|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
04-09-2014, 10:48 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
حزن في ضوء القمر
أيها الربيعُ المقبلُ من عينيها
أيها الكناري المسافرُ في ضوء القمر خذني إليها قصيدةَ غرامٍ أو طعنةَ خنجر فأنا متشرّد وجريح أحبُّ المطر وأنين الأمواج البعيده قل لحبيبتي ليلى ذاتِ الفم السكران والقدمين الحريريتين أنني مريضٌ ومشتاقٌ إليها انني ألمح آثار أقدام على قلبي . دمشقُ يا عربةَ السبايا الورديه وأنا راقدٌ في غرفتي أكتبُ وأحلم وأرنو إلى الماره من قلب السماء العاليه أسمع وجيب لحمك العاري . عشرون عاماً ونحن ندقُّ أبوابك الصلده والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا ووجوهِنا المختنقةِ بالسعال الجارح تبدو حزينةً كالوداع صفراءَ كالسلّ ورياحُ البراري الموحشه تنقلُ نواحنا إلى الأزقة وباعةِ الخبزِ والجواسيس ونحن نعدو كالخيولِ الوحشية على صفحاتِ التاريخ نبكي ونرتجف وخلف أقدامنا المعقوفه تمضي الرياحُ والسنابلُ البرتقاليه ... وافترقنا وفي عينيكِ الباردتين تنوح عاصفةٌ من النجوم المهروله أيتها العشيقةُ المتغضّنة ذات الجسد المغطَّى بالسعال والجواهر أنتِ لي هذا الحنينُ لك يا حقوده ! . . قبل الرحيل بلحظات كتبتُ قصيده عن الليل والخريف والأمم المقهوره وتحت شمس الظهيرة الصفراء كنت أسندُ رأسي على ضلْفاتِ النوافذ يا نظراتِ الحزن الطويله يا بقع الدم الصغيرة أفيقي إنني أراكِ هنا على البيارقِ المنكَّسه وفي ثنياتِ الثياب الحريريه وأنا أسير كالرعد الأشقرِ في الزحام تحت سمائك الصافيه أمضي باكياً يا وطني أين السفنُ المعبأةُ بالتبغ والسيوف والجاريةُ التي فتحتْ مملكةً بعينيها النجلاوين كامرأتين دافئتين كليلة طويلةٍ على صدر أنثى أنت يا وطني إنني هنا شبحٌ غريبٌ مجهول تحت أظافري العطريه يقبعُ مجدك الطاعن في السن في عيون الأطفال تسري دقاتُ قلبك الخائر لن تلتقي عيوننا بعد الآن لقد أنشدتُكَ ما فيه الكفايه سأطل عليك كالقرنفلةِ الحمراء البعيده كالسحابةِ التي لا وطن لها . . . وداعاً أيتها الصفحات أيها الليل أيتها الشبابيكُ الارجوانيه انصبوا مشنقتي عاليةً عند الغروب عندما يكون قلبي هادئاً كالحمامه .. جميلاً كوردةٍ زرقاء على رابيه ، أودُّ أن أموتَ ملطخاً وعيناي مليئتان بالدموع لترتفعَ إلى الأعناق ولو مرة في العمر فانني مليء بالحروفِ ، والعناوين الداميه في طفولتي ، كنت أحلم بجلبابٍ مخططٍ بالذهب وجواد ينهب في الكرومَ والتلال الحجرية. محمد الماغوط / شاعر و كاتب مسرحي سوري. المصدر: نفساني
|
|||
|
05-09-2014, 08:04 AM | #2 |
مراقبه إداريه سابقة
|
جميــل ما كتبته أستاذ محمد،،،
عنوان رومنسي،،، حـزن في ضـوء القمـر،،،، تقبــل مــروري،،، |
|
06-09-2014, 08:07 AM | #3 |
المشرف العام
راحلون ويبقى الأثر
|
والقمرُ ساحرٌ بكل حالاته
بحزنهِ وأنينه وحتى قي خسوفه يجذبنا جماله.. رائع انتقاءك أخ ستوكا دمت بِود :) |
|
07-09-2014, 02:32 PM | #4 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
محمد الماغوط مات قهرا و كآبة.. وهذه أروع قصيدة كتبها. وترجمت الى عدة لغات شكرا أخت وردة..لقبك هو الرومانسي جدا. |
|
|
07-09-2014, 02:33 PM | #5 |
عضـو مُـبـدع
|
الله يديمك أخت ظل..
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|