**آباء يحرمون أطفالهم الحياة**

**آباء يحرمون أطفالهم الحياة**

بسم الله الرحمن الرحيم

الأم ,,الأب ... رمزا الحنان والعطف والمحبة والرقة والايثار والحس المرهف,,
الأم والأب أكثر الناس احساسا وخوفا على أولادهم مهما بلغوا من الكبر عتيا .. فهاكم أما في نهاية العقد الثامن من عمرها تخاف على وليدها الذي أصبح جدا تخاف عليه من نسمة الهواء العليل.. تعال ما هذا الثوب الخفيف الجو بارد ستمرض .. اشرب ماءا باردا قبل ان تخرج ..و تفكر في ابنها الصغير ( آخر العنقود الذي دخل في العقد الخامس) متى ستصل طائرته ؟ اتصلوا به تأكدوا ان الطائرة وصلت!! اتصلوا به لعله الان وصل .. وما ان تطمئن على وصوله فتنتقل بفكرها وروحها وقلبها الى ابنتها الكبرى لتسأل عن حال حفيد ابنتها وكم كيلوا وزنه وكم طوله وكيف صحة والدته.. فياسبحان الله الذي غرز في الام هذه الصفات التي لا يكاد المرء يصدقها .. رقة وعطف وحنان لا يوصف .. هذه هي الامومة لعلها كانت كافية لتنشيء جيلا لا بأس به وذلك لان زمانهم غير زماننا والتطور انذاك لم يكن كما هو الان.. كل شيء تغير حتى الام والاب تغيرا عن ذي قبل تغيرا كليا..تغيرا كبيرا لنكن واقعيين ..مأساويا .. هذا هو الواقع ..

لا نستطيع ان نقول بان زماننا لم يتغير عن زمان ابائنا واجدادنا بل تغير تغيرا جذريا فنحن نرى من حولنا على الاقل التغير التكنولوجي الرهيب الذي أدى الى تغيرات على شتى الصعد وتطور العلوم بمختلف مجالاتها وكما يتضح لنا أن هذه التغيرات أدت الى نشوء جيل في عصر التطور التكنولوجي المتسارع وهذا بالطبع أدى الى ظهور مشاكل اجتماعية ونفسية رافقت هذا التطور .. المشكلة ليست في التطور وانما في التكيف مع التطور ..

ومع التطور ازداد التعليم وتناقصت نسبة الامية بشكل محلوظ حتى أصبحنا نرى ماشاء الله لا قوة الا بالله أغلب الازواج يحملون أعلى الشهادات ومثقفون ثقافة عالية ويتمتعون بمستوى اجتماعي اقتصادي ممتاز ومن هنا نفترض ان ازدياد التعليم سوف ينتج عنه ازدياد في اهتمام ورعاية الابوين لابنائهم أي اننا سنكون مطمئنين على الجيل القادم الجيل المبدع الذي يتلقى اهتماما متميزا ورعاية تربوية علمية من أبوين مثقفين فهم متعلمون ومصادر الثقافة امامهم واسعة الكتب والمجلات المتخصصة بالاضافة للكتب بلغات اخرى والانترنيت والسفر وغيرها من مصادر المعلومات.

دائما نتكلم عن أساليب التعامل مع مشاكل الاطفال واساليب العلاج وتعديل السلوك وأساليب التنشئة وغيرها ونتمركز على محور او محاور متعددة ولكنها اصبحت مألوفة لن أطيل عليكم وسأختصر لأنني وبصراحة لا أعرف كيف أبدأ ومن اين أبدأ سأضع نقطة في آخر السطر واعذروني فيما بعده من عبارات صادرة من صميم قلبي المعذب على هؤلاء الاطفال وحزنا على آبائهم من عذاب يوم شديد.

دائما نضع اللوم على المسؤولين وصانعي القرار فهم اللذين يستطيعون وضع القرارات التي تلزم المجتمع بحماية الطفل واعطاءه حقوقه.. واحيانا يكون اللوم على مدير المدرسة واحيانا اخرى على المعلم .. ويكون حقا عليهم اللوم هنالك .. سنبدأ الموضوع احاول ان اكلمكم بايجابية لتتفائلوا .. ولكن اعذروني على ركاكته لاني لااجد الكلمات التي انسقها هنا وهناك لتعبر عما في داخلي وداخل كل من عنده ضمير حي يعرف الحقوق والواجبات ويعرف انه راع وعلى عاتقه مسؤولية رعيته..لكن سيبقى حالنا من سيء الى أسوأ كلما ابتعدنا عن الاسلام ..

باختصار وبكل صراحة ومباشرة أوجه الكلام لكل أم وأب أنتم مسؤوليين عن رعيتكم وستحاسبون عن التقصير فيها .. أيها الأم التي أهملت أطفالك وهم الان يعانون من مشكلات نفسية .. أيعقل هذا من أم مسلمة عاقلة .. سنفترض أن هذه الام لا تعلم بمشكلة طفلها وقلنا لها أن طفلك يعاني من مشكلات نفسية واضطرابات .. فأول ما يتبادر الى أذهاننا أن هذه الام ستسكب الدموع لان طفلها يعاني .. راجعوا قصة الام ذات العقد الثامن..

علمت الام ان طفلها الصغير يعاني وأخبرتها شخصيا بان ابنك عنده مشكلة لانها كانت تعلم ان ابنها يكتب بشكل معكوس لكن لا تعلم انه اضطراب واذا ابي اتفاجأ بردها البارد ..اهاا ..سأرى ماذا سنفعل فيما بعد .. ولم اتابع الحديث معها من الصدمة.. وعاودت الكرة ووضحت لها الموضوع اكثر فأكثر وأن الطفل يحتاج الى تربية خاصة حتى لو ساعات معدودة كما قال الاستشاري.. لم اجد فائدة من التحدث للأم ..قلت سأكلم الاب فهو الرجل وقوامته أقوى وهو صاحب القرار.. قلت له انني اخذت ابنك لاستشاري تربية خاصة وقال ان الطفل عنده صعوبات تعلم وانه يجب ان يبدأ مع اخصائي التربية الخاصة والطفل يجب ان يبدأ مع الاخصائي باقرب وقت ..لم اجد تجاوبا من الاب ..فقلت الاستشاري طلب مقابلتك ومقابلة الام لاخذ بعض المعلومات..فقال : والله انا مشغول .. قلت له انا قلت لكم والباقي عليكم وانتبهوا على الطفل .. حاولت مرة اخرى مع الام قلت لها انا اخذ الطفل قاطعتني وقالت: والد الطفل لا يريدك ان تأخذي الولد ابدا ...قلت لها حسنا تحملي المسؤولية قالت مسؤولية ماذا؟ قلت لها طفلك يعاني من اضطرابات ايتها المثقفة.. وانا احملك مسؤولية الطفل .. والعام القادم اذا حدث له شيء وتدهورت حاله انت ووالده المسؤولان ..قالت بكل برود : ماذا سيحدث !! ؟
لا استطيع ان اصف بانها مرض نفسي ولا اضطراب عقلي ولا حتى تأخر دراسي .. لا اجد تفسيرا لهذا التهاون ولا اجد مبررا لتبلد الاحساس هذا أيعقل هل انتزعت الرحمة من قلوب الامهات والآباء ويقولون بكل ثقة نحن نسعى في الدنيا لاجل اطفالنا..لكن ما الذي جرى لتتحول الام وهي من ارحم الناس على اطفالها الى ام مادية متعجرفة المشاعر .. اعذروني ان قسوت هلى هذه الفئة.. ولكن حينما يتعلق الامر بصحة طفل نترك ما بأيدينا وننسى الدنيا لأجله..ونحن لا نتكلم عن ابن الجيران او طفل غريب بل نتكلم عن طفل هذه الام..الذي حملته تسع شهور وصبرت وتصبرت على تعب تربيته وارضاعه والحفاظ عليه رضيعا وما ان اصبح يمشي ويعتمد على نفسه تتركه؟؟ لك مني نصيحة ولكل الاباء والامهات ( كلما كبر الابناء كلما زادت المسؤولية ) لا ادري ما الكلمات التي يستحقها اولى الناس برعاية الطفل والاهتمام به وقد تجاهلوا مشكلته بكل برود .. احترت بأمرهم ماذا يصنفون ..علموا بأن ابنهم يعاني من ثلاثة اضطرابات صعوبات تعلم ويجب معالجته ويحتاج لتربية خاصة..وما لم يعلمه الوالدان ان عنده بعض أعراض بطء التعلم و بعض أعراض التوحد ومنذ ذلك الوقت وانا لا ادري ماذا افعل لا أجرؤ على رؤية طفل الان لا يظهر عليه شيء لكن أسأل الله أن يلطف به .. فحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله ..

أقول لهؤلاء الآباء ممن تفرغوا للدنيا وتجاهلوا بكل أسف ابنهم فلذة كبدهم وقرة اعينهم راجعوا انسانيتكم كيف تعلمون بمشكلة يعاني منها ابنكم وانتم مثقفيين تحملون الشهادات ..اه ثم اه ليتني استطيع سحب هذه الشهادات منكم لكي لا تكونوا عالة على المجتمع ويعتبرونكم مثقفين تحافظون على الامانة التي في اعناقكم ..وانتم تفعلون العكس.
أيها المثقفين أيها العاقلين الغافلين المتجاهلين بمحض ارادتكم عن صحة ابنائكم النفسية والعقلية والصحية.. واأسفاه ... واأسفاه على هكذا ثقافة وحب وتضحية لأبنائكم ..

لم اكن اتصور يوما ما ان تنجرف عاطفة الامومة والابوة والحنان في وادي الجفاء والتدهور والنسيان ..لم اكن لاصدق ذلك لولا انني رأيت هذا الامر من متغيرات المعادلة الثلاثة الطفل المصاب والام والاب .. استطيع ان اعذر الوالدين ان كانا اميين جاهلين ولكن عندما توضع المشكلة بكل تفصيل امامهم ولا يهتمون فهذه حقا المأساة.. هل طغت المادية لهذه الدرجة على المشاعر الانسانية الفطرية.. وللأسف هناك أيضا الكثير من الناس لا يعترفون بهذه المشكلات ولا المشكلات النفسية والامراض النفسية .. والقصص تكثر عند الكبار لان المشكلات تظهر بوضوح اكبر عندما ينضج الانسان ويجد نفسه مكبل بمرض نفسي نتيجة تجمد قلب الوالدين..ويبدأ مسيرته بالبحث عن العلاج واذا به يواجه مجتمعه الداخلي من والدين بمعارضة وعدم تفهم .. احمل الجميع المسؤولية وأولهم أنا ... وأسأل الله العلي القدير ان يمن علينا بالرجوع للاسلام في افعالنا واقوالنا.. فهو انجع الحلول.. وتذكروا يوما ستحاسبون فيه.. وتذكروا ان كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فاتقوا الله تعالى.


أعذروني على التشويش والركاكة لانه من الصعب أن نصف ما يصعب وصفه.. آباء يحرمون أطفالهم من حياة صحية سعيدة ..عجبا لهم




أ.الخالدي

المصدر: نفساني

أ.خالدي

اشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع الرائع ،،،،

نعم ،، كما تشيرين ،،، هناك الكثير من الآباء والأمهات يرمون ابنائهم في البيت وكأنهم على قارعة الطريق ،،، بلا اهتمام ولا متابعه ..

الأم مدرسة ،، إن اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ..............

أ.خالدي احب ان اضيف نقطة وهي كان زمان الاهل يخافون على ابنائهم ولا خوف على بناتهم اما الان فصار الخوف على البنات اكثر من الابناء حبيت اضيف هذه
أ.خالدي والله يعطيك العافية

أشكر لكم مروركم

الاخ الحوراني للأسف أنني أصبحت أرى كما يرى الكثير منا أنه كلما زادت الدرجة العلمية زاد الاهمال .. وبالتأكيد هذا لا ينطبق على الجميع ولكنها ظاهرة مؤلمة حقا.

الاخ يتيم الحظ ربما أصبح الاهتمام بالبنات اكثر لانهن أصبحن منتجات والتفكير المادي اصبح مسيطر على العقلو بشكل كبير ..

اختي أ.الخالدي

تشكرين على ابداعك المنثور في كل مكان
وهذا حال المسلم خيره يعم
اسئل الله ان يجعل هذا في موازين اعمالك
تحياتي

السلام عليكم ورحمة الله

والشكر موصول لكم جميعا

وإن كنت من عامة الناس فأرى أن هذا شيء علمته وأدركته وبالتالي يصبح علما للآخرين فعلي أن لا أخفيه..