|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
08-03-2015, 03:04 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
أول خديعة....بقلمي
في ذلك اليوم ولدت أختي..وبعد سنة كنت أنا..تكبرني بسنة واحدة فقط..وكنا أولاد مدينة حيث أسس والدي حياته الجديدة في قلب العاصمة لكن جذورنا كانت في الريف حيث جدي وجدتي والأفق المفتوح والغروب والشروق المبهر و الأحصنة و الحمير و الأغنام و الكلاب و القمح و الذرة والسماء المزدحمة بالنجوم ليلا و المرعبة وعليه كان لا بد من الرحلة الحتمية بين وقت وآخر من المدينة إل القرية..هذه الرحلة من أروع ماسجلته ذاكرتي الطفولية.
عمري الآن سبع سنوات ..المكان فناء حوش جدي..الوقت قبيل الغروب..وها أنا بقامة و قدمين صغيرتين تقفان على أرض خضراء ندية..تفوح منها رائحة حاولت كثيرا وصفها لكنني فشلت..كانت الأرض قريبة جدا مني..أقرب من أي شئ أخر و أتحسسها تحت قدماي بقوة ..نسمات باردة قليلا تلسع أذناي..أشعر بالسعادة و الغرابة و الخوف.... تعود أغنام القرية من المراعي برفقة الراعي ..يدخل قطيع الغنم زاروب القرية..تنعطف مجموعات الأغنام يمينا" و يسارا" داخلة من باب الحوش الخارجي لمنازل القرية و كل مجموعة تعرف منزل صاحبها.تدخل أغنام جدي الحوش..أشعر بالفرح والرهبة و أركض باتجاه جدتي التي تضحك..لا تخف..تعال لتساعدني في حلبها..تدخل جدتي الأغنام إلى زريبة مؤقتة مسورة بالأحجار و مكشوفة من الأعلى..أدخل أنا و أختي الزريبة ..تمسك أختي بغنمة و تجرها إلى الجدة التي تبتسم وتثني على شجاعتها وشطارتها..أشعر بالإحراج وأتحامل على خوفي وامسك بغنمة و أجرها بكل قوتي باتجاه الجدة..يشتد التسابق مع أختي ونمسك كلينا بغنمة ..ونتعارك عليها..تحسم المعركة لصالحي بقليل من البكاء..لكني أرى السخط في عينيها..وبعد أن أنتهي من الغنمة أعود إلى القطيع ..أرى أختي تمسك بعنزة..وتبتسم لي بطيبة..وتقدم لي العنزة كعربون سلام ..ولما كنت ولا زلت أمقت المعارك قبلت الهدية وأمسكت بالتيس وانطلقت به فرحا إلى الجدة..ضحكت الجدة و امتنعت وهي تبعد التيس ..شعرت بالريبة..التفت إلى أختي..كانت تبتسم بمكر المنتصر وأدركت بأنني خدعت. رغم أني لم أفهم تفاصيل الخديعة آنذاك..لكني شعرت بها ولا أزال حتى اليوم أعاني من هذا الأمر..أشعر بقوة بالمكر والكذب و الخداع و النفاق والزيف والتصنع دون أن افهم التفاصيل..فقط أشم الرائحة وابتعد قدر ما أستطيع. ولا يزال السؤال الذي يحيرني حتى اليوم هو كيف كانت أختي تعرف وهي في تلك السن وكنت أنا لا أعرف بل أنني احتجت لسنوات لأعرف. ستوكا 2015 المصدر: نفساني
|
|||
|
09-03-2015, 12:13 AM | #2 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
ki8ds4
|
تحياتي لك ولقلمك الرائع ،،جميل جدا أسلوبك
الى الامام و بالتوفيق ان شاء الله |
|
09-03-2015, 09:39 AM | #3 |
المشرف العام
راحلون ويبقى الأثر
|
ان شاءالله ما تكون الخدعة الأخيرة سرد جميل اخي ستوكا بالتوفيق يا طيب :)
|
|
09-03-2015, 11:46 AM | #4 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
دائماً أستمتع بقراءة ماتكتب من مواقف ومشاعر إستمتاع يخالطه ضحك ... أسلوبك رائع ووصفك دقيق
جعلني أتخيل المكان والأشخاص .... ربي يسعدك أخي ستوكا يارب آمين . |
|
13-01-2016, 08:18 PM | #5 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
فرحت أنها اعجبتك اخي عابر الله يسعدك و ينور دربك. |
|
|
13-01-2016, 08:20 PM | #6 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
ليست الأخيرة يا ظل الخداع موجود ما دامت هذه الحياة. |
|
|
13-01-2016, 08:22 PM | #7 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
الله يسعدك و يجبر بخاطرك سكون... |
|
|
05-07-2016, 03:08 AM | #8 |
عضو نشط
الشمالي
|
وكانها تحكي واقعنا فنحن نعيش بالمدينة وكل حين قريب نسافر للقرية حيث المزرعة والاغنام والجمال(النياق) والنفود يحيط بك من كل جانب....،
شكرا لابداعك |
|
15-09-2016, 03:02 AM | #9 |
مراقبة إداريه
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيْكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىْ)
|
يمكن حبيبتي ما كانت تعرف و ابتسمت ابتسامه لم تفهمها انت كثير واحنا صغار كنا نرتكب حماقات خبط عشواء دون قصد و يمسكها لنا الاخرون و يفسرونها تفاسير حسب اهوائهم واغلبهم من اهلنا و اقرب الناس لنا انا كثير اتذكر حاجات عملتها وانا صغيره زعلت امي مني كانت تفهمها غلط و لا زالت تعيدها علي و تلومني عليها و تأنبني عندما كنا صغار كان صعب التحكم في انفسنا في كل شي واوقات كنا نعمل حاجات نقصد بها خيرا و تنحرف الى ما يضايق الاخرين دون قصد .
ايام الطفوله رحلت بخيرها و شرها المشكله انه لا يعلق في ذاكرتنا اكثر مما يكدر خواطرنا. اعجبني جانب الوصف لديك غني و خصب و لا حدود له ما شاء الله تبارك الله رائع كعادتك لا عدمنا دررك الجميله. كل عام وانت بخير. |
|
17-11-2016, 01:23 PM | #11 |
عضـو مُـبـدع
|
الشكر لك أخي الشمالي على كلماتك الطيبة. الله يسعدك.
|
|
17-11-2016, 03:54 PM | #12 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
انتي طيبة يا مستكفة..ما تعرفيها ههه أنا يلي اعرف.. قد ما كانت بصغرها ماكرة قد ما هي طيبة اليوم. شكرا لكي اختي مستكفة على كلماتك الطيبة..فرحت أن هذا السرد المتواضع راق لك. |
|
|
17-11-2016, 03:55 PM | #13 |
عضـو مُـبـدع
|
الله يعافيك اختي نوايا حسنة... شكرا لكي.
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|