|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
04-01-2011, 10:51 AM | #1 | |||
مراقب عام
|
فقدان الأمن النفسي.. الأسباب والعلاج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله سبحانه وتعالى بحكمته وفضله قد جعل الرضا والفرح والسرور والنشاط والأنس في طاعته وامتثال أوامره، قال سبحانه وتعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً {النحل:97}. وقال سبحانه: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى {طـه:123}. وجعل سبحانه الأمن قرين الإيمان والبعد عن الشرك والمعاصي، فقال سبحانه: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ {الأنعام:82}. فمن حصل الإيمان وترك الشرك والمعاصي حصل له الأمن التام والهداية الكاملة، ومن حصل الإيمان وترك الشرك ولكنه يفعل المعاصي فقد حصل له أصل الأمن والهداية دون تمامهما، وله من الضلال والخوف والقلق بقدر ما اكتسب من المعاصي، يقول السعدي ـ رحمه الله: فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا ـ لا بشرك ولا بمعاص ـ حصل لهم الأمن التام والهداية التامة، وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السئيات، حصل لهم أصل الهداية وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها. انتهى. وقد أخبر سبحانه أن القلوب تطمئن بذكره، فقال جل وعلا: أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}. وهذا موطن يحتاج إلى شيء من البيان: فقد زلت فيه أفهام كثير من الناس الذين يظنون أن مجرد الذكر باللسان كاف في ترتب جزائه عليه ـ مهما كان العمل ـ فتجد أحدهم مشتغلا بذكر الله بلسانه وهو بجوارحه وقلبه عاكف على المعاصي عكوفا، فكيف ينتفع هذا بالذكر؟! وسر ذلك أن الذكر إنما يعتبر بالعمل الصالح، كما قال سبحانه: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ {فاطر:10}. جاء في تفسير ابن كثير: وقوله: وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ. ذكر الله يصعد به إلى الله عز وجل. والعمل الصالح: أداء فرائضه. ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه على عمله، فكان أولى به. وكذا قال مجاهد: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب، وكذا قال أبو العالية، وعكرمة، وإبراهيم النخعي والضحاك والسدي والربيع بن أنس وشهر بن حوشب وغير واحد من السلف. وقال إياس بن معاوية القاضي: لولا العمل الصالح لم يرفع الكلام. وقال الحسن وقتادة: لا يقبل قول إلا بعمل. انتهى. فمن استقام على أمر ربه وأصابه شيء من الضيق أو القلق فليصبر عليه، فإن الله سبحانه بفضله ورحمته يجعل هذا كفارة لسيئاته، فقد روى ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني: أن أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به... الآية. وكل شيء عملناه جزينا به، فقال: غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست يصيبك اللأواء؟ قال: فقلت: بلى، قال: هو ما تجزون به. انتهى. فالذي ننصحك به ـ أيتها السائلة ـ هو أن تجددي التوبة والرجوع إلى الله جلا وعلا، فإن الإنسان لا ينفك عن معصية وذنب وقد يخفى ذلك عليه فتجده يعمل السيئات وهو لا يشعر بها لقلة علمه أو لفرط غفلته. فإن لم تستقم الأمور وظلت تلازمك هذه الحالة، فإننا ننصحك بعرض الأمر على بعض الأطباء النفسين المسلمين من أهل الخلق والديانة، فقد يكون هناك سبب عضوي وراء هذه الظاهرة. المصدر: نفساني |
|||
|
04-01-2011, 06:32 PM | #4 |
عـضو أسـاسـي
|
موضوع رائع أخي الشاكر بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.
بالأمس قرأت مقالا للدكتور / عمر عبد الكافي بعنوان من أحق بالأمن مقال أعجبني فأحبت أن أضيع هنا بين يديك بعض المقتطفات من بعد إذنك أخي الشاكر. يقول الشيخ عمر عبد الكافي لا يستطيع إنسان مهما كان أن يستشعر الأمن إلا إذا أحاط نفسه بأمور أربعة: • خوف من الله • و قناعة بما رزقه • و إخلاص نية • و محبة للخلق ثم يفصل الشيخ عمر عبد الكافي تفصيل بسيط فيقول: أما الخوف من الله فيحفزه على طاعته سبحانه فيجتهد فيها و تكون مراقبته لله سياجاً آمناً يعين من داخله لأنه سيصير له رصيد عند ربه يسحب منه عند الحاجة ، فهذا هو الفضيل بن عياض لما ركب السفينة مع جماعة من مريديه فلعبت الأمواج بهم فخاف القوم خوفاً شديداً و هو هادىء ذاكر لله فقالوا له يا إمام أما ترى ما نحن فيه أدع لنا، فنظر إلى ربه السماء و قال: يا رب أريتنا قدرتك فأرنا رحمتك فسكن البحر... أما القناعة فهى التى تؤمن الإنسان على حاضره غير خائف من غده و لا حزيناً على أمسه فتصير ثقة آمن لموعود الله الذى ما عوده إلا خيراً و ما أعطاه إلا فضلا ..لقد دخل جيران المرأة الصالحة فى عصر التابعين لتعزيتها فى موت زوجها سائلين إياها ماذا ستصنعين مع تسع من البنات الصغيرات اللاتى تركهن لك زوجك و ما كان عنده إلا قوت يومه فقالت القانعة التى تعطينا درساً فى أمنة النفس: أكّالا لا رزاقاً فإن ذهب الأكّال فقد بقى الرزاق.. أما إخلاص النية فهو الذى يجعل الإنسان آمناً من الرياء و العجب و الكبر و حب الظهور و الرياسة لأنه يعمل لله و يترك لله و يخدم لله و يرضى لله و يغضب لله .إن الإخلاص ذو ثلاث شعب: •لا يطلع عليه ملك فيكتبه. •ولا شيطان فغيره. •ولا عبد فيغتر به . فإن أخلص العبد نيته لله مخاطباً نفسه كل صباح ( أخلصى تتخلصى ) فيذهب عنها الروع و الخوف و القلق ... أما محبة الخلق فيزرع للإنسان بساتين وارفة الظل فى ملكوت الخلق فإن غاب عنهم حنوا إليه و إن رحل ترحموا عليه. اعتذر عن الاطالة أخي الشاكر ومرة أخرى شكرااااا لك على الموضوع المهم وبارك الله فيك. |
|
04-01-2011, 09:19 PM | #6 |
مراقب عام
|
الله يبارك فيك أختي الفاضلة
|
|
04-01-2011, 09:20 PM | #7 | |
مراقب عام
|
اقتباس:
إطلالتك يا دكتور رعد رائعه يا عزيزي بارك الله فيك |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|