المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

قطوف من الحكمة

قطوف من الحكمة ان الدنيا اذا كست .................. اوكست او ...... حلت ............. اوحلت او .....جلت .............. اوجلت او.... هنت .....................اوهنت فالسعيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16-02-2003, 10:37 AM   #1
ابن الرياض
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية ابن الرياض
ابن الرياض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1720
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 21-08-2011 (01:36 PM)
 المشاركات : 2,730 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
قطوف من الحكمة



قطوف من الحكمة

ان الدنيا اذا كست .................. اوكست

او ...... حلت ............. اوحلت

او .....جلت .............. اوجلت

او.... هنت .....................اوهنت

فالسعيد من جرب رباعها ........ واذا مدت له باعها .............باعها

فيا مغترا بالسلامات .... كم من عاشق سلا ............مات

وكم من مريض من قبل عدنا .............. وما عدنا

وكم من قبور تبنى .............. وما تبنى

وكم من ملك رفعت له علامات ............... فلما علا ..... مات

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قال ابن مسعود : من اشتاق الى الجنة نازع في الخيرات.

ومن خاف النار ترك الشهوات ...

ومن ترقب الموت زهد الدنيا وهانت عليه المصيبات.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


قال الحسن بن علي رضي الله عنه لرجل: كيف طلبك للدنيا.
قال : شديد .!

قال: فهل ادركت منها ماتريد ؟

قال: لا .

قال: هذه التي تطلبها لم تدرك منها ما تريد فكيف بالتي لم تطلبها!!!!!!!!! (يعني الاخرة)



منقووووووووووووووووول
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2003, 01:48 AM   #2
هاديه ربي
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية هاديه ربي
هاديه ربي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2614
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 21-01-2011 (05:54 AM)
 المشاركات : 397 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غثيتك بالردود اطلع لك في كل موضوع

اعذرني مواضيعك تثير اهتمامي تخليني اشارك غصب حتى لو

ما احد رد بعدي

استاذي ابن الرياض فعلا اللي يفكر يجد الدنيا ارخص مما نتصور

صحيح انها دنيا ولا يمكن تعلى

تقبل مشاركتي بصدر رحب اخوك في الله هاديه ربي

والله يهديبك المسلمين


 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2003, 03:15 PM   #3
ابن الرياض
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية ابن الرياض
ابن الرياض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1720
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 21-08-2011 (01:36 PM)
 المشاركات : 2,730 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


يا من هداه ربي اعلم أن الله هداني لنقل ما قرأه الجميع ، وليس لي فضل في ذلك ، بل الفضل كله يرجع لهداية الله إلى ما نقلته .


 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2003, 03:16 PM   #4
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


اللهم اغفر لاخي / ابن الرياض



واجزه عنا خير الجزاء



البتار


 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2003, 10:47 PM   #5
سيف الله
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سيف الله
سيف الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3387
 تاريخ التسجيل :  01 2003
 أخر زيارة : 15-06-2003 (12:02 AM)
 المشاركات : 854 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيك
واسمح لي ان اضيف على مشاركتك مشاركتي وهي
الإنسان بين الحكمة والضياع

بقلم: الشيخ محمد العوامي

العقل يدعو إلى سلوك طريق الحكمة لأن السلامة فيها، وكذلك النجاة والكرامة والسعادة والراحة والخلاص، ولهذا فإن صاحب الحكمة هو الرابح حقاً والفائز وا لغني، و إن لم يكن يمتلك شيئاً من حطام الدنيا!

ولهذا يقول الله تعالى:" يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً"، ولكن أولوا العقول والأفهام هم الذين يدركون هذا المعنى ويعملون وفقه وطبقاً له. " وما يذكّر إلا أولوا الألباب" فأهل العقول هم الذين يعظمون الحكمة ويعرفون قدرها ويعطونها حقها. و أما الجاهلون فشغلهم الشاغل ماديات الدنيا الزائلة، وما أبعدهم عن معاني الحكمة الراقية، يقول الله عز وجل في حديثه القدسي: "الحكمة تبكي فرقاً مني وأنتم بالضحك تهجرون، أتتكم برائتي أم لديكم أمان من عذابي أم تتعرَّضون لعقوبت".

إن حقائق الحكمة تثير في النفوس المؤمنة والقلوب اليقظة الخوف والفزع، والحمقى متهورون لا يبالون، ولا يفكرون في العواقب، ولا يستعدون للمستقبل الذي لا شك أنه آتٍ بنتائج حلوة أو مرة.

وفي وصيته لموسى (ع) يقول الله: {يا موسى! صرخ إليك الكتاب بما أنت إليه صائر فكيف ترقد على هذا العيون أم كيف يجد قوم لذة العيش لولا التمادي في الغفلة و التتابع في الشهوات ومن دون هذا جزع الصديقون}.

إن الحكمة هي الكنز و الشرف والنجاة والرفعة والسؤدد والعاقبة الحسنة والخاتمة السعيدة والنتيجة المغبوطة والثمرة المباركة، ومن لا ينتهج طريق الحكمة فعاقبته الحرمان والإفلاس والفقر والخسران والحسرة، وإن تمتع قليلاً بلذاتٍ لا تبقى وشهواتٍ زائلة، يقول لقمان الحكيم لابنه: "يا بنيَّ تعلَّم الحكمة تشرف بها فإن الحكمة تدلُّ على الدين، وتشرِّف العبد على الحر وترفع المسكين على الغني وتقدم الصغير على الكبير وتجلس المسكين مجالس الملوك وتزيد الشريف شرفاً والسيد سؤدداً والغني مجداً، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة، ولن يهيئ الله أمر الدنيا والآخرة إلا بالحكمة".

وفي الحديث عن الرسول الأكرم محمد (ص) أنه قال: "كلمة حكمة يسمعها المؤمن فيعمل بها خير من عبادة سنة".

والسؤال: أين نجد الحكمة؟
نجدها في كتاب الله الذكر الحكيم والقرآن المجيد، ونجدها تجري على ألسنة أولياء الله المعصومين وعباد الله الصالحين الذين أكرمهم الله بنور الهدى وفي الحديث عن رسول الله (ص) أنه قال عن القرآن: "فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة".

والآن.. لنطلع على الحكمة التي تهدينا إليها إحدى سور القرآن العظيمة ألا وهي سورة لقمان وكل سور القرآن في غاية العظمة. وكيف لا تكون كذلك وقد قال العظيم عنها: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.

تبين السورة المباركة بأن الحكمة موجودة في آيات القرآن العظيم، ولكن لا يهتدي إليها ويستوعبها ويدركها ويستفيد منها إلا المحسنون، أما الظالمون والمجرمون والمسيئون فقد سحر ألبابهم غرور الدنيا فحجبهم عن حكمة القرآن.

ومن هم المحسنون، وما هي علاماتهم؟

إنهم الذين يقيمون الصلاة ولا يضيعونها، ويؤتون الزكاة متخلصين بذلك من أسر المادة ومزكِّين لأموالهم وأنفسهم ومقدمين ما عليهم من واجب تجاه الفقراء والمحتاجين، ويوقنون بالآخرة يقيناً خالصاً لا يشوبه شك و قوياً لا يتزلزل أبداً، له في نفوسهم وحياتهم آثار طيبة مباركة. إن هؤلاء هم الذين يعون الحكمة ويعملون بها، وبالتالي يفوزون بها فوزاً عظيماً.

و إلا هل يمكن أن يعمل بآيات الحكمة من لم يكن مطيعاً لربه متخلصاً من حب الدنيا موقناً بالآخرة؟! وإنما تتحقق الطاعة لله سبحانه بإقامة الصلاة بخشوع في كل يوم، ويتحقق الخلاص من حب الدنيا بدفع الحقوق الواجبة وكذلك المستحبة لمستحقيها، وأما اليقين بالآخرة فيتحقق بذكرها الواعي الجدِّي المستمر الذي يؤدي إلى ثبات المؤمن وصلاحه، ومن يتحلى بهذه الصفات الثلاث فهو من المهتدين المفلحين: {بسم الله الرحمن الرحيم، ألم، تلك آيات الكتاب الحكيم، هدىً ورحمة للمحسنين، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} ولكن كثيراً من الناس اختاروا منهاجاً آخر غير منهاج الحكمة الذي تهدي إليه آيات القرآن: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين ، وإذا تتلى عليه آياتنا ولَّى مستكبراً كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم}.

ما هو لهو الحديث الذي اشتراه الجاهل الأحمق بكل ما يملك من مال و جهد وطاقة وعمر ورضي به بدلاً من أحسن الحديث المنزَّل من رب العالمين؟!

إنه اللغو والباطل والغناء والكلام المزخرف الذي لا ينطوي على حقيقة، والأحاديث الفارغة الكاذبة والأقاصيص الأسطورية التي لا طائل من ورائها إلا الضياع... وما هي عاقبة كل ذلك؟ وما هي الثمرة التي سيجنيها صاحبها؟ ليس إلا العذاب المهين الأليم، أما الذين يؤمنون بالقرآن ويعملون بما فيه من الحكمة فلهم أفضل النتائج وأغبط العواقب. {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم، خالدين فيها وعد الله حقاً وهو العزيز الحكيم}.

وما الذي يضمن للصالحين دخول الجنة والخلود فيها وتحقق وعد الله؟

إنها عزة الله وحكمته، فهو العزيز القادر على كل شيء، وهو الحكيم الذي شاء بحكمته إكرام من يجتنب محرمات الدنيا ولذائذها الباطلة ولهوها والأعمال العبثية اللاهادفة، إنه الله العزيز الرحيم، وخلقه للسماوات يهدينا إلى عزته وقوته، وخلقه للأرض وما فيها من آلاء ونعم يهدينا إلى رحمته بعباده، فهل بعد ذلك نختار الباطل ونؤثر الحياة الدنيا على طاعته ونفضل اللهو والعبث؟!

{خلق السموات بغير عمدٍ ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبثَّ فيها من كل دابَّة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيهامن كل زوج كريم ، هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين}.

بعد ذلك تنقلنا السورة إلى التعرف على وصايا رجلٍ حكيم عاش في الدنيا في الزمن القديم ولكنه عرف كيف يعيش، حين استنارت حياته بنور فكره ، وعظَّمه القرآن حيث خلَّد ذكره وحكمته إلى آخر يوم من أيام الدنيا، فطوبى له.


 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2003, 10:48 PM   #6
سيف الله
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سيف الله
سيف الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3387
 تاريخ التسجيل :  01 2003
 أخر زيارة : 15-06-2003 (12:02 AM)
 المشاركات : 854 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


حكمة لقمان:

رأس الحكمة معرفة الخالق وحبُّه والخوف منه والشكر له على نعمائه الجليلة وآلائه الجميلة التي عجز فكر الإنسان عن إدراك عظمتها كما عجز عن إحصاء عددها، يقول زين العابدين علي بن الحسين (ع): "فآلاؤك جمَّة ونعماؤك كثيرة قصر فهمي عن إدراكها فضلاً عن استقصائها"، أي أني لست عاجزاً عن إحصاء نعمك فقط، بل وأنا كذلك قاصر عن إدراك مدى عظمتها وجلالها، وصدق الله إذ يقول في كتابه: {ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً}. أوليس بعد هذه النعم العظام و الآلاء الجسام التي أسبغها علينا ربنا ظاهرة وباطنةً ينبغي أن نكون شاكرين ومستخدمين جميع نعمه في طاعته؟! أوليس ينبغي أن نعرفه ونحبه و نرجوه ونخاف منه؟!

يقول الله تبارك وتعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد}، ثم ذكر الله وصايا لقمان الحكيم لابنه و أُولى تلكم الوصايا النهي عن الشرك وإخلاص العبادة لله عز وجل. {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيَّ لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}. ثم جاءت التوصية الحكيمة ببرِّ الوالدين وشكر الله وشكرهما على ما قدَّماه من إحسان وتربية حسنة، كما وينبغي طاعتهما إلا في معصية الله، ومصاحبتهما بالخير والمعروف والإحسان وإن كانا مشركين! هذا وإن الحكمة لتفرض على الإنسان أن يتبع العارفين بالله والمنيبين إليه ذلك لأن الرجعى والمصير لا محالة ولا ريب إلى الله العليم الشهيد! {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير، وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إليَّ، ثم إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون، يابنيَّ إنها إن تكُ مثقال حبَّةٍ من خردل فتكن في صخرةٍ أو في السموات أو في الأرض يأتِ بها الله إن الله لطيف خبير، يا بنيَّ أقم الصلاة و أمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، ولا تصعِّر خدك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك و اغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}.

تلك هي حكمة العقلاء وإرشادات الحكماء، وعلينا أن نوصي أبناءنا بها ونأخذ بأيديهم إلى حيث العمل بهذه الإرشادات الكريمة التي تورث المجتمع سعادةً وكرامةً وحياةً طيبةً وعيشةً هنيئةً.

وعادت آيات السورة سورة لقمان التي تدعو لانتهاج طريق الحكمة في الحياة إلى التذكير بنعم الخالق الكريم لما في ذلك من الأثر الفاعل في نفس الإنسان السوي ودفعه نحو طريق الصواب والقيام بأداء الشكر والعبادة الخالصة من جميع ألوان الشرك.. ولكن من الناس من يجادل في الحق ويبعد نفسه بالعناد والتكبر عن طريق الحكمة والهداية والصلاح. {ألم تروا أن الله سخَّر لكم ما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتاب منير ، وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير}. أهذا من الصواب ياابن آدم؟ كيف تختار طاعة آبائك الضالين وطاعة الشيطان عدوك المبين الذي يجرُّك إلى عذاب السعير على طاعة ربك الرحمن الرحيم الجواد الكريم؟!

{أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً} عجباً! كيف يختار الإنسان طاعة عدوه الخبيث والنتيجة عذاب السعير، ويرفض طاعة ربه والموعود جنات النعيم؟! أفهذا من العقل والحكمة أم من التهور والجنون والضلال؟! إن العاقبة والخاتمة هي الأهم، وينبغي على العاقل أن يفكر ألف مرة وألف مرة قبل أن يسلك أيَّ منهاج وقبل أن يقدم على أيِّ عمل فإن كانت العاقبة سارَّةً أقدم وإن كانت ضارَّةً أحجم، وقد جاء في الحديث الشريف:"لا عقل كالتدبير". ولذلك نجد سورة الحكمة سورة لقمان تذكِّر بالعواقب ونتائج السلوك مستقيماً كان أو أعوجاً.

حقاً لماذا لا أسلم وجهي لله وأُحسن العمل في أيامٍ قلائل ثم تكون النتيجة هي المتعة الأبدية و السعادة السرمدية؟! ولماذا اختار الضلال والضياع ثم إلى الله الرجعى وبعد المتعة القليلة في دار الفناء لا أرى أمامي إلا طريقاً واحداً لا محيص عنه وهو المؤدي إلى العذاب الشديد؟! هكذا تدعونا سورة الحكمة للتفكُّر في النتائج والعواقب والخواتم، فما فائدة لهوٍ إن كان ينتج عذاباً، وما ضرر صبرٍ قليل على منهاج صحيح إن كان يورث عزاً وكرامةً لا تزول ولا تنقضي؟!

ولضرورة وعي هذه البصيرة نجد التأكيد عليها في أول السورة وفي وسطها وفي نهايتها ، بل وفي كثيرٍ من آيات القرآن وسوره ، وهكذا نجد في الروايات الشريفة تأكيداً بالغاً على ضرورة النظر في نتائج الأعمال وعواقب الأفعال، يقول النبيُّ الأكرم محمد (ص) في وصيته لأبي ذر الغفاري :" يا أبا ذر! إنكم في ممرّ الليل والنهار في آجالٍ منقوصةٍ وأعمالٍ محفوظة والموت يأتي بغتةً ومن يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً ومن يزرع شراً يوشك أن يحصد ندامةً ولكل زارعٍ مثلُ ما زرع، يا أبا ذر! الكيّس من دان نفسه (أي حاسبها) وعمل لما بعد الموت، و العاجز من اتبع نفسه وهواهاوتمنى على الله عزَّ وجلَّ الأماني". وفي هذه الوصية سأله أبو ذر فقال: يا رسول الله! أيُّ المؤمنين أكيس؟ قال:"أكثرهم للموت ذكراً وأحسنهم له استعداداً ". نعم، الكيّس الفطن والعاقل الحكيم الذكي والواعي البصير هو الذي يتفكَّر في النهاية ويتذكر المنيّة التي تبطل الأمنية والتي هجمت على كثيرٍ من الناس فحلّت بهم معها الحسرة والندامة والعقاب على سوء الفعال، يقول الشاعر:

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السـلامة فيها ترك ما فيها

لا دار للمرءْ بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل المـوت بانيها

فلننظر كيف بنينا دارنا دار القرار!!

قال رسول الله (ص): "يا أبا ذر! إذا دخل النور القلب انفسح القلب واستوسع"، فقال أبوذر: فما علامة ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: "الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والإستعداد للموت قبل نزوله".

قال تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور، ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور، نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ} ويا للعجب! كيف يعصي العبد ربه مع علمه بأنه هو الخالق العظيم الذي أوجد السموات والأرض، وهو الذي له ملك الأشياء و آيات صنعه وتقديره لا تنفد ولا تنتهي لكثرتها غير القابلة للإحصاء. وقد قال الشاعر:

ومن عجبٍ كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الــجاحدُ

وفي كل شيء له آيــــةٌ تدل على أنه واحــــدُ

قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون، لله ما في السموات والأرض إن الله هو الغني الحميد، ولو أن ما في الأرض من شجرةٍ أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم}، ثم ذكَّر عزَّ وجلَّ بيوم الحساب و أنه قادر تمام القدرة على بعث الناس ومحاسبتهم، وهو السميع البصير: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفسٍ واحدة إن الله سميع بصير}، والنظر في الكون وما فيه من آيات يهدينا إلى الإعتقاد بقدرة الله وعلمه المطلقين اللذين لا حدود لهما، قال تعالى: {ألم ترَ أن الله يولج الليل في النهار وسخَّر الشمس والقمر كلٌ يجري إلى أجل مسمىً وأن الله بما تعملون خبير ، ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العليُّ الكبير}، وإذن، يجب علينا أن نستعد لذلك اليوم العظيم فلا بد وأنا سنقف للحساب بين يدي الإله القدير على كلِّ شيئ و العليم بكل شيئ، والحكمة كذلك تدعونا -وكما قدّمنا- لشكر الله على نعمائه وليس الإعراض عن طاعة الخالق الكريم، ولكن لا ينظر إلى آلاء الله ويؤدي شكرها إلا من أُوتي نصيباً من نور الصبر والشكر والمعرفة لحق المنعم.
قال تعالى: { ألم ترَ أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبَّار شكور}، هذه نعمة من نعم الله وآية بينة من آياته، وما أكثر نعمه وما أكثر آياته تبارك وتعالى، ومن نعمه الكبيرة على الناس أنه يستجيب دعواتهم في الأزمات الصعبة ويخلصهم من الأخطار التي لا يستطيع صرفها سواه، فأين الطاعة لله بعد ذلك وأين الشكر على لطفه ورأفته ورحمته؟! قال تعالى: {وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجَّاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختَّار كفور}، وخُتِمت السورة المباركة بالتذكير باليوم الرهيب، اليوم الذي لا ريب فيه واليوم الذي يلاقي فيه الإنسان جزاءه، ويُحاسب على جميع أفعاله، وإذن فعلى العاقل الحكيم الذي يمتلك شيئاً من التعقل والتصرف الصحيح أن لا يغترَّ بالحياة الدنيا ولا تغرّه زينتها الفانية ولا ينخدع بتسويل الشيطان الغَرور الذي يسلم الإنسان إلى الهلاك حين ينزل به العقاب على سوء أفعاله التي زيَّنها له عدو الله المبين ، كما وتذكِّر السورة في آخر آية بالموت الذي يأتي بغتة ولا يدري أحدٌ متى يهجم عليه وينقله إلى خير دار أو شر مآب ، وإذن فعلى صاحب العقل والحكمة أن يأخذ حذره ويجدَّ في أمره ويفكر في عاقبته ويستعد لما هو آتٍ لا محالة.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:12 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا