|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
10-05-2005, 10:51 PM | #1 | |||
كاتبة في جريدة البلاد
|
هذه قصتي علها تكون عبرة لكم!!
كنت متأثرة من مصير شقيق صديقتي الذي سافر ولم ، غادر بلده قبل حرب الخليج الأولى وانقطعت أخباره، سمعت ابنتي الحديث عن الغائب وأخذت تسألني كل يوم هل عاد يا أمي ؟؟ ولم أجد أمامي غير اختلاق كذبة مهما كان لونها كي أنهي آلامها التي نالني بسببها عذاب الضمير حيث أنه يجب أن ننتبه لما نقوله خاصة أمام أطفالنا لما يعود عليهم من تنغيص وأكثر من ذلك. . وأحببت أن تكون تلك عبرة لكل أم وكل أب.
:33_f: [الغائب الحاضر] وصلت درجة الحنان قمتها في قلب طفلة لم تتعدا العشر سنوات لم تفتأ تتساءل عن الغائب الذي لم يعد... غاب بين غابات الغرب ومتاهاتها غاب بين سيقان ناطحات سحابها، التي لا يُعرف عددها. ترى هل فقد ذاكرته أم أفقده القدر حياته؟ لم تعد تجدي التساؤلات، فقد يئس من ذهب للبحث عنه وكأنه سحابة فرقت فلم يعد لها وجود، غاب الجواب كصاحبه غاب بين صفحات الزمان في طي ساعاته ودقائقه، ترك خلفه تلال من الآلام لا يمحوها نسيان معاناة عاشتها طفلة بعقلها الكبير داخل رأسها الصغير، ما تصفو نفسها بعض الوقت حتى تعيد نفس السؤال.. بنبرة أسى: ألم يرجع يا أمي؟ سؤال يحيرها وتريد إجابة عنه كانت أسئلتها المتكررة تلاحقني وتهز نبضات قلبي فتزيد دقاته، آلام من نوع آخر تخترق أحاسيسي يأتيني صوتها الناعم متسائلاً أمي أمي ألم يعد؟ دموع تترقرق في عينيها ولا تجد من يجففها لا يوجد جواب.. أجد الصمت يرد عني بغير عمد مني، أتظاهر بالانشغال وكأنني لم أسمع سؤالها وشيء أناولها إياها أمرتها برفق اذهبي يا ابنتي املئي صحن الطيور الذي بجانب الشجرة الكبيرة في الحديقة الخلفية بفتات الخبز .. ستجدينه فارغاً وزيدي وعاء الماء فالجو حار. تمد يدها الصغيرة وعينيها تعدني بتكرار السؤال فيما بعد، أرقني حالها وندمت على البوح لها بما كان يجب ألا تعلم عنه شيئاً لم أفطن لضعف قلبها الصغير فهو أرق من أن يحمل سر الغائب الحاضر. عزمت على أن أخبرها بما يرفع به معاناتها وآن الأوان وسألتني: ألم يعد بعد يا أمي؟ كان جوابي حاضراً هذه المرة فقد أعددت له وبفرحة مصطنعة أجبتها: أجل يا ابنتي لقد عاد.. عاد إلى مقره الحقيقي عاد أنظري إلى حديقتنا هذه بأشجارها وثمارها بزهورها وطيورها! لقد عاد لأجمل منها. انطلقت تركض وهي تصرخ بأعلى صوتها أختي أختي لقد عاد. لم أسمع حديثهن بعدها حيث غادرت بخيالي مكاني وفرحتي لسعادة ابنتي نقلتني إلى محاسبة نفسي عما سببته لها من معاناة غير مقصودة في لحظة حزن انتابتني، وتمتمت بصوت أسمع فيه كلماتي علها تمسح غلطة تعلق بعقلي نعم يا ابنتي فلتهدئي " ليته يعود" لتقر عين أمه وأهله به فقد عشت مأساة صديقتي وكأنها مأساتي. ليلى عناني المصدر: نفساني
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة ليلى عناني ; 10-05-2005 الساعة 10:52 PM
سبب آخر: تغيير العنوان
|
11-05-2005, 12:41 AM | #2 |
عـضو شرف
|
هلا بك.. آآآآآآآآآآآآآآه كان الله بعون أهله...واخته....!! كم هو مؤلم غياب من نحب....! وقلبي يتفطر على تلك الطفلة..التي عرف قلبها معنى الغياب.... ليتها لاتدرك ذلك المعنى عندما تكبر..!!؟؟ أشكرك كانت هذه القصه مؤثره جداً |
|
11-05-2005, 05:54 PM | #4 |
عـضو شرف
|
شكرا لك .. أستاذتي
ولقلمك المدرار .. الذي بدأ ينشر الحروف هنا وهناك .. ولأسلوبك المتميز .. الهادئ الجميل فكم هو رائع ؟ .. أدام الله محبرتك .. وتحية لك .. ن س ي م ا ل ج ن و ب |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|