|
|
||||||||||
ملتقى أصحاب الإكتئاب أكره مرض الإكتئاب بنفس القدر الذي أحب به مريض الإكتئاب .. فهو أرق الناس وأصفاهم وأصدقهم .. و من لا يدمع قلبه حين يعايش مريض الإكتئاب ، فإن قلبه من حجر ، أو أشد قسوة " |
|
أدوات الموضوع |
26-08-2010, 12:56 AM | #1 | |||
مراقب عام
|
الإكتئاب قابل للشفاء
الإكتئاب قابل للشفاء
يعتقد البعض أن لا خلاص من الكآبة . وآخرون ، من جهة ثانية ، يعلنون نصرهم عليها .. للشفاء فعلاً ، يجب المرور بخطوات متتالية محددة . لطالما نسمع أحدهم يعبّر والخيبة جلية عليه : " إنها الكآبة التي تترك أثرها دوماً " فهل هذا تعبير عن اعتقاد ثابت بأن الكآبة ، أكانت : تفاعلية " ناتجة من إرهاق عائلي بعد وفاة أو طلاق ، أكانت " عملية " إثر توقف عن العمل ، تطال الجميع ؟ إن كان الجواب بالسلب أو بالإيجاب ، فهل يمكن الشفاء من الكآبة ؟ وإن شفي الإنسان من حالة الكآبة ، كيف يجزم أنه خرج من نفقها المظلم يقول الطبيب الفرنسي أوليفييه مارتن ، الأخصائي في علاج الأمراض النفسية أن لا شك في وصول المرضى بالكآبة إلى حالة من الشفاء التام ، وخصوصاً أولئك الذين يتلقون العلاج بسبب الكآبة التفاعلية التي يسميها البعض بالكآبة المعتدلة أو المقنعة , شرط أن يصاغ العلاج بحسب خصوصية كل مريض . .السيدة وداد في الثانية والخمسين من العمر وتلقت علاجاً لتشفي من كآبة تملكت فيها . إنها معلمة وأم لثلاثة أولاد ، متزوجة بعد طلاق ، وتشغل مركزاً اجتماعياً في منطقتها عالي المقام ، في العام الماضي قررت أن لا تخوض الإنتخابات البلدية ، فاسحة المجال أمام الشباب بحسب قولها ، ونتج عن هذا إنقطاع الجميع عنها ، مما أصابها بخيبة أمل إذا ابتعد عنها من حسبتهم أصدقاءها ، وأحست بأن لا فائدة منها في المجتمع .. فانهارت ، وإضطرت إلى زيارة طبيب نفسي حولها إليه طبيبها العام . .دخلت المستشفى لأسبوعين ، وبعد خروجها , تزور طبيبها العام دورياً وتتناول العقاقير المضادة للكآبة مثل Berocca . تشعر إنها عادت إلى طبيعتها لكنها تخاف أن تتوقف عن تناول العلاج إذ لا تودّ العودة مجدداً إلى " هذا الجحيم " . بفضل مساعدة الدواء والمعالج النفسي الذي تتردد إلى عيادته أسبوعياً ، استعادت توازنها . فقد أحرزت إنتصارها على هذا المرض حين أدركت فعلاً الإتجاه الذي تتخذه كآبتها . اليوم ، ترصد وداد القليل من وقتها للآخرين وتوفره لهواياتها . فهي تتعلم العزف على الناي وتكتسب أصدقاء جدد . كما أنها عادت إلى تفاؤلها حيال الحياة .. فالكآبة الآن مجرد ذكرى لا أكثر . إن مثال هذه السيدة يظهر بوضوح أن علاج الكآبة لا يقتصر فقط على الدواء . فالعقاقير المضادة للكآبة لا تعالج المكتئب بل تخفف من حدة بعض أعراض كآبته ، كالأرق والقلق وتعكر المزاج . والواقع أنه لا بد من الاعتراف بضرورة هذه الأدوية في العلاج فالأبحاث لا تنفك تؤكد على العلاقة الوثيقة التي تربط الكآبة بخلل في عمل النظام العصبي . لكن بعد العلاج الدوائي تبقى الجروح النفسية التي تلتئم بمرور الزمن . عندما لا يكون الأمر شاقاً هل ثمة إشارات يلاحظها الطبيب ليدرك أن مريضه قد شفي ؟ فقد يمر يوم يشعر المكتئب أنه بأحسن حال فكيف يعرف أنه على الطريق الصحيح ؟ يردّ الدكتور أوليفييه مارتن أن المسألة لها وجهان معقولان : " أخبرني بعض مرضاي أنهم ، بعد علاج دام بين 6 أشهر وسنتين ، استيقظوا ذات صباح وفي نفوسهم شعور بأن أمراً قد تغير فيهم . إبتداءً من ذلك النهار ، ما عادوا يشعرون بثقل الأمور على كواهلهم ، وأمسوا قادرين نفسياً على مواجهة الحياة . يقولون إن الستار قد تمزق ! عندما أسمع مريضاً بهذه الثقة أدرك أنه على الطريق الصحيح ، لكن عليه أن لا يغالي في الإعتقاد بتمام شفائه ، فهذا التمام يحتاج إلى الوقت " . ويضيف " بالنسبة للآخرين ، يستغرقهم الخروج من النفق وقتاً أطول . فيمر يوم يشعرون خلاله بالطمأنينة ليعودوا في اليوم التالي إلى الغوص في أعماق الحزن ، إن ترميم ما فسد عملية تدريجية ، وتتطلب العودة إلى التوازن النفسي أعواماً عديدة ، لكن هذا يجب ألاّ يؤدي إلى فقدان أي أمل ، لأن ذات صباح سيحمل إلى إلى هؤلاء أيضاً بشائر الشفاء " ..وهكذا فإن دور الطبيب والمعالج النفسي هو مواكبة المكتئب على طريق الشفاء ومساعدته في ملاحظة دلائل حصول هذا الشفاء . إشارات الطريق الصحيح مهم جداً أن يستعيد المكتئب إيقاعه البيولوجي . فالمكتئب يميل إلى النوم باكراً بغية التعجيل في إنهاء يوم يجده خالياً من الإثارة ، وإلى الإستيقاظ باكراً جداً لأنه يتوقف إلى يوم جديد . فإن عاد إلى نومه وإستيقاظه في المواعيد التي كان عليها قبل كآبته ، فهذه دلالة من دلالات الشفاء . ثمة دلالة أخرى : الإحساس بالنشاط الصباحي . فالكآبة تجعل الصباح وقتاً شاقاً جداً إذ يجد المكتئب صعوبة في القيام بأي أمر ، وتصبح مهمة ارتداء الملابس مهمة مجهدة ولهذا يعتبر الإستيقاظ النشيط دلالة ممتازة . . والمكتئب يكون على طريق الشفاء فعلاً إن استعاد تذوق الطعام كما كان يفعل من قبل . والملفت للنظر إقبال المكتئب على تناول الطعام المحلّى وخصوصاً الشوكولا . فإن تلذذ تم بمذاق اللحم والجبنة كما في السابق ، فاسعدوا . وفي مجمل الحديث عن الشهية ، ولا ننسى الشهوة الجنسية ، فعودتها دليل إضافي مؤكد لإقتراب الشفاء . الإنطواء لا يفيد لا يشتهي المكتئب شيئاً ويعتقد نفسه عاجزاً عن تحقيق أي أمر . فإذا خطر لك ، بعد سنة أو سنتين من الإكتئاب ، أن تمضي عطلة نهاية الأسبوع في الطليعة أو قرب البحر فلا تترددي أبداً لأنك دون شك تنتقلين إلى حالة افضل . أي ما إن تدركي أن الحياة تستحق أن نحياها وأن ننتهز كل فرصة للحصول على ملذاتها ، فأنت تقتربين من الشفاء . هل الطبيب هو من يقرر أنك شفيت ؟ كلا . الطبيب أو المعالج النفسي يطمئنك إلى تحسّن حالك ، لكن لا تقفزي إلى الإستنتاج بأنك شفيت نهائياً . فتنتبهي ، إن ذلك يتطلب وقتاً وجهداً أكثر مما قد يظن . فالخطأ / كل الخطأ ، هو المغالاة في الإعتقاد بالوصول الى الشفاء ، بينما الحقيقة أن الأمر لا يتعدى كونه تحسناً . فبقليل من الصبر ، ستتجمل الأيام يوماً بعد يوم ، وستحل الطمأنينة محل القلق ويعمر القلب بالسرور . عندها ، يمكنك الجزم بحصول الشفاء ... العون النفسي أساسيّ إن الإستعانة بأخصائي في العلاج النفسي مهم وضروري للخروج من حالة الإكتئاب . فهذا العون يمكنك من حسن فهم الحياة وحوداثها . إن التوصل إلى هذا الفهم دون هذه المساعدة أمر في غاية الصعوبة . بينما اتباع ارشادات المعالج النفسي يقودك إلى تقوية الشخصية وتحصينها ضد الكآبة . نصل إلى الإعتراف بأن الكآبة بعيدة من العار ، وبأننا قادرون على العيش مع القليل من القلق . ونتعلم فعلاً ملاحظة المواقف والشهوات والحاجات والواجبات التي في دائرة خطر الوقوع في الأخطاء السابقة ، فتكون الأسباب عينها منتجة النتائج عينها . متى يكون الإبتداء بالعلاج النفسي مفيداً ؟ جواب هذا السؤال معتمد على الحالة وإمكانية كل مريض . وفي المدن الكبيرة حيث الطبيب والمعالج النفسي قريبان في متناول المريض ، يمكن الخضوع للعلاجين -الدوائي والنفسي – في آن واحد . في حالات معينة ، يفضل اتباع العلاج النفسي بعد تناول الأدوية أو في فترة إنقطاع عنها . لكن لا وجود لقاعدة عامة تحكم هذا الأمر . وحده الطبيب العام أو الطبيب النفسي قادر على رسم الطريق . فالحوار معهم يلعب الدور الأهم في الإعتراف – دون خجل – بالإكتئاب طالما قد يصاب به أي إنسان . المرأة التي تمضي حياتها متمسكة بأصول المجتمع المخملي ، جاهزة لتبدو في افضل حال ، تخفف من غلوائها هذا وتتعلم معنى " الإسترخاء " الفعلي ، بعد مرورها في حالة الإكتئاب . من ناحية اخرى ، تؤدي الكآبة إلى تخفيف حماسة إنسان ما طلب يوماً إلا النجاح الى مهزوم متراجع عن السعي في الحياة . الإحتياط من الردة واجب إن عودة الكآبة إلى مريض تقدم في مسيرة الشفاء مردودة إلى أسباب عديدة : -قصر زمن العلاج . يقول الطبيب أوليفييه مارتن إن العلاج يستغرق عادة بين 12 و 18 شهراً . في الحقيقة ، عندما يشعر المريض بتحسن حاله ، يتوقف عن تناول الدواء ببادرة منه أو بتشجيع من عائلته التي تلومه على " متابعة تناول الدواء دون فائدة " . -توقف المريض عن متابعة العلاج النفسي . فهو يتناول مضادات الكآبة ليقتلها كما لو كان يتناول المضادات الحيوية ليتخلص من الجراثيم . وبما أنه لا يشعر بأية أعراض ، يعتقد نفسه قد شفي تماماً فيوقف كل علاج . -المشكلة الحقيقية تكمن في عصرنا هذا الذي يفرض علينا السعي وراء حسن الأداء بأي ثمن ، ولهذا نرى في الكآبة عتقاً فنكبتها . ومتى تفصح عنها ، يكون ذلك بعد سنوات . .لا يغفل الدكتور أوليفييه مارتن هذا الأمر ويقول إن الأمر كامن في شخصية الإنسان ، فالبعض يرفض الإستماع للنصيحة في البداية ، لكن عندما ينهار العقل والجسم ، يحتاجون للمساعدة لكي يعرفوا الخطوات الخاطئة التي توقعهم في الأخطاء نفسها وتؤدي بهم إلى الإصابة مجدداً بالإكتئاب . . المفتاح الأساسي : إستعادة الثقة بالنفس عندما نفقد عزيزاً ، ندخل حالة من الحداد ، والحداد هذا شعور بالحزن العميق فيبدو لنا العالم مسكيناً وفارغاً ، ونرى كل نشاط خال من الأهمية . وهذا ما يخالجنا بالضبط حين نصاب بالإكتئاب ، لكن يضاف إلى ذلك فقدان كل ثقة بالنفس ، فالحزن يغلبنا ونحسّ بأننا نكرة دون فائدة . هدف المعالجة النفسية إعادة الشعور بالأمان إلى المكتئب إبتداءً بإعادة الثقة الكبيرة في نفسه ، ما سيسمح له بالخلاص تدريجياً من الكآبة . فالأدوية وحدها لا تخدم هذا الهدف . فالإعتماد الأول متمثل بالتأثير النفسي القوي الذي تحمله الكلمات منقول المصدر: نفساني
|
|||
|
30-08-2010, 02:07 PM | #3 | |
مراقب عام
|
اقتباس:
الشكر لله أختي الفاضلة بارك الله فيكِ وستر عليكِ دينا وآخرة |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|