المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

كنت عاريا وتراب وطني لحفني...!

صباح الخير يا وطنـي .. اليوم …..9/8/1425هـ . يا وطني سأصدح لك في المساء أغنيـة الليل .. وأنشودة دوما أرددها لتوأمـي .. وسأترك لأطرافي ، وأضلعي تراقص فرحتي .. سأغرس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-09-2004, 03:12 AM   #1
مريام
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية مريام
مريام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5552
 تاريخ التسجيل :  01 2004
 أخر زيارة : 16-12-2015 (07:08 AM)
 المشاركات : 3,376 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
كنت عاريا وتراب وطني لحفني...!



لحفني...! SAAR001.jpg

صباح الخير يا وطنـي ..
اليوم …..9/8/1425هـ .
يا وطني سأصدح لك في المساء أغنيـة الليل ..
وأنشودة دوما أرددها لتوأمـي ..
وسأترك لأطرافي ، وأضلعي تراقص فرحتي ..
سأغرس 74 وردة .. فوّاحـة برائحة المسك على ثراك ..
على شواطئك ، ورؤوس جبال بطول هامة رجالات أمتي ..
سأمنح كل من أقابله قبلة .. بسمة .. ضحكة ..
وأقول وطني بكل ما فيه يجري في دمي ..
اليوم مشاعري لا حد لهـا ..
لا طاقت لي بها ..
اليوم يا وطني كل الفراشات ، والعصافير تعجُّ في داخلي ..
رويدك أيها النهار … لا ترحل ..
رويدكِ أيتها الشمس لا تغربي ..
ما بين بسمتي ، ودمعتي أراك يا وطني ..
ما بين خوفي ، وأمني تتجذرُ فيَّ يا وطني ..
أحبك يا وطني …….
…………….. أحبك ..
ولو أن ترابك يؤكل أو يمضغُ لكان ألذ إفطار على كبدي .

لحفني...! 2.jpg


صباح الخير يا وطنــي ..
فيك يا وطني ..
أسكب وهجي ...
ليورق عطرا ، وضوء ....
ولآلآ تتدلى على النخل .....
حمى هجيرك ندف ثلج ترف على فمي ......
وصقيع شتاءك نسائم ربيع صباح من خفق أجنحة البجع ..
أبصرت فيك كلي ...
وتذوقت طعم انتمائي لك ….
يا أشهى من ثغر توأمي .....
ومن مراقصتها لي في فستانها اليلكي ......
أبحث عن أزلي فيكِ يا نجد ..
يا ربة المدائن ..
يا ضياء الشمس ، والقمر ..
أليس في أطرافك عين الجوى ..؟!.
ومنها عاقلة تسير خلف مجنون أشر ..
صباح الخير يا وطنــي

لحفني...! 10.jpg

ماذا عساي أنزف يا وطني ..؟!.
هل تسمع ما لا أقدر عن البوح به ..
عاجز .. ولغتي تتهاوى لشموخك ، وهامة ليس له حد ..
أخطُّ ماذا ..؟!.
ومشيئة السماء أوجدت فيك ماء زمزم ..
وخطت على ثراك أقدام أعظم نبي مرسل ..
الحرف يا وطني يتناثر على جسدي ..
ألملمه فيذوب ياسمينا يرتدي روحي ..
من أين آتيك ..؟!.
والذكريات فيك صاخبة ..
ثائرة لا أعرف لها قعر ، ولا بعـد ..
وكل شيء أدرك له نهاية ..
إلا أنتَ لا نهاية ، ومن البدء كنت العذب ..
باقٍ كالشمس في فلكهـا تسبـح ..
باقٍ كالمـاء في غمامه يرقص ..
يوما بعد يوم ..
............... عاما بعد عام ..
............... واليوم أنقضى من عمر التوحّـد أربع وسبعون عام ..
قد ذاب جدي في ثراك ، وذابت عظام سقتك من دمائها يوم عطشك ..
يوم الخوف .. يوم الجهل .. يوم التناحر .. لا استقرار ، ولا أمان ..
اليوم نرفل في نعيم ..
................ في سكينـة ، وننام على دفء أرضنا ، وسماء ملأ مآذن تلجُّ ، وتعج بالتكبير الله أكبر ..


