تَرَكَ التدخين !! فقط ... ثم انظروا ماذا حصل(استشارة للدكتور رعد الغامدي)

تَرَكَ التدخين !! فقط ... ثم انظروا ماذا حصل(استشارة للدكتور رعد الغامدي)

بسم الله الرحمن الرحيم


أكتب لكم عن حالة زوجي الغريبة .. والتي أريد أن أفهمها ولماذا حدثت .. أرجو أن

تساعدني أخي الدكتور رعد على أن أفهم وأستوعب مالذي حدث بالضبط لزوجي في

تلك الفترة ...

حصلت هذه الحادثة بعد سنة واحدة فقط من زواجنا .. أي قبل ثمان سنوات من الآن

زوجي كان مدخن شره...يستخدم بكت كامل في اليوم من نوع - كارلتون - والحمدلله بعد

الاقناع والمحاولات الجادة منه أقلع غن التدخين .. ولكنه قسا على نفسه كثيرا فتركه

دفعة واحدة...وكان يشرب المنبهات كثيرا في الايام التالية مباشرة لترك الدخان ظناً منه

أنها تعين وتساعد في هذه الحالة ..

في تلك الفترة كان يعاني أساسا من مشاكل في العمل وبعض العداوات ،، أضف إلى

ذلك تأثره بأهل الخير والتدين الذين شددوا النصح اليه - كان لايصلي في المسجد و

يستمع الى الاغاني - وفي فترة الكم يوم اللي ترك التدخين فيها انقلب رأسا على عقب

حيث ظهرت عليه الأعراض التالية بعد 10 أيام تقريبا من الاقلاع عن التدخين ::

** التزم بالدين بشدة و أصبح متشدد في الصلاة وأعفى لحيته

** ينظر نظرة دونية للناس وأنهم عصاة

** زادت مشاكله في العمل

الى أن جاءني من العمل ذات يوم ودخل البيت وبدأ يقرأ القرآن بصوت عال جدا .. وأخبرني

وبعصبية أنه سيترك العمل وأن الذين يعمل معهم كفرة - رغم أنه مدرس - .. و بدأ

يصرخ ويعترض على نمط معيشتنا و أن الشيطان سيطر على حياتنا ومن هذا الكلام

.. المهم اتصلت على أهله و جاؤوا و أخذونا عندهم في بيتهم ليتمكنوا من رعايتنا حيث

أني أنا كذلك مرضت من الفجعة منه و أصبحت طريحة الفراش ..

في اليومين التاليين لم تتغير وتيرة كلامه و بدأ يشكك في أمه وأنها ليست أمه وأنما الشيطان ..

و أخوته كذلك .. لكن الغريب انه كان مطمئن لي .. ومرتاح معي ولا يشكك في

شخصيتي أبدا..

كان لا ينام بشكل منتظم في خلال هذه الايام الصعبة لذلك اقترحت على اهله بأن

يذهبوا به لطبيب نفسي ليأخذ مهدئ على الاقل حيث كانت حركته كثيرة وسريعة

وبعصبية وصراخ ... طبعا هو كان معترض ولكنهم أجبروه ..

قبل الطبيب ذهبوا به الى شيخ راق .. ورقاه واعطاه زيت وماء مقري فيه .. دهنته في

تلك الليلة و استرخى نصف ساعة فقط .. ثم استيقظ هائجا جدا و يجري بقوة الى باب

البيت .. حاولت ايقافه لم استطع .. ناديت أخوه .. لحق به .. جرى و جرى .. أخوه يناديه

.. بلا فائدة .. حتى وصل الى آخر الشارع و سقط من قوة الجري .. حينها استعاد وعيه ..

و عاد مع أخيه الى البيت ..

ثاني يوم مباشرة ذهبوا به الى طبيبة نفسية .. لكني حقيقة لا ادري ماهي الادوية التي

وصفتها له - لجهلي في تلك الفترة بالامراض النفسية و أدويتها- ....المهم .. بالآجبار

رضي أن يأخذ من كل نوع حبة واحدة فقط .. و نااااااااااااااااام نوما عمييييييييييقا ..

استيقظ من نومته في اليوم التالي بصحة جيدة والحمدلله .. لا اقول انه عاد الى سابق

عهده وانما استيقظ بشكل هادئ وبلا وساوس ولا افكار ولا شياطين .. مجرد هدوء

أو اعتراض بسيط على مايراه منكرا ومعصية مع وعي كامل بالحياة وادراك لما حوله

اقترح هو أن يعود للمنزل ليداوم من هناك وانا أبقى عند أسرته حيث كنت لازلت مريضة

وصاني على نفسي و صحتي ووصى والدته علي .. و ذهب الى بيتنا .. رافقه أخوه

وبقينا على هذه الحال شهر كامل

كان يأتي الينا في بيت اهله - بيتنا كان في جدة و أهله في مكة - آخر الاسبوع يومين

والحمدلله كنت أراه كل أسبوع أفضل من الذي قبله ..

طبعا الادوية رفضها بشكل قاااااااااااطع .. حيث تناول منها جرعة واحدة فقط ثم حاول

التخلص منها فأقنعناه بأن لا يرميها ولكن يتركها جانبا .. هو يتحجج بأنه أصبح معافى

وينام جيدا فلا داعي للأدوية ...

كان يعالج نفسه بالرقية كثيرا وقراءة سورة البقرة حيث يختمها يوميا .. وبماء زمزم

في تلك الفترة أنا كنت حامل في الاشهر الاولى لذلك كنت متغيرة في المزاج والتعامل معه
بشكل أو بآخر .. هو كذلك كان يحاول أن يقرأ ويتعلم في أمور الدين .. قرأ كتب ابن القيم

و غيره ...........

مرت علينا 9 أشهر هي أشهر الحمل ونحن في هذه الازمة .. أنا مريضة وهو مستقر

و هادئ يقرأ و يتثقف ... الحمدلله انتقل من مدرسته التي كان يعاني بها .. وأنا ولدت

بعد الولادة شعرت أخيرا أنه عاد إلى طبيعته التي عرفته بها ........

الآن لنا ثمان سنوات بعد تلك الازمة .. ماشاء الله عليه متفوق في تدريسه ومبدع في

مادته ولازال مقلعا عن التدخين بحمد الله ........... ولم تعاوده الحالة مطلقا .......

واذا تذكرها يتذكرها بألم وحزن وتعب وممكن يبكي لشدة ماتعب في تلك الفترة ..

الآن أريد أن أفهم ماهي تلك الحالة ؟؟

ماهذا الذي تعرض له بعد ترك الدخان ؟؟ هل هو انهيار عصبي ؟؟

أم ماذا ؟؟

بقي أن أقول بعض الملاحظات علها تساعد في تشخيص الحالة ::

* زوجي يتحدث الى نفسه كثيرا اذا كان لوحده ..

*والد زوجي مريض نفسي ولكن تحول الى مريض عضويا لكبر سنه فلم تعد تلك المسألة تذكر

*زوجي متفوق و خريج كلية علمية بامتياز ولكن ظروفه صعبة لذلك يتحسر دائما أنه

لم ينل الفرص لاستكمال دراساته العليا ..

* منذ 3 سنوات أدمن زوجي لعب الشطرنج على الانترنت

* زوجي يحبني بشدة أكثر من أي شيء في حياته .. ممكن أن أقول أني مهمة لديه

أكثر من طفلتيه .. و أسرته ككل ....




آآسفة بشدة على الاطالة .. و لكنني اضطررت للتوضيح للتتمكن من التشخيص الدقيق

فعذرا ..


أرجو أن لاتهملوا رسالتي واستشارتي

تقبلوا فائق شكري وتقديري

المصدر: نفساني

أختي لمسات نفسية:

أشكرك على طريقة عرض المشكلة والوضوح الشديد فيها

وأسأل الله ان يديم عليكم انتِ وزوجك المودة والصحة وان يصلح لكم الذرية

اختي هناك حالة معروفة في الطب النفسي وهي حالة الذهان الحاد

وتعني الخروج عن العقل (ذهاب القدرة على فحص الواقع) والتي قد تصيب اي

شخص في اي وقت من حياته عندما يتعرض لضغط نفسي شديد

وتختفي ولا تعاوده ابدا ويعود سليما تماما

وهذا اعتقد ماحصل لزوجك

هل ستعاوده مرة اخرى؟ العلم عند الله ولكن الغالب انها لاتتكرر

خاصة وانه قضى فترة طويلة وهو يتوجه للأحسن

هل ماأصابه هو عمل روحي؟ الله اعم ونحن في الطب النفسي لانفسر الحالات

من الناحية الروحية ولا نعترض على من يلجأ للرقية او القرآن

اتمنى ان اكون قد وضحت لك الصورة

أخي الدكتور رعد ..


أشكر لك اهتمامك .. و أقدر لك تناولك السريع لاستشارتي والبت فيها .. و عذرا إن أطلت ولكن اسمحلي واعذر

جهلي.. هل الذهان الحاد الذي أشرت اليه هو الانهيار العصبي بالتقريب ؟؟


هل تعلقه بلعب الشطرنج أمر طبيعي ؟؟ خاصة أنه ممكن أن يثور إذا خسر ؟؟ ممكن أن يصرخ علينا إذا أزعجناه

وترتب على ذلك خسارته ؟؟

عذرا للاطالة ...... أستئذنُ -أنا- من وقتك الثمين لقراءة استشارتي ..

أعتذر أخي د/ رعد إن بدت تساؤلاتي مشوشة .. فأنا في حيرة من أمري حين قرأت ردك ..

حاولت البحث والقراءة حول ماذكرته-الذهان الحاد- لكن لم أجد شيء واضح .. والحقيقة أنّ كلمة-ذهان-

أفزعتني كثيرا ..أدرك تماما أنك ستخبرني أنها حالة ربما لن تتكرر مع زوجي ولكن مجرد ذكر كلمة -ذهان-

ليس أمرا هينا لاسيما مع ماتحمله هذه الكلمة من مدلول وحالات صعبة ..



عموما جزاك الله خير ....


هل تسمح لي بمزيد من الاستشارات تخص حالات مقربة مني ؟؟

اختي لمسات:

كلمة "ذهان" تعني خروج عن القدرة على فحص الواقع، بحيث تكون احكام الشخص

المصاب مشوشة وتختلط عليه الحقيقة بالوهم

وهي ليست الانهيار العصبي ومختلفة عنه

وقد تتكرر وقد لا تتكرر، ولا حاجة لك بالخوف المبالغ فيه

فالطب الحديث يؤكد بأنه لايوجد شخص محصن من الامراض النفسية

ولا من تكرر حدوثها (الانتكاسات) ولكن هناك شواهد تجعل الناس يطمئنون لتحسن احوالهم

بالنسبة لطلبك استشارات اخرى فلا مانع لدي، الله يحييكِ