استشارة

استشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ترردت كثيراً قبل أن أطلب استشارة اختصاصي في موضوعي ، كنت خائفة من أن يكبر الموضوع بداخلي فتتفاقم المشكلة دون سبب وكنت محرجة أيضاً أن أسأل أحد يعرفني وجهاً لوجه ، أخيراً الحمدلله طلبت المشورة من إحدى قريباتي التي تدرس علم نفس بالجامعة وأشارت علي بأن أكتب لإحدى الأخصائيات النفسيات بالجامعة فكتبت لها هذه الرسالة وحاولت إرسالها أكثر من مرة لكن أعتقد أن البريد الإلكتروني الذي حصلت عليه لا يعمل أو به مشكلة ما ، المهم هاأنا أعيد إرسال الرسالة لمنتداكم ، أرجو ألا أسبب لكم أي ازعاج أو مضايقة .. جزاكم الله خيراً قبل كل شيء على سعة صدرك وقبولكم لقراءة رسالتي ، فأنا حقاً أحتاج لمشورة اختصاصي في موضوعي .. أنا فتاة سعودية من مواليد سنة 1976م أنهيت دراستي الجامعية وأعمل منذأكثر من سنتين بإحدى كليات جامعة الملك عبد العزيز ، لي أخوان ذكور أحدهما يكبرني بعامين تقريباً والآخر أصغر مني بأربعةأعوام تربيت منذ صغري على تحمل المسؤولية والعادات والتقاليد كانت تربيتي قاسية إلى حد ما وأعتقد أني لاأشكو من عقد نفسية جسيمة بسببها الحمدلله ، أشكو حالياً من هروبي من الأسباب التي تؤذي مشاعري أصبحت مؤخراً حساسة لدرجة كبيرة.. فأولاً وبعد انتهائي من دراسة الثانوية العامة تقدمت للجامعة على أمل دخول أي كلية أرغب بها ففوجئت بأن الفرص المتاحة أمامي هي العلوم والطب فقط ؟؟ وكنت أرغب جدياً في دخول كلية الآداب قسم علم نفس .. دخلت كلية العلوم ولم أكن مرتاحة أبداً ولم أكن أذاكر أو حتى أهتم بالاختبارات .. انهيت الفصل الدراسي الأول بدرجات لم أحلم بها حتى في أسوأ كوابيسي! لم أستطع الاستمرار فقررت ترك الدراسة واتقطعت عنها لمدة فصلين دراسيين بمعارضات كبيرة من والدي وأقاربي وصديقاتي دون أن أهتم لأني شعرت بأن ماأقوم به هو الصحيح على الأقل من وجهة نظري .. وعندما قررت العودة للدراسة عدت لأني أردت العودة دون أن أهتم لرأي أحد أو خضعت لضغط من أحد .. أكملت دراستي في كلية الاقتصاد والإدارة بكامل رغبتي وبتفوق ولله الحمد ..عندما بدأت العمل بعد تخرجي بأقل من ستة أشهر التحقت ببرنامج الماجستير في نفس تخصصي وبدأت الدراسة ، لكني أصبت بخيبة أمل كبيرة من نصف الفصل الدراسي حيث لم أتوقع أن تكون الدراسة على هذا النحو الروتيني والتلقيني فكرت في الانسحاب وكان الجميع يعارضني ويصبرني فقررت إكمال التجربة إلى نهاية الفصل .. لكن حدث أن صدمت من أحد الأساتذة الأفاضل الذين درست معهم حيث أخبرني أنه تكرم علي ونجحني في مادته نظراً لظروف عملي ؟ أصبت حينها بصدمة وإهانة كبيرة وكنت قد بذلت مجهود كبير في المذاكرة والاجتهاد .. على الفور وقتها ذهبت وسحبت ملفي من الدراسات العليا دون أن أخبر أحد .. قوبلت طبعاً بالهجوم العنيف من أهلي ومن أستاذاتي وأساتذتي وحتى زميلاتي ، الغريب أني لم أكن أشعر أبداً بالندم غير أن شعوري كان (ياريت الوضع كان أفضل) فأنا في قرارة نفسي أرغب في الحصول على درجات عالية في الدراسة فقد أصبح أستاذة في أحد الأيام ؟الهروب الثالث وأظن أنه الأشد على نفسي هو أن لي صديقة منذ أيام الدراسة في المدرسة المتوسطة غالية جداً على نفسي أحبها وأحترمها كثيراً أعتبرها جزء مني ، تزوجت قبل أن تكمل دراستها وسافرت مع زوجها ثم عادت وأكملت دراسة الثانوية العامة ثم سافرت مع زوجها للعيش في إحدى المناطق الصحراوية والنائية بالقرب من الرياض لطبيعة عمل زوجها ثم عادت ثم انتقلت مرة أخرى خلال هذه الفترات رزقها الله بطفلين ولم تنقطع علاقتنا غير أنها لم تكن بتلك القوة ،كنت أفكر فيها كثيراً جداً وأفتقدها كثيراً لأنها كانت الإنسان الوحيد الذي أستطيع أن أتكلم معه في أي شيء يضايقني ..