|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
18-10-2006, 02:26 AM | #16 |
عضو نشط
|
رابعاً: القول في عَدالَةِ المغني، والمستَمِعِ إلى الغِناءِ.
بