حياة في مهب الريح

حياة في مهب الريح

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

مشكلتي كبيرة ,ولا أعرف إلى أين أتجه و أتوجه , مشكلة تتعلق بمصيري مع زوجي وأنا امرأة لا حول لي ولا قوة تحت ظل هذا المجتمع الذكوري المحض .

أساتذتي الأخصائيين أنتم الملاذ الأول والأخير ( بعد الله)الذي ألجأ إليه الآن ولا أعرف طريقا سواه .

أنا امراة متعلمة أبلغ من العمر 21 عاما , أحببت شابا رائعا وهكذا كنت أتصوره ولا زال , يكبرني بـ3 سنوات, وهمت غراما به حتى وصل إلى مسمعه أنني معجبة به أيما إعجاب , فتجرأت أن أحادثه لأنني كنت أقرأ له عدة مشاركات تصدرها إحدى الإصدارات وكنا نشترك في هذا الجانب ولم نكن نعرف بعضا معرفة شخصية بالنظر إلى البعد الجغرافي نسبيا بين منطقتي وبين منطقته , فكانت العلاقة تقوم على إعجابي بما يكتبه في تلك الإصدارة ; إذا كنا نشترك في تلك الاصدارة ,فقلت في نفسي كيف تحبين رجلا لا تعرفينه وكيف تصلين إليه وفي أثناء جنوني التجأت إلى الهاتف ولا أعرف ما الذي قادني إلى هذه الوسيلة التي لم استخدمها أبدا في حياتي في هذه الأمور التي تخالف تريبتي .

وعندما كلمته وجدته وكأنه ينتظرني منذ مدة منذ اللحظة التي سمع بإعجابي له . كان رجلا صادقا ولكنه كان يغار علي وكنت أشعر بأنه قد ملكني وعلى هذا الاساس يجب أن أتصرف كما يريد , وهذا ما شعرت به في كل صغيرة وكبيرة أثناء محادثتي له . كان رجلا شديد الحساسية , غيورا جدا جدا ,وكان سلوكه على الورق لا يختلف كثيرا عن سلوكه معي أثناء المحادثة التي تعلق بي فيها تعلقا شديدا حتى قال لي أنه يحبني وأنه سوف يتقدم لخطبتي .

كان لا يعرف شيئا عني, إلا بعد أن قرر الزواج بي فقد كان قراره بالزواج مني قبل أن يراني أو يعرف عني معلومة واحدة , ومن تقالدينا ألا يرى الرجل امرأته إلا ليلة الخطوبة ولا حتى أن يرى صورتها هكذا هي التقاليد المتعارف عليها .

عندما رأني للمرة الأولى لم أتوقع أن يكون بروده بهذا الطريقة فلم أرى منه شيئا ابدا وكأنما الحب الذي يغذيني به مساء كل يوم قد ولى إلى غير رجعة ,كان حزينا جدا ( وبالمناسبة كان غارقا في مشكلة كبيرة وهو يعاني من الأكتئاب اصلا وطالما تعالج منه دون فائدة وهو يقر بذلك بأنه لا يخرج بفائدة من الذهاب للمصحات النفسية بل بالعكس كان يقول بأنه يتحدى أيا من الأخصائيين أن يعالجوه وعلاجه فقط موجود في مخيلته بأن طبيبا أمريكيا ( أيا كان ) يستطيع أن يعالجه فمشكلته تتعلق بمسألة البياض والسواد فهو يظن أنه (أسود) ولن ينجب ذرية بيضاء بالرغم من أني شديدة البياض وهو لا يقل كثيرا عني إذا تجازونا أن الرجل يكتسب السمرة جراء تعرضه للشمس أكثر من الفتاة .

