فتاه مطيعة

فتاه مطيعة

سؤال من قبل أم فيصل

تحيه طيبه للقائمين على هذا الموقع اما بعد
انا انفصلت عن زوجي قريباً ولدي ابنه تبلغ من العمر اربع سنوات وولديبلغ
من العمر سنه ونصف مشكلتي مع ابنتي انها ترفض سماع اوامري وتحاول التمرد
علي مع العلم انها كانت فتاه مطيعه ؟
كيف استطيع ان اتعامل معها في ظل الضروف الراهنه مع العلم انها تعيش معي
في منزل اسرتي وتذهب إلى والدها يوم في الأسبوع عند اسرته؟ ولكم تحياتي

المصدر: نفساني

ا بعد السلام والتحية:
مسافة نفسية طويلة بين طفلتك التي كانت مطيعة ثم أصبحت متمردة(عدوانية) ؟! غير مستجيبة لأوامرك مفاهيم تحتاج إلى تحديد وتوضيح بأمثلة واقعية ..فما هي الطاعة لطفلة في الرابعة من عمرها ؟!! وما هو التمرد الذي يعد نهاية العدواية التي تخشينها ؟!! وما هي الأوامر التي تصدرينها وتصطدم بنفسية أبنتك فترتد لك دون استجابة منها ..فتزدادي في أوامرك ؟!! لنتفق على أن طفلتك مادامت ذكية وطبيعية فالسلبية منتفية للطفل ..فلا تضعي أبنتك في رحم آخر خارج رحمها الطبيعي الذي انبثقت منه فتمردها على مستوى عمرها الزمني لا يعدو أن يكون إلا علامات استفهام تجسّـد تفتحاً لخبرات جديدة تجهلها ، وتتعلم ، لتكتسب خبرة جديدة في محيطها الذي تعيش فيه أو أنه سلوك ونتيجة طبيعية للوضع الجديد الذي فرض عليها قصر اطعنها لانفصال أبويها عن بعض !.. هكذا تكون سلبية نتائج بعض قراراتها التي يفرضها واقع العلاقة التي انتهت .. لا كن الطفلة عاجزة في إدراكها لما فعلة ويدركه الكبار فتقبلي شيئاً من التغيرات التي حدثت، وستحدث فمثلاً التبول اللاإرادي أو الخجل أو بعض المخاوف المرضية ( الخوف من المرحلة التمهيدية ) أو التهتهة أو حتى أعراض جسدية (كالثعلبة ،أو أنواع من الحساسية ، أو.. أو ..أو ) مثل تلك ستكون نتيجة واردة بالذات إذا كانت العلاقة بين الأبوين بعد انتهائها مازالت متوترة وكل من الأبوين أو أحدهما يغذي الطفلة بطريقة سلبية من أجل إيصال رسائل مهربة وغير مباشرة للطرف الأخر ..رسائل محتواها عدوانية مبطنة يرسلها الآخر للآخر .!!
فأدركي أنتي دلالة ذلك ! من أجل أن تحدثي استقراراً في العلاقة التي انتهت لينعكس ذلك على طفلة . يبدو لي أن آثار صدمة الانفصال مازالت آثارها باقية في ذاتك أنتي كأم ، والطفلة إن كانت طبيعية في ذكائها فلأسلوب تفكير كي تجاهها أثر في سلوكها فإذا شعرنا بالخوف والنقص في قدرتنا في التعامل الناجح وربما مثاليتنا التي تدفعنا إلى تعويض ما أحدثة الانفصال إلى فدان وجود أبويها معاً ..تلك المشاعر نابعة من داخلنا ..سيان كانت شعورية أو لاشعورية .
‘ن كثرة التعميمات والأوامر المتكررة لإعادتها طفلة مطيعة لن يحدث إلا تراكمات في ذاتها لأن كل أمر سيعني للطفل إذا لم يستجب له سلوك" خاطئ وفاشل للموقف الذي نوجهه فيه وعنا ذلك رصيد من الخبرات الفاشلة التي تشعر الطفل بالذنب والنقص لعجزه أو جهل لا ستجابه أوامر مصدر قوته ونه (والدتها ) فال تدركي أن الطفل كل ما كان أقل في العمر يصعب وضع معايير أو قواعد ثابتة يتحرك من خلالها ونعاقب نحن الكبار بناء على خرقها..ما تحتاجه أثر في مثل سنها حباً صادقاً خلياً من قلقنا ، ومخاوفنا ، ولعب من خلاله يكتسب الطفل المفاهيم والمعايير القيمية..لأن العب هو قدر الطفل (3-6) في مرحلة الطفولة المبكرة لأنه يشعره بالاستكشاف واللذة ، والطفل في هذه المرحلة يتمركز حول ذاته كسمة غالبة لدرجه انه(وهذا من سذاجته ) يعتبر نفسه سيد الكون فيرد كل شيء إلى ذاته فيحرف الواقع تبعاً لحاجاته كما يدركه هو ، ونعجز عن فهمها نحن الكبار ….ولهذا يضل عاجزاً عن إدراك أفكار الآخرين من حوله .. فالتمييز والخلط لديه مازال واقعاً تمليه طبعه نموه والمرحلة التي يعيشها ، فتمركزه عن ذاته قد يدفعه إلى البعد عن أقرانه ، والعب معهم جماعياً.حفظك الله ، ورعاك أنت ، وابناءك .