لحفني...! SAAR001.jpg


الكاتب / سليمان القحطاني

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة مريام ; 25-09-2004 الساعة 03:16 AM

رد مع اقتباس
قديم 25-09-2004, 04:09 AM   #2
بحر الغموض
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية بحر الغموض
بحر الغموض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5782
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 02-01-2006 (09:55 AM)
 المشاركات : 2,095 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


صباح الخير يا وطنــي ..
فيك يا وطني ..
أسكب وهجي ...
ليورق عطرا ، وضوء ....
ولآلآ تتدلى على النخل .....
حمى هجيرك ندف ثلج ترف على فمي ......
وصقيع شتاءك نسائم ربيع صباح من خفق أجنحة البجع ..
أبصرت فيك كلي ...
وتذوقت طعم انتمائي لك ….
يا أشهى من ثغر توأمي .....
ومن مراقصتها لي في فستانها اليلكي ......
أبحث عن أزلي فيكِ يا نجد ..
يا ربة المدائن ..
يا ضياء الشمس ، والقمر ..
أليس في أطرافك عين الجوى ..؟!.
ومنها عاقلة تسير خلف مجنون أشر ..
صباح الخير يا وطنــي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

غاليتي مريام ...

مأجمل أن نعبر عن الحب فكيف عندما يكون أغلى حب ... حب الوطن ...

سلمت يداكِ للنقل الرائع ... أسعدكِ الله ...

أخي وأستاذي الكاتب الكريم ... سليمان القحطاني ...

لك عظيم إمتناني وشكري لملحمة حب الوطن ... شعورك الصادق نفتخر به ... أسعدك الله أينما كنت ...

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
قديم 26-09-2004, 01:17 AM   #3
مريام
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية مريام
مريام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5552
 تاريخ التسجيل :  01 2004
 أخر زيارة : 16-12-2015 (07:08 AM)
 المشاركات : 3,376 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


مساء الورد


حبيبتي


بحر الغموض


الشكر لكِ موصل للأستاذ سليمان



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اليوم بعمر أبي 74 عاما ..

بعمر توأمي مقسومة على 3.7 ..

ملحمـة … مسيرة … نهـضة ..

تكللت بسواعد بلغت بعطائها الأفق ..

اليوم …..

أشعلت شموع فرحي ..

ونياط قلبي أطلت من قفصي الصدري تصافحني ..

اليوم ….

سرت لا ما سرت ..؟!.

وقفت لا ما وقفت ..؟!.

بكيت لا ما بكيت ..؟!.

ضحكت لا ما ضحكت ..؟!.

حيران أنا … كل المشاعر فيّ تختصم ..


اليوم ….

في شفتيَّ قبلا مُعتقة حرمتها من توأمي ..

وصباح اليوم نثرتها في سماء نجدي ..

يا نجد أفزعي ..

وأرتمي في حضني ..

أشتاق مراقصتك ..

ومن كفك اسقيني من خمرة صحراءك البكر ..

يا نجد الثمي فمي ..

وهشمي على ساعديك أضلعي ..

يا نجد غشيني بعباءتكِ ، واعصبي جبيني بنقابكِ الوردي ..

أهواك يا نجد ، ومن غلاك أبيع في قبلتي ، واشري ..

يا نجد سُؤلي أنتِ ، وجواب منغرس في دمي ..

وكتاب أقرأه بأصابع خفقي ..

فأنشدي لحنكِ ، وزيدي في ترنمك ..

لعلي أغفو قرير العين من وهج أنفاسك ..


