|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
26-06-2003, 04:26 PM | #1 | |||
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
مـــــــــــامعنى " تاب عليهم ليتوبوا"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عز وجل في بعض الآيات أن الله" تاب عليهم ليتوبوا" وقال في آيات أخرى:"تابوا فتاب الله عليهم" ، ما معنى توبة الرب إذا سبقت توبة العبد ؟ وما معنى توبة الرب إذا تأخرت عن توبة العبد ؟ قال بعض العلماء : " إذا سبقت توبة الرب توبة العبد أي أن الله عز وجل ساق له من الشدائد والمحن والمصائب ما دفعه إلى التوبة فما أكثر التائبين على أثر مصيبة نزلت بهم ، الله عز وجل تاب على العبد قبل أن يتوب أي ساق إليه الشدائد والمحن والبلايا بحيث يحمله على التوبة وإذا قال الله عز وجل في سورة المدثر: "ذَرني ومَن خلقتُ وحيدا وجعلت له مالاً مَمدوداً،وبنينَ شُهودا،ومهَّدتُ له تمهيدا"(12-14) حيثما جاءت كلمة ذرني يعني يا محمد إن لم يستجب فلان لك دعه لي أنا أسوق له من الشدائد ما أحمله على التوبة وهذه آيات دقيقة جدا فالله عز وجل من رحمته بنا يسوق لك إنسانا لطيفا يقدم لك نصيحة هادئة بينك وبينه يدعمها بالآيات والأحاديث والقصص... ينصحك بغض البصر، بتحرير الدخل من المال الحرام، بترك الظلم ، بترك العدوان فأنت إما أن تستجيب وإما أن لا تستجيب ، فإن لم تستجب فالله سبحانه وتعالى عنده من الوسائل والأساليب والأدوية والطرائق والمضايقات والشدائد ما يدفعك إلى بابه دفعا!!! فأيهما أرقى لك أن تأتيه طائعا أو أن تأتيه بعد العصا؟!!! فأنت أخوف ما يجب أن تخاف منه أن تُدعى إلى الله عز وجل دعوة هادئة لطيفة فيها ستر بينك وبين أخ كريم ،ثم لا تستجيب... هذا هو معنى" تاب عليهم ليتوبوا " أما إذا جاءت توبة الرب بعد توبة العبد فهي قبول التوبة،كما في قول الله عز وجل: " تابوا فتاب الله عليهم " أي قبل توبتهم !!!! عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي لو أن أوَّلكم و آخركم و إنسكم وجِنَّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المِخيَط إذا أُدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفِّيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " صحيح مسلم هذا معنى هذا الحديث القدسي أن الإنسان إذا عاد إلى الله طواعية ضمِنَ حفظ الله له وتأييده وإكرامه فإذا أبى ولم يستجب عندئذ سيأتيه العذاب من حيث لا يشعر . فإن لم تأته طائعا دفعك إلى بابه دفعا!!!! وهذا من رحمته بك!! **** كانت الكلمات السابقة مقتطفات من شرح فضيلة الشيخ "محمد راتب النابلسي" لاسم الله ((الغفور)) المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|