الأخلاق في القرآن الكريم ...

الأخلاق في القرآن الكريم ...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





اذا نظرنا في آيات القرآن نجد ان الله تعالى حث على الأخلاق الفاضلة في كثير من الآيات وفي سور مختلفه وان دل ذلك على شيء انما يدل على عظمة القرآن وبلاغته ورفعته واشارته الى الفضائل في الأعمال وبعده عن الرذائل والدنيا وسفاسف الأمور.
.
وتتجلى اشارة القرآن الى الاخلاق الحميده فيما نراه من الله تعالى في وصف نبيه "محمد صلى الله عليه وسلم"بالأخلاق الفاضلة.

وهاهي بعض الآيات التي تشير الى ذلك وهي قوله تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159

ففي هذه الآيت الكريمة يخاطب الله رسوله ممتناً عليه وعلى المؤمنين فيما ألان به قلبه على امته المتبعين لامره التاركين لزجره.والمعنى باي شيء جعلك الله ليناً لولا رحمة ربك بك وبهم.وهذه الرحمة هي ربطه وجأشه، وتخصيصه بمكارم الأخلاق .

وفي الآية الكريمة وصف للنبي"صلى الله عليه وسلم"بالأخلاق الكريمة ولذلك يقول الحسن البصري:هذا خلق محمد"صلى الله عليه وسلم"بعثه الله به،وهذه الآية الكريمة شبيهة بقوله تعالى :{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128

ثم نرى ان الله تعالى يخبر عن نبيه "صلى الله عليه وسلم" بأنه لو كان فظاً غليظ الكلام قاسي القلب لانفضوا من حوله اي" تركوك"ولكن الله جمعهم عليك والان جانبك لهم تأليفاًلقلوبهم.ثم قال تعالى :فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
لذلك كان النبي "صلى الله عليه وسلم "يشاور اصحابه في الأمر اذا حدث تطييباًلقلوبهم ليكون انشط لهم لما يفعلونه كما شاورهم يوم بدر ويوم خيبر.ثم ننتقل الى موضع آخر لنرى ماوصف الله به نبيه الكريم "صلى الله عليه وسلم "من الخلق العظيم وذلك ي قوله تعالى لنبيه :{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4

ففي هذه الآيةالكريمة نرى عظمةرسول الله"صلى الله عيه وسلم"حينما يصفه ربه بالخلق العظيم ،فهذه شهادة عاليه شامخة من الله عز وجل لرسوله "عليه الصلاة والسلام "،وتزكية مابعدها تزكية ،وشرف مابعده شرف ,وليس بعد شهادة الله تعالى شهادهوقد فسر العلماء هذا الخلق العظيم بتفسيرات كثيره،فقيل هـــــــــــي:

1-الاسلام والدين بدليل ان الله تعالى قال "ورضيت لكم الاسلام ديناً"وقيل القرآن ولا مانع ان يكون هو لان عائشه سئلت عن خلق النبي قالت:"كان خلقه القرآن".

وقيل هو ماكان يأتمر به من امر الله وما ينتهي عنه من نهي الله،وقيل هو :رفقه بامته واكرامه اياهم وهذا خلق عظيم حيث انه موصوف بالرفق والرحمة كما في آيات آل عمران والتوبه حيث انه كان يكرم اصحابه ويشاورهم .

وقيل المعنى:انك على طبع كريم وهذاهو الظاهر لان حقيقة الخلق في اللغة:ما ياخذالانسان نفسه به من الادب. ونستنبط من الآيتين الكريمتين ان الخلق الفاضل مطلوب من كل مسلم ومسلمة اقتداءً برسوله "محمد صلى الله عليه وسلم.قال تعالى :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125
اي ادع اللى سبيل ربك بالمقالةالمحكمة الصحيحة والموعظة الحسنه التي يستحسنها السامع وينتفع بها "وجادلهم" بالطريق التي هي احسن طرق المجادله ،وهذا ايضانوعاًمن الاخلاق الفاضله التي يحث عليها القرآن الكريم حتى مع اهل الكفر والضلال كما في الآية :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125

حيث امر الله تعالى نبيه موسى واخاه هارون بالذهاب الى فرعون حيث انه" طغى "اي جاوز الحد في الكفر والتمرد ومع ذلك امرهما بلين القول لان القول الخشن في باديء الامر يكون من اعظم اسباب النفور والتصلب في الكفر.وكما في قوله : {17} فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى{18} وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى) النازعات 17-18
هذا الاسلوب الادبي الرائع الذي يمكننا الاقتداء به في مخاطبة الناس اي باللين والرفق كي نكتسب حبهم ومن اجل ان نحصل على مطلوبنا على شريطة ان لا يؤثر ذلك في الدين او يؤدي الى معصية الله تعالى.وفي هذا المعنى ان الله تعالى يامر الانبياء بالرفق في الدعوة حتى تلقى قبولا عند الآخرين.

قوله تعالى :{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34
في هاتين الآيتين الكريمتين يبين الله سبحانه الفرق بين محاسن الأعمال ومساؤها،والمعنى لاتستوي الحسنة التي يرضى الله بهاويثيب عليهاولا السيئة التي يكرهها الله تعالى ويعاقب عليها."

ادفع بالتي هي احسن"اي ادفع السيئة اذاجاءتك من المسيء باحسن مايمكن دفعها به من الحسنات ومن ذلك مقابلة الاساءة بالإحسان والذنب بالعفو،والغضب بالصبر، والاغضاء عن الهفوات والاحتمال للمكروهات فإذا حدث ذلك نجني الفائدة التي تحصل لمن دفع بالتي هي احسن وهي ان العدو يصبح صديقاً والبعيد عنك يكون قريباً منك ولما كان هذا الأمر لايقدر عليه إلا الصابرون والكاظمون الغيظ والمحتملون للمكروب

قال سبحانه:"وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم"

اي ما يلقى هذه الفعلة إلا الصابرون أصحاب الحظ العظيم أي أصحاب الجنة.جعلني الله وإياكم منهم وجمع المسلمين.

ارجو الانتفاع من هذه المادة وجزى الله الجميع خير الجزاء .ودمتم؛

منقول عن محاضرة لفضيلة الدكتور قمر الزمان إبراهيم جزاه الله خير ..


ملاحظة : (منقول )




لااله الا الله محمد رسول الله


اختكم : فلونا

المصدر: نفساني

عليه افضل الصلاة وازكى التسليم
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته

اختى فى الله(فلونا)
أحسنتى النقل -- نفعنا الله بكما --وجزاكما أنت وفضيلة الدكتور قمر الزمان ابراهيم خير الجزاء--
وجعله فى ميزان حسناتكم

ولك تحية مغموسة بعطر النرجس
أختك فى الله
خضراء

*·~-.¸¸,.-~*جزاك الله خيرآ*·~-.¸¸,.-~*