كيف أغفر لنفسي ؟

كيف أغفر لنفسي ؟

أخواني وأخواتي أحتاج إلى مساعدتكم كثيرا، لا تتصورون قدر الألم الذي أشعر به منذ حصلت معي هذه القصة وحتى هذه اللحظة، لا أستطيع النوم جيدا أستيقظ كثيرا وأنا أفكر في ذنبي هذا وأتمنى من قلبي أن يغفر الله لي وأن أتجاوزه.

وحتى لا أطيل عليكم قصتي بدأت منذ حوالي الأربع سنوات في أحد المواقع على الشبكة، تعرفت حينها بمجموعة من الناس فيهم الصالح وللأسف كان بينهم السيئون وأحدهم شخص وثقت فيه كثيرا وتعلقت به، وكنت أظنه كذلك وصادق في مشاعره تجاهي، في هذه الفترة أيضا قويت علاقتي بامرأة متزوجة واعتبرتها صديقة أبوح لها بمعظم أسراري وهي أيضا ومن ضمنها علاقة لها بأحد الموجودين بالرغم من زواجها، علاقة كما تقول غير واقعية فقط هنا في النت، كنت أحاول خلال تلك الفترة نصحها بالابتعاد عن هذا الشخص وبأن تحترم غياب زوجها وتحفظه في بيته وأهله، لكنها كانت تتحجج بأنها تحاول ولا تنجح في ذلك، المهم مرت السنين وتكون عداء بينها وبين الشخص الذي كنت أحب، عداء شرس جدا كان يحاول إلحاق الضرر بها بأي طريقة كانت، لكن كان يمنعه جهله باسمها وبأي معلومات شخصية متعلقة بهويتها إلى أن جاء يوم من عدة أشهر وطلب مني فيه أن أزوده باسمها، رفضت رفضا قاطعا في البداية وقاطعته عدة أيام لكنه أعاد المحاولة وهذه المرة أستغل تسريبها لمعلومة كنت قد ذكرتها لها وإن كنت حتى اللحظة أشك في مصدرها، لكنه أكد لي أنها هي وبالرغم من ذلك رفضت تماما أن أخبره باسم عائلتها أو اسمها إلى أن ألمح إلى أن هذا الأمر سيجعله يثق بي أكثر ويقربه مني، ضعفت ... أعترف بذلك وقال لي فقط اصمتي لو قلت لك اسم العائلة الصحيح وهكذا فعلت للأسف، واعدا إياي أن لا يضرها أبدا وأن يكتفي بهذه المعلومة لكن ألح أكثر أن يعرف اسمها أيضا وبعد إلحاح وضغط شديد من جانبه قلته له لو أخبرتك بالحرف الأول – وكنت أظن أنه يستحيل أن يعرف اسمها من خلاله – هل يكفيك هذا وتغلق الموضوع للأبد؟ فرد بنعم.
فأخبرته بحرفها الأول ولكن لسوء حظي تذكر حادثة ما ومن خلالها عرف اسمها الأول معتمدا على هذا الحرف الذي أخبرته به، ولم يف بوعده وهددها بأن يفضحها ففضلتْ بعدها أن تغيب تماما عن ذلك الموقع لكنها كانت مجروحة مني أنا صديقتها التي ائتمنتني والتي سربت هذه المعلومة إلى ألد أعدائها.
أتجرع الألم والعذاب منذ تلك اللحظة، أنا الإنسانة المستقيمة سابقا والمخلصة لأصدقائي، أنا العاقلة القدوة في مجتمعي أنا التي يعتقد الناس بأنها من أحسن الفتيات! أنا التي أطالب الآخرين بالاخلاص والوفاء وحسن الخلق.. أنا فعلتُ ذلك! يارب

منذ تلك اللحظة أصبحت محطمة وفقدت ثقتي في نفسي وبالرغم من مرور أشهر كثيرة على هذه الحادثة وبالرغم من محاولتي التكفير عنها بقطع علاقتي تماما بذلك الشخص وبدفع حجة عن هذه الصديقة إلا أنني وإلى اليوم أشعر بأني غير قادرة على تجاوز ما فعلت أو منح ذاتي الغفران ...

فقط ماذا أفعل ؟ كيف أتجاوز هذه المحنة ؟ أي شيء بمقدوره أن يكفر عن ذنبي هذا ويمنحني الخلاص ؟

شاكرة لكم جزاكم الله خيرا

المصدر: نفساني