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 
التعديل الأخير تم بواسطة مريام ; 26-09-2004 الساعة 01:19 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2004, 09:06 AM   #4
مريام
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية مريام
مريام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5552
 تاريخ التسجيل :  01 2004
 أخر زيارة : 16-12-2015 (07:08 AM)
 المشاركات : 3,376 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مبعثر الكلمات ، والحرف يحرقني ..

أحاول تطويع المعاني فتتنكر في رأسي الفكر ..

من الأمس أحسُ برغبة في التدحرج من داخلي إلى سهول ، وقمم أوتاد تتناثر في نجدي ..

... نـجـد .. إن عفّرتُ يديَّ بترابها .. تساقط همي ، ووجعي .. وتكاثف في صدري ضحكات طفلة تداعب طفل .. ورودي ، وزهوري ، وتباريح الشوق .. لمآذنها .. لغبارها .. لنخيلها .. لترابها .. حتى لو جفَّ الماء فيها ، ومات الزرع لن أبرحها .. فسمائها الروح ، وأرضها الأم .. الكل بعد عامين يفطم إلا أنا فطامي منها حين أوارى في الثرى ، ويكبّر على قبري أربع .

يا إشراقت شمسها يدبُّ في حنايايا .. ويا دفء ضحاها في عروقي ينتشي ، ويصرخُ .. ها أنا أتذكرها دوما إن ثارت إعصاراً أو تلاطمت وهجا يغمرني فأغفو ثملا كأني البحر يعانق في أعماقه الحوت ، والسمك .



... نـجـد .. ليلها عطر اللوز ، وخيوط ظلامـه المسك .. أنجمه مباسم صبايا أكلت لحم الجزور ، وشربت حليب النوق .. وتهادت كالقطا على رمالها الحمر .. كيف أنسى طفولة في وديان قاحلة ، وخشخشات براعم الحرمل تملأ أذني نغما أعذب من صدح البلابل ، وعصافير سُكناها شجر دراق على نهر متدفق ..؟!.



... نـجـد .. بها جدتي .. ملاك ترعرعت في حضنـها وحتى الآن وبعد أن كبرت إن رأتني أمطرتني قُبلاً على خدي .. على فمي .. على يديَّ .. فلا يسعني إلا البكاء بين ذراعيها دون دمع ..

يا ويلي على عينيها الغائرتين ، وتجاعيد تجاوزت الثمانين عاما تهدُّ الجبال ، ومشاعرها لي أحسها تفيضُ ، وتلتهبُ حبا ، وحنان يغرق الأفق ..



... نـجـد .. بها توأمـي .. نور على نور .. قد حمّلتها أسراري .. وعلى أناملها زرعت معها الحلم .. استودعتها ابتساماتي ، وفمي انتزعته وتبرعم مع فمها .. أنشودة العشق تعلمتها من همسها فحفظت بداياتها وهوامشها ، ومتنها لكني أرتعب من آخر فصول هلاكها .. رحلت بي عن الدنيا ، واستقر بي الترحال في قلبها .. اغتالت هزائمي ، وخيباتي ، ورمت بها خارج ذاكرتي فتجذرت وما عادت الذاكرة والغد الآتي إلا هي .. فأي سِر فيها ..؟!. وأي نار رغم إحراقها أعدو لها ..؟!.

عندما أشتاقها اسمع عزف دقات قلبها .. فتهيج صحراء نجد في دمي .. فلا أثق إلا بنياقي أنكبُ عليها أمارس صراخ عشقي لها .. إن تبسمت أشعرتني بامتلاك الدنيا برجالها ، ونسائها ، وإن بكت يا قسوتي أحس أن الجبال ترقصُ على راحتي اليمنى ، وعباب البحر يتلاطم في راحتي اليسرى .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وطني ....

من نماصهـا لعرعرهـا ، من عين جواهـا إلى جيزانــهـا من بحر شرقها لغربها .. أمناً ، وأمان ..

يااااااااااااااه ..!!.

أربع وسبعون عاما ..

