|
|
||||||||||
ملتقى أصحاب الإكتئاب أكره مرض الإكتئاب بنفس القدر الذي أحب به مريض الإكتئاب .. فهو أرق الناس وأصفاهم وأصدقهم .. و من لا يدمع قلبه حين يعايش مريض الإكتئاب ، فإن قلبه من حجر ، أو أشد قسوة " |
|
أدوات الموضوع |
26-04-2016, 03:41 PM | #1 | |||
عضو جديد
|
أبشر أيها المكتئب!
السلام عليكم ورحمة الله.
طابت أوقاتكم بذكر الله. لكل محزون نقول له: أبشر! هذه البشارة بين أيديكم من الإمام ابن القيم رحمه الله. قال ابن القيم في كتابه القيم "طريق الهجرتين": والمقصود أن النبي جعل الحزن مما يُستعاذ منه، وذلك لأن الحزن يُضعف القلب ويُوهن العزم ويضر الإرادةَ، ولا شيء أحبُّ إلى الشيطان من حزن المؤمن قال تعالى: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا) فالحزن مرٌض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثوابُ عليه ثوابُ المصائب التي يبتلى العبد بها بغير اختياره كالمرض والألم ونحوهما. وأما أن يكون عبادةً مأمورًا بتحصيلها وطلبها، فلا! فَفَرْقٌ بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات وما يثاب عليه من البليات، ولكن يُحمد في الحزن سببُه ومصدرُه ولازمُه، لا ذاته، فإن المؤمن إما أن يحزن على تفريطه وتقصيره في خدمة ربه وعبوديته، وإما أن يحزن على تورطه في مخالفته ومعصيته وضياع أيامه وأوقاته، وهذا يدل على صحة الإيمان في قلبه وعلى حياته حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم فحزن عليه ولو كان قلبه ميتا لم يحس بذلك ولم يحزن ولم يتألم فما لجرح بميت إيلام وكلما كان قلبه أشد حياة كان شعوره بهذا الألم أقوى، ولكن الحزن لا يجدي عليه فإنه يضعفه كما تقدم بل الذي ينفعه أن يستقبل السير ويجد ويشمر ويبذل جهده. وهذا نظير من انقطع عن رفقته في السفر فجلس في الطريق حزينا كئيبا يشهد انقطاعه ويُحَدِّثُ نفسه باللحاق بالقوم، فكلما فتر وحزن حَدِّثَ نفسه باللحاق برفقته ووعدها إن صبرت أن تلحق بهم ويزول عنها وحشة الانقطاع، فهكذا السالك إلى منازل الأبرار وديار المقربين. وأخَص من هذا الحزنِ حزنُه على قطع الوقت بالتفرقة المضعفة للقلب عن تمام سيره وجده في سلوكه، فإن التفرقة من أعظم البلاء على السالك ولا سيما في ابتداء أمره. فالأول حزن على التفريط في الأعمال، وهذا حزن على نقص حاله مع الله وتفرقة قلبه وكيف صار وقته ظرفا لتفرقة حاله واشتغال قلبه بغير معبوده. وأخَص من هذا الحزنِ حزنُه على جزء من أجزاء قلبه كيف هو خال من محبة لله، وعلى جزء من أجزاء بدنه كيف هو منصرف في غير محاب الله فهذا حزن الخاصة. ويدخل في هذا حزنُهم على كل معارض يشغلهم عما هم بصدده من خاطر أو إرادة أو شاغل من خارج. فهذه المراتب من الحزن لا بد منها في الطريق ولكن الكَيِّس لا يدعها تملكه وتقعده بل يجعل عوضَ فكرتِه فيها فكرتُه فيما يدفعها به؛ فإن المكروه إذا ورد على النفس، فإن كانت صغيرة اشتغلت بفكرها فيه وفي حصوله عن الفكرة في الأسباب التي يدفعها به فأورثها الحزن، وإن كانت نفسا كبيرة شريفة لم تفكر فيه بل تصرف فكرها إلى ما ينفعها، فإن علمت منه مخرجا فكرت في طريق ذلك المخرج وأسبابه، وإن علمت أنه لا مخرج منه فكرت في عبودية الله فيه وكان ذلك عوضا لها من الحزن، فعلى كل حال لا فائدة لها في الحزن أصلا والله أعلم. وقال بعض العارفين ليست الخاصة من الحزن في شيء وقوله "معرفة الله جلا نورها كل ظلمة وكشف سرورها كل غمة" كلام في غاية الحسن فإن من عرف الله أحبه ولا بد ومن أحبه انقشعت عنه سحائب الظلمات وانكشفت عن قلبه الهموم والغموم والأحزان وعمر قلبه بالسرور والأفراح وأقبلت إليه وفود التهاني والبشائر من كل جانب فإنه لا حزن مع الله ابدا. ولهذا قال حكاية عن نبيه أنه قال لصاحبه أبي بكر (لا تحزن إن الله معنا) فدل أنه لا حزن مع الله وأن من كان الله معه فما له والحزن؟ وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله فمن حصل الله له فعلى أي شيء يحزن؟ ومن فاته الله فبأي شيء يفرح؟ قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) فالفرح بفضله ورحمته تبع للفرح به سبحانه؛ فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به من حبيب أو حياة أو مال أو نعمة أو ملك، يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله ولا ينال القلب حقيقة الحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة فيظهر سرورها في قلبه ونضرتها في وجهه فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقاهم الله نضرة وسرورا. فلمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فهذا هو العلم الذي شمر إليه أولوا الهمم والعزائم واستبق إليه أصحاب الخصائص والمكارم. __________________________________________________ _________________________________________ وقال في "مدارج السالكين": "وأما قوله في الحديث الصحيح : (ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه) فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد يكفر بها من سيئاته." __________________________________________________ ________________ وأنصح كل مهموم وحزين أن يبدأ مشواره مع القرآن الكريم، في مسجد أو مدرسة أو دار، فالقرآن نور! وشفاء! وأهل القرآن هم الصحبة الطيبة الذين لا يخذلوك. شرح الله صدورنا وجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا. المصدر: نفساني
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة تفاؤل وظن جميل ; 26-04-2016 الساعة 03:44 PM
|
26-04-2016, 05:03 PM | #3 |
عضـو مُـبـدع
[فصبر جميل]
|
بارك الله فيكم
والله كلام جميل ويريح النفس نعم أنا عندي وقت للقراءة ..إذا كان الموضوع مهم و يستاهل فهناك وقت وهل هناك أعظم من الكلام عن الله الله يصلح الأحوال ويرزقنا الصبر الجميل ويبعد عننا الحزن |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|