خلال فترة عدم تواجدها أحسست بالوحدة والغربة الشديدة وتعودت ألا أتكلم فأنا كتومة جداً ليس من السهل أبداً أن أبوح بما في نفسي لأي أحد! أخيراً وقبل ثلاثة أعوام استقرت نهائياً في منزلها بجده دون زوجها فهو لازال يعمل في إحدى القرى الصحراوية ولا يعود إليها وأولادها إلا في إجازات نهاية الأسبوع .. وبدأت بدراستها الجامعية ، منذ سنة ونصف تقريباً بدأت علاقتنا تعود كما كانت ، في البداية كنت خائفة جداً من إقبالي الشديد عليها فقد كنت قد تعودت على عدم وجودها لفترة طويلة ويقلقني ويخيفني رجوعي لها وتعلقي بها ثم تختلف ظروفها فتبعد من جديد ؟ لقد بذلت هي مجهود كبير لتخرجني من حالتي ولتعيد ثقتي بها وبإحساسها تجاهي ولأني كنت متلهفة إلى دفء أحاسيسي تجاهها عدنا إلى علاقتنا الحميمة جداً بكل قوة ( أخاف أن تسيئوا فهمي فعلاقتنا على قدر قوتها فهي إن شاء الله خالصة لوجهه الكريم نحاول أن نرضيه بها)المشكلة أنها خلال دراستها الجامعية تعرفت على صديقة جديدة في نفس مستواها الدراسي وبدأت تتعلق بها إلى درجة كبيرة حاولت أن تفهمني قدر أهمية هذه الإنسانة لها وشدة تعلقها بها بالإضافة إلى اهتمامها بي وبعلاقتنا، لم أستطع التحمل فقد أحسست أن خصوصية علاقتنا (على الرغم من تشاركنا لكثير من الصديقات)بدأ يتحول لشخص آخر وأنا على الرغم من وحدتي في فترة غيابها الكبيرة لم أستطع أن أرتبط بأحد سواها بنفس المشاعر ، حصلت بيننا مشادات كثيرة لهذا السبب أحياناً أحاول أن أتفهم وأحياناً أخرى أصاب بحالات من الغيرة الشديدة التي أشعر معها أني أفقد شيء من عقلي ووجداني ، المشكلة أني لا أشعرها أحياناً كثيرة بهذه الغيرة(لأني لاأريد أن أكبت مشاعرها أو أجرحها فأنا المنفس الوحيد لها) فتتمادى هي في كلامها عنها مما يثير غيرتي وينفذ صبري فتبدأ تشعر بي، فتهدئ من روعي وتقرب مني ، وأحياناً أتساهل معها فلا يكون لي ردة فعل عنيفة تجاهها .. مؤخراً حصل موقف ما جعلها شديدة التعلق بها على غير العادة، وكنت أناأصلاً أعاني من مشكلة نفسية شديدة بسبب سفر والدي وكنت بأشد الحاجة لها دون أن أتكلم معها وهي تعرف السبب لكن كان بداخلي إحساس بأني لاأريد أن أشغلها بمشاكلي وهمومي ، وإحساس آخر وأظن أنه السبب الأكبر هو شعوري بأني لست الوحيدة المهمة بالنسبة لها الأمر الذي أهان كرامتي ومشاعري وترك بداخلي جرح عميق فجأة انسحبت وانقطعت عنها دون إبداء أي سبب جديد لها حاولت تركي دون إبداء الرغبة في معرفة الأسباب حتى أهدأ ثم عدنا نتواصل ولازال بيننا أمور معلقة لم نناقشها .. أنا أشعر بالشوق الكبير تجاهها وتجاه علاقتنا لكن أشعر في نفس الوقت أنه ليس لدي القدرة على تحمل هذا الوضع(وجود الأخرى في حياتها بهذه الطريقة) أكثر ، لأول مرة أشعر بكرامتي في إحساسي تجاهها بهذه الطريقة ولأول مرة تزداد فترة سكوتي عن أسباب ابتعادي عنها دون إبداء أسباب جديدة ، أنا حقاً لاأريد أن أزيد الأمر عليها صعوبة فهي مرتاحةجدا مع صديقتها وفي نفس الوقت لاتريد أن تفقدني ويضايقها كثيراً ابتعادي وسكوتي عنها .. أشعر بضيق شديد بداخلي لأني أشغلها لكني أخاف أن أزيد الأمر عليها سوء لو أخبرتها بأن سبب ابتعادي هو عدم قدرتي تحمل المزيد عن علاقتها بصديقتها فهي الآن عندما تتكلم عنها أمامي أشعر أن جسمي يؤلمني ، عندي رغبة شديدة في استرجاع ثقتي بها والتخلص من هذا الشعور المؤلم والمؤذي بداخلي ، أريد حقاً أن نعود كما كنا ..

أنا أعرف تماماُ صعوبة عدم وجود زوجها معها وتحملها مسؤولية أولادها وبيتها ودراستها بمفردها ، وأعرف أيضاً أنها شخصية اجتماعية ومحبة لاتستطيع العيش دون أن يكون هناك من يشغل تفكيرها ، قد يكون تعلقها بصديقتها هذه المتنفس الوحيد الذي تعبر فيه عن وحدتها أو عدم رضاها أو ..أو ؟

حقيقة أريد حلاً ! لماذا دائماً انسحب وبالأخص عندما يتعلق الأمر بمشاعري ؟

لماذا انسحب من علاقتي بأكثر إنسانة مقربة لدي أتنفس هواها في كل لحظة على الرغم من شدة اهتمامي بها وخوفي من إيذائها ومضايقتها حتى لو كان على حساب مشاعري أنا !

أخاف ألا تصدقوا أن إحساسي تجاهها له شكل طبيعي جداً من طريقة كلامي ، لكني أقسم بالله أن الأمر لايتعدى حدود الله أبداً فأنا بداخلي إيمان كبير بالله وخوف كبير من تعدي حدوده..

أعتذر بشدة عن استرسالي وطول رسالتي لكني حقأً أسأل المشورة والعون ، هذا الموضوع يقلق تفكيري ويؤرق منامي ويزيد أخلاقي سوء حيث أصبحت دائمة التوتر ، سريعة التأثر بالمشاكل حتى لو كانت صغيرة ، أصبحت أقرب إلى العزلة والانطواء ..

أسأل الله التوفيق والسداد .. وجزاكم الله خير الجزاء .. وأتمنى أن تنال رسالتي اهتمامكم وأن تردوا علي ..


..

[/FONT]

المصدر: نفساني

المشاكل كما راها:
1. سرعة إتخاذ القرار إن لم نسمه تهوراً(مثل توقفك عن الدراسة لأسباب بسيطة و ..)
2. عدم المرونة و الإنحناء امام الريح حتى تهدأ.
3. عدم القدرة على تكوين علاقات مريحة و واسعة.
4. التعلق الشديد بإنسان واحد (علاقات محدودة و لكنها أعمق من الطبيعي)
5. العلاقة غير المتوازنة مع هذه اإنسانة (غيرة و تملك).

سيدتي أنت لست مصابة بمرض نفسي ما. أنت ماشاء الله تدركين مشاكلك و أنا قمت فقط بتلخيصها لتعرفي إن كنت قد قرأت رسالك بشكل صحيح. هذه المشكلات تتعلق بتكوين شخصيتك و من أنفع ما يمكن ان تقديمه لنفسك أن تعملي على حلها و مقاومة الرغبات الملحة التي تعتريك مثل التراجع عن أمر ما او الترك لعلاقة ما أو ...

أتمنى ان لم تستطيعي التغيير من نفسك و قد تجدين صعوبة في ذلك أن تراجعي أخصائية علم نفس عيادي تحليلية المنهج.

وفقك الله و السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم لسعادة الأستاذ الدكتور / السبيعي بخالص الشكر والامتنان وأدعو له بدوام التوفيق والسداد .. وجزاه الله خيراً..
تحليلك لرسالتي أوضح لي بعض النقاط التي كانت غائبة عني المشكلة لم تحل بعد ولكن أصبح الآن لدي أعمدة وركائز أستطيع أن أستند عليها في تغيير نفسي والتي أِشعر أنها ستكون مسألة صعبة جداً لكني بإذن الله تعالى سأحاول .. لأني أعرف أن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. أنا شخصية هادئة ليست منطوية لكني لاأتعود على الناس الأغراب بسرعة ،لذلك لي الكثير من الصديقات القدامى (منذ أيام الدراسة ولازالت علاقتنا قوية ومستمرة الحمدلله والقليل جداً من الصديقات الجدد) أنا أيضاً حليمة وصبورة .. لكن حدثت مؤخراً مواقف كثيرة في البيت والعمل أثرت علي جعلتني أكون سريعة التأُثر بالضغوط وحساسة إلى درجة كبيرة ، أما فيما يخص صديقتي أنا أعلم أن ما أشعر به هو الغيرة الشديدة وهذا أمر يزعحني ويضايقني جداً وأيضاً حب التملك!! وهذا أسوأ،، فالعلاقات الإنسانية القوية بين الأشخاص يجب أن يكون فيها الكثير من المرونة والإيثار .. أتمنى أن أستطيع تغيير هذه السمات بداخلي ، فحقاً أحتاج إلى الشعور بالاستقرار النفسي والهدوء من جديد .. أسأل الله تعالى التوفيق ..
وجزاكم الله خيراً مرة أخرى..

خطوة أنت الآن تتخذينها على طريق الحل. أتبعيها خطوات اخرى وحاولي ان لا تتوقف خطاك حتى تحدثي تغييراً إيجابياً. أنت صدقيني تملكين مقومات التغير افلى الأفضل ففعليها هذه المقومات.

و الله معك و السلام.