.................... شمس سلخت شمس ، والأقمار على ثرى أرضنا لا تعرف الأفول ، ولا الخسوف في مداره قد صار ..

وطن أنتَ ، وأنتِ فيه ، وتوأمي ، وفي جوفه عبد العزيز ، والوهاب قد عطروه بمبادئهم ، وبهموم ليل ، وعدل ما حاد ، وما مال ..

هنا في نجـــد ...

أثل ، ونخل ، وحرمل ،

وعلى جبال سمر خطت عليها أقدامكِ تحكي تاريخ أجدادنا ،

وجزيرة في قلبها محراب يهفو إليه كل قلب موحد .

أصغي إلـيَّ ....

وأبرقي لنجدِ .. قولي لهـا تـقف .. تلتف في عباءتها ، وتضع النقاب دون كحلا .. دون عطر .. تتهادى .. تتمايل .. تفزع لي ، وتعدو زاهية .. كلمح البصر ، وبين ذراعيّ تنكفئ .. خبئيني ، وإيّـاها بغبار ، ولهيب حرارة صحرائي ، ودعيني على رغى ناقتي أقبّلها ... لن أملّ ، ولن أسمح لعيني ما دامت تطوّقني .. ترمش أو تغفو حتى وإن هدّني التعـبُ ، والجهدُ .



... نجــد .. هي بعينها توأمي ، وتوأمي في أعضائها ، وعيونها ، وأنفاسها ، وعروقها نجـد .. رحم أمي يمتد من رياضها لنفود سِرها ، وعلى مشارف عين الجـوى .. غني يا عظامي ، وغردي .



... نـجـد .. صباح الأمس ألبستها وشاح شهرزاد .. عانقتها ، و 74 قبلة نثرتها على رأسها .. على أطراف أناملها ، وواحدة زدت في مفرق جبينا ... خجلت ، وأنا من جنوني بها ضحكت .. تطاولت ، وطلت ، وعدوت في طرقات الرياض حتى أستقر بي العدو على رمال الثمامة ، وهناك من الغبار سكرت ، ياليتني ما أفقت .

... نـجـد .. مساء الأمس ارتدت فستان عشتار وكأنها في ليلة عشاق تسامروا حتى انبلاج الصبح .. كان الحديث همساً .. وكانت عيون الظلام نرجس ناعس ، وتمر يقطر دبس .. تلك نجد سأبقى لها أشدو ، وأكون لها درب ، وساقية .. بدونها وحيد .. يتيم .. كأني راحل .. مهاجر .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا وطنــي .

.. أيام انصرمت .. ليل ، ونهار سلخها من عام نبحر فيه .. عام الرابعة والسبعون –6 /8/1426هـ - لتوحيد مملكتنا .. سفينة مجدافها اليمين سيف عادل في يد عبد العزيز ومجدافها الآخر " كتاب توحيد " صحح ، وبدّل ، ورسخ .

.. كان حلما فتبلور ما لا يُدرك معجزة فضّت التناحر ، ودحرت الخوف ، وقطعت عنق من لا يرضى بحكم من أنزل الكتاب ، وأجرى السحب .. حلما ذاب على الأرض فتجسد واقعا أغاظ العدو ، وانتشى له كل موحد .. ومن أصقاع المعمورة حجيج ، ومعتمر يسابقون أنفاسهم ليستقر بهم الترحال شوقا لبيته العتيق سكينة وأمناً .



من نجد انطلقت كتائبا على ظهور الخيل مكبّرة ، تدك حصون يديرها العرف ، وأوهام عشش فيها التخلف ، والجهل .



واليوم صحرائنا مآذن علم ، وسلام ، وحب .. كفانا مكة المكرمة أحب البقاع لرسولنا ، ولكل نفس تشّربت الله أحد الله الصمد نفوس آمنة أن عيسى ، وعزير رسل ، وليست ابن كما يهذي بذلك من كفر .



