|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
08-07-2002, 11:17 PM | #1 | |||
شيخ نفساني
|
منقول( نورة 00صرخت 00طويلا00طويلا)
حكى والدي 00 فقال : - تزوج فلان ، (وسمى شخصا من الناس) امرأة ملكت عليه فؤاده ، لكنها فاتته 000 قلت : - كيف فاتته 00 ؟ قال : ـ طلقها وتزوجت غيره .. ثم أضاف 000 ظلت نوره ( وهذا هو إسمها ) ، مقيمة في قلبه ، لا تغادره ، وحاول كثيرا أن يسلوها ، فلجأ إلى الزواج 0 صار يتزوج ثم يطلق ، لأنه لا يجد في المرأة - التي يريدها بديلا عن نوره- ما استقر في سويداء قلبه لها 00 لنوره 00 يقول والدي : ـ . . وحاول بشتى الوسائل أن يقترب من نوره ، لكن كيف السبيــل إلى ذلك 00 ؟ صار يهيم بها ، ويتمنى ، ويقول الشعر ، بعد أن أطفأ اليأس جذوة الأمــل في قلبه ..
ثم أنشـأ يردد أبياتا من الشعر للرجل ، تنضح ألما ، وتصور شفير اليأس الذي أشرف عليه : آخذ وخلى لين قلبي يليني لين إني ألقالي خليلن أصافيه يا لقلب لو صافيت كم من خليلن الخل الأول منت يا لقلب لا قيه لوا على ادري هو خليلي رجاوي هو له هون بي مثل مالي هون بيه يما ترسنا القلب له بالموده ولا يسج القلب ما عاد يطريه 000 ومضى والدي يتحدث عن الرجل ، وحبه لنوره .. المرأة التي أصبحت ولا سبيل إليها ، وهي في ذمة رجل آخر 0 المرأة التي يستطيع 00 لو أراد ، أن يصل إليها ، ولكن يمنعه العفاف 0 المرأة التي يريدها روحا ، مثلما يريدها جسدا 0 المرأة التي يحسها في قلبه 00 أكثر مما يراها بعينيه 0 كان والدي يرسم لوحة جميلة ، لأحلام لا يمكن أن تتحقق ، ولعلاقة شائكة يتقاطع فيها القلب والعقل ، والممكن وغير الممكن ، ويصطرع فيها الحلال والحرام 0 كان ، وهو يتحدث عن موقف الرجل من حبيبته ، وعن تهويماته ، وحديثه لنفسه ، كأنما دخل قلبه وأشرعه للضوء ، فأزدحم فضاء المكان بأوجاعه 00 وبرائحة الحزن 0 قلت لوالدي : - هذا من أجمل 000 ومن أعذب (من العذاب) ما سمعت 000 كأنك فتقت الجروح 00 انظر من حولك كيف يستمعون إليك 00؟ 00 وقلت له : - أستطيع أن اترجم الشعر والكلام الذي قلته عن صاحب نـوره إلى لغة أخرى 0 أستطيع أن أدخل قلبه وأعيد قراءته ، ثم أنتقى منه نصوصا ، يحتاج كثيرون إلى سماعها ، وإلى قراءتها 00 ليبكوا ، وليتعلموا ، وليتطهروا 00 فالسير النقية تشيـع الطهارة . . صمت والدي ، فحسبت أنه يعطيني الإذن لأتقمص شخصية صاحب نوره ، أو لأدخل قلبه ، فأنبش في زواياه ، وأعيد عرض الصور المتناثرة الجميلـة ، في لوحة تنبض فيها الحروف ، مثلما يسمع منها أنين الجرح 0 قلت لوالدي : - هآ نذا أدخل قلب صاحبك الذي أحب ، ولم يجد لحبه شاطئ يؤوب إليه ، صاحبك الذي صنع إمرأة بيدي خياله ، ثم أطلقها تفتك في قلبه ، فا سمع ما يقول : (( حبيبة القلب 000 وقعه إذ تمشين 00 يا عذبة الروح . . كان كل شئ في دائرة المعقول حتى عرفتك 00 فأين يمضي هارب من دمه 000؟ مهجة القلب 000 بقدر ما أحببتك 00 لا أفهم ما الذي جعلني أحب امرأة 00 هي أنت 00 قلت لك دائما ، أنني عشقت فيك الروح قبل الجسد 000 وقلت إني جائع للمعاني التي يمثلها وجودك كإنسان : اللطف 000 الرقة 000 التضحية 000 العطاء00 الوفاء .. وذلك الهدوء الهائل ، الذي يمتص كل صخب الحياة وأوجاعها . . تلك الروح التي كلما تناثرت مزقا 00 فتحت لي صدرا . . ألملم فيه اشلاء نفسي الجريحة 000 وقلت أن في أعماقي يدوي حنين للإنسان ، الذي تتمثل فيه هذه المعاني 00 حنين ظل ينهش طويلا في كبدي 000 كأنك قاموس الفضائل يمشي على الأرض 00 فإليك أنت حديث القلب هذا 00 إليك أنت التي رحلت عميقا 000 فاضطربت اللجه .. وبقيت أنا ، أصارع موجا لا قبـل لـي به 00 أنا من أنزلك إلى أعماقي ، وأنا من يتحمل صخب الموج 000 فإلي متى استطيع أن أقاوم 00؟ ستبقين الشاطئ الذي أتوق للوصول إليه 00 وملابسي بيضاء نقية 00 ليس بها بلل 00 كيف السبيل إلى ذلك ، وأنت طوق النجاة 00 وأنت ، في الوقت نفسه ، البركان الذي تفجر في الأعماق فأنشأ هذا الموج الهادر 000 ؟ تقولين ماء لا استطيع أن أمسكه 00 وأنا العطشانه 00 فما أقول أنا 000 ؟ وأنا الذي يريد أن يصل إلى الشاطئ بثياب بيضاء نقية ، وبلا بلل . . ويشرب ماءا عذبا (حلالا) ، يمسكه بيديه 000 يتحسسه ، ثم يريقه على وجهه ، ويظل يرتشف القطره 00 تلو القطره 00 دون أن يلتفت 00 أليس هو ماؤه 00 ؟ دون أن يتوجس 00 أليس هو ملكه 00 ؟ ثم يستلقي على الندى الذي يصنعه ماؤه ، ويغمض عينيه على نسمات باردة ، يشيعها ذاك الندى 00 وتعطرها أنفاس طاهرة 00 على إيقاع همسات تهدهده ، وتسكب في عينيه خدرا لذيذا 0 يريد أن يصنع ذلك ، دون أن يقتله العطش لماء ليس له 00 ودون أن يعذبه ضميره 00 ودون أن يصطرع في داخله العقل والقلب 00 ودون أن تتخطى الرغبة المبدأ 00 أو تعلو اللذة القيمة 0 . قلت مرارا أنك أسمى عندي من نزوة عابرة 00 وأنك فوق الحس ومعايير اللذه .. وستبقين كذلك 0 . إن أنا لم أصل للنبع تحت ضوء الشمس ، وأنهل منه (حلالا) ، وأتحسس الماء ، وأغمس فيه جسدي المتعب ، ويغمرني 00 فأشعر به يتخلل جميع مساماتي ، فتدب في الحياة التي طالما اشتقت إليها 00 لهمسها 00 لضحكاتها العذبه 000 لنظرة تحتويني ، فتذيب العناء ، في قلبي الموجوع 00 وأسمع : هلا عمري 00 هلا روحي 00 هلا حبيبي 000تخرج من بين شفتين ، تضجان بالحب قبل الرغبة 000 إن لم يكن ذلك 00 فلا أقل من أن أقف (بعيدا) أرقب الماء يتدفق عند الأصيل ، لعل نسمة باردة نديه تهب من جهته 00 فتخالط اللهب المشتعل في جوف أصر على أن يبقي نقيا 00 وآثر أن يظل النبع طاهرا .. لم يتلوث برماد يخلفه حريق الرغبة 00 وحمى الجسد 00 ثم إذا ابتلع الافق الشمس ، وجثم الظلام ، انكفأ على جرحه وبكى 000 لعل أزيز قلبه الموجوع يحرض النجوم على الرحيل بسرعة .. لتشرق الشمس .. فيعود ليرقب (ماؤه) الذي ليس له 000 يرقب الاشعة البكر .. تمازج حبيبات ماء منهله العذب ، الذي لا يستطيع إليه سبيلا 00 لأنه آثر النقاء 0 . يرقب الضياء يخالط الصفاء ، فيتشكل من إلتقاء النقاءين مزيـج 00 هو حبيبته 00 حوريته . . لروحها شفافية الماء ونقائه ، وألق الشمس وصفائها 0. ولجسدها طهارة الماء ، وعذرية الشمس التي تتجدد كل يوم 0 يا سيدة القلب 000 قلت لك أنني أنا المعنى الذي ظل يبحث عن السكينه 000 عن روح يمتزج بها 00 يأوي إليها ، كلما أنهكه التعب 00 وحاصره العناء 0 000 عن صوت يلتحف به كلما اخترقه الضجيج 0 000 وحدثتك يوما أن الطفل في داخلي لم يكبر 00 وقلت لك خذيه إليك 00 وحدثتك أنه نشأ يتيما 00 وعاش جائعا 00 عطشا ، لصدر يحتويه 00 وكف تربت على رأسه 000 ظل يبحث في كل خيال أسود عن جنته 00 ، كلما سمع صوتا فر نحوه000 يا ويح أمه 00 حيث ثمت لا شئ 00 سوى الفراغ .. وتمثال جامد بوظائف بشرية 00 يا ويح الطفل في داخلي 00 صرخت طويلا 000 طويلا 00 من ينظر في عينيه الزائغتين 00 من يأخذ وجهه الصغير بين كفيه 00 من يقول له : - " وش فيك يا بابا 00 ليـش يــا حبيبي 00 " ؟ يا ويح الطفل في داخلي متى يضع رأسه وينام 00 ؟ حبة القلب 000 قبل أن يعرفك قلبي كنت في عناء واحد 00 وأنا الآن أصطلي بعناءين 000 الأمل الذي مثلته لي 00 فغدا سرابا 00 الماء الذي أراه - وأنا العطشان - ولا يحق لي أن أرده 00 وواقعي الذي أعياني دواؤه 00 أنا الآن أعذب نفسي بحب لا يطفئ ظمأي 000 فبمن ألوذ حينما يحاصرني الحصار 00 ؟ أين الحضن الذي أضع فيه رأسي .. عندما يخنقني الضجيج 00 ؟ أين الصدر الذي سيضمني .. حينما تنهال علي مطارق القلق 00 ؟ أي دمعة ساخنة ستسقط على وجهي 00 لتذيب الصقيع الذي أمات النبض في أعماقي 00 ؟ أين مني همسة حانية تنسل إلى وجداني المجروح 00؟ من 00 وأين 00 ، وألف ( من ) ستثور 00 ولا تجد إجابه 00 أنا أعرف أني سأظل ألاحق وهما إسمه 00 الحلم 0 حلمي بأن أستريح 00 حلمي بأن يهدأ قلبي .. الذي ما انفك يبحث عن السكينة بين عينين دافئتين .. تصبان الحنان في جوانحه التي تيبست من الجفاف 0 . 000 وأنا أعرف أني أعيش وهما .. سيؤل إلى تجربة أخرى فاشلة 0 . إن الحلم ، الذي لا تستطيع أن تنزله من فضاء الخيال ، وتتحسسه ، وتحس به جزءا منك ، وأنت جزء منه ، سوف تضطر أن تصعد إليه 00 لشئ واحد فقط 00 من أجل أن تهوي من عليائه فتتهشم 000 ثم تعود بعدها لتجمع حطامك 00 حطام قلبك المثخن بالخيبات .. وحطام ذاكرتك الملأئ بالتجارب الفاشلة 000 أي قلب لك بعــدها ، قادر على أن ينهض ، يداوي جراحه 00 يلملم حطامه .. ويحاول أن يبتسم 000 يبتسم 00 ؟ يا للسخرية المريرة 00 لا أمل لك 00 لأنك دائما تبدأ بدايات غير صحيحة 000 تضع قدمك على طريق تعرف نهايتـه 00 ستقول : - هو قلبي الذي يخطو مثل هذه الخطوات 0 . ـ قلبك 00 ؟ دع قلبك ينفعك 00 قلبك الذي يعذبك لأنك لم تقبل واقعا ، تعلم يقينا ، أنه لا يمكن تغييره 00 وقلبك الذي يعذبك ، لأنك تتطلع إلى ( واقع ) لا يمكن أن تحصل عليه 00 لماذا تعذب نفسك بالحلول المؤقته 00 ؟ لماذا تتحــول إلى مسكن لأوجاع الآخرين 00 وهما منك .. أنك تداوي أوجاعك 00 ؟ هل لأنك أدمنت الوجع 00 صرت تتلذذ بالألم 00 ؟ متى تسكن 00؟ متى تمسك بالسكينه بين يديك 00 ؟ متى تضمها إلى صدرك .. وتطلق الزفرة الأخيرة 00 ؟ متى تغمض عينيك ، وتستسلم لرقاد طويل 00 جميل ، على ساعدها 00 ؟ متى 00؟ هل ترى في آخر النفق ضوءا 00 ؟ أم أنت تستعد لجولة أخرى فاشلة 00 رغم أن الصدى في أعماقك يجلجل : ـ " ولا يسج القلب ما عاد يطريه " 00 المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|