كان طوال فترة الخطوبة غارقا في دموعه شعرت وتأكدت بأنه نادم على قراره ولكنني كنت أشعر بأنه صادق في كل شيء , كنت أشعر بأنه يأتي مرغما لا شوقا لي.
كان سخيا جدا وهو مع الجميع , في هداياه الكثيرة لي في اهتمامه , في رعايته الكبيرة في اخلاصه ولكن بقى الأهم بأنه لم يقتنع بي صحيح بأنه أحبني ولطالما بكى فوق صدري ولكنه لم يقتنع بي أبدا .

تزوجنا وهاهو طريح الاكتئاب لا يريد أن أن يفعل شيء أصبح يكره الناس جميعا ودائما ما أسمعه يهدي بكلمات أفهمها أحيانا , فقد سمعت ذات مرة يقول اثناء استلقائه وهو يبكي ( الأمل ضاع وأنا ما ابغي من هالدنيا إلا هالأمل ) وكان أكثر وقته يقضيه في البكاء (بعيدا عني)

ازدادت عدوانيته , في العلاقات الاجتماعية لا يلتقي الآخرين كثيرا ودائما ما يتكلم على الآخرين يكرههم بشدة , صحيح بأنه كان هكذا قبل الزواج , ولكنه ازداد أضعاف أضعاف عما كان في مرحلة الخطوبة .

في المنزل يقضي كل وقته أمام التلفزيون وأنا لا أملك شيء يا سادتي صدقوني لا أملك شيء إلا أن أنزوي في غرفتي ممارسة هواية الكتابة التي أحبها والتي أفرغ من خلالها همي وحزني وسري لا ابوح به أحد , حتى لأمي أتظاهر أمامها بالسعادة والفرح وأحيانا أظن أنني مزدوجة الشخصية أو أنني قد اصبحت مريضة مثله , فهو أمام الآخرين لا يلاحظ أحدٌ عليه أي شيء ودائم الابتسام ولا يسمح لأ حد مهما كان بمعرفة حياته الشخصية , ولأنه يخفي علي -وأنا زوجته - الكثير من الأمور .


في الحياة الجنسية ( بعد الممارسة يبكي وأنا حائرة لا أدري ما الذي يبكيه ) وهو عموما مقل في الممارسة ورغبته الجنسية معي ليست كما تصورتها فقد تصورت أنه بعد الزواج سوف يهدأ , وعلى النقيض تماما جاءت النتائج وخيبة الأمل هي التي تصورتني وغلفت حياتي .

أحيانا كثيرة أسأل نفسي ما هذا الطريق الذي وصلت إليه وهل هذه الحياة الزوجية . كيف أمنح زوجي الاستقرار وقد زاد اضطرابه ؟
كيف أمنح زوجي السعادة وهو لم يقتنع بي أساسي وأنا فاشلة وأعترف بأني فاشلة .

هل أنا أنانية ؟ كنت أعرف من عيونه بأنه لم يقتنع أبدا ,ولأني بعض العيوب لا أريد ذكرها ; كي لا أفصح عن شخصيتي لأنني امراة شديدة الحساسية والانعزال الاجتماعي أضحك كضحك البكائيين الذي يدرفون دموعهم وهم يضحكون !!


أساتذتي الأطباء :
قررت أن أمنحه حريته وأطلب منه الانفصال على الرغم من عدم مرور 3 أشهر من البكاء وحتى لا يطول البكاء قررت أن أدوس على قلبي وأتخلى عن عشقي الكبير ..صدقوني بأني أحبه حتى الثمالة فهو لم يسء لي أبدا باسثناء حالات العصبية التي يمر بها وسرعان ما يعتذر لي ويراضيني .


أحبتي :
هل أطلب منه الطلاق وأدعه يتزوج من امراة تناسبه فأنا لا أناسبه ولا أليق به وقد عرفت من بعض أفراد أسرته (بالصدفه) بأنه كان يفكر قبل زواجه بي بالزواج من امراة لبنانية ( أعني أي امراة لبنانية وليست امراة بعينها) لأنني عندما عرفت هذا الخبر,فهمت كل نظراته وكل حزنه وكل بكائه وكل ندمه وأصبحت أنتظر طلاقي الذي لن يأتيني به أبدا مالم أطلبه منه , كمن ينتظر من القاضي أن يصدر حكمه بالأعدام .

أنا أمامكم وأدرك بإني قد أطلت ولكنها قد تكون الفرصة الاخيرة والمرة الأخيرة التي أكتب فيها فسامحوني وخذوا بيدي , فكل كلمة كتبتها الآن اكتبها وأنا أبكي صدقوني لم تقف دموعي لحظة , ودموعي لا تقف أبدا حسرة على نفسي وكذلك زوجي الذي سأوصله للجنون مالم يبعث الله فرجا من عنده .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: نفساني

أختي العزيزه ماريا. بعد التحية والتقدير
أولا أدعو الله أن يفرج همك وهم زوجك وأطمئنك إنشاءلله أن مشكلتكما لها حل إذا كانت الرغبة موجودة لديكما.بالنسبة لموضوع الإكتئاب الذي كان يعاني منه قبل إرتباطكما وفقدانه الأمل في العلاج فإن ذلك إبتداء غير صحيح وفشل العلاج مرتبط بشخصية زوجك التشاؤمية والتي أنا متأكد من أنه لم يكن متعاونا مع معلجه في برنامج العلاج الذي صمم له.فلكل إنسان برنامج علاجي خاص يرتبط بشخصيته وسماته الخاصة والتي يختلف فيها عن غيره من الناس.هذا بالإضافة الى أن زوجك بالتأكيد لم يلتزم بالعلاج الدوائي الذي وصفه له الطبيب النفسي أو لم يلتزم بأخذه في الأوقات وبالجرعات التي حددها له الطبيب.ولذلك فليس غريبا أن لا يعطي العلاج مفعوله مع زوجك.

بالنسبة للمشكلة التي تعيشينها حاليا مع زوجك فأعلمي أختي العزيزه أن جزءا كبيرا من حلها يقع على عاتق زوجك.حيث أنه لا يزال يعاني من إضطراب الإكتئاب الذي كان ولا يزال يعاني منه بعد زولجكما.لذلك فإن توجهه الى العيادة النفسية المناسبة والتزامه ببرنامج العلاج حسب الذي يصفه له الطبيب والمعالج النفسيين سيكون له الأثر الإيجابي الفعال في حياتكما المستقبلية إنشاءلله.
أما قولك أنه يرغب الزواج من فتاة لبنانية فأقول لك أن التخيل شيء والواقع شيء آخر,ثم إن جمال الشكل يتغير بفعل عامل الزمن والتقدم في العمر لكن جمال الروح والمعامله ةوالسلوك فتبقى بل تتجدد مع الأيام.
نقطة أخرى على زوجك أن يعيها وهو الكاتب الصحفي الناجح وهي أن ثقافة البنت اللبنانية تختلف تماما عن السعودية أو الخليجية.فأنت تقولين أنه يغار عليك بشده وأنت الشابة السعودية المحتشمة التي تربت في بيئة محافظة وشديدة الحساسية حينما يأتي الأمر الى التعامل مع الرجال.كيف سيتعامل زوجك لو قدر له أن يتزوج بلبنانية من بيئة متحررة مختلطة تقضي من وقتها الساعات وربما الأيام مع الرجال بطبيعة العمل أو الثقافة.إن زواجه من لبنانية محكوم بالفشل سلفا والله أعلم.
أخيرا أختي العزيزة إن الإنفصال والطلاق أو حتى زواجه من أخرى ليس هو الحل الصحيح.بل إنه الخطأبعينه وزيادة في المشطلات والضغوط النفسية على كليكما.أرجو من زوجك مراجعة الطبيب والمعالج النفسي المناسبين وسيجد الحل عندهما إنشاءلله ومن ثم الحل لحياتكما الزوجية.أدعو الله العلي القدير أن يفرج عنكما ما أنتما فيه ولتعلمي أختي العزيزة أن الفجر لا يظهر الا عندم يشتد ظلام الليل وشكرا.