المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

معنى التربية الإلهية ومجالاتها (جزء بسيط جدا جدا جدا)

الرب: هو المربي، وليتبيَّن لك معنى التربية نضرب المثل الآتي فنقول: هبْ أن امرأً يسهر على تربية نبتة صغيرة فما عساه أن يفعل بهذا الخصوص؟. إنه يمدها بالماء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-03-2008, 01:26 AM   #1
طالب الاله
عضو فعال


الصورة الرمزية طالب الاله
طالب الاله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23050
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 29-03-2008 (12:40 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
معنى التربية الإلهية ومجالاتها (جزء بسيط جدا جدا جدا)



الرب: هو المربي، وليتبيَّن لك معنى التربية نضرب المثل الآتي فنقول:
هبْ أن امرأً يسهر على تربية نبتة صغيرة فما عساه أن يفعل بهذا الخصوص؟.

إنه يمدها بالماء حيناً، وبالسماد والغذاء حيناً آخر، وإلى جانب ذلك يضعها في الوسط المناسب، فينقلها من شمس إلى فيء وظل، ومن فيء وظل إلى نور وشمس، وتراه يعزق (ينبش) التربة ليتخلل الهواء ذراتها، ويصل إلى جذور النبتة، وفي بعض الأحيان يغسل أوراقها وأغصانها ليزيل عنها مابها، ويمد لها الخيوط (شبك) تنساب عليها ساقها.


وهكذا فكلمة (التربية) تتضمَّن العناية التامة والإشراف الدائم، وتأمين الوسط المناسب والإمداد بما هو ضروري للحياة، وفق شرائط ونسب معينة. ذلك بعض ما نفهمه من كلمة التربية في مظهرها المادي، وللتربية نواحٍ أخرى ومعان، ونقتصر الآن في البحث على ما ذكرناه ونعود إلى ما نحن بصدده من تأويل فنقول:


يتبيَّن لنا من خلال هذا المثال الذي أوردناه أن كلمة {رَبِّ النَّاسِ} تفيد معنى الممد الذي يمدُّ الناس بما يلزمهم للحياة من ماء، وغذاء،

وملبس، وكساء، وحرارة وضياء، وأمطار وهواء، وليل ونهار وفصول ذات تبدُّلات وتغيرات، وروح هي أصل الحياة وسر الحياة.
وتضيق الكتب ويعجز القلم، ولا يستطيع أن يعبِّر لسان عما أوجده الله تعالى للإنسان في هذا الكون، من أشياء كلها ضرورية، وكلها تعمل متضافرة متضامنة في سبيل توفير ما يلزم لحياته.


أوليست هذه النجوم العظيمة والأجرام السماوية في أبعادها السحيقة عاملاً من عوامل الحياة على سطح هذه الكرة الأرضية؟. أوليست الشمس والقمر سببين في انتظام الحياة؟. أوليس دوران الكرة الأرضية بهذا الترتيب الذي نعهده عاملاً في توليد الليل والنهار، ضمن مدد وأوقات معيَّنة بدونها لا تمكن الحياة؟. أليست تلك الطبقة الغازية التي تحيط بالكرة الأرضية ترافقها في سبحها ولا تفارقها سبباً ضرورياً للحياة؟. وهل يمكن للإنسان أن يعيش من دون هواء؟.
وهكذا ففكِّر ما شئت فيما سوى الأرض وما حولها، تجده كله عاملاً من العوامل الأساسية التي تتوقف عليها حياتك ووجودك في كل لحظة وحين.

ثم انتقل معنا إن شئت إلى الكرة الأرضية ذاتها، تواجهك البحار والمحيطات ملأى بمائها فترى من عظمتها العجب العجاب، وتعرض لك الراسيات من الجبال تضم في كتلتها الصخور المختلفة وتشتمل على أنواع منوَّعة من الأتربة والمعادن والأملاح، وتتراءى أمام عينيك العيون والأنهار تملأ بغزارتها ودوام جريانها نفسك تعظيماً لمن سلكها وأجراها على هذا النظام، وتبدو لك النباتات والأشجار والفواكه والأثمار والأزهار، وما هي عليه من حسن الترتيب وعظيم الفائدة وبديع الرائحة والروعة في الجمال، وترى صنوف الحيوانات صغيرها وكبيرها، قد انطلقت كل فصيلة منها وكل فرد من أفرادها فيما خُصِّص به من وظائف وأعمال، حتى الجراثيم النباتية تجدها ناشطة في عملها تحلِّل وتركِّب وتجتذب مادة وتطرح أخرى ليل نهار.
وهكذا كل ما في الكون يعمل، وكل ما في الكون دائب لا يفتر، وجميع ذلك له وظائفه وخصائصه، وعائدات الأعمال كلها ونتائج مساعي هذه المخلوقات جميعها، إنما هي لك ولدوام وجودك وحياتك وإمدادك بما يلزمك، وذلك كله إنما يؤمِّنه لك ربك، يمدُّك به لتقوم به حياتك أيها الإنسان.

