|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
05-03-2004, 07:19 PM | #1 | |||
عضو شرف
|
هل يتمتع طفلك بالذكاء
هل يتمتع طفلك بالذكاء ؟
بقلم :د/جمال ماضي أبو العزايم::7 الذكاء هو القدرة على التفكير السليم المنطقي واستنباط المعنى والاستفادة من الخبرات والحكم على الأمور ببعد نظر ويقال أن الطفل الذكي دائماً طفل شقي .. فهل الذكاء موهبة خلقت مع الطفل منذ ولادته ويعبر عنها بالشقاوة الزائدة أم أن الذكاء تنمية لقدرات الطفل بعد ولادته واكتسابه له من خلال الاحتكاك بالحياة مع الآخرين ، على أي أساس تتحد نسبة ذكاء الطفل وهل تقاس نسبة ذكائه بمدى ترتيبه بين الأخوة والأخوات ، وهل يلعب عامل الوراثة دوراً هاماً في ذكاء الطفل ؟ وكيف يتفاوت هذا الذكاء بين طفل وآخر في الأسرة الواحدة ؟ إن الذكاء عادة ما يتحدد بالعامل الوراثي بنسبة 60 % إلى 65 % كما أن الذكاء يمكن أن يكون ذكاء اجتماعياً أو ذكاء حسابياً ، فالذكاء الاجتماعي هو القدرة على إقامة العلاقات الاجتماعية وعلى التصرف وسط الجماعة بتلقائية ونجاح ، وهو الذي يأتي من خلال التنشئة الاجتماعية ومن خلال درجة الاختلاط بالبيئة المحيطة بالطفل ودرجة السماح له بالتعامل مع المتغيرات البيئية والقدرة على الاحتكاك الاجتماعي وزيادة المؤثرات التي تنمي قدراته العقلية وتظهر مواهبه . أما الذكاء الحسابي فهو القدرة على حل المشاكل والقدرة على ربط الأشياء ببعضها واستنباط العلاقات التي تقاس بالاختبارات والمقاييس السيكولوجية التي تحدد قدرة الطفل على حل المشاكل عن طريق التفكير بينه وبين نفسه . وهذا النوع من الذكاء هو الذي يعتمد بصورة أكثر وضوحاً على العامل الوراثي . والتكوين الجسماني وهو عكس الذكاء الاجتماعي الذي يتحدد بقدرة الطفل على التعامل مع البيئة المحيطة به وعلى حسن التصرف في المواقف الاجتماعية وإمكانية التواصل وتعطي له فرصته في الاحتكاك الاجتماعي ويكون هذا الطفل أعلي في نسبة ذكائه وبذلك يكون الطفل الثالث أو الرابع لديه قدرة كبيرة على التفكير والابتكار . وبمعنى أوضح كلما ازداد عدد أفراد الأخوة كانت فرصة ارتفاع الذكاء الاجتماعي لهذا الطفل الثالث أو الرابع أكثر ، باعتبار أن هناك مجالاً أوسع للتعامل مع الأخوة الأكبر منه واكتساب المهارات عن طريق اللعب معهم ، ويجب ألا ننسى عامل التقليد والمحاكاة في المواقف الاجتماعية المختلفة عن طريق تنمية قدراته العقلية بواسطة الاستفادة من تكرار المحاولة والخطأ الذي يعطيه فرصة كبيرة لتنمية قدراته الذكائية . وعندما نتحدث عن الذكاء بصورة عامة سواء كان حسابياً أم اجتماعياً ، فمما لا شك فيه أن الطفل الثالث أو الرابع في الأسرة تكون فرصته أكبر في مستوى ذكائه كلما أتيحت له الظروف الملائمة وكانت خبرة الوالدين أعمق في التنشئة السليمة والاستفادة عن طريق تجنب أخطاء سابقة مع الطفل الأول أو الثاني . ويضاف إلى ذلك عامل هام وهو عامل صحة الأم أثناء الحمل والولادة وفترة الرضاعة فكل ذلك يعمل على رفع مستوى الذكاء لدى الطفل إلى جانب المناخ الاقتصادي والاجتماعي في الأسرة وإمكانية توفير وسائل الترفيه واللعب والتسلية . كل ذلك يجب أن يتوافر داخل الأسرة لرفع مستوى ذكاء الأطفال التالية بصفة عامة . عندما يكون هناك تخلف وتأخر في النمو الجسماني للطفل فذلك يصاحبه تأخير ما في درجة نموه النفسي والعقلي نظراً لارتباط الجسم بالنفس وهو ارتباط مؤكد فكل من الجسم والنفس يؤثر على الآخر لذلك فغن حالات تأخر المشي أو النطق والكلام مع وجود التلعثم أو التأخر في النمو الحركي وعدم التحكم في عضلات الجسم وضعفها .. كل هذه المظاهر المرضية ترتبط بالضعف والتأخر في الجهاز العصبي الطرفي الذي ينعكس على النمو الحركي . أما إذا كان هناك اضطراب في الجهاز العصبي فإن الحالة النفسية تتأثر من حيث التأخر في النضج العاطفي والانفعالي والتأخر الفكري وتتأثر أيضاً درجة العلاقات الاجتماعية. وكل ذلك يبرز الاتصال والعلاقة المتبادلة بين النمو الجسماني وبين النضج النفسي. لقد توافرت مؤخراً العديد من الأبحاث الطبية لمحاولة تفسير العلاقة ما بين الأمراض العضوية كالشلل وحالات الإعاقة المختلفة وبين إصابات الجهاز العصبي والحبل الشوكي ، وظهرت تفسيرات عديدة تؤكد أن الطفل الذي يتعثر في السير والكلام يكون أقل ذكاءً وقدرته على الاستيعاب من قرينه الذي يتعلم الكلام والمشي في مراحل مبكرة من العمر . ولذلك فإن وجود الخلل في الجهاز العصبي يؤثر على قدرات الطفل الحركية والفكرية معاً ، وقد يرجع هذا الخلل إلى عدة أسباب منها تعرض الطفل للإصابة الوراثية أو الالتهابات الفيروسية ، أما بالنسبة للسباب المعوقة للذكاء الاجتماعي فمنها تعرضه للهزات النفسية نتيجة لمعايشة المريض للجو الاجتماعي والأسري والذي ينعكس جلياً في انحرافات السلوك وعدم القدرة على التكيف مع الآخرين . إن العلماء اختلفوا على تعريف الذكاء ، وبناء على ذلك فقد أعطوه أكثر من تفسير أو تعريف . من أهمها أن الذكاء يعني قدرة الإنسان على ربط العلاقة بين الأشياء ، وهناك تعريف آخر يقول : أن الذكاء هو القدرة على التفكير السليم والاستنباط بمعنى استنتاج المعنى من وراء أي كلمة أو مفهوم والاستفادة من الخبرات السابقة وبعد النظر في الحكم على الأمور ، كما أن هناك تعريفاً آخر هو أن الذكاء يعني القدرة على حل المشاكل بتلقائية دون الاستعانة بالخبرات المشابهة السابقة وأن الذكاء هو القدرة على إقامة العلاقات الاجتماعية مع القدرة على التصرف في وسط الجماعة . ولذلك فإننا من هذا المنطلق لابد أن نعلم أن هناك نوعية من الذكاء أولها الذكاء الحسابي المقنن يمكن قياسه بمقاييس واختبارات نفسية ، والذكاء الاجتماعي غير المقنن والذي يعتمد على قدرة الفرد التصرف وسط الجماعة ، وهذا النوع من الذكاء غير المحسوب ولا يمكن قياسه باختبارات ، ومقاييس ، وإنما يمكن الحكم عليه خلال تصرفات الشخص وسط الجماعة ، والذكاء الحسابي يمكن قياسه بالمعادلة الآتية : العمر العقلي / العمر الزمني × 100 ، وهذا العمر العقلي يقاس بمقاييس واختبارات الذكاء السيكومترية "القياسات النفسية" والذكاء لدى الأفراد تتوقف درجته وتكتمل عند سن من 16 – 18 سنة وذلك لدى الإنسان الطبيعي . بمعنى أننا إذا أجرينا اختبار ذكاء لشخص عمره 20 سنة ولآخر عمره 40 سنة على أساس أنهما ليس بهما أي مرض أو تخلف عقلي فإننا سنجد أن النسبة واحدة في الاثنين بالدرجات ولكن الفارق الذي يبدو في ذكاء الشخص الأكبر سناً هو أن الفارق يرجع إلى زيادة الخبرات في الحياة بعد ذلك . وعندما يكون هناك تخلف ما لدى الطفل في نموه الجسماني فلابد أن يكون هناك تأخر بدرجة ما في نموه النفسي والعقلي لوجود ارتباط بين الجسم والنفس والعقل وهو ارتباط أصيل ومؤكد حيث أن كلا منهما يؤثر على الآخر ولذلك فإنه من المتوقع أن حالات تأخر المشي وتأخر النطق أو اضطراب الكلام " الثأثأة " والتلعثم أو التأخر في النمو الحركي بأنواعه المختلفة والتأخر في التحكم في عضلات الجسم الداخلية والخارجية مثل عضلات التبول والإخراج ومثل عضلات اليدين والساقين ، إن كل هذا يكون مرتبطاً أساساً بوجود ضعف وتأخر ما في الجهاز العصبي المركزي الذي يتمثل في المخ والحبل الشوكي ، والجهاز العصبي الطرفي الذي يؤثر في العضلات وبالتالي ينعكس هذا على النمو الحركي العضلي . أما إذا كان هناك اضطراب في الأعصاب والجهاز العصبي ككل ، فلابد أن تتأثر الحالة النفسية . وبناء على ذلك يمكن الربط ما بين التأخر في الكلام والمشي والنمو العقلي وبين التأخر في الحالة النفسية كالنضج وتكوين شخصية الطفل وكذلك درجة ذكائه الذي يعتمد على نضجه الفكري ونضجه العاطفي أو الانفعالي وقدرته على تكوين العلاقة الاجتماعية مع الآخرين وهنا يبرز الاتصال ما بين النمو الجسمي وبين النضج النفسي . المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|