المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

الإنسان يعجبه عقله

الإنسان يعجبه عقله وَزَّعَ الله - سبحانه وتعالى- على خلقه حظوظًا في كل جانب من جوانب الحياة، ومن الجدير بالملاحظة أنَّ الإنسان عندما ينظر إلى ما أُوتي من

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14-11-2003, 06:19 PM   #1
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الإنسان يعجبه عقله



الإنسان يعجبه عقله

وَزَّعَ الله - سبحانه وتعالى- على خلقه حظوظًا في كل جانب من جوانب الحياة، ومن الجدير بالملاحظة أنَّ الإنسان عندما ينظر إلى ما أُوتي من متاع الدنيا، وما أُوتي غيره منه فقد يُعْجِبُه حظَّ غيره، وهذا هو المحرك للتنافس، وما يصاحبه من مشاعر وتصرفات، أمَّا فيما يتعلق بالعقل والرأي فالأمر مختلف.

على خلاف النعم الأخرى، فإن أغلب الناس يظن أن حظَّ نفسه من نعمة العقل هو أوفر من حظ غيره، ومن النادر أن تجد في غير الحكماء والعلماء من يوقن بأن غيره أرجح منه عقلاً ورأيًا وتفكيرًا، ولعل ذلك هو المحرك للتعصب والتشبث بالرأي والجدل والمراء.

تعريف الجدل

المجادِل من يحرص على إعطاء رأيه حجمًا أكبر ووزنًا أثقل من رأي غيره، لكنه لا يكتفي في ذلك بالعناية بتضخيم شأن رأيه، إنه ينال من رأي غيره؛ ليقلل منه حتى يتلاشى أثره أو يكاد، فكأن رأي كل منهما مثل ألياف الحبل، والمجادل يجدل ألياف حبله (رأيه) ليصير حبلاً مجدولاً قويًّا سميكًا، كما أنه يواصل تناول حبل الطرف الآخر (رأي غيره) فينقضه حتى يصير أنكاثًا واهية.

وعادة ما تستمر المجادلة حتى ينتصر أحد الرأيين، فكأنها مصارعة لا تنتهي حتى يُلْقِيَ أحد المتصارعين بغريمه على الأرض صريعًا، والجدل في اللغة هو المصارعة والقتل، ومن هنا جاءت كلمات الجدل والجدال والمجادلة.

جدلٌ محمود وجدلٌ مذموم

اقتضت حكمة الله – سبحانه وتعالى- أن يُودِعَ في طبع الإنسان شيئًا من الجدل، هذا الطبع قد يكون هو وقود التنافس ومحرك التدافع بين الناس، وبالرغم من أن المبطل قد يتشبث بباطله مستندًا إلى هذا الطبع، فإن المُحِقَّ ما كان له أن يُصِرَّ على إحقاق الحق إلا إذا كان له من هذا الطبع نصيب، لكن المشكلة هي في شدة ميْل الإنسان حتى يكون أكثر شيء جدلاً، قال عز وجل: ?وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً? (الكهف: من الآية 54).

والإصرار على الدفاع عن الحق ونصرته بالحجة جدل محمود، فقد جادل رسول الله نوحٌ -عليه السلام- قومَه من هذا المنطلق، قال تعالى: ?قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ? (الآية:32 من سورة هود)، وأحسنُ الجدال اقترانَ إتقان بيان الحجة بالدعاء إلى الله – سبحانه وتعالى- واللجوء إليه (انظري تفسير الآية:46 من سورة العنكبوت/ تفسير الجلالين)، قال تعالى: ?وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنـزلَ إِلَيْنَا وَأُنـزلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ? (العنكبوت:46).

أمَّا الجدل المذموم فهو العناد في قبول الحق، وهو يظهر في تشبث الإنسان بالمعارضة مع يقينه بأنه مخطئ، واعتراضه على الحق بالباطل.

وإذا كان المراء هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خللٍ فيه، فإن المراء يتحول سريعًا إلى جدالٍ مذموم، إذا كان القصد إفحام الغير وتنقيصه وتعجيزه، بالقدح في كلامه ونسبته إلى القصور والجهل (يُراجع: إحياء علوم الدين للغزالي، الجزء الثالث ص ‏11:19 ص ‏20/‏09/‏1424147 وما بعدها، طبعة الحلبي 1967).

بواعث الجدل المذموم وأضراره

شهوتان تبعثان على الجدل المذموم: شهوة إظهار العلم والفضل، ومصدرها الكِبْر والعُجْب، وشهوة إظهار النقص في الغير، ومصدرها الغيظ والعداوة؛ لذلك فإن العلاج الجذري للجدال يكون بكسر الكِبْر والعُجْب في النفس، وكظم الغيظ عند العداوة والغضب.

الجدل علامة من علامات ضلال الأمم، أو هو سبب من أسبابه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلا أُوتُوا الْجَدَلَ" (أخرجه الترمذي.

والجدل يُنْقِصُ من ثواب عبادةٍ كالحج، قال تعالى: ?الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ? (البقرة: 197).

والجدل يجعل قلب الإنسان قاسيًا، ويفسد العلاقة بين الناس، قال الإمام مالك - رحمه الله-: "المراء يقسي القلوب، ويورث الضغائن"، وأوصى لقمان الحكيم ابنه فقال: "يا بُني، لا تجادل العلماء فيمقتوك".

هَدْي المصطفى - صلى الله عليه وسلم- وصحابته في ترك الجدل

نلحظ إعراض رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن التورط في الجدال من خلال قصته مع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه-، الذي يرويها قائلاً: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً (الطروق: القدوم ليلاً)، فَقَالَ: "أَلا تصَلِّيَانِ؟"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاء أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَهُوَ يَقُول: ?وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً? (من الآية: 54 من سورة الكهف) (أخرجه البخاري).

وتأمل هدي الصحابة – رضي الله عنهم- في ترك الجدل والمراء، فيما رواه أَنَسُ بنُ مَالِكٍ – رضي الله عنه- قَالَ: "كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ وَلا المُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ" (أخرجه البخاري).

التطبيق العملي وثواب ترك الجدل

من أراد أن يكون مِن الذين يعملون بما يعلمون في مقام ترك الجدال والمراء، فلا يُصِرُّ على رأيه الشخصيِّ، وعلامةُ ذلك أن يحرص على إتقان عرض حجته وبيان وجهة نظره مرة واحدة لا تتكرر، فإذا شَقَّ عليه ذلك في كل المواقف وفي كل الأيام، فليتدرج مع نفسه بأن يشترط عليها ذلك في أيام قليلة يزيدها تدريجيًّا.

ومن ترك الجدل بنى الله له بيتًا في وسط الجنة، هذا الثواب يبدو كبيرًا، وقد يكون ذلك لصعوبة ترك الجدل والمراء، فعَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ – رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ ترَكَ الْكَذِبَ - وَهُوَ بَاطِلٌ- بُنِيَ لَهُ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ (المراد به أدناها وأسفلها، أو ما حولها خارجًا عنها) وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاء وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا، وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلاهَا". (أخرجه الترمذي).

ومِن تَرْك الجدل: أن لا تتعصب لحكم شرعي فيه خلاف، والنجاح في ذلك قد يكون بحرصك على أن تعرض في أي مسألة فقهية الرأي المخالف لِما تأخذ به، مقرونًا بالرأي الذي تعمل به، إنك إن تكلفت هذا الأمر مرة أو مرتين ربَّيْت نفسك على ترك الجدل.

وبالإضافة إلى ما ذُكِرَ تستطيع المرأة تربية نفسها على ترك الجدل والمراء، بتعمد الانقياد لرأي زوجها أو وليِّها دون مراجعة، طالما أنه لا يؤدي إلى معصية. بعض النساء يجدن هذا الأمر عسيرًا على نفوسهن؛ لأنهن تعوَّدن غير ذلك، لكنَّ التدرج يجعل العسير يسيرًا، فلتبدأ المرأة ولو بموقف واحد أسبوعيًّا ثم تزيد.


00000000000000000منقول 000000000000000000000000



__________________
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 15-02-2014, 06:05 PM   #2
ريماس هيثم
عضو فعال


الصورة الرمزية ريماس هيثم
ريماس هيثم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46214
 تاريخ التسجيل :  02 2014
 أخر زيارة : 15-02-2014 (06:17 PM)
 المشاركات : 25 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسماعيل رفندى مشاهدة المشاركة
الإنسان يعجبه عقله

وَزَّعَ الله - سبحانه وتعالى- على خلقه حظوظًا في كل جانب من جوانب الحياة، ومن الجدير بالملاحظة أنَّ الإنسان عندما ينظر إلى ما أُوتي من متاع الدنيا، وما أُوتي غيره منه فقد يُعْجِبُه حظَّ غيره، وهذا هو المحرك للتنافس، وما يصاحبه من مشاعر وتصرفات، أمَّا فيما يتعلق بالعقل والرأي فالأمر مختلف.

