|
|
|
 |
|
 |
||||||||
|
||||||||||
 |
 |
 |
||||||||
| ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
 |
|
|
أدوات الموضوع |
26-04-2008, 02:07 AM
|
#1 | ||||
|
عضومجلس إدارة في نفساني
|
بلا قلب
يكاد فلبى أن يتوقف من فرط الإثارة والرُعب ....
هاأنذا أفعلها بعد تردد يفوق تردد ( هاملت )بعشرات الأضعاف .. أرفع الغطاء ؛ وأنهض من فوق فراشى ؛ أنظر فى ساعتى الرقميه التى تضىء فى الظلام بضوء أزرق ..تجاوزنا منتصف الليل بساعات الآن .. اضع قدمى داخل اللكلوك الدافىء الذى يقيهما زمهرير يناير .. أعتدل واقفاً ؛ وقد عزمت الليله على ارتكاب جريمتى البيضاء .. أتسلل على أطراف قدمى .. أحبس أنفاسى داخل صدرى حتى لا تأتى الفضيحه على أهون الأسباب .. أفتح باب غرفتى وأكاد أموت واقفاً حينما تُصدر المفاصل صريرها المُزعج .. ألعن فى سرى الأبواب وأكاد أُمسك بتلابيب الباب ــ لو كانت له تلابيب ــ لأكيل له اللكمات والشتائم ؛ ولكن العقل يعصمنى من الخبال فى اللحظه الأخيره لحسن الحظ .... الأمن مُستتب . ضوء الصاله مُطفأ والجميع نيام . لو لم تكن أُذناى تهلوسان فأنا اسمع الغطيط المنتظم لأبى وأُمى وشقيقتى صادر من الغرفتين هناك .. كل شىء ينم عن الهدوء التام والسكينه .. لن تكون هناك فرصه أفضل من هذه .. لا يحتاج الأمر لأكثر من بعض الشجاعه وقليل من الإقدام ؛ وقد تسلحت بما يكفينى منهما عبر الأيام الماضيه التى مضت ببط ء قاتل وصعوبه مريره .. هيا ؛ لايوجد أمامى وقت .. الخطه فى حاجه لمن ينفذها ؛ ومن يستطيع أن ينفذها أفضل من واضعها ؟ أغلقت الباب بسرعه هذه المرة وفى قليل من الحذر ؛ فلم تصدر مفاصله القديمه ـ لدهشتى ـ أى صرير !! أضأت المصباح الشاحب المُستكين فوق الخوان بجوار سريرى .. هذا أفضل بالتأكيد من ضوء السقف النيونى الذى سيجعل اكتشاف صحوى فى هذه الساعه المُتأخرة مهمه يسيرة للغايه على أى مار فى طريقه الى دورة المياه أو المطبخ .. الإحتياط واجب دائماً حتى عندما يتعلق الأمر بجريمه بيضاء .. نظرت الى أحب الأشياء فى الدنيا الى قلبى وابتسمت فى حنان .. اتجهت نحوه ومسحت بكفى على قمته .. لم يبعدنى عنك ياصديقى طوال الأيام الماضيه إلا الظروف القهريه التى لا تجهلها ؛ فقد عاصرتها معى لحظةً بلحظه ؛ لكن الشوق استبد بى فلم أعُد أُطيق عنكِ بُعداً أكثر ؛ وأخالك أنت أيضاً لم تعُد تستطيع على فراقى صبراً .. كيف استطيع المقاومه وأنت أمامى معى فى نفس الغرفه ؛ لاتبعدنى عنك إلا مسافة يسيرة للغاية ؟! لم أكن اكلمه ؛ حتى بالهمس ؛ لكنى كنت واثقاً من انه يستمع لكل مايجيش فى صدرى من ثورةً بركانيه ؛ بل اننى كثيراً ماكنت أسمعه ــ فى أحيان كهذه ــ يرد على كل كلمه أقولها بأُخرى وعلى كل سؤال أسأله بإجابه ؛ وأنه يربت على رأسى بكفه كما أفعل أنا ؛ لو كان له كف ... اكتفيت بهذا القدر من المُناجاه وضغطت زر الطاقه على الفور فأصدر البرج صفارة بدء التشغيل .. خِفت أن تكون الصفارة عاليه فالتفت بسرعه لا إراديه نحو الباب فوجدته مازال مُغلقاً ومنتصباً فى شموخ ؛ واستغرق الأمر عذة ثوان حتى تعود الطمأنينه لتنتشر فى أعماقى كغاز خفيف ... نعم ؛ إنه جهاز الكمبيوتر الخاص بى .. أحب الأشياء وأقربها الى قلبى فى هذه الدنيا ! صديقى الوحيد الذى لا أجد الراحه والأمان إلا فى صحبته .. أمام شاشته ؛ وأصابع يدى تجول على لوحة مفاتيحه أو تداعب فأرته ؛ بينما تطرب أُذناى لسماع صوت ابرة قرصه الصلب وهى تدور بحثا عن بيانات مُخزنه رقمياً عليه . نعم هو جهاز الكمبيوتر هذا الذى أُحادثه وأُدلله وأربت على رأسه ــ قمة الشاشه ــ فى حنان واشتياق ؛ فمن ذا الذى قال ان الكمبيوتر بلا قلب ؟! أنا واثق من أنه يسمعنى ؛ ومن أنه الآن يبتسم فى أعماقه بعد أن عُدتُ أخيراً لأنفض من فوقه غُبار الكسل وصدأ الجمود .. هاهى ذى النوافذ تُطل بوجهها المُحبب من الشاشه السوداء .. لوحة سطح المكتب لفريقى المُفضل .. لن أُشغل السماعات حتى لا يتسلل صوت ضال فيوقظ أحد الغارقين فى بحار النوم العميقه .. تكفينى مُتعة النظر والتجوال بين الملفات فى صمت يليق بارتكاب جريمه بيضاء ... لماذا أبعدتنى عنه ياأبى ؟! لماذا أصدرت فرماناً تعسفياً بمنعى من مجرد الإقتراب منه والجلوس اليه ؟! لماذا تراءى لك وحشاً كاسراً قد يقضى على مستقبلى ؛ فى حين أراه أنا الصديق الأوحد والحضن الدافىء والمساعد الأمين ؟! أكل هذا بسبب فاتورة الهاتف التى أتت باهظة التكاليف ؛ وزين خانة الإنترنت فيها رقم ضخم للغاية لم أتوقعه أنا نفسى ؛ رغم استخدامى الشره لهذه الخدمة المغريه ؟! لقد ثُرت يومها وأبرقت وأرعدت وهددت بالويل والثبور وعظائم الأمور .. لم تستوعب عقليتك القديمه ( آسف إن كان فى قولى بعض الخروج عن اللياقة ؛ لاكنى لاأجد مصطلحات أكثر تهذيباً من هذه  أقول : لم تستوعب جدوى الإنترنت لــ ( طفل ) فىالمرحلة الثانوبة مثلى ؛ إلا ماسمم الخراصون أفكارك به عن مواده الإباحيه التى تُفسد العقل والقلب والدين ؛ ولم تجد وسيلة تعاقبنى بها إلا منعى من الإقتراب من الكمبيوتر وباء هذا العصر كما قلت يومها ( ونسيت فيما يبدو أنك أنت من ابتعته لى بنقودك حتى لا أتأخر عن مواكبة تكنولوجيا العصر ؟ بل اننى أظن ؛ وبعض الظن إثم ؛ أنك لم تجد صورة مادية للإنترنت لتصب جام غضبك عليها إلا الكمبيوتر وسيلة الإتصال به والولوج الى عوالمه الرحبه المترامية الأطراف .. كما حاولت يومها أن أُوضح لك بعض الأمور أن أُفسر لك بعض مااستغلق عليك إدراكه ؛ أن أُحاول تجميل الصورة القاتمة التى رسمها لك المُتقولون ؛ ووضعت الفاتورة الباهظة رتوشها الأخيرة لكنك أغلقت عينيك وأُذنيك دونى وذهبت محاولاتى أدراج الرياح ؛ ونُفذ أمرُك الصارم ياأبى لأيام عدة مضت ببط ء قاتل وصعوبة مريرة .. آسف ياأبى ؛ ما عُدت أستطيع الإستمرار هكذا .. مُضطر لأن أُخالف ماأمرت به ؛ فلستُ بقادر على تحمُل رؤية الجهاز أمامى يومياً دون أن أستطيع حتى أن أُلامسه .. الآن عرفت ماشعر به أبو البشر (آدم ) وهو يقطف بأصابعه الثمرة المُحرمه !! والآن ؛ يبدأ تنفيذ الخطه ؛ وتبدأ المُخاطره الحقيقيه بعد أن تم القسم الأول منها بنجاح . أنهض من فوق المقعد المواجه للكمبيوتر ؛ أتجه لحقيبة المدرسه المركونه خلف الباب وأُخرج منها سلكاً طويلاً وأعود الى الجهاز ؛ وأضع طرف السلك فى مكانه داخل مؤخرة البرج وأضع طرفه الآخر داخل الحائط فى المكان المُخصص لقابس الهاتف ثم أعود لمقعدى وأضغط بعض الأزرار حتى يرتفع صوت بطاقة الفاكس وهى تعمل ؛ فتمتزج فى أعماقى النشوة بالخوف وأهتز من فرط التوتر .. لماذا تُخفى الهاتف فى صوانك قبل نومك ياأبى ؟! ألم تتصور للحظة أن يكون الحل بهذه البساطه والسهولة ؟! سلك بمبلغ زهيد يجعلنى قادراً على الولوج متى أحببت ؟! اعترف بالحقيقه ياأبى كما اعترفت بها أنا : نحن لم نتفاهم سوياً أبداً ؛ والتفاهُم بيننا يكاد يكون مستحيلاً مادُمت مصراً على ألا تفهمنى !!! لستُ سعيداً بما أفعل .. ولكن هل من حل آخر يقينى هذا العذاب النفسى الذى أُعانيه دون أن يشعر بى أحد ؟؟!! الإنترنت بعد طول حرمان .. لهفه مشبوبه تُنسى المرء نفسه .. صندوق البريد الإلكترونى مكتظ بالرسائل من أصدقاء مُتناثرين فى بقاع العالم كله .. الأصدقاء فى مُنتديات التحاور افتقدونى بشده !! هل أنا مُهم لديهم الى هذه الدرجه ؟؟!! المواقع زادت أضعافاً .. الوقت يمر وأنت على الخط دون أن تدرى .. الإنترنت يمتصك من وجودك ويمنحك هويه أخرى وشخصيه اخرى ؛ وبعداً خامساً خارج المكان والزمان .. فجأه ؛ انفتح الباب .. وتزلزلت الغرفه بصوت جهورى جبار : ــ ولد .. ماذا تفعل ؟! شهقت فى فزع غريب واستدرت اواجه المأساة التى وقعت فوق رأسى كجلمود صخر حطه السيل من عل !! ــ أبى .. إننى .. أننى ! ــ كمبيوتر وانتر نت أيضاً ؟! ماشاء الله .. هل وصلت بك قلة التربيه الى هذا الحد ؟؟!! ما الذى أيقظه ؟؟!! صدفة كئيبه أم ؟؟!! ليس هذا وقت الأسئله على كل حال .. لقد ضبطنى فى حالة تلبُس لاتُجدى معها المعاذير .. واننى أشُم رائحة كارثة تدنو بسرعة كاسحه .. ــ ليكن فى علمك أيها الصبى لن أدع هذا الجهاز السخيف يفسد مازرعته فيك طوال السنوات الماضيه !! صرخ بها فى وجهى ؛ ثم استدار نحو الكمبيوتر ... رمقه فى غل ؛ ثم فوجئت به يدفعه من فوق سطح المنضده الى الأرض فى غضب مُهتاج !! وضاعت صيحتى المُترجيه هباءً مع صوت انفجار الشاشه وتحطم البرج .. لهث أبى فى انفعال ثم استدار تاركاً لى الغرفه .. سالت العبرات على وجنتى وأنا ارمق صديقى الأوحد وحضنى الدافىء ومساعدى الأمين ساقطاً على أرض الغرفه ينزف ويتأوه دون أن أستطيع أن أفعل له شىء !! دنوت منه ؛ ورأيت شاشته المجوفه والبطاقات الخضراء التى لفظها برجه .. ودون أن أدرى ؛ وجدت كفى تربت قطعه المتناثرة فى حنان .... ********** للكاتب / د. محمد سليمان ************* أطيب تمنياتى لكم بأجمل اللحظات وأسعد الأوقات المصدر: نفساني
|
||||
|
|
26-04-2008, 09:51 AM
|
#4 | |
|
مراقبه إداريه سابقة
|
والله أسامة وأقول لك الحق
لا أعلم لماذا تخيلتك أنت بطل هذه القصة وكاتبها قد يكون لحبك له والعمل عليه حتى ساعة متأخرة ولا أعلم أظن أنها مست منك بعض الشىء هذه القصة . تقبل تحياتي العطرة . |
|
|
|
|
26-04-2008, 03:55 PM
|
#5 | ||
|
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اقتباس:
شكراً جزيلاً لهذا الإطراء الجميل والتواصُل الأخوى ياخالد .... |
||
|
|
|
26-04-2008, 03:57 PM
|
#6 | ||
|
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اقتباس:
الحمد لله أن نالت منقولتى هذه إعجابكِ يافرح ..... وبإذن الله الى مزيد ...... شكراً لكِ التواصُل ........ |
||
|
|
|
26-04-2008, 04:01 PM
|
#7 | ||
|
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اقتباس:
هاهاهاهاهاهاها وأقول لكِ الحق برضه : أنا كمان تخيلتنى هذا البطل !! وعلشان كده اخترت عرضها عليكم لفراءتها ... وأرجو أن أُوفق فى نقل مايعجب أذواقكم ويتمشى مع الجو العام لمُلتقى الأدب ...... شكراً جزيلاً للتفاعُل ...... |
||
|
|
|
01-05-2008, 12:05 AM
|
#11 | |
|
عضومجلس إدارة في نفساني
|
العفو أخى العزيز / المظلوم 99
وإن شاء الله يدوم التواصُل الأخوى بيننا ........ تقبل تحياتى لك ..... |
|
|
|
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
