|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
15-03-2008, 12:32 AM | #1 | |||
عضو فعال
|
العلاقة بين الإيمان وبين محبة رسول الله(ص)
اهداء
دعوة للمفكرين بتأويل عالٍ يبهر العقول والقلوب والعواطف جميعاً ويغرز فيها الإجلال للعظمة الإلهية والإيمان، ذلك لأن روعة جلالها وباهر ضيائها جلالاً وضياءً يتوارى دونهما كل ما سواهما فما كان أعظم تاليها وأعْظم به كان عَلَماً: (جبلاً) حجَبَ ما سواه. غطت دلالته الأجيال ويحق أن تفاخر به الأجيال. فطوبى لمن استظلَّ بجلال عظمتها واستضاء بباهر لألائها. فيها براءة الإسلام العظيم من دسوس المغرضين. فيها براءة قلوب السالكين من أهواء الشياطين. بها سعادة الحياة العظمى أبد الآبدين. تنزيل من حضرة العلي الرحيم ورسوله الكريم. من شواطئ الشوق ووديان العشق الإلهي، من بحار الحمد، من أقوى قوة حبيِّةٍ كونيةٍ عظمى، من لسان الحضرة الإلهية على قلب سيد المرسلين، من رياض الجنان، من بناء كدِّ عرق جبين الأنبياء والمرسلين المتحفين حيث تفيض بركاتُ نفوسهم شلالاتِ ماءٍ غدقاً لا يقتر نبعها، بُشربها تُفْتَنُ قلوبُ سالكي طريق الحق عن كل دنيء لتغوص بنفوسهم في بحار المعرفة الإلهية العظمى فَتُفِيضُ بقلوبهم سبعاً من المثاني يتلوها سيدُ المرسلين من غور الأزل السحيق إلى يومنا هذا... ذلك دين القيّمة. قلبه بيت الرب منارة قلوب الصادقين الصديقين العالمين، حيث تترادفُ المعاني ليكون بحراً مداداً لكلمات ربِّه ومن ورائه سبعةُ أبحرٍ، نواتها ( لا إله إلا الله ) تترددُ بمعانٍ لا انتهاء لها، هي نواة الوجود، وبشهودها نعود غانمين مترفين بمعيَّتك يا رسول الله يا سيد المرسلين. تعالوا... تعالوا لنجتمع حقاً كما اجتمعوا بسيد المرسلين في عظائم أنوار إقباله العالي على ربه حتى كان قاب قوسين أو أدنى حين رآه بالأفق الأعلى. فلن يدخلن عليه إلا مفكراً، هجر الهوى المهلك واتبع ملة إبراهيم حنيفاً، فهيا بنا لنصبح مع سادة العالمين المبَشَّرين بالجنَّات والفوز العظيم، لنرفد ركب الصحابة والتابعين فنكون كما كانوا مناراً وأقماراً للشموس المحمدية تعكس أنوارها بخيلاء حينما كادت الدنيا تُظلم برمّتها لنكون كالنجوم أبد الآباد ودهر الدهور ومن أجل هذا فلتمتد الحياة وليتصل الوجود، وإلا فلا.. ومن أجل هذا فليعمل العاملون. ===================== العلاقة بين الإيمان وبين محبة رسول الله(ص): لسائل يسال : ما هي العلاقة بين الإيمان وبين محبة رسول الله (ص) ، وما السبب في أن محبته (ص) دليل على الإيمان الحق، وأنَّ بغضه وعدم تقديره كفر ونفاق؟. وفي الجواب عن هذا نقول: من قوانين النفس وسننها الثابتة أنها إذا أحبَّت شخصاً أحبَّت كلَّ من يلوذ به ويحبّه وجميع من لهم تعلُّق فيه، ذلك لأن المحبّين تتواصل أشعة نفوسهم وتتداخل كما تتداخل وتتواصل أشعة المصابيح المضيئة التي ليس بينها حاجز أو حجاب، فإذا أحبَّ المرء ربَّه حقاً أحبَّ رسول الله (ص)لِحُبِّ رسول الله (ص)العالي لربِّه وصلة نفسه دوماً بالله، كما أنه يحب كل محب لرسول الله، من أعظم صحابي جليل حتى أي مؤمن له ولو تعلُّق قليل برسول الله، والمؤمنون في تبادل قلوبهم المحبة كلٌّ متَّصل الأجزاء، وقلوبهم عامة مجتمعة على حُب الله وحب رسوله: {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} سورة الأنفال: الآية (63). ومن هنا يتبين لنا أنَّ الشانئ الذي لا يحب رسول الله ولا يعرف شأنه العالي عند الله، إن هو إلا رجل بعيد عن الله لم يصل إلى الإيمان ولا إلى محبّة الله، ولو أنَّه آمن بالله لأحب رسوله بل لأحب آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الكرام المرشدين إلى سُنَّته السَّنيّة، بل لأحب كل مؤمن بلا استثناء. كيفية الوصول إلى محبة رسول الله (ص) : وتسألني وقد عرفت أن محبة رسول الله (ص)هي عنوان محبة الله، وهي الدليل القاطع على الإيمان، كيف الوصول إليها؟. ومن أين الطريق؟. فأقول وبه تعالى أستعين ومنه أرجو وأسأل التوفيق: هذا الكون بما فيه من شمس وقمر وكواكب وأجرام، بما فيه من أمطار وثلوج وسحب ورياح، بما فيه من أرض وسماء وحيوان ونبات، حتى الكرة الأرضية في جريانها ودورانها، والفصول الأربعة في تبدُّلها وتعاقبها، والليل والنهار في اختلافهما وتلاحقهما، وإن شئت فقل: هذا العالم الخضم الزاخر بالمخلوقات وبجميع ما فيه من كائنات، حتى جسمك وما تألَّف منه من أجهزة وأعضاء، وما يجري فيه من مبادلات وتحليل وتركيب وقيام غدده بما يتطلَّبه من إفرازات، وتهيئة ما يلزمه من مواد مختلفات، ذلك كله ممَّا تعلمه وما لا تعلمه إنما يجري ضمن قانون ثابت ووفق نظام. وإذا كان الخالق العظيم قد جعل لهذا الكون بجميع ما فيه من مخلوقات قانوناً ونظاماً يسير عليه ولا يتعدَّاه، وإذا كان الخالق العظيم قد سخَّر هذا الكون وذلَّلَهُ لهذا الإنسان، فهل يُتصوَّر ويُعقل أن لا يكون لهذا الإنسان وهو أكرم المخلوقات وأفضلها قانون ونظام؟. هل نظَّم الخالق العظيم الكون كله وترك الإنسان يسير في هذه الحياة على غير هدى ونظام؟. هل نظَّم الخالق العظيم الكون كلَّه وأهمل هذا الإنسان، وتركه يتخبَّط في الظلمات فلا يعرف خيره من شره ولا يدري كيف يسير في مجاهل هذه الحياة؟. الفكر المستقيم والمنطق الصحيح والوعي السليم، كل هذا يحكم مقرّاً بوجود هذا النظام المرسوم لهذا الإنسان، فأين يا تُرى ذلك القانون والنظام؟. تعالَ معي ننظر فيما جاء به الرسل الكرام عامَّة عن الله، تعال نستمع إلى أوَّل كلمة أوحى بها الله تعالى إلى الرسول (ص)ليُبلِّغها للناس إذ قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} سورة العلق: الآية (1-5). تعال لِنُدقِّق في هذه الكلمة التي بلَّغها الرسول محمد (ص)للعرب كافَّة ولجميع العالمين، تعال ننظر في تلك الدلالة التي دلَّ الرسول عليها أصحابه الكرام، تعال ننظر إلى ما كان يتلوه عليهم في مكة وفي الأيام الأولى من بعثته (ص)من قرآن مُنزَّل من عند الله، تعال ننظر نظرات الظامئ إلى الحقيقة لا المتمسِّك بما وجد عليه آباءه الأولين دون وعي أو تفكير، تعال نخرج من هذه الجهالات التي ركَّبتها فئات من ذوي الأهواء والضلالات، تعال نرجع إلى الحق والحق أحق أن يُتَّبع، ولنقتد بالرسل الكرام ولنتبع النهج القويم الذي ساروا عليه كافَّة تجد النظام المنشود والقانون المرسوم في القرآن، والذي طبَّقه رسول الله بذاته ودعا إلى تطبيقه صحابته الكرام، فكان لهم ما كان من شأن حتى ملأ ذكرهم الخافقين، وفازوا بما فازوا به من السعادة والخيرات. أقول: ذلك القانون والنظام هو أن تتعرَّف إلى أصلك وتنظر في بدايتك أيها الإنسان، فمن عرف نفسه عرف ربَّه، ومن عرف ربه هداه طريق السعادة وحفظه من الشقاوة والضلال، ومن يهدِ الله فهو المهتدي، ومن يُضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه. فكِّر أيُّها الإنسان في أصلك، وتفكيرك في أصلك وبـدايتك أوَّل مواد هذا القانون والنظام الذي شرَّعه لكَ الله، فكِّر وكيف لا تُفكّر وقد تفضَّل عليك ربُّك بتلـك الجوهرة الثمينة التي تساعدك على التفكير وتصل بك إلى معرفة خالـقك ومربيّك، فكِّر وكيف لا تُفكِّر وقد جعل لك في هذا الكون من الآيات العظيمة والنظام البديع مراتع واسعة ومجالات كبرى يرتع ويجول فيها التفكير، فكِّر وكيف لا تُفكِّر والكون أمامك كتاب مفتوح تستطيع أن تقرأ فيه ولو لم يعلِّمك مُعلِّم، ولو لم يتولَّ أمرك أحد، فالله تعالى لك إن صدقت خير مُعلِّم ودليل، فكِّر في أصلك يوم كنت نطفة في ظهر أبيك، فكِّر في هذه النطفة كيف تكوَّنت وممَّ تركَّبت، فكِّر في هذه النطفة أين وضعت واستقرت؟. فكِّر في نفسك وقد أصبحت في ظلمات الرحم وفي ذلك المستودع الأمين، فكِّر في تلك الأطوار التي مررت بها فمن نطفة إلى علقة ومن علقة إلى مضغة ومن مضغة إلى عظام، عظام مركَّبات بنظام واتساق، رُكِّبت عليها العضلات وخُلِقَ منها تجويف الدماغ وللعين والآذان والفم منه مكان، وللقلب والرئتين قفصهما وللأحشاء منها حوامل ومراكز للعروق والأوتار. فكِّر ولا أريد أن أُفصِّل لك في هذا كل التفصيل، بل أدع لك المجال لتُشاهد وترى كيف أنَّ النطفة الأمشاج تحوَّلت إلى إنسان سوي ومخلوق كريم، فكِّر وقدِّر عظمة تلك اليد التي أوجدتك وصوَّرتك وسوَّت لك هذه الأعضاء وجعلت الدماغ والقلب والأجهزة الرئيسية، وما تتألف منه من أَعْظُمٍ وأجزاء في مكان أمين وحرزٍ حريز، فكر في تلك اليد التي كانت تسوق لك الغذاء وأنت في طريقك إلى الدنيا وحيداً فريداً لا حول لك ولا قوة، وما تملك لنفسك رزقاً وما يملك لك أحد رزقاً، لكن تلك اليد التي سهرت على خلْقك هي التي كانت ترزقك، فتسوق لك الغذاء وتمدَّ كل عضو من أعضائك بما يلزمه من مواد. فكِّر في تلك اليد التي استطاعت خلال بضعة أشهر نقلك من نطفة إلى إنسان، فما تأخَّر خلقها وما هي بمسبوقة عن إنجاز الخلق وتركيب الإنسان في مدَّته المعيَّنة، فما أن أزف موعد الولادة والخروج إلى الدنيا حتى قَلَبَتْكَ وأنت في بطن أمك رأساً على عقب، فجعلت رأسك إلى أسفل وأرجلك إلى أعلى ويسَّرت لك السبيل إلى الولادة، قال تعالى: {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ، ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ، كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} سورة عبس: الآية (17-23). فكِّر وقد نزلت إلى هذا العالم الجديد في أرض جديدة، فأحاطك بعطف أُمك ولطفها وبثَّ في قلبها محبَّتك وأودعه حنانها وهيأ لك طعامك في ثدييها فإذا هو سائغ شرابه، لذيذ طعمه، مغذٍّ حاوٍ كلَّ ما يحتاجه جسمك من مواد وجميع ما يتطلَّبه. فكِّر في تلك الوجبات من الغذاء التي كانت تُهيِّئها لك تلك اليد الرحيمة بك، فتزيد لك في معاييرها الغذائية لحظة بعد لحظة ووجبة بعد وجبة زيادةً متناسبة مع نُموّك وتقدُّمك في السن، حتى إذا ما احتاج جسمك مزيداً من التغذية وأصبحت معدتك قادرة على هضم الأطعمة، أنبت لك الأسنان اللبنية سنّاً بعد سن حسبما يقتضيه النماء وتتطلبه الحاجة. ولسنِّ سبعٍ خلت من سني الحياة، ومن أجل جسم سيُهيَّأ لأن يضطلع بأمور هامة وأعمال عظيمة وفكْر يدبِّر أموراً جليلة بدَّل لك تلك الأسنان اللبنية بأسنان دائمة تستطيع أن تهيئ لهذا الجسم ما يتطلَّبه من غذاء، فكِّر في تلك اليد التي تُربِّيك الآن فترسل بأشعة الشمس الحارة على البحار تُبخِّر مياهها، وتمرُّ الرياح فتسوق السحب وتُثيرها من مكامنها ثم تُؤلِّف بينها وتجعلها رُكاماً فترى الودق يخرج من خلاله حتى إذا ما حييت الأرض من بعد موتها وارتوت من بعد عطشها كشفت الغيوم وأعادت إلى السماء صفاءها وللشمس إشراقها فإذا الزرع في نماء وإذا الأرض تجود بالخيرات، قال تعالى: {أَفَرَءيْتُم مَا تَحْرُثُونَ، ءَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ، لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، إِنَّا لَمُغْرَمُونَ، بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ، أَفَرَءيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، ءَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ، لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ} سورة الواقعة: الآية (63-70). اللهم اجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه امين رحم الله كاتبها وجزاه كل خير يتبع المصدر: نفساني |
|||
|
15-03-2008, 08:20 PM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
تقبل الله دعاءك وحقق رجاءك ......
واسمح لى أن أُحييك لهذه المقاله الراقيه اسلوباً ومعنىً .... بارك الله فيك أخى الكريم .............. اسامه |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|