على خلاف النعم الأخرى، فإن أغلب الناس يظن أن حظَّ نفسه من نعمة العقل هو أوفر من حظ غيره، ومن النادر أن تجد في غير الحكماء والعلماء من يوقن بأن غيره أرجح منه عقلاً ورأيًا وتفكيرًا، ولعل ذلك هو المحرك للتعصب والتشبث بالرأي والجدل والمراء.

تعريف الجدل

المجادِل من يحرص على إعطاء رأيه حجمًا أكبر ووزنًا أثقل من رأي غيره، لكنه لا يكتفي في ذلك بالعناية بتضخيم شأن رأيه، إنه ينال من رأي غيره؛ ليقلل منه حتى يتلاشى أثره أو يكاد، فكأن رأي كل منهما مثل ألياف الحبل، والمجادل يجدل ألياف حبله (رأيه) ليصير حبلاً مجدولاً قويًّا سميكًا، كما أنه يواصل تناول حبل الطرف الآخر (رأي غيره) فينقضه حتى يصير أنكاثًا واهية.

وعادة ما تستمر المجادلة حتى ينتصر أحد الرأيين، فكأنها مصارعة لا تنتهي حتى يُلْقِيَ أحد المتصارعين بغريمه على الأرض صريعًا، والجدل في اللغة هو المصارعة والقتل، ومن هنا جاءت كلمات الجدل والجدال والمجادلة.
شركة تنظيف واجهات حجر بالرياض
كشف تسربات المياه
شركة تخزين اثاث بالرياض
شركة نقل اثاث بالرياض
شركة تنظيف فلل بالرياض
شركة تخزين عفش بالرياض
شركة تنظيف شقق بالرياض
شركة نقل عفش بالرياض
شركة تنظيف موكيت بالرياض
شركة تنظيف مجالس بالرياض
شركة تنظيف مسابح بالرياض
شركة تنظيف بيوت بالرياض

شركة تنظيف بيارات بالرياض
شركة رش مبيدات بالرياض
شركة مكافحة الحشرات بالرياض
شركة عزل خزانات بالرياض

تسليك مجارى
شركة تنظيف بالرياض

شركة تنظيف بالرياض
شركة تنظيف بيوت الشعر بالرياض
شركة شفط بيارات بالرياض

جدلٌ محمود وجدلٌ مذموم

اقتضت حكمة الله – سبحانه وتعالى- أن يُودِعَ في طبع الإنسان شيئًا من الجدل، هذا الطبع قد يكون هو وقود التنافس ومحرك التدافع بين الناس، وبالرغم من أن المبطل قد يتشبث بباطله مستندًا إلى هذا الطبع، فإن المُحِقَّ ما كان له أن يُصِرَّ على إحقاق الحق إلا إذا كان له من هذا الطبع نصيب، لكن المشكلة هي في شدة ميْل الإنسان حتى يكون أكثر شيء جدلاً، قال عز وجل: ?وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً? (الكهف: من الآية 54).

والإصرار على الدفاع عن الحق ونصرته بالحجة جدل محمود، فقد جادل رسول الله نوحٌ -عليه السلام- قومَه من هذا المنطلق، قال تعالى: ?قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ? (الآية:32 من سورة هود)، وأحسنُ الجدال اقترانَ إتقان بيان الحجة بالدعاء إلى الله – سبحانه وتعالى- واللجوء إليه (انظري تفسير الآية:46 من سورة العنكبوت/ تفسير الجلالين)، قال تعالى: ?وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنـزلَ إِلَيْنَا وَأُنـزلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ? (العنكبوت:46).

أمَّا الجدل المذموم فهو العناد في قبول الحق، وهو يظهر في تشبث الإنسان بالمعارضة مع يقينه بأنه مخطئ، واعتراضه على الحق بالباطل.

وإذا كان المراء هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خللٍ فيه، فإن المراء يتحول سريعًا إلى جدالٍ مذموم، إذا كان القصد إفحام الغير وتنقيصه وتعجيزه، بالقدح في كلامه ونسبته إلى القصور والجهل (يُراجع: إحياء علوم الدين للغزالي، الجزء الثالث ص ‏11:19 ص ‏20/‏09/‏1424147 وما بعدها، طبعة الحلبي 1967).

بواعث الجدل المذموم وأضراره

شهوتان تبعثان على الجدل المذموم: شهوة إظهار العلم والفضل، ومصدرها الكِبْر والعُجْب، وشهوة إظهار النقص في الغير، ومصدرها الغيظ والعداوة؛ لذلك فإن العلاج الجذري للجدال يكون بكسر الكِبْر والعُجْب في النفس، وكظم الغيظ عند العداوة والغضب.

الجدل علامة من علامات ضلال الأمم، أو هو سبب من أسبابه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلا أُوتُوا الْجَدَلَ" (أخرجه الترمذي.

والجدل يُنْقِصُ من ثواب عبادةٍ كالحج، قال تعالى: ?الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ? (البقرة: 197).

والجدل يجعل قلب الإنسان قاسيًا، ويفسد العلاقة بين الناس، قال الإمام مالك - رحمه الله-: "المراء يقسي القلوب، ويورث الضغائن"، وأوصى لقمان الحكيم ابنه فقال: "يا بُني، لا تجادل العلماء فيمقتوك".

هَدْي المصطفى - صلى الله عليه وسلم- وصحابته في ترك الجدل

نلحظ إعراض رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن التورط في الجدال من خلال قصته مع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه-، الذي يرويها قائلاً: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً (الطروق: القدوم ليلاً)، فَقَالَ: "أَلا تصَلِّيَانِ؟"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاء أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَهُوَ يَقُول: ?وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً? (من الآية: 54 من سورة الكهف) (أخرجه البخاري).

وتأمل هدي الصحابة – رضي الله عنهم- في ترك الجدل والمراء، فيما رواه أَنَسُ بنُ مَالِكٍ – رضي الله عنه- قَالَ: "كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ وَلا المُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ" (أخرجه البخاري).

التطبيق العملي وثواب ترك الجدل

من أراد أن يكون مِن الذين يعملون بما يعلمون في مقام ترك الجدال والمراء، فلا يُصِرُّ على رأيه الشخصيِّ، وعلامةُ ذلك أن يحرص على إتقان عرض حجته وبيان وجهة نظره مرة واحدة لا تتكرر، فإذا شَقَّ عليه ذلك في كل المواقف وفي كل الأيام، فليتدرج مع نفسه بأن يشترط عليها ذلك في أيام قليلة يزيدها تدريجيًّا.

ومن ترك الجدل بنى الله له بيتًا في وسط الجنة، هذا الثواب يبدو كبيرًا، وقد يكون ذلك لصعوبة ترك الجدل والمراء، فعَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ – رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ ترَكَ الْكَذِبَ - وَهُوَ بَاطِلٌ- بُنِيَ لَهُ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ (المراد به أدناها وأسفلها، أو ما حولها خارجًا عنها) وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاء وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا، وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلاهَا". (أخرجه الترمذي).

ومِن تَرْك الجدل: أن لا تتعصب لحكم شرعي فيه خلاف، والنجاح في ذلك قد يكون بحرصك على أن تعرض في أي مسألة فقهية الرأي المخالف لِما تأخذ به، مقرونًا بالرأي الذي تعمل به، إنك إن تكلفت هذا الأمر مرة أو مرتين ربَّيْت نفسك على ترك الجدل.

وبالإضافة إلى ما ذُكِرَ تستطيع المرأة تربية نفسها على ترك الجدل والمراء، بتعمد الانقياد لرأي زوجها أو وليِّها دون مراجعة، طالما أنه لا يؤدي إلى معصية. بعض النساء يجدن هذا الأمر عسيرًا على نفوسهن؛ لأنهن تعوَّدن غير ذلك، لكنَّ التدرج يجعل العسير يسيرًا، فلتبدأ المرأة ولو بموقف واحد أسبوعيًّا ثم تزيد.


00000000000000000منقول 000000000000000000000000



__________________
تمام


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا