إلى الأخت/ زهرة الربيع مهم جدا

إلى الأخت/ زهرة الربيع مهم جدا

السلام عليكم

اعتذر لتدخلي في الرد على مشكلتك, ولكن جزء منها حصل معي فعلا
لفترة لابأس بها -وإن كنت لا أذكر المدة- وأحببت أن أخبركِ عنها لعلها
تفيدك في معرفة سبب تصرف أختك بهذه الطريقة,
لم أتذكر مشكلتي فقط, بل أشفقت على أختكِ, لأنها ذكرتني بنفسي
وكيف أن هذه الحالة سببت لي الإنزعاج لفترة, وكيف أنني تمنيت
أن تنتهي وتريحني, إلا أنها لم تحصل,

كتبت الرد في موضوع مستقل حتى يمكن للمشرفين حذفه في حالة
رغبتك بذلك دون أن يؤثر على الموضوع الرئيسي.

أذكر عندما كنتُ في عمر أختك أو ربما أصغر بقليل, أنه كانت هناك
ظروف في المنزل, لم يكن الشجار بين أبي وأمي - والحمدلله- بل
في أغلب الأحيان بين أبي وأختي , وأحيانا آخرى بين أمي وأختي تلك.

أحيانا كان الشجار يحصل وقت العشاء, أو أثناء الجلوس في الصالة,
وأحيانا لم يكن له وقت محدد, حيث في إحدى الفترات زادت بشكل كبير.

عندما كان يحصل أمامي, أو كنت قريبة منه وأسمعه, كنت أبكي بشدة,
ليس أمام أحد بل أذهب لغرفتي مباشرة بعد الشجار أو أمسك نفسي
بصعوبة عن البكاء إلى أن أنفرد بنفسي.

السبب في ذلك -حسبما أذكر الآن- الخوف. كنت أشعر بالخوف من الشجار
والصوت العالي, لم يكن الشجار يجعلني أحس بالأمان, فرؤية أبي وهو غاضب
أو أمي وهي غاضبة, كان يجعلني أشعر بالخوف, والضياع,والتوتر, والقلق, وخاصة عندما تكون نبرة الشجار قوية, وعندما يطول.
أيضاً, كانت الكوابيس تنتابني كثيرا, بسبب افتقاد الاحساس بالأمان, وكثيرا
ماكنتُ أبكي وأصرخ في نومي, ولا أهدأ إلا بعد أن يوقظني أحد.

ربما لأن طبعي أصلا الخوف بسرعة آنذاك, وربما لأني كنت أحس بالأمن
عندما يكونان موجودين وأكثر عندما يكونان هادئين , وربما لأن أبي وأمي هما
ركنان وجزءان مهمان من نفسي, فإن كانا في حالة استقرار أكون كذلك, وربما
لأني كنتُ حساسة,

الوضع ظل على هذا الحال لفترة, ثم هدأ, ولكني بقيت لفترة طويلة,
عندما أسمع صوت عالي, ينتابني الخوف نفسه, والشعور بعدم الاستقرار
والهدوء, لدرجة إني لا أهدأ حتى أعرف السبب, وإن كنتُ في غرفتي -القريبة
من الصالة- استمع خلف الباب, فإن كان الحوار عاديا ومجرد ارتفاع عاديّ في الصوت
اهدأ, وإن كنتُ في مكان آخر من البيت أتبين السبب, وبعد ذلك أهدأ.

ربما كان الوضع نفسه لدى أختك, لعل الشجار يسبب لها الاحساس ذاته,
ولعل نتف الشفايف سببه القلق والتوتر, حيث إني اعتدت على عض شفتيّ,
أو عض أحد الأظافر عندما أكون قلقة أو متوترة -والحمدلله خف لدي ذلك-

لو كانت أختك تلك قريبة منك, أو من أحد آخر, اجلسي معها في وقت تكون
هي فيه هادئة, ومستعدة للكلام, واسأليها مالذي تحس فيه بعد أن تسمع
الشجار؟ ولما تبكي؟ ولكن أعطِها ثقتك, أخبريها لأنك تحبينها وتهتمين فيها
فإنكِ تسألينها هذا السؤال, ولعل هذه الطريقة تفيد إن شاء الله.

نصيحة:
لو كان بالإمكان تخفيف الشجار, فذلك سيكون أفضل, وإن تعذر الوضع,
يُفضّـل أن يكون بعيدا عنها وعن ناظريها وحتى عن مسمعها,,

مرة آخرى, اعتذر لتدخلي, وأتمنى أن يخف الوضع على أختك,
أتمنى أن يُرسل مشرف المنتدى هذه الرد على ايميلك لتطلعي عليه
بحكم أنكِ نشرتِ مُشكلتكِ منذ شهر تقريبا, وهناك احتمال ألا تُشاهدي ردي.

لكِ خالص تحياتي

المصدر: نفساني