المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات النقاش وتبادل الآراء > ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش
 

ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية

إهداء إلى الرجل التافه !!!!

تمتم في داخلة بكلمات لم يسمعها .. تامل الافق طويلا وصورة الأمواج تترقرق في إنعكاس دافئ على عينيه .. كانت الشمس توشك على المغيب حين ألقى بنظرة على

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-02-2002, 06:02 AM   #1
الـسـنـافــي
مستجد


الصورة الرمزية الـسـنـافــي
الـسـنـافــي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1168
 تاريخ التسجيل :  02 2002
 أخر زيارة : 05-02-2002 (05:58 AM)
 المشاركات : 3 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
إهداء إلى الرجل التافه !!!!



تمتم في داخلة بكلمات لم يسمعها .. تامل الافق طويلا وصورة الأمواج تترقرق في إنعكاس دافئ على عينيه ..

كانت الشمس توشك على المغيب حين ألقى بنظرة على قرصها المتوهج وقد بدى يختفي رويدا رويدا في مشهد مهيب ..

شعر بشئ ما يجتاح صدره حين عبرت أسراب الطيور في إبتعاد قاصدة مكان ما .. وفي أسى.. أطلق زفرة مكتومة في صدره وهو يرخى ستائر نافذته ...

على الطاولة المواجهة للنافذة في ذلك الفندق الساحلي إتخذ مجلسه ..

كان هنالك بعض الورق .. تناول قلمه وشرع في كتابة شيئ ما ..

ربما فكر ان يكتب رساله لصديق قديم ..صديق من تلك الأيام التي كانت شئ آخر وكان هو وقتها شخص آخر .. حين كان القلب طفلا يصحب عقله الذي ماكان قد حبا بعد خطواته الأولى ..

رفع عينيه الى النافذة ليجد الشمس و قد غابت كليةً .. وبدت السماء وقد اخذت لونها الازرق الداكن .. بدت له في تلك اللحظة وكأنها لوحة اخرى في مكان آخر . . مال بعينيه الى البحر وتأمله طويلا .. كم تبدل في دقائق تلك التي تفصل بين الليل والنهار .. طاف بخاطره مشهد البحر بأمواجه الحمراء وهي تتقلب باضطراب تحت قرص الشمس حين أوشك أن يغيب .. والآن لاشئ سوى السواد .. مااسرع ماتتبدل ايها البحر ...

شعر بأن شيئا داخله يدفعه الى الهروب . . من ماذا والى ماذا لايعلم .. شيئ يجعله يتمنى لو تتوقف عجله الزمن بعده فلا تمضي ان كانت لاتستطيع ان تعود .. خطر له ان يستعين بقلمه وشئ من أوراقه في محاولة لاكتشاف ذلك الشئ داخله ..

كان صوت البحر بأمواجه المتلاطمه ورائحته المميزه يضفي حوله جوا مميزا ويملأه بشعور خاص يعيده إلى ايام الصبا .. قد يكون قدرا لايد له فيه أن يولد في مدينه ساحليه .. لكنه حتما كان اختيارا منه حين عمد إلى وجوده هنا الآن .. لطالما كان يحب البحر .. ولطلما كان يخافه .. وبين حبه له وخوفه منه كانت أيامه تمضي بقربه ..

لم ينتبه إلى نسيانه لأمر صديقه وأمر الرسالة التي يبدوا أنه لن يكتبها له .. نسى كل ذلك وفكر أن يكتب رسالة أخرى من نوع مختلف .. رسالة لنديمه القديم ومعشوقه الأقدم.. رسالة للبحر . .

عزيزي الرجل التافه .. لماذا احبك ؟


منذ شهور خلت كان من الممكن أن يكتب الكثير ويعول على هذا الكثير أسباب حبه .. كان هنالك أكثر من الف سبب وسبب لهذا الحب الذي كان وقتها أكبر من ان يوصف بالكبير واعنف من وصفه بالعنف ..

أما اليوم فإن كلمة واحده قد تعجز عن الخروج من بين شفتيه ليس لأن كلمة لاتصف ماداخله بل لأن داخله لم يعد يحوي شيئا ليبحث له عن وصف

كيف مات الحب ليس يعلم .. يعلم فقط انه مات أو أن ماكان موجوداً لديه لذلك الآخر أصبح ماضيا لاوجود له اليوم ولافائده من محاوله تذكره .. حدثته نفسه بأن ماكان ماهو إلا غصة في الحلق إن استطعت ابتلاعها فغالب الظن انك لا ترغب بعودتها ثانيه ..

كان هذا مايجول في خاطره حين أمسك قلمه .. تركزت عينيه على الورقه أمامه فيما بدت نظراته أكثر حدة وبريقاً ..

عزيزي الرجل التافه ، لماذا أحبك ؟
تذكر الكثير الذي جاهد ليتذكره .. ماأعجب الأيام .. بالأمس كان يجاهد أن ينسى واليوم يجاهد عله يتذكر فلايتذكر.. وتعجب من ذاته عجباً يفوق عجبه للأيام .. كيف كان يهوى بالأمس أمرا وبات اليوم لايذكر كيف كان ذاك الهوى وإلى أين صار . .

إعتاد في نفسه التقلب اعتياده في البحر لكنه أبدا مالام نفسه كما يلوم البحر .. كثيرا ماشكى غدره وقسوته وهاهو اليوم يبدوا أكثر قسوة وغدرا ..

تخيل نفسه وحيداً في زورق صغير يبحر به بعيدا .. تمنى لو كانت حياته ورقة كبيرة يطويها ويضعها في جيبه ليبدأ بعدها من جديد ..

انتزع نفسه من خواطرها وشرع يكمل سطره الثاني في رسالته ... وبدلا من ذلك وجد نفسه وقد عاد ليخاطبها ..

لكم كنت احبك فقد كنت كبيرا .. كنت احبك فقد كنت كل شئ يمكن لي أن أحبه .. كنت أحبك فقد كنت أنت الحب كما خلقه الله ليكون .. كنت أحبكيا أيها التافه وكنت لاني لم أعد الآن تافها ..

كان يعلم أن كلماته تلك ستضع حدا لما بات يؤرقه .. ستصل به والآخر الى النهايه التي ربما لم يكن يرجوها لكنه يراها الآن ملحة .. قرر أن يوصلها إليه مهما كانت النتائج .. مهما كان حبه ومهما كان غدره ومهما كانت ثورته ...

طوى رسالته بعنايه ووضعها في مظروفها الأزرق ثم سحب حقيبته الصغيرة التي لاتفارقه ليخرج منها كومة من الرسائل وصورة يبدو من اطرافها المتهالكة الى اي مدى لم تكن تفارق يديه .. القى عليها نظرته المعتاده .. ربما أطال النظر ..

مازالت الأفكار تتصارع في رأسه ومازالت الفكرة تطرقه بالحاح وهو يرى نفسه وقد مضى بقاربه إلى عرض البحر حيث نقطه الا عوده .. رأى نفسه وقد أوشك على ملامسه قرص الشمس الموشك على المغيب .. غاب في العمق أكثر وقد إختفى كل شئ حوله حتى صورته المنكسرة على صفحة الماء ..

وضع مابيده على الطاولة وأخرج علبة الثقاب ..

إنعكس في عينيه لهيب النار المتراقص وهو يخبو ..

تحولت كتلة اللهب إلى رماد ..

ومن بين الرماد لم يكن ظاهرا إلا بقايا ورقة محترقه .. ورقة زرقاء ..
مكتوب عليها : (( ما أحلى التافهين من الرجال ..))

الكاتب المرموق
!!!! 21_248.gif!!!! 21_248.gif!!!! DBYD20070827230348.g
سنافي
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا