|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
01-03-2012, 02:36 PM | #1 | |||
مراقب عام
|
الإعجاز العلمي القرآني في ظلمة الكون
ّ~ الإعجاز العلمي القرآني في ظلمة الكون ~ّ د / حسني حمدان الدسوقي حمامة كشف العلم الحديث وجها من وجوه الإعجاز العلمي في قوله تعالى : وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ حيث أصابت الدهشة رواد الفضاء من عدم الإبصار في أجواء الفضاء ؛ وذلك بسبب الظلام الذي يحيط بجميع الأجرام السماوية - من نجوم وكواكب وأقمار - التي تسبح وسط هذا الظلام الشامل ، وهذا مشهد جديد في السماء لم يألفه الإنسان في جو الأرض ، وحينما انطلق رواد الفضاء في غلاف الأرض المضيء ، ما هي إلا ثوان معدودات حتى وجدوا تلك القشرة المنيرة من الغلاف الجوي تتحول تدريجيا من اللون الأزرق الفاتح لقبة السماء إلى اللون الفيروزي ، ثم الأزرق الغامق ، ثم البنفسجي ، وتصبح حالكة السواد على ارتفاع حوالي مائتي كيلو متر ويحدث هذا مع وجود الشمس التي تمثل السراج الوهاج ، وهنا يتبين وجه الإعجاز في قوله تعالى لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ حيث لا تبصر العين في وجود الظلام الحالك ، والسؤال مَنْ أبلغ محمدا - صلى الله عليه وسلم - بتلك الحقيقة التي لم يعرفها العلم إلا في نهاية الستينات من القرن العشرين ؟ إنه الوحي والرسالة ، ثم إن الجزء المضيء من غلاف الأرض - والذي لا يتعدى المائتي كيلو متر - لو قُسم على المسافة بيننا وبين الشمس - والمقدرة بحوالي 150 مليون سنة ضوئية - لم تكن نسبة الجزء المنير إلى الآخر المظلم شيئا مذكورا ، ويعبر عن ذلك الفعل ( نسلخ ) في قوله تعالى: وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ حقا إن الغلاف المضيء للأرض سلخة في ظلام الكون ، ولكن كيف يخرج النهار المضيء من ليل الشمس المغطش ؟ والحقيقة أن ضوء الشمس يسافر في الفضاء دون أن يُرى ؛ لانعدام التبعثر أو التشتت الضوئي ؛ نظرا لتخلخل الجو وعدم احتوائه على الذرات الكافية لإحداث الانعكاس والتشتت للأشعة بالدرجة التي تجعلنا ندرك النور غير المباشر الذي نشعر به فقط في جو الأرض ، وهنا يتجلى إعجاز قرآني آخر في ( وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ) قوله تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ، حيث يمثل الذر عيون النهار التي تبصر ضوء الشمس ، وما أعنيه بالذر جميع الجسيمات الدقيقة التي تعكس وتشتت الضوء من مثل غبار الأرض ، ورماد البراكين ، ورذاذ مياه البحار ، وبخار الماء ، والغبار الحي من حبوب اللقاح والفطريات وغير ذلك ، وهنا نفهم إبصار النهار على وجه الحقيقة ، وليس على سبيل التجوز ، ويكون للنهار عيون حقيقية يصطاد بها فوتونات الضوء ، فتأتي آية النهار المبصرة منة من الله على مخلوقاته . شكل يوضح انبثاق النور من الظلام وتوجد إشارة أخرى تشير إلى ظلمة الفضاء الكوني في قوله تعالى : يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ، وفي تفسير حديث لتلك الآية يقول الدكتور منصور حسب النبي - رحمه الله -: إن كلمة يغشي تعني لغويا يغطي ، فيغشي فعل مشتق من الغشاء ، والغشاء بمعنى الغطاء ، وبهذا فإن الآية تفيد بأن الظلام ( الليل ) يغطي النور ( النهار ) بصفة دائمة وعامة لكل أجرام الكون ، ويضيف : الآن لو صعدنا نهارا في مركبة فضاء بعيدا عن الغلاف الجوي ، ونظرنا إلى هذا الغلاف المحيط بالكرة الأرضية لوجدناه منيرا ، ويحيط به من كل جانب لون أسود ممثلا لظلام الفضاء الكوني كليل دائم يحيط بجميع أجرام السماء ، حتى الشمس نجدها كرة صفراء محاطة من جميع جهاتها بظلام حالك لا تتشتت فيه أشعتها ؛ مصداقا لقوله تعالى : وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا الشمس سراج وهاج في أمان الله منقول المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|