|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
30-11-2003, 01:34 PM | #1 | |||
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
***ضوابط وآداب المزاح***
من محاسن الدين الإسلامي أن أباح لنا المزاح لإذهاب السأم
والترويح عن النفس بما لايُعارض الشرع * وبما لايضر بالآخرين . وإن عالم المزاح عالم كالبحر الواسع تجده حينا يشمل الطرفة الباسمة واللهو البرئ * وفي حين آخر يصل لحد الترويع * والتعدي على حقوق الآخرين * لذا كان لزاما علينا أن نعلم ضوابط المزاح ؛ متى يكون مباحا ومتى يتعدى ذلك فيصل للحرمة المنهي عنها . ولقد مازح الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) نسائه وأصحابه في مواقف كثيرة منها : ماورد في حديث أنس ( رضي الله عنه) أن رجلاً أتى النبي ( صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله *احملني فقال( صلى الله عليه وسلم) إنا حاملوك على ولد ناقة *فقال وما أصنع بولد الناقة ؟ فقال (صلى الله عليه وسلم) وهل تلد الإبل إلا النوق؟ " رواه أبو داود" ومن ذلك أيضاً أنٌ عجوزاً أتت النبي (صلى الله عليه وسلم) تسأله أن يدعو لها بالجنة فقال :"لا تدخل الجنة عجوز فذهبت تبكي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلموها أنٌ الله يردهنٌ عرباً أبكاراً0" و عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) :أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : يا ذا الأذنين أي يمازحه 0 رواه الترمذي لكن لمّا توسّع الناس في أمر المزاح دخل فيه ماليس منه * لذا كان لابد من حده بضوابط وآداب وفي حديثنا هذا ثمة وقفات في "ضوابط المزاح وآدابه* نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بها : 1/ عدم الكذب ولذا كان مزاحه (عليه الصلاة والسلام) كله صدق حتى قال أحد الصحابة انك تمازحنا. فقال نعم * غير أني لا أقول إلا حقاً0 2/ عدم الإفراط فيه فالمزاح إنما هو لدفع الملل عن النفس فإذا كان المزاح هو الأصل في حياة الشاب كانت حياته هزلاً 0وفي الحديث :"لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب"0 وعن معاوية بن بهز قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:" ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له " . أخرجه الترمذي وأبو داود وأحمد وحسنه الألباني . 3/ ألا يغلب على أوقات الجد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (اتقوا المزاح* فإنه حمقة تورث الضغينة). وذلك محمول لمن وضعه في غير موضعه * إذ يجب تخيّر الأوقات المناسبة للمزاح . ولذا ورد أن الصحابة (رضي الله عنهم) كانوا يتمازحون فيما بينهم حتى أنهم كانوا يتقاذفون بالبطيخ لكن إذا جد الجد كانوا هم الرجال 0 قال الإمام النووي : (المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه* فإنه يورث الضحك وقسوة القلب* ويشغل عن ذكر الله تعالى: ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء* ويورث الأحقاد* ويسقط المهابة والوقار* فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم )يفعله". قال رجل لسفيان بن عيينة : المزاح هجنة - أي مستنكر - فأجابه قائلا: (بل هو سنة* لكن لمن يحسنه ويضعه في مواضعه). 4/لاتمازح أي شخص فالمزح مع الأخلاء والإخوة لاكالمزح مع أهل العلم والأمراء * والمزح مع الإخوة لاكالمزح مع الوالدين * وهكذا . قال سعد بن أبي وقاص: (اقتصر في مزاحك* فإن الإفراط فيه يذهب البهاء* ويجرىء عليك السفهاء). 5/ ألا يكون فيه ترويع للغير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يحل لمسلم أن يروع مسلما " أخرجه الإمام أبو داود وأحمد واللفظ لأبي داود * وصححه الألباني . 6/ ألا يكون فيه سخرية واستهزاء بالآخرين أو غيبة لهم لاينبغي للمسلم أن يتعرض لغيره بالسخرية والاستهزاء ولو بطريق التلميح * ولو كان مازحا وقد نهى الله تعالى عن ذلك ولم يستثني في قوله سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالاَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الايمَانِ )[ الحجرات:11]. 7/ ألا يكون في المزاح استهزاء بالدين وأهله أو النصوص الشرعية فقد مضى قوم في الاستهزاء بالصحابة والقراء وادعوا اللعب والمزاح فقال الله تعالى : (لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة:65-66) قال ابن تيمية : "الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه" . ............ المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|