|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
02-12-2004, 03:06 PM | #1 | |||
شيخ نفساني
|
سؤال من فتاة وجواب من شيخ (بارك الله في السائل والمجيب)
سؤال من فتاة, موجه لفضيلة الشيح( عبدالوهاب الطريري) حفظه الله
أنا فتاة مخطوبة منذ أكثر من سنتين لشاب أحببته وأحبني، وكان موعد الملكة هذا الصيف، ولكن قدَّر الله أن يستشهد في العراق، لم أتمن زوجاً غيره، فهل اعتبر زوجته؟ وهل يجوز أن أرفض الزواج لأكون زوجة له في الجنة؛ لأني قرأت أن الزوجة إذا كانت من أهل الجنة يكون زوجها آخر زوج تزوجته؟ مع العلم أني لا أرغب في الزواج من بعده، ولا أتخيل زوجاً غيره، ولن أكون زوجة صادقة ولا أماً ناجحة؛ لأني أحببته ولن أحب غيره. الجواب : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: ابنتي تعلقك بهذا الشاب شيء طبيعي؛ لأن الفتاة تفتح أبواب قلبها للطارق الأول، فليس غريباً أن يكون عندك هذا التعلق الشديد بهذا الشاب، خصوصاً أنه توفي في فترة الخطوبة، وبهذه الطريقة المشرفة، وهي الشهادة في سبيل الله -عز وجل-، نسأل الله عز وجل أن يكتبه في الشهداء، وأن يرفع نزله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ومما يزيد تعلقك به أنك فقدتيه في هذه الفترة التي لم تكن العلاقة بينك وبينه قوية، فأنت لا تعرفينه تماماً، لم تعرفي عيوبه، وفي كل الناس عيوب، ولم تعرفي أخطاءه، وعند كل الناس أخطاء، ولم تعرفي جوانب النقص في شخصيته، وكل الناس عندهم جوانب نقص، وإنما بهرك هذا الجانب المشرق في حياته، والذي ازداد بموته، ولذلك ازداد تعلقك به، ولو كان بينكما عشرة لعرفته جيداً، ووضعته في مكانه الطبيعي بإيجابياته وسلبياته، وأما الآن فإنك لا تعرفين عنه إلا هذه الصورة الزاهية المشرقة، بقي توجيهي لك : أولاً: أن تحتسبي عند الله مصيبتك، وتصبري وتحتسبي وترضي بقضاء الله وقدره، وتعلمي أن ما عند الله له خير مما عندك له. ثانياً: أن تدعي الله -عز وجل- بالدعاء الشريف: اللهم آجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها، ويكون ذلك بصدق ويقين، وتعلمي أن الله -عز وجل- الذي ساقه إليك قادر على أن يسوق إليك ويرزقك بمن هو خير منه، وفضل الله واسع غامر، وعندما توفي أبو سلمة دعت أم سلمة بهذا الدعاء، وكانت تحب أبا سلمة، وكانت تتساءل، ومن خير من أبي سلمة فعوضها الله خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثالثاً: أن إعراض المرأة عن الزواج وهو مستقبل حياتها وشبابها، ليس منقبة ولا صفة حمد، بل هو إعراض عن سنة المرسلين وهي الزواج، كما أن زواجها بعد وفاة زوجها ليس مظهراً لعدم الوفاء، ولكنه استتباع لسنة الله في خلقه، والميت قد أقبل على ربه وشغل بشأنه ولا يعنيه أن تتزوج، زوجة من غيره أم لا. رابعاً: تذكري أن المشاعر مهما كانت قوية فإنها في النهاية تهدأ وتبرد، كما قال الشاعر: وكما تبلى جسوم في الثرى .... فكذا يبلى عليهن الحزن فهذه المشاعر التي تشعرين –الآن- بقوتها فسوف تهدأ بعد حين قريب أو بعيد، ولذلك فإني أحذرك من أن تتخذي قراراً بترك الزواج الآن، والتي هي فترة الرغبة فيك، وفترة تطلبك من الناس، ثم تهدأ مشاعرك بعد ثلاث أو أربع سنوات فتنتظرين أن يتقدم إليك أحد، فلا تجدين، وإنما عليك من الآن أن تهيئ نفسك لتقبل الشاب المناسب الذي يتقدم إليك، وتعلمين أن انقطاعك عن هذا المتوفى لن يعيده إلى الحياة، وأن المستقبل أمامك، وأن الله -عز وجل- قد يخلف عليك خيراً منه، ولك أسوة في الصحابيات الكريمات اللائي توفي أزواجهن فتزوجن من بعدهم، ولا يعلم امرأة منهن أصرت على أن تبقى تنتظر زوجها الشهيد، هذه أسماء بنت عميس التي توفي زوجها شاباً مجاهداً، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله قد عوّض بيديه اللتين قطعتا منه في المعركة جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، فسمي جعفر الطيار، ومع ذلك فإن زوجته أسماء بنت عميس تزوجت من بعده أبا بكر الصديق، فلما توفي تزوجت من بعده علي بن أبي طالب، ولم تحبس نفسها بأنها كانت زوجة لشهيد، فأنت خطيبة ولست زوجة، وليس لك أحكام الزوجة. المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|