أليس والحالة هذه من الحقيق بك أن تعوذ به سبحانه وتلتجئ إليه دون سواه؟. هذا مجال من مجالات التربية في هذه الحياة، وللتربية مجالات أخرى منها مجال تربيتك لمَّا كنت في بطن أمك مخلوقاً صغيراً، لا تكاد تكون شيئاً مذكوراً، فمن الذي كان يمدُّك بالدم صافياً نقياً يحمل لك من جسم أمك أنواع المواد الضرورية للحياة؟. من الذي جعل لك ذلك الوسط المناسب في ذلك القرار المكين، لا يمسُّكَ فيه حر ولا برد، وتسير بك أمك محمولاً في ذلك الفلك المشحون لا يصيبك أذى ولا يزعجك شيء؟. وعندما خرجت لهذا الوجود وانتقلت إلى عالم الظهور وانقطع عنك ما كان يأتيك في بطن أمك من غذاء، أما وجدت غذاءك مُهيَّئاً في ثديي أمك، وقد تمَّ نضجه وسبق إعداده خروجك ومجيئك؟. أما وجدته معيَّراً منظَّماً وشراباً سائغاً لا يزعجك برده ولا يحرق فمك حرُّه، وإذا هو يتجدَّد معقَّماً في فترات كلما احتجت وطلبت.

فمن الذي هيَّأه وعيَّره وعقَّمه ونظَّمه لك ذلك التنظيم، ثم جعل يزيد لك في نسبة سكَّره ودسمه وأملاحه زيادة متوافقة مع تقدُّم سنك واحتياجات جسمك، فإذا ما قويت معدتك وأمعاؤك وأضحت قادرة على هضم الأطعمة بدأ التسنُّن وبدت الأسنان تظهر متلاحقة بما يقتضيه الحال، ولكلٍّ منها أبعاده وصفاته وخصائصه، حتى إذا ما بلغت السابعة من العمر وبدأ يشتد عودك، أبدلك من أسنانك اللبنية الضعيفة بأسنان صلبة قوية، تتناسب قوتها مع حاجتك للغذاء، فتقطع وتمزِّق وتطحن، فمن الذي رتب ونظم هذا التنظيم، وأشرف عليك هذا الإشراف، وأمدك بما أمدك به بنسبة ما يلزمك وبمقدار ما تحتاج إليه؟.
والآن وهذا مجال آخر من مجالات التربية. ترى من الذي يمد كل عضو من أعضائك، لا بل كل ذرَّة من ذراتك، وكل حجيرة من حجيراتك، بما يلزم وما تتطلبه الحياة؟. من الساهر دوماً على ترتيب أجهزتك وسير الدم، يحمل الغذاء إلى كل ناحية من نواحي جسمك بلا انقطاع؟.
أتراك بعد هذا عرفت طرفاً مما في التربية من معان، وأدركت شيئاً من عظمة هذا المربي، وشاهدت بعض نواحي التربية التي تشير إليها كلمة {رَبِّ النَّاسِ}، الذي به يجب أن تعوذ وتحتمي، والذي به عاذ رسول الله(ص)في كل لحظة من لحظاته، فسما هذا السمو واكتسب منه تعالى ذلك الكمال، فأصبح أشرف الخلق وسيد العالمين.
هذا وإنه لابد لنا من أن نفصِّل لك في هذا المجال الأخير من مجالات التربية بعض التفصيل فنقول:
العين وما فيها من الأنسجة، والطبقات والأعصاب والعضلات والأجسام الزجاجية الكاسرة للأشعة والغدد والعروق والمخاريط والأقنية، وكل ما تستعين به على الرؤية بوضوح وصفاء.

والأذن وما فيها من أغشية وحزم عصبية تتجاوز الآلاف وما يحيط بهذه الأعصاب من أغماد، وما لهذه الأذن من عظيمات دقيقة التركيب مختلفة الأبعاد، وما بالأذن من سائل داخلي يساعد على نقل الصوت إلى المراكز الرئيسية في الدماغ.
والقلب وما فيه من أجواف، وما له من أربطة ودسامات، وما يتعلق به من شرايين وأوردة وأوتار، وما يحيط به من شغاف وغشاء بينهما سائل لزج يساعده على الحركة والانزلاق.

والأمعاء والمعدة وما فيهما من طبقات، وما يرتبط بهما من مئات الغدد وأوعية الامتصاص، وكذلك الكبد والطحال والكليتان وما سواهما من أحشاء. والمخ والمخيخ وجميع ما فيهما من مراكز للتوازن والمشي والنطق والحركة، وإن شئت فسر معي ننتقل من عضو إلى عضو، ومن جهاز إلى جهاز، حتى نصل إلى أصغر نقطة، وإن شئت فقل حتى نصل إلى الحجيرة والنواة، تجد جميع ذلك مشمولاً بتلك التربية الإلهية، فما من عضو من الأعضاء ولا جهاز من الأجهزة ولا ذرَّة من الذرات مهما صغرت ودقت، مما لا يمكن أن يتصوَّره خيالك أو يدركه فكرك، إلا ويقوم وجوده ويستمر بقاؤه ويبقى كيانه وتكوينه بتلك التربية الإلهية والإمداد المتواصل.
وإمداده تعالى لك كلّي لا يغادر منك صغيراً أو كبيراً، وإمداده تعالى لك دائمي لا ينقطع ولا يتوقف عنك لحظة من اللحظات.




والحمدلله رب العالمين

جزالك خيرا وجعلها في صحائفك الى يوم الدين
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 19-03-2008, 02:42 AM   #2
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيك أخى الكريم ؛ وحياك من ناصح أمين وداعٍ الى صراط
مستقيم ؛ الى التفكر فى أيات الرحمن الرحيم ؛ وآلاء ونعم السميع
العليم .........
اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 20-03-2008, 08:49 PM   #3
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا