المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

مبادئ بناء المجتمع في الاسلام

الرِّسالة الاسلامية رسالة لبناء المجتمع، كما هي لبناء الفرد، وليس هذا فحسب، بل ونظر الاسلام إلى الانسان الفرد من خلال وجوده الاجتماعي. ويوازن الاسلام في قوانينه وقيمه بين الفرد والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29-03-2008, 03:45 PM   #1
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
مبادئ بناء المجتمع في الاسلام



الرِّسالة الاسلامية رسالة لبناء المجتمع، كما هي لبناء الفرد، وليس هذا فحسب، بل ونظر الاسلام إلى الانسان الفرد من خلال وجوده الاجتماعي. ويوازن الاسلام في قوانينه وقيمه بين الفرد والجماعة لذا كانت هناك ملكيّة فرديّة وملكيّة للاُمّة وملكيّة للدّولة، وكان هناك خطاب للفرد وخطاب للاُمّة وخطاب للدّولة، وكان هناك واجب فردي وواجب كفـائي وتكليف جماعي، وكان هناك واجب سلطة،

والشيء الّذي ينبغي الوقوف عنده هو أنّ القرآن خاطب الهيأة الاجتماعية، واعتبرها جهة خطاب في التكاليف والحقوق والمسؤوليّات، ولم يوجِّه الخطاب بصيغته الفرديّة، أو حتّى للسلطة بما هي سلطة في كثير من الخطابات ذات الطّبيعة العامّة. فمهمّة بناء المجتمع وإقامة الدّولة والسّلطة والإصلاح الاجتماعي وتنفيذ القوانين والإعمار والبناء، والوفاء بالعقود والعهود، وإقامة الدِّين، وتنفيذ القوانين، جعلها من مهام المجتمع، ولم يجعلها من المهام الفرديّة، بل يؤدِّي الفرد فيها واجبه ومسؤوليّته ويحصل على حقوقه من خلال الوجود الاجتماعي ـ بغضّ النظر عن الآليّة التي تُنفّذ بها تلك المبادئ والقـيم، سواء أكانت على شكل مؤسّسات أو أنشطة تعاونيّة حرّة، أو جهود فرديّة متكاثفة في اتجاه واحد.. ممّا يعطي المجتمع الدّور البارز والمستقلّ عن الدّولة في مساحات واسعة ربّما تتولّاها الدّولة أو تستأثر بها في كثير من الأحيان. ومن الأدلّة على هذا الاتجاه الجماعي، وأهمِّيّة الدّور الاجتماعي، هو الخطابات القرآنيّة التي عالجت تلك الشؤون الانسانيّة، نذكر منها: (يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُم مِن ذَكَر وأُنْثى وَجَعَلْناكُم شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا إنّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُم)(الحجرات/13)، (.. هُوَ أَنْشَأَكُم مِنَ الأَرْضِ واسْتَعْمَرَكُم فِيها...)(هود/61)، (وَتَعاوَنُوا على البِرِّ والتّقْوى وَلاَ تَعاوَنُوا عَلى الإثْمِ والعُدْوان)(المائدة/2)، (.. فَأتِمُّوا إلَيْهِم عَهْدَهُم إلى مُدّتِهِم... )(التوبة/4)، (وما لَكُمْ لاَتُقاتِلونَ في سَبِيلِ اللهِ والمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والوِلْدانِ الّذينَ يَقُولُونَ رَبّنا أخْرِجْنا مِن هذهِ القَرْيَةِ الظّالِمِ أهْلُها.. )(النِّساء/75)، (وَلْتَكُن مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَر... )(آل عمران/104)، (وَلَكُمْ فِي القِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الأَ لْباب)(البقرة/179). ودراسة المهام والمسؤوليّات في الحياة الانسانية على مستوى الفرد والمجتمع والدّولة تكشف لنا أنّ الهدف الأساس في الاسلام هو أن نُنَفِّذ الأحكام والقوانين ونلتزم بالقِيَم والمبادئ الاسلامية التي حملتها الرِّسالة الإلهية ونحقِّق خير الانسانية ومصالحها. ولكي نُنفِّذ هذا المنهاج، قسّم الاسلام المسؤوليّات والصّلاحيّات والحقوق بين الفرد والمجتمع والسّلطة بشكل مُحدّد، كما ترك مساحة مفتوحة أعطى كلّاً من الفرد والمجتمع والدّولة حقّ التحرّك فيها، بل جعل بعضها من واجب هذه العناصر الثلاثة على نحو الواجب الكفائي; فإنّ أقامه الفرد سقط عن المجتمع والدّولة، وإن أقامته الدّولة سقط عن الفرد والمجتمع، وإن أقامه المجتمع سقط عن الفرد والدّولة; كمكافحة الجريمة والفساد الاجتماعي، وتقديم الخدمات الصِّحِّية والتعليم، وحلّ مشاكل الفقر والحاجة، وفضّ النِّزاعات، وتوفير الأمن الغذائي.. إلخ. ولكي نعرف الدّور الّذي يستطيع المجتمع أن يحتلّه في بناء الحياة إلى جنب الفرد والدّولة، فلنعرِّف به من خلال التعريف بالمسؤوليّات والمهام والصّلاحيّات الكُبرى في المجتمع والدّولة، والّتي هي: 1-التشريع: ولكي يتّضح لنا دور المجتمع من بين دوري الفرد والدّولة في هذا المجال، يجب أن نعرف أنّ التشريع والقانون الاسلامي مصدره القرآن الكريم والسنّة المطهّرة، والأحكام الاسلامية وردت في هذين المصدرين على مستويين: مستوى النصّ الصّريح الّذي لا يحتاج إلى استنباط، ومستوى ضمني يحـتاج إلى جهد علمي لاستنباطه، ويمارس رجال الفقه والقانون (الفقهاء) عمليّة الاستنباط العلمي وبيانه; وبذا يكون التشريع والتقنين عملاً علميّاً مأخوذاً من الكتاب والسنّة. واعتبرت الرِّسالة الاسلامية عمليّة الاجتهاد والاستنباط الّذي يوفِّر ما استجدّ من حاجة المجتمع التشريعية المتطوِّرة واجباً كفائيّاً.. أي هو من المهام الجماعية العامّة، وليس من مهام السلطة كسلطة، بل يتوجّه إليها الخطاب لإعداد الفقهاء والمجتهدين إذا لم تتوفّر الكفاية. فالفقه والفقهاء يمثِّلون مؤسّسة علميّة مستقلّة عن السّلطة بعملها العلمي، وهي من مؤسّسات المجتمع الاسلامي، وحتّى حين يكون الفقيه في موقع السّلطة، فآراؤه الفقهيّة ليس لها صفة سلطويّة، بل هو حين يُمارِس الاستنباط، يكون صاحب نظريّة فقهيّة; أي فقيهاً، وليس حاكماً، وكما حدّد النصّ التشريعي في الاسلام جانباً من الأحكام والقوانين، ترك مساحات تشريعيّة مفتوحة يقوم المجتمع والسّلطة بملئها وفق الظّروف والأوضاع القائمة، وعلى ضوء القيم والمبادئ التي ينظِّمها الاجتهاد الفقهي. فالمجتمع يُمارِس هذه العملية التقنينيّة من خلال مؤسّسات المجتمع; كمجالس الشورى (البرلمان)، ومن خلال ذلك يُمارِس المجتمع دوره في التشريع، كما يُمارس دوره في المشاركة في صنع القرار السياسي ورسم السياسة العامّة. وينبغي أن نشير هنا إلى أنّ التشريع الاسلامي منح السّلطة حقّ اصدار القوانين والقرارات أو القوانين الاجرائية لحفظ المصالح ودرء المفاسد، وتسهيل تنفيذ القوانين والمقرّرات العامّة في السياسة.. وكلّ ذلك يقع تحت ضوابط القانون ورقابة الاُمّة المنطلقة من قاعدتي الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ووجوب التشاور في الأمر. وهكذا يتّضح دور المجتمع في التشريع في ظلِّ الاسلام فالسلطة مُنفِّذة، وليست مُشرِّعة والتشريع في الاسلام هو: أ-حكم بيِّن لا اجتهاد فيه; كحرمة الخمر، وحرمة الظّلم، وحقّ التملّك، ووجوب النفقة على الأبناء الصِّغار.. إلخ. ب-حكم اجتهادي يتم استنباطه من الاُصول والأدلّة (الكتاب والسنّة)، وهو عمل علمي يمارسـه الفقهاء، وقابل للتغـيير باجتهاد علمي آخر. ج-مساحة مفتوحة يُمارِس كلّ من المجتمع والسّلطة عمليّة ملئه وفق المصالح القائمة، ووفق صلاحيّاته المخوّلة له في نصِّ القانون على ضوء رؤية اجتهادية. ويأتي هذا الدور للمجتمع والسّلطة من تشخيصهما للموضوعات المجسّدة للمصالح في هذه المساحة، فينتج عن تشخيص هذه الموضوعات تحديد الموقف القانوني وفق ممارسة اجتهاديّة مشخِّصة، وتشخيص الموضوع يعني تشخيص حكمه; كالقضايا التي تتعلّق بالعملة والتجارة الخارجية والضرائب الاضافية، والعلاقات الدولية، وتنظيم توزيع أراضي الدولة.. إلخ. 2-وأعطى الاسلام الاُمّة حقّ المشاركة في صنع مصيرها السياسي من خلال المبادئ الآتية: أ-مبدأ الشورى الذي حدّده القرآن بقوله: (وأمرهم شورى بينهم)(الشّورى/38)، (.. شاوِرْهُم في الأمر)(آل عمران/159). ب-من خلال واجب الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر الّذي نصّ عليه القرآن بقوله: (والمُؤْمِنُون والمُؤْمِنات بَعْضُهُم أوْلياءُ بَعْض يأمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنْهُونَ عَنِ المُنْكَر... )(التوبة/71). ج-من خلال مبدأ المسؤوليّة العامّة الّذي ثبّته الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بقوله: (ألا كُلّكُم راع، وكُلّكُم مَسْؤُولٌ عن رَعيّتِه) وبقوله: (مَنْ باتَ لا يهتمّ باُمور المسلمين فَلَيْسَ مِنْهُم). 3-مسؤوليّة الاصلاح الاجتماعي: وتمتاز الدولة في الاسلام بأ نّها القوّة المركزيّة التي تنظِّم طاقات الاُمّة وتقودها، وتملك حقّ اسـتعمال القوّة في تنفيذ القانون وحفظ المصالح ودرء المفاسد وإلزام الآخرين بقرارها، وتلك الميزة يفرضها الوجود الاجتماعي للاُمّة والحاجة الفعليّة للدولة، غير أنّ التشريع الاسلامي أعطى المجتمع حقّ استعمال القوّة لمكافحة الفساد وإصلاح المجتمع إذا تهاونت السّلطة في واجبها عملاً بقاعدة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، أو عجزت عن ذلك أو حدث المنكر والفساد في مواقع لم يكن للسّلطة فيها حضور.. بل وبيّن الفـقهاء أنّ أمر الآمِر بالمعروف، ونهي الناهي عن المنكر، هما مولويّان وليسا إرشاديّين أي لهما قوّة الإلزام، وهي نوع سلطة الزاميّة يملكها المجتمع لإحقاق الحق والعدل، ومكافحة الفساد والجريمة، وحفظ الحقوق، وإصلاح المجتمع. 4-ومن المسائل الأساسية والخطيرة في حياة المجتمع هو القضاء وتشكِّل المؤسّسة القضائية بمستواها القانوني وعدالتها وأخلاقيّتها وتنظيمها أبرز مظهر من مظاهر المجتمع المتمدِّن.

((منقول ))
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 29-03-2008, 04:19 PM   #2
خواطر العشاق
روح المنتدى


الصورة الرمزية خواطر العشاق
خواطر العشاق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19557
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 03-09-2017 (10:42 PM)
 المشاركات : 5,683 [ + ]
 التقييم :  83
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيك اخي النسر


 

رد مع اقتباس
قديم 29-03-2008, 04:46 PM   #3
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله لنا فى الإسلام ... وحفظه عالياً شامخا على مر الأيام ....
وأعاننا على حُسن العمل والإلتزام ... ومُتابعة سُنة خير الأنام ....
وشكراً جزيلاً لك أخى العزيز / النسر الأبيض على هذا البحث القيم جداً ..
اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 29-03-2008, 09:09 PM   #4
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


شكرا (روح المنتدى خواطر العشاق ) لهذه الزياره الوديه ,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
مشكور اخي الغالي اسامه السيد لاسهامتكم في المتابعة فهي حافز للتقدم


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:40 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا