عمرو خالد: عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم في بيت مرضعته حليمة السعدية، حصلت حادثة غريبة جداً..

تروي حليمة هذا الحادثة فتقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما فطم وتجاوز السنتين، أخذته وعدت به إلى أمه، بعد أن عم الخير في ديار بني سعد، ببركة وجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم.

تقول: السيدة حليمة: أحببته جداً، حيث ألقى الله محبته في قلبي، فذهبت لأمه أنا وزوجي نرجوها أن يبقى بيننا عاماً ثالثاً، والسيدة آمنة تقول لا.. وتكرر رجاؤنا إلى أن قالت نعم ووافقت على عودته صلى الله عليه وسلم، معنا مرة أخرى.

مكث بيننا شهرين وحينئذ حدث شيء غريب، إذ كان يلعب هو وأخوه – ابن السيدة حليمة – وفجأة رأينا أخاه يجرى ووجهه قلق متوتر ويتصفد عرقاً، فقلت لأبيه: ما لهذا الفتى؟. فصاح ابني: أدركوا أخي القرشي فقد جاء رجلان فافجعاه وشقا بطنه وأخرجا منه شيئاً، تقول حليمة: فخرجت أنا وزوجي مهرولين نحوه، فانتهينا إليه، فإذا هو واقف مكانه لا يتحرك ممتقع الوجه، فعانقته وعانقه أبوه بحنان وقلنا له: ما لك يا بني؟.. فقال صلى الله عليه وسلم: أتاني رجلان ليسا من ناس الدنيا – طبعاً كان يصف سيدنا جبريل – عليهما ثياب بيض فافجعاني وشقا بطني، أي ألقيا بي أرضا ثم شقا بطني.

وقال رجل منهما للآخر: شق صدره، فشق صدري، وأخرج قلبي فغسله، ثم قال: خط صدره وكررها مرة أخرى، فخاط صدري، ثم جعل خاتماً بين كتفي – وهو خاتم النبوة – وهذه الرواية معناها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يولد بخاتم النبوة.

معنى روحاني فقط

أياً كانت حادثة شق الصدر، دعونا نتفق: هل هي أخرجت النبي صلى الله عليه وسلم، عن بشريته؟

- هو بشر لم يتغير

- إذن فماذا حدث؟

- هناك معنى روحي خاص النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرجه أبداً عن خصائصه البشرية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك قال: "ما منكم أحد إلا وكل به قرينه من الجن" – أي كل شخص معه شيطانه يوسوس له – قالوا وإياك يا رسول الله – أي وأنت أيضا؟ فقال نعم وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير، أي أنه حدثت مجاهدة انتصر فيها النبي صلى الله عليه وسلم، على هذا الشيطان الذي هداه الله للإسلام فاهتدى.

- ما أريد قوله إن الشر لو كان غدة في الجسم أولو كان الخير مادة يحقن بها القلب، مثل وقود الطائرة فيحلق وينطلق.. أكيد موضوع الشر والخير أبعد من ذلك، موضوع الخير والشر في الروح الإنسانية، لصيق بروح الإنسان، منسوج في اللحم والدم، وهو ليس شيئاً نخرجه ونرميه، أو حقنة نضعها في القلب.

وبالتالي حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم ، حادثة متعلقة بمعنى روحاني، أن الله تبارك وتعالى قام بشيء إعدادي للنبي صلى الله عليه وسلم شيء خاص، ليس له تفسير عقلي، لكنه لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من نزعته أو صفاته البشرية، الخير والشر ليسا غدة تستأصل، لكنه حادث روحي خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم.

الحرمان من حضن الأب

أول اليتم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فقده لأبيه عبد الله، الذي أقام مع عروسه آمنة شهوراً قليلة ثم سافر سعياً للتجارة والرزق، والتجارة هي رزق قريش الأساسي، حملت آمنة في محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يعلم عبد الله بذلك لأنه كان مسافراً غريباً عن أهله وبلده، لم تصله البشارة بأن في أحشاء امرأته منه جنيناً سيكون سيد ولد آدم، ومرض عبد الله في المدينة المنورة، وهي موطن أخوال والد النبي صلى الله عليه وسلم من بني النجار، وتشاء الأقدار أن يدفن عبد الله فيها، حيث وافاه الأجل المحتوم فيها وهو عائد من الشام.

العلماء يقولون إن هذا أعلى درجات اليتم الذي يموت أبوه وهو في بطن أمه.

ترى متى علم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه فقد أباه؟

من المؤكد أن ذلك حدث مبكراً، لأن محمداً صلى الله عليه وسلم كان سريع النضج، وكما تحدثت حليمة: إنه كان يشب شباباً جسمياً وعقلياً لا يشبه غيره من أقرانه، وقد حرص على زيارة قبر أبيه وعمره ست سنوات، لقد حُرم محمد من حضن الأب، ومع ذلك أعطى هذا الحضن للآلاف من البشر.

وقال صلى الله عليه وسلم: إنما أنا لكم بمنزلة الوالد.

تخيل حضنه لك يوم القيامة، وحضنه لرجل مثل زيد بن حارثة.. تروي السيدة عائشة أن زيداً بن حارثة أتى على النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة من الغزوات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً في بيت السيدة عائشة يرتدي سرواله إلى ما فوق سرته، وكان الجزء العلوي من جسمه لا يزال عارياً، فطرق زيد الباب والنبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال.. فقالوا: من؟ فقال: زيد، فمن شدة فرح النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتظر أن يكمل ارتداء ثيابه، وهرول إلى زيد يعانقه ويأخذه في حضنه صلى الله عليه وسلم.

موت أمه أمام عينيه

ثاني اليتم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كان فقد الأم آمنة بنت وهب، ولم يبلغ ست سنوات بعد، خرجت به أمه إلى المدينة – يثرب – لزيارة أخوال أبيه فيها، وأقامت عند بني عدى بن النجار، حيث إن في هذه الدار يوجد قبر زوجها، ووقف النبي صلى الله عليه وسلم يتأمل قبر أبيه، وظل النبي صلى الله عليه وسلم يتذكر هذه الزيارة، لدرجة أنه حين دخل المدينة بعد ذلك وأصبحت مدينته صلى الله عليه وسلم حكى عن هذه الزيارة التي كان عمره فيها ست سنوات، وقال: قدمت إلى المدينة مع أمي وزرت هنا قبر أبي، وأشار إلى بئر مياه وقال: هذه البئر تعلمت بها السباحة.

لماذا ذهبت آمنة إلى هذا المكان أصلاً؟

ذهبت ليزور محمد صلى الله عليه وسلم قبر أبيه، وليتعرف على أخوال أبيه، وكان ذلك منها منتهى الوفاء، أن تسافر مسافة ستمائة كيلو متر، وهي ليست ثرية لتتحمل المشاق المادية لهذه الرحلة، تصحبها جاريتها أم أيمن، تريد أن تربط ابنها صلى الله عليه وسلم بأهله وتعوده على الوفاء لهم.

وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك حين ذهب مهاجراً إلى المدينة، ذهب إلى بني النجار وكرمهم تكريماً شديداً، وعادت السيدة آمنة ومعها النبي صلى الله عليه وسلم وجارية أبيها الحبشية أم أيمن، وخلال رحلة العودة من المدينة إلى مكة أحست السيدة آمنة بالمرض، وكان مرضاً غير عادي، واستمر المرض في الازدياد، حتى وصلوا إلى منطقة الأبواء بين مكة والمدينة، فماتت آمنة أمام عيني ابنها صلى الله عليه وسلم في الصحراء وعمره ست سنوات، ودفنت أمامه، واجتمع عليه فراق الأب والأم والغربة والصحراء.

من الذي دفن السيدة آمنة؟.. دفنتها جاريتها أم أيمن، يا لها من لحظة قاسية على طفل عمره 6 سنوات امرأة وحيدة في الصحراء تدفن امرأة أخرى هي سيدتها، كانت المسافة طويلة بين المدينة والأبواء، والصحراء تحتضن الاثنين اللذين كانوا ثلاثة، كانت رحلة موحشة مخيفة للنبي صلى الله عليه وسلم مع أم أيمن مليئة بالدموع والأحزان وكان هذا الموقف المهيب سبباً في إحساس النبي صلى الله عليه وسلم بالضعفاء والفقراء والمساكين، وتحول يتمه إلى رحمة بالضعفاء.

لم ينتقم النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه قط وقال للذين أخرجوه من مكة بعد انتصاره عليهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وحين قيل له ادع عليهم يا رسول الله، قال: إني لم أبعث لعّاناً، ولكنني بعثت رحمة.

وحين سالت الدماء على وجهه عندما وقع يوم أحد في حفرة فارتطم وجهه بالحجر، وكانت قريش قد حفرت له هذه الحفرة، فرفع يده إلى السماء، وظن الصحابة أنه سيدعو على قريش، فإذا به يقول: اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون.

وحين كان يمشي في المدينة فيرى "زاهر" الذي كان تنفر منه الناس لدمامة وجهه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك الصحابة ويتجه إلى زاهر ليحتضنه من ظهره وهو واضع يده الكريمة على عينيه، يقول زاهر الذي لم يتعود هذه الرقة وذلك الحنان من أحد: من هذا؟ أرسلني وحين ينظر خلفه فيرى النبي وقد فتح ذراعيه يقول زاهر: فما فرحت بشيء كملاصقة جسدي لجسد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدي مداعباً ضاحكاً للصحابة: من يشترى هذا العبد؟، فيقول زاهر: إذا تجدني كاسدا يا رسول الله، فينظر إليه النبي ويقول: ولكنك عند الله غال.

من لا يرحم لا يرحم

انظر لرحمته بالأطفال حين يحمل الحسن في صلاته ويقبل الحسين، ويسأله أعرابي غليظ: أتقبلون أولادكم؟، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يرحم، وكيف أفعل إذا كان الله قد نزع الرحمة من قلبك، ويسرع في صلاته، كان داخل الصلاة فسمع بين السيدات طفلاً يبكي، فينهي صلاته بسرعة ويقول: كنت أريد أن أطيل الصلاة وتجاوزت وأسرعت في الصلاة رحمة بقلب أمه وقلقها عليه.

انظر حين يعلم أن طفلاً صغيراً اسمه عمير لديه طائر صغير اسمه النهير، وكان عمير أخاً لأنس بن مالك، وكان فرحاً بطائره، وكلما مر رسول الله بالطفل سأله: يا عمير ماذا فعل النهير؟ وذات مرة وجده النبي صلى الله عليه وسلم يبكي، فقال له: ما لك يا عمير؟ قال: يا رسول الله مات النهير، فيزوره رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ليعزيه في موت الطائر، ويطبطب عليه ويواسيه.

انظر لرحمته بالخدم لما قال: إخوانكم خدمكم جعلهم الله تحت أيديكم، أطعموهم ولا تكلفوهم ما لا يطيقون.

انظر لرحمته صلى الله عليه وسلم بالأيتام لما قال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" يعلمك أن تمسح بيمينك على رأس اليتيم ويجعلها سنة في معاملته للطفل اليتيم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أصلاً يتيم.

انظر لرحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء يقول للصحابة وهو يموت: أوصيكم خيراً بالنساء.

انظر لرحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان وهو يقول: إنّ امرأة زانية دخلت الجنة في كلب سقته فشكر الله لها فغفر لها.

انظر لرحمته صلى الله عليه وسلم بالجماد وهو يقول: أحدٌ جبل يحبنا ونحبه.

انظر لرحمته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وهو يقول: كل نبي سيقول نفسي نفسي وأنا سأقول أمتي أمتي.

بعد وفاة أمه بخمسين سنة، أثناء توجهه لفتح مكة، يمر على منطقة الأبواء فيقول: استأذنت ربي أن أزور قبر أمي فأذن لي، فيقف النبي صلى الله عليه وسلم على قبر أمه ويبكي ويبكي ويبكي حتى أبكى كل من حوله.

اليتم المكرر في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كان إعداداً ربانياً لهذه النفس العظيمة، وسراً من أسرار التربية الربانية، وقد أراد الله تبارك وتعالى أن يجهز النبي بالإرادة والجدية وعدم التدليل، والقدرة على مواجهة الصعاب وتحمل المسئولية.

إذا أخذ الله منك كل حبيب، لم يبق لك إلا هو، ليس معنى ذلك أن الله غاضب عليك، وعلينا أن نقتفي أثر الحبيب صلى الله عليه وسلم ونمشي على خطاه في شيئين: أن نتوكل على الله المدبر لكل شيء في الكون، وإذا مات الأب والأم، فالنبي صلى الله عليه وسلم رباه ربه.. سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: من ربّاك يا رسول الله؟ قال: أدبني ربي فأحسن تأديبي.

الله مالك الملك فتوكل على الله.

واحرص أن يكون عندك وفاء شديد.

وأن يكون عندك رحمة شديدة بالناس .
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:42 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا