|
|
||||||||||
ملتقى الفتاوى والأحكام الشرعية يهتم بالفتاوى الشرعية واحكام الدين الإسلامي المستمدة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية والمنقولة عن علماء أهل السنة والجماعة السائرين على منهج السلف |
|
أدوات الموضوع |
09-10-2011, 04:45 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
هل يجوز ....؟
|
|||
|
09-10-2011, 05:04 PM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
فتاوى العلماء في فك السحر بالسحر مِن «فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية» و«مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله» جمع د محمد بن سعد الشويعر فأجابت: تعاطي السحر حرام، بل كفر أكبر؛ فلا يجوز أن يستعمل السحر لإبطال السحر. ولكن يعالج المبتلى بالسحر بالرقى والأدعية الشرعية الواردة في القرآن والثابتة في السنة. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن قعود... عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 564-565) السؤال الثاني من الفتوى رقم (4228)] فأجابت: لا يجوز ذلك. والأصل فيه ما رواه الإمام أحمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنهما قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان». وفي الأدوية الطبيعية والأدعية الشرعية ما فيه كفاية؛ فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي، ونهى عن التداوي بالمحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: «تداووا، ولا تداووا بحرام» وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها». وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن قعود... عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 557-558) فتوى رقم (1465)] فأجاب: لا يجوز الذهاب إلى الكهان والسحرة والمشعوذين ولا سواهم. بل يجب أن يُنَبَّه عليهم، ويُؤخذ على أيديهم ويمنعوا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَن أتى عَرَّافا فسأله عن شيء؛ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «مَن أتى كاهنا أو عَرَّافا فَصَدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم». وسئل عن الكُهَّان؟ فقال: «لا تأتوهم». والكهان: يدعون علم الغيب بواسطة شياطينهم، فلا يجوز إتيان الكهان والعرافين، ولا سؤالهم عن شيء، بل يَجب أن يُنكر عليه، وأن يؤدب؛ حتى لا يعود لشيء من ذلك، لكن يذهب إلى أهل الخير المعروفين بالرقية الشرعية فيرقونه. [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز (8/ 158)] فأجابت: لا يجوز لك أن تذهب إلى ساحر من أجل أن يحل السحر الذي تجده في نفسك بسحر مثله. لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تطير أو تُطُيِّر له، أو تُكُهِّن له، أو سحر أو سُحِر له» رواه الطبراني عن عمران بن حصين، قال المناوي: إسناده جيد. ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن النشرة: «هي من عمل الشيطان» رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد. والنشرة: هي حل السحر عن المسحور بالسحر. ويوجد من الأدعية والأدوية المشروعة ما فيه كفاية لإزالة هذا الداء، فعلى المسلم أن يعالج نفسه بما شرع الله من الأذكار والأدعية والأدوية الجائزة. وعليه أن يتقي الله في نفسه باتباع أمره واجتناب نهيه: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن قعود... عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 556-557) فتوى رقم (837)] فأجابت: أولا: إذا كان الأمر كما ذكر؛ يحرم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين ممن يدعي معرفة الأمراض وأسبابها بطرق غير عادية؛ لأن ما أمرك به من الذبح لغير الله شرك أكبر. والعلاج بالخمر محرم؛ لأن الله لم يجعل شفاء الأمة فيما حرم عليها. ثانيا: يشرع لك العلاج بالأدعية الشرعية والأدوية المباحة التي لا محذور فيها، شفاك الله من مرضك ووقاك كل مكروه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 563-564) السؤال الثاني من الفتوى رقم (10672)] فأجابت: يجوز للمسلم أن يذهب إلى طبيب أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية أو نحو ذلك ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية غير المحرمة شرعا -حسب ما يعلمه في علم الطب-؛ لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية، وقد أنزل الله تعالى الداء وأنزل الدواء، عَرف ذلك مَن عَرفه وجَهِله مَن جَهِله. ولا يجوز أن يذهب إلى الكهنة الذين يزعمون معرفة الغيب؛ ليعرف منهم مرضه، ولا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب، أو يستحضرون الجن؛ ليستعينوا بهم على ما يريدون، وهؤلاء شأنهم الكذب، والاستعانة بالجن شرك أكبر. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» رواه مسلم. وفي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه البزار بإسناد جيد. ولا يجوز له أن يخضع لما يزعمونه علاجا مِن صَبِّ رصاص ونحوه على رأسه؛ فإن هذا من الكهانة، ورضاه بذلك مساعدة لهم على الكهانة والاستعانة بشياطين الجن. كما لا يجوز لأحد أن يذهب إلى من يسأله مِن الكُهَّان من سيتزوجه ابنه؟ أو عما يكون من الزوجين أو أسرتيهما من المحبة والعداوة والوفاق والفراق؟ فإن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن قعود... عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 558-559) السؤال الأول مِن الفتوى رقم (4393)] فأجابت: لا يجوز حل السحر بسحر مثله. وينبغي لِمَن أصيب بسحر أن يتعالج بالأدوية الشرعية مِن الرقية بالقرآن واستعمال الأدوية والعقاقير المباحة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تداووا، ولا تتداووا بحرام، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء». وكذلك له أن يفكه باستخراج ما سُحِر فيه؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، إذا عرف مكانه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن قعود... عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 565-566) السؤال الثاني من الفتوى رقم (6285)] فأجابت: فك السحر بالسحر لا يجوز، وإتيان الكهان أو إحضارهم عند المسحور لفك ما به من سحر لا يجوز، وتعليق الحجب والتمائم لذلك لا يجوز؛ ولو ترتب على ما ذُكر فك السحر أحيانا. ولكن يُرقَى المسحور بتلاوة القرآن عليه كسورة (الفاتحة)؛ و(آية الكرسي) و(قل هو الله أحد) و(المعوذتين) ونحوها مِن سُور القرآن وآياته. وكذلك يُرقَى بالأدعية والأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ مثل: «اللهم رب الناس، أزل الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما». ومثل: «بسم الله أرقيك، مِن كل شيء يؤذيك، ومِن شر كل نفس أو عين حاسد، اللهُ يشفيك، باسم الله أرقيك، مِن كل شيء يؤذيك» ويكرر ذلك (ثلاث مرات)؛ لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. ونوصيك بالرجوع إلى كتاب «الأذكار» للنووي، وكتاب «الكلم الطيب» لابن تيمية، وكتاب «الوابل الصيب» لابن قيم الجوزية، وباب ما جاء بالنشرة في «كتاب التوحيد» و«فتح المجيد». وقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم سُحِر، ثم شفاه الله من ذلك. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 566) السؤال الثاني من الفتوى رقم (9295)] فأجابت: لا يجوز استعمال أدوية السحرة ولو لم تذهب إليهم؛ لأن السحرة يعملون أعمالا شركية، ويستعينون بالشياطين، ولا خير فيهم ولا في أدويتهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بكر أبو زيد... صالح الفوزان... عبد الله بن غديان... عبد العزيز آل الشيخ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية (1/ 197) الفتوى رقم (18693)] فأجابت: لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والمشعوذين والسحرة للعلاج عندهم وتصديقهم بما يقولون؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» رواه مسلم. وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-». ولكن عليك بمعالجة نفسك بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة؛ مثل تلاوة سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والإخلاص، والمعوذتين، وما صحَّ مِن الأذكار والأدعية؛ مما هو موجود في كُتب الأذكار، وفي كتاب «زاد المعاد» لابن القيم، ويجوز لك الذهاب إلى مَنْ يَرقِي بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة. نسأل الله لك الشفاء العاجل. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية (1/ 202-203) الفتوى رقم (14746)] فأجاب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعده: لا يجوز الاستعانة بالسحرة في شىء من الأمور. بل الواجب قتلهم والقضاء عليهم من جهة الدولة؛ إذا ثبت عليهم تعاطي السحر مِن طريق المحاكم الشرعية. ونُوصِيك بتقوى الله سبحانه، وسؤاله الشفاء والعافية مِن كل سوء، والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق؛ ثلاث مرات صباحا ومساء، وأن تقولي صباحا ومساء: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» ثلاث مرات، وأن تقرئي آية الكرسي عند النوم وبعد كل صلاة فريضة بعد الأذكار الشرعية، وأن تقرئي: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ثلاث مرات بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب وعند النوم، وبذلك تسلمين إن شاء الله من كل سوء؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك. شفاك الله وعافاك من كل سوء. ونرى رفع الموضوع إلى رئيس الهيئة بالطائف وإظهاره عن محل الشخص المتهم بالسحر؛ حتى نقيم الدعوى عليه لدى المحكمة لإجراء ما يلزم نحوه. وفق الله الجميع لما يرضيه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز (7/ 143)]. فأجاب: إذا كان معروفا بأنه يتعاطى السحر أو علم الغيب؛ فأنت آثم، وعليك التوبة إلى الله، والرجوع إليه، وعدم العود. وإن كان يتعاطى العلاج بالقراءة والأدعية المباحة؛ فلا بأس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» رواه مسلم في الصحيح. وقولِه صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام» رواه أهل السنن بإسناد جيد. وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «ليس منا مَن سَحَر أو سُحِر له، وليس منا مَن تَطَير أو تُطُير له، وليس منا من تَكَهن أو تُكُهن له». فلا يجوز للمسلم أن يأتي هؤلاء الكهنة أو السحرة أو العرافين -وهم الذين يدعون معرفة أمور الغيب- أو يسألهم؛ فقد يشفى المريض بأسباب كثيرة، وقد لا يشفى، وليس كل مريض يشفى، فقد يعالج بدواء لا يناسب داءه، وقد يكون أجله قد حضر فلا تنفع الأدوية، ونَفْعُ الأدوية مشروط بعدم حضور الأجل؛ كما قال الله عز وجل: ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا﴾ أما إذا جاء الأجل فلا تنفع الأدوية. وفق الله الجميع. [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز - (8/ 118-119)] الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعده: لا يجوز إتيان السحرة ولا سؤالهم. بل يجب الحذر مِن ذلك والرفع عنهم للمحكمة في بلادكم؛ حتى يعاقبوا بما يستحقون، وفق الله الجميع لمعرفة الحق واتباعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مفتي عام المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الله بن باز [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز (28/ 347-348)] |
|
09-10-2011, 05:11 PM | #3 |
عضو مجلس اداره سابق
|
السؤال : ما هي طريقة علاج السحر ؟. الجواب : الحمد لله من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر ، والكفر لا يزال بالكفر، وإنما يزال الشر بالخير، ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان) والنشرة المذكورة في الحديث : هي حل السحر عن المسحور بالسحر . أما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به ، وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم ، لأن السحر عبادة للشياطين ، فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين ، وبعد خدمته للشياطين ، وتقربه إليهم بما يريدون ، وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر ، لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية ، بالأدوية المباحة ، كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء ، وليس من اللازم أن يشفى ، لأنه ما كل مريض يشفى ، فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض ، ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء ، متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج ، لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11 ، وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء ، كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء ، وقد لايكتب له الشفاء ، ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا ، منها : أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) . ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة ، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن : وهي الفاتحة ، تكرر عليه ، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور ، وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان ، وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله ، وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم ، يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه ، فقالوا لبعض الصحابة : هل فيكم من راق ؟ قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنه نشط من عقال في الحال ، وعافاه الله من شر لدغة الحية ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام ، فالرقية فيها خير كثير ، وفيها نفع عظيم ، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات ، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر ، ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ثلاث مرات فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض ، ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة ، وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) ، وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان ، لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء ، وله الحكمة البالغة في كل شيء ، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82 ، فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره ، وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل . وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض ، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) إلى قوله جل وعلا ( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) من أية 79 إلى أية 28، وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله ، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) . ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات . والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى ، وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى . والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق ، وعندهما ثقة بالله ، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور ، وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى ، فالأمر بيده جل وعلا ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة ، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية . نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه إنه سميع قريب . كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . ص / 70 |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|