|
|
||||||||||
ملتقى الرقية الشرعيه لجميع المواضيع الخاصه بالرقيه الشرعيه والمس والسحر والعين وغيرها ،،، |
|
أدوات الموضوع |
15-03-2010, 07:22 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
استشارات باراسايكولوجي
|
فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - تأثير الجن على الإنس - الشيخ عايش القرعان
فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
الرئيس العام لإدارات البحث والدعوة والفتوى والإرشاد بالمملكة العربية السعودية * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد ... فقد نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها في شعبان من هذا العام أعني عام 1407 هجري أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن الذي تلبس ببعض المسلمات في الرياض إسلامه عندي بعد أن أعلنه عند الأخ عبد الله بن مشرف العمري المقيم في الرياض بعد ما قراء المذكور على المصابة وخاطب الجني وذكره بالله ووعظه وأخيره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة ودعاه إلى الخروج منها فاقتنع الجني بالدعوة وأعلن إسلامه عند عبد الله المذكور. ثم رغب عبد الله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي بالمراءة حتى أسمع إعلان إسلام الجني فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله فيها فأخبرني بالأسباب ونطق بلسان المراءة لكنه كلام رجل وليس كلام امراءة وهي في الكرسي الذي بجواري وأخوها وأختها وعبد الله بن مشرف المذكور وبعض المشايخ يشهدون ويسمعون ذلك ويسمعون كلام الجني وقد أعلن إسلامه صريحا وأخبر أنه هندي بوذي الديانة فنصحته وأوصيته بتقوى الله وأن يخرج من هذه المرأة ويبتعد عن ظلمها فأجابني إلى ذلك وقال: أنا مقتنع بالإسلام وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعد ما هداه الله له فوعد خيرا وغادر المرأة وكانت آخر كلمة قالها: السلام عليكم. ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه ثم عادت إلي بعد شهر او أكثر مع أخويها وخالها وأختها وأخبرتني أنها في خير وعافية وأنه لم يعد إليها والحمد لله وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها فأجابت بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع وتشعر بميول إلى الدين البوذي والاطلاع على الكتب المؤلفة فيه ثم بعد ما سلمها الله منه زالت عنها الأفكار ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة. وقد بلغني عن فضيلة الشيخ علي الطنطاوي أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب وأنه يمكن أن يكون كلاما مسجلا مع المرأة ولم تكن نطقت بذلك وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر وقد عجبت كثيرا من تجويزه أن يكون ذلك مسجلا مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب؟! هذا من أقبح الغلط ومن تجويز الباطل وزعم إيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان: وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ(35) - ولا شك أن هذا غلط منه أيضا – هداه الله – وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان فقد أسلم جمع غفير من الجن على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد أوضح الله ذلك في سورة "الأحقاف" وسورة "الجن". وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته فلقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام: "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ(35)، فرده الله خاسئا" هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم: "أن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع الصلاة وأن الله أمكنني منه فذعته فلقد هممت أن أوثقه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم " ثم ذكرت قول أخي سليمان: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ(35) " فرده الله خاسئا". وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه – أي النبي صلى الله عليه وسلم – فصرعه فخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حتى وجدت برد لسانه على يدي لولا دعوت اخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس" ورواه أحمد وأبو داود من حديث ابي سعيد وفيه: " فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها" وخرج البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به "4/486" من الفتح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ أموال زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال: فخليت عنه فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟ "قلت" يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله . قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود" فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلى عيال ولن أعود فرحمته فخليت عنه فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة" قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال: "أما أنه كذبك وسيعود" فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت: ما هي ؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" البقرة آية 255 حتى تختم الإية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ حتى ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك البارحة؟" قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: ما هي ؟ " قلت: قال لى: إذا أويت ألى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية "الله لا إله إلا هو الحي القيوم " البقرة 255 وقال لى: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح – وكانوا أحرص شيء على الخير- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب من ثلاثة ليال يا أبا هريرة ؟" قال: لا قال: ذاك شيطان ". وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم". روى مسلم في صحيحه عن أبي العلاء أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ثم يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير. المصدر: نفساني |
|||
|
15-03-2010, 07:24 PM | #2 |
عضـو مُـبـدع
استشارات باراسايكولوجي
|
فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - تأثير الجن على الإنس - الشيخ عايش القرعان
جواز دخول الجني بالإنسي والأدلة على ذلك
قد دل كتاب الله - عز وجل – وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني دخول بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم ان ينكر ذلك بغير علم ولا هدى ؟! بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة، فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وسوف أذكر لك – أيها القارئ – ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك – إن شاء الله تعالى – بيان كلام المفسرين – رحمهم الله – في قوله تعالى من سورة البقرة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى: (الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَالُوَاْ إِنّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرّبَا وَأَحَلّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرّمَ الرّبَا (275 ) قال أبو جعفر بن جرير – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ما نصه: يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه "من المس" يعني من الجنون. وقال البغوي – رحمه الله- في تفسير الآية المذكورة ما نصه: َ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ" أي الجنون يقال: مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنونا. قال ابن كثير –رحمه الله – في تفسير الآية المذكورة ما نصه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ" أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا . قال ابن عباس رضي الله عنه: "آكل الربا يُبعث يوم القيامة مجنوناً يُخنق" رواه ابن أبي حاتم قال: روى عن عوف بن مالك وسعيد ابن جبير والسدي والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك انتهى المقصود من كلامه رحمه الله . وقال القرطبي – رحمه الله – في تفسيره على قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ" : في هذه الإية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من حهة الجن، وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس. اه وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير، من أراده وجده. كلام أهل العلم وقال شيخ الإسلام إبن تيمية – رحمه الله – في كتابه "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين" الموجود في مجموع الفتاوى في الجزء ما نصه بعد كلام سابق: ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائى وأبى بكر الرازى وغيرهما دخول الجن فى بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن إذ لم يكن ظهور هذا فى المنقول عن الرسول كظهور هذا وان كانوا مخطئين فى ذلك ولهذا ذكر الأشعرى فى مقالات اهل السنة والجماعة أنهم يقولون ان الجنى يدخل فى بدن المصروع كما قال تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبى ان قوما يزعمون أن الجنى لا يدخل فى بدن الانسى فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهذا مبسوط فى موضعه. اه "19/65" وقال أيضا رحمه الله في الفتاوى " وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجنى فى بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ" وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ". قال عبد الله بن الامام أحمد بن حنبل قلت لأبي إن أقواما يقولون إن الجني لا يدخل فى بدن المصروع فقال يا بنى يكذبون هذا يتكلم على لسانه وهذا الذى قاله أمر مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويُضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيماً والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذى يقوله وقد يجر المصروع وغير المصروع ويجر البساط الذى يجلس عليه ويحول آلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الانسى والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان وليس فى أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني فى بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يُكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس فى الأدلة الشرعية ما ينفى ذلك. 24 276/277" |
|
15-03-2010, 07:30 PM | #3 |
عضـو مُـبـدع
استشارات باراسايكولوجي
|
فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - تأثير الجن على الإنس - الشيخ عايش القرعان
وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى- في كتابه "زاد المعاد في هدي خير العباد "4/66-699" ما نصه:
"الصرع صرعان" صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع وقال هذا إنما ينفع في الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج أما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأوراح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع المرض الإلهي وقالوا إنه من الأرواح وأما جالينوس وغيره فتأولوا عليهم هذه التسمية وقالوا إنما سموها بالمرض الإلهي لكون هذه العلة تحدث في الرأس فتضر بالجزء الإلهي الظاهر الذي مسكنه الدماغ وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها وتأثيراتها وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم وعلاج هذا النوع يكون بأمرين أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان فإن هذا نوع محاربة والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا لأمرين أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعا يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ولا سلاح له والثاني من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران ايضا حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله أخرج منه أو يقول باسم الله أو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اخرج عدو الله أنا رسول الله ، وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول، قال لك الشيخ أخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع ولا يحس بألم وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا وكان كثيرا ما يقرأ في أذن المصروع أفحسبتم أنماخلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع فقالت الروح نعم ومد بها صوته قال فأخذت له عصا وضربته بها في عروق عنقه حتى كلت يداي من الضرب ولم يشك الحاضرون بأنه يموت لذلك الضرب ففي أثناء الضرب قالت أنا أحبه فقلت لها هو لا يحبك قالت أنا أريد أن أحج به فقلت لها هو لا يريد أن يحج معك فقالت أنا أدعه كرامة لك قال قلت لا ولكن طاعة لله ولرسوله قالت فأنا أخرج منه قال فقعد المصروع يلتفت يمينا وشمالا وقال ما جاء بي إلى حضرة الشيخ قالوا له وهذا الضرب كله فقال وعلي أي شيء يضربني الشيخ ولم أذنب ولم يشعر بأنه وقع به الضرب البتة وكان يعالج بآية الكرسي وكان يأمر بكثرة قراءة المصروع من يعالجه بها وبقراءة المعوذتين وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلت دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا." انتهى المقصود من كلامه – رحمه الله -. وبما ذكرناه من الإدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي – يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره ذلك. وقد وعد في كلمته إنه يرجع إلى الحق متى أرشد إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا ، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق. ومما ذكرنا أيضا يعلم أن ما نقلته صحيفة الندوة في عددها الصادر في 14/10/1407 هجري ص 8 عن الدكتور محمد عرفان من أن كلمة جنون اختفت من القاموس الطبي وزعمه أن دخول الجني في الإنسي ونطقه على لسانه، مفهوم علمي خاطئ مائة في المائة كل ذلك ياطل نشأ عن قلة العلم بالأمور الشرعية ، وبما قرره أهل العلم من أهل السنة والجماعة وإذا خفي هذا الأمر على كثير من الأطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والأمانة والبصيرة بأمر الدين بل هو إجماع من أهل السنة والجماعة كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم ونقل عن أبي الحسن الشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونقل ذلك إيضا عن أبي الحسن الشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي "المتوفى سنة 799 هجري في كتابه " أكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان" في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور. وقد سبق في كلام ابن القيم – رحمه الله – أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه وإنما أنكر ذلك جهلة الإطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم. والله المستعان. تنبيه قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك – ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان – عليه الصلاة والسلام – في سورة ص أنه قال: "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ(35) ،وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وضربه إذا امتنع من الخروج كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة بل ذلك واجب من باب دفع الصائل ونصر المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يفعل ذلك مع الإنسي. وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي صلى اله عليه وسلم ذعت الشيطان حتى سال لعابه على يده الشريفة صلى الله عليه وسلم وقال: "لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس" وفي رواية لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال: "إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في واجهي فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله ولولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة" والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وهكذا كلام أهل العلم وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقتع لطالب الحق. واسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه وأن يمن علينا جميعا بإصابة الحق في الأقوال والأعمال وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم ، ومن إنكار ما لم نحط به علماً ، إنه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان. عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة والرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
رقية،شرعية،جن،عايش |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|