أ.القحطاني

أ.القحطاني

أخي و سيدي الفاضل .............
تحية لك يسبقها ريح الطيب والمسك والبخور الأصلي .. وفقك الله في دنياك وأخراك ، وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة .. وأسعدك سعادة لا تشقى بعدها أبدا .. اللهم آمين
هذا الرد للتوضيح فقط وليس عدم رغبة مني في بدء التمارين والواجبات مع أختي الحبيبة -وحيدة- ولكن لعل التوضيح يجعل هناك حلاً يخص مشكلتي التي أتعبتني حالياً.
أنا الآن لا أعاني من فقد زميلتي حتى أتوقف عن مثل هذا التفكير ..بالأساليب التي تفضلت بذكرها مشكوراً..
ولم أذكر الموضوع من بدايته إلا لأوضح منذ متى بدأت أضعف في مواجهة بعض الأمور..وإن كنت خلال السنوات الخمس قد مررت بفترات سعيدة ومفيدة ولله الحمد وأيضاً ناجحة .
كل تفكيري الحالي ينصب على عملي-والـ boss- في المدرسة.حيث بدأت متاعبي مع بداية العام مما اضطرني للجوء للأدوية بعد أن شعرت بأن القلق والتوتر وكره المكان بدا واضحاً علي ،رغم محاولاتي المستميتة لإخفائه بين السماع لكل من يستشيرني وحل مشكلات الكثيرات ، خاصة وأنا أراهم يثقون برأيي ويثقون بحفظي لما سيقولون دون خوف من نقله أو حتى الحديث عنه. ورغم سعادتي بذلك والحمد لله إلا أنني لم ارتح لذلك المكان وبودي لو أنتقل منه على أقل تقدير . ومع أن هذا الانتقال سيعرضني للقيل والقال وكثرة السؤال ،إلا أنني أدعو الله في كل وقت أن يعجل علي بفرج من عنده وأنتقل -الله كريم- هذا إن لم يحصل تغيير لعملي.
الحكاية
كانت الـboss وكيلة في المدرسة التي انتقلت لها مؤقتاً في تعبي للمرة الأولى - منذ 5 سنوات- وقد تعرفت على شخصيتها ولم أكن أتعامل معها كثيراً.
وقد أصبحت – هي- مديرة لمدرستي الحالية وللأسف كانت معلمة رياضيات سابقة.
ولك أن تتخيل كل أصناف الكلام الذي يلقى علي جزافاً حول كوني ذهبت لمدرستها السابقة عندما تعبت ، فتقول: لا تتركي العمل فجأة !
سمعت بأنكِ تنوين التقديم على إجازة ولكن لا تجلسي في البيت حتى تتم الموافقة عليها!
لماذا لم تقدمي درسكِ بطريقة أخرى!
أذكر عندما كنت معلمة أجريت للطالبات كذا وكذا لماذا لا تجربي !
رأيي فيكِ أنكِ مزاجية!
(( كل هذا الكلام يقال لي وأنا التي أُعطى الأعمال التي يعتمد عليها لأن المشاركين لي في هذه الأعمال غير منضبطين بالعمل وهم لا يسمعون مثل هذا الكلام ، ليس حسداً لهم فما من شيء أحسدهم عليه ، ولكن تعجباً من الموازين التي قُلبت لدى البعض في هذا الوقت))
مع العلم أنني لست سهلة وجادة وجدية في تعاملني ولا أحب السكوت عن الخطأ ولكن عندما أصطدم معها في مواقف كثيرة بين لا أستطيع ولا أقدر ، يكون هذا ملاحظاً وملفتاً وحرجاً لي في بعض الأحيان.
وهذه المواقف منها جعلتني أنفر وأكره حتى عملي وأحس بعدم رغبة فيه .. فالقيود المفروضة علي كبيرة والطلبات المطلوبة مني كثيرة وقد مللت كل شيء...
حتى أبديت لها رغبتي بترك التدريس نهائياً والاتجاه للعمل الإداري .. فرفعت طلبي وهي تقول لن يكون من السهل الاستغناء عن معلمة رياضيات..ثم عادت وأخبرتني بأن طلبي رُفض بالفعل.. عندها أحسست بأن القيود تحاصرني من كل جهة وما من سبيل لترك تلك المدرسة أو ترك التدريس أصلاً والتخلص من قيوده .. وبعد غيابي أكثر من أسبوع بأيام ، في المستشفى مع شجرتي المورقة تلخبطت كل أوراقي وعجزت عن التوفيق بين حاجة المورقة لي بعد خروجنا من المستشفى وبين تعبي وحالتي المضطربة من عملي وبين تأخري فيه..
مما أعاد لي تلك الحالة الغريبة من عدم القدرة على مجاراة الضغوط في العمل حيث لم أستطع عمل أي شيء أجهز به للعمل وفتحت الكتب وحاولت ولكن كأنها مسحت من ذاكرتي ،وكأني شخص مجبر على عمل أصبح يكرهه جداً ، وبدأت أتألم من وضعي ، وظهر الألم الجسدي ولم أذهب ليوم واحد ..راجعت في ذلك اليوم مستشفى حكومياً ، أعطاني كامل الأسبوع إجازة ،،ورغم أن هذا خفف عني الألم الجسدي ولكنه زاد الألم النفسي والتوتر والاضطراب وتشتت الذهن الذي كنت أحس به .. مما أضطرهم للموافقة على إجازتي التي بدون راتب ..وأنا الآن مجازة ..ولكن لا يزال شبح تلك المدرسة وكل من فيها – وهي- يلاحقني ..
حيث ألزمتني-هي- بالتوقيع على إحضار الأسئلة وغيرها من الطلبات التي تطوق عنقي.
فبالرغم من الراحة التي أشعر بها لبعدي عنهم ، إلا أني لا أدري كيف سأشرح لهم عدم قدرتي على كتابة أسئلة تحتاج مني الكثير من التركيز وصفاء الذهن .
لم أترك نفسي لنفسي - أنا بدأت في قراءة محتوى كتبي ومحاولة وضع أسئلة ولكن يعلم الله مدى معاناتي..ولو توقف الأمر على المعاناة لكان هيناً، ولكن الأمر أيضاً يترتب عليه معلومة صحيحة ودقيقة ومسؤولية أحملها عن كل من سيفتح الورقة ويختبر..أنا دقيقةواه على أساسها..أنا دقيقة جداً في عملي ولذا أحس بتعب شديد منه يجعلني أحاول تغييره-رأفةً بنفسي-
لا أقول بأني مستسلمة وأبالغ..أعرف قدراتي السابقة وما فعلته كان كثيراً وناجحاً، أو بالأحرى متفوقاً.. ولكن ليس عيباً أن أعترف الآن بعدم قدرتي على مواصلة ذلك الجهد المتعب-بالنسبة لي- وأتركه لمجال آخر بعد أن أديت مسؤوليتي-إنشاء الله- خلال فترة عملي به ، تلك المسؤولية التي سيأخذها من هو قادر عليها غيري.
ابتدائي-إدارة تعليم الرياض-رسمي-المستوى5-عدد الحصص مناسب بل قليل والكل يتهامس حوله و ما دروا بأنني أقضي اليوم كله حتى أعود إليهم من جديد وأنا في دوامة قاتلة بين كتاب ودفتر ولوحة ووووو.............. لأعود إليهم من جديد وكأنه لم يعد لي من شاغل إلا ذلك العمل –اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي-
أريد أن لا يلاحقني العمل للمنزل فأتفرغ للقراءة والحفظ ومزاولة أمور عديدة حرمني التدريس منها رغم أهميتها، العمل الإداري صحيح أنه سينقص من راتبي مبلغاً ليس بالقليل وقد استوقفني ذلك المبلغ كثيراً، ولكن المتبقي لي يكفيني ولله الحمد ويجعلني في غنى عن غيري، وما أدراني ربما بارك ربي في رزقي وجعل ما ذهب منه دفع الشر عني- والله ذو الفضل العظيم-وأيضاً سيقل ارتباط العمل بي في المنزل . لأن أمثالي ممن هم حريصون بشكل ممل- (يتعبهم جداً أن يظلوا محبوسون مع عملهم ليل نهار)-
كلامي كثير ولكنه قليل بالنسبة لما أريد البوح به خاصة وأنا لا أجد حالياً أحداً يسمعني أو يفهم ما أريد قوله ، أو يواكب تفكيري ، وحتى لو كان موجوداً فما ذنبه لأصدع رأسه((حساسية زايدة مني صح؟))،، ولكن اسمح لي إن صدعت رأسك فأنت من عباد الله الذين سخرهم للآخرين ، وأعرف مدى صبرك في إعطائنا ما تستطيعه من حلول وردود ، وكل المستشارين الذين أرى ردودهم على الغير ، وأغبطكم على تلك الدعوات التي تلاحقكم في السر والعلن وأسأل الله لكم الزيادة والأجر العظيم..اللهم آمين


__________________

المصدر: نفساني

· أختي الفاضلة .. شمس ، وقمر
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..
(( " ابتدائي-إدارة تعليم الرياض-رسمي-المستوى5- )) تلك إجابة ما سألت عنه ، أختي ما دمتي تجاوزت أثار العلاقة بصديقتيك ، فمن الواضح أن مصدر ما أنتِ فيه الآن من توتر ، وأعراض جسدية ، نتيجة لصراع في استمرارك كمعلمة ، ورغبتك ، وتفكيرك بالتحويل إدارية ، وهذا ما ذكرته لك في أول تعليق عليك .. وما زلت أرى أن حصولك على ذلك سيجعلك قادرة على التحكم أكثر في ضغوطك الأخرى تجاه شجرتك المورقة بالعطاء .
وفقك الله ، ورعاك .