في وطني كعبة ، ورسول .. نخلة ، وسيف جسُور .. تلك حكاية .. ملحمة .. عطاء جدود .. مجد سالت له دماء .. ودموع عفرت تراب الأسود .



... نـجـد .. يا طفلة عذبة .. هات نفسكِ ، ورقِّصِيني .. وارمي على شفاهي ارتعاش حنينكِ ، وكوني كموج البحر بين نحري ، وجبيني ..

عارٍ أنا بدونك ، ومن ترابك ثوبا ألبسيني .. وعلى حين غرة مزقي فمي ، ودعيني ألملمه كي أشدو لك لحني ، وقصيدي .



... نـجـد .. قد ذبت فيك ، فأنت شيخي ، وأنا مريدكِ ..أنتِ الأم ، وطفل شقي أنا فتحمليني .. داعبيني .. قبّليني .. بقسوة الصحراء على صدركِ اعصريني .. وشوشيني همسكِ ، وعلى أطرافي اسكبي أنفاسك دفئا يُرطبني ، ولا تتركيني حتى تسقينني من كوثركِ ، وتسكريني


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الكاتب / سليمان القحطاني


 

رد مع اقتباس
قديم 03-10-2004, 09:08 AM   #5
مريام
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية مريام
مريام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5552
 تاريخ التسجيل :  01 2004
 أخر زيارة : 16-12-2015 (07:08 AM)
 المشاركات : 3,376 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا وطنــي .

صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا توأمــي .

… يا توأمي ما هجرت المرايا .. ما زلتِ ترفلين في الحنايا .. وطني عزيز عليَّ ، ونجد قلبكِ .. من شمسها أغزل لكِ مرايا .. فقفي ، وابتسمي لتري أجمل مخلوقة في الأكوان من أنس أو صبايا من الجان .



… والآن ………. ها أنا بذاكرتي طفلا في قريتي كالأطفال .. لا أفقه إلا اللعب بالتراب .. وانتظار عودة الأغنام عند غروب مسائي .. تارة أرتشف من حليبها قبل منامي ، وتارة لا يكفي حليبها " صخالها " .. لم أعي نبض خلف أضلعي .. لم أفهم أحاسيسا كانت تلتف داخل الحنايا .. كانت تراودني .. تتزاحم مع حبيبات التراب حين تتناثر في يدايا ..

أرضي تـمـدُّ ذراعيها لي .. ، وقبل أن أنام تهدهدني .. أفيق على أصابعها تلامس شفتي .. فانتصب على فراشي لأرها مهرة ثائرة .. تنحني تُقبّلني .. تبتسم .. أقف فلا أجدها .. وفي الطرقات .. وعيون الكبار أبصرها .. لتحكي مسيرة دماء الخيول ، ودموع المطايا .. في عيون نجدي أبصر الألوان .. كعيون توأمي خضراوان كلون علمي .. كسعف نخلي .. كشرشف تلتف به جدتي في مصلاها .



… أعتدت ، وتلك نجد .. على لهيب قيظها .. ولولاه ما كان للقطر عذوبته ، ولرطوبة الوحل شهوته .. يسقيني .. فترتوي مساربي ، ومــذُ ، وعيت .. عشقا طاغيا يحاصر أوردتي .. يلف حول قلبي الشوق .. وحرارة شمسي رفت شقوق مخاوفي ، وتوجسي .. تجاوزت صبايا ، ويافعا أدركت كيف تحررت أرضي ..؟!.. كيف توحد وطني .. جزيرة .. مملكة .. بحد السيف ، وعدل الحق .. تطرز ثوبا واحداً حوى جنوبي ، وجبال أجا ، ورمال شرقي ، وفوق الزنار عرش مملكتي .



… نـجـد / توأمـي .. حين أنام أهاب افتقادكِ .. فاسمعي يا مولاتي لا غالب للعرف .. للكفر إلا خالقي ..!!. في أعوام مضت جُـرح جسد أرضي .. جهلاً ، وحمقا .. فظنوا من في الظلام بطعنهم .. سيكفنونه ، ويقيموا ضريحا .. ليعود عباد القبور تمارس طقوس الغباء ، وتعدُ بالفردوس ، وأقداح التوت ، والعنب .. فتات ذكور في كهوفها ستنبح ، لكن لن تسقط قطرت علا النباح أو زمجرة الذئاب .



… نـجـد / توأمـي .. حروفي أصابع صبايا عاشقة .. إن لا مست الورد تفتق ، وإن دنت من الشفاه عروق داخلها تحترق ، وتتكسر .



… الموت لا يشبه إلا افتقادك يا وطني ، ويا توأمي .. أدركت بل زاد إيماني بأنكما كل أولويتي ، وما يربطني بهذه الدنيا .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا وطنــي .

صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا توأمــي .


… مسـاء بعد أن أبتلع الليل الغسق .. انكفأت في داخلي .. أنبشُ في ذاكرتي .. عن بياضٍ منهنَّ .. فلم أجد …. عطاياكِ طوّقت يدي .. حاصرتني .. قد تبت من العشق إلا لترابي .. فلِم يعلو صوتكِ يطاردني .. أحسه قد تلوّن بالحجر .. قد ردمت الدرب .. ما عاد في العمر مُتسع .. توهج صمتكِ فيَّ .. صارعته .. عاركته .. آه …!! تكسر بين أصابعي القلم .. يوجعني دمعكِ .. وما أنا براحل .. إن أرجئت اللقاء .. أو تجاهلت شوقا فيك يلتهب .. فلتعلمِ أنك مسافرة في الجفون .. ألفتكِ .. أدمنتكِ .. في الرئتين .. شهيقا يتشربكِ ، وزفيراً على أطرافي ينثركِ نغم .. لكن أعذري جسدا ، وروحا يشدها جوف الأرض .. لاهثة تستصرخ السكون .. تتوق للبس البياض .. ليعصر الصراع .. فينفضُ كل الألـم .

… حنانيك عليَّ .. فالخفق إن طغى أهلك الذات ، وإن رأيتهِ يحرك رداء للعورة ما ستر ..

يا توأمـي نبضي لكِ إذا لا يلصقني بأرضي .. لا يحملني عليها ، ولهـا .. مبتور .. مشوه ..

فاحضنيني دون قُبلاً ..

اعصريني في مكان تقفي فيه ..

اغرسيني كنخيل قريتي .. ودعي الحمائم تنوح بأحلى نغم .


أكرهــكِ …………. لا … لا .. نقيضها في آخر المدى أشعر بكِ ..

شعلـة في قاع النياط تتقد ..

يا شهية الغموض .. في شعابكِ .. في شعركِ .. في دروبي التي فيكِ تنتهي .

يا باهرة حـدّ الشهد ، ونشوة السكر .. في حواركِ ..

أيتها الصارخة كجراح كممتها عنك أيامي .. يذكرني بكِ – دوما – انسحاب الشمس مغيبا بعد أن تلملم فجائعها .. ومع إشرقتها أتـنفسك .. ويستحضرك بكائي سحراً على مصلاي .. ففراشي .. فأتوق إلى لحاف مجدول من حصى ، وحبيبات رمل السهل ..

أعوذُ بالشوق …

من خسة إرهاب إذا طغى ..

… من عاذل من القبيلة متمرد ..

ألوذُ بدفئكِ ..

إذا مس الصقيع فرائصي ..

وتكاثفت في العين قطع الثلج ..

العشق لوطني / لتوأمي .. هكذا …. لا كذا …. أو كذا ..

كيف انزف مالا يُنزف ..؟!.

…ومن رحم الأرض يتفاقم شبقي .. يعربد ، ويشهق .. يقف ، وإذا بعناقيدِ كرمى تسيل على فمي .



… كبير أنت يا وطني .. جميل إن فتحتُ أو أغمضتُ جفني .. فيك مكة ربة المدائن ، لا شبيه لها ، ولا مثيل .. من ذا يقارن الجوزاء بسائر المدن ..؟!!.. عذبة هي الكعبة في ردائها .. آه أسود كلون نقاب ، وعباءة توأمي ..

كم مرة ركعت خلف مقامها ، وعفّـرت يدي بأستارها ، وشممت عطرها ، وخضبت بها دمعي ..؟!.. هناك إذا طفت ، وأنهيتُ سُبعي .. شوق ينازعني ، ويفزعني .. فلا أهدى إلا إذا رميت نفسي على جدارها ، وبكيت حتى يملَّ البكاء مني .. دين محمد من شعابها أنطلق .. باقٍ .. شامخٍ .. مُشعٍ .. لا يهرم .. وما عداه تشوّه .. عمرا محدداً ، ورسالة أحمد أكملت لنا ديننا ، ورضيت لنا الإسلام منهجاً ، ومسلكاً .. من لا يتبعه موحداً ، النار مستقره عدلا من الله .. والله لا يظلم مثقال ذرة أو خردل .. فتحملوا يا من لا توحدون تحملوا .. زفير سعير .. وشهيق يذيب الصخر الأصم .


في وطني نـجـد .. من قبلُ كانت ظلام كالح ، وخزعبلات على قبور موتى تُشيدي .. واليوم من رضيعها إلى كهلها تسبح لله ، وتوحدُ .. مآذن تناثرت في كل حيِّ .. وعلى الطرق ، وفي الشعاب مُصلى ، وماء يتوق لمن يغتسل .. تلك نعمة ، وتحت ظل مملكة شربنا .. أكلنا .. لبسنا الأمن ، والاستقرار معلم ، وأبراج يُرى نورها كشعاع توأمي إذا أفاقت سحر ..

نـجـد أعشقها .. فلا تعاتبني ، ولا تلومني يا عاذلاً .. ما ولدت بها .. ما رضعت سمومها ، ولا اكتحلت رموشك من غبارها النرجسُ .. كيف لو خطت على ثراها أقدامك ..؟!. وتوسدت في ليلة قمرا تراب صحرائها ، ونمت قرير العين لا خوف ، ولا ضجر .. لو قضيت في مرابعها طفولتك ..؟!.. لعرفت أن تحنانها أصابع شكولا ، وهمسها مطر .. مطر .. تذوب همومي ، وكُلُّ كدري بين جبالها ، ورمالها .. وفي مسائها أرتشف أفراحي ، وأغني ، وأصدح .

… نـجـد توأمـي ، وتوأمـي نجد .. دعوني لهذياني إذا غمرني ، وقولوا ما تقولون .. مجنون يُقبل شفاه الصخر .. ويعانق واقفا كثبانا من الرمل ، من ساقيها إلى هامتها يا ويلي تمرّوا أصابعي عليها فأرتعشُ ، وتهزني نشوة السكران ، فاجثوا انبش التراب ، وعلى رأسي أسقطه ، وإذا أفقتُ أملا جيوب ردائي من حبيبات الحصى ، وأمشي مزهوا كالطاووس كأني ملك لكن لا جنود ، ولا حرس .

نجـد توأمـي .. هل تفقهون سر تعلقي ..؟!. لست عاقا إن بترتُ نسبي من قبيلتي ، ورميتها خلف ظهري ، وصرختُ ، ورفعتُ عقيرتي .. رحمي وصلب أبي نجد ، وتوأمي الصدر الذي حواني ، وأرضعني .. يا شوقها ، ويا غيرتها التي ألغت وجودي .. فحللت بها فما عدت أرى الدنيا إلا بعيونها ، وأنفاسا إذا سمعتها تلاشيت كأني الطيف أو أقواس قزح على وجهها أتناثر درر .

صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا وطنــي .

صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا توأمــي


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الكاتب / سليمان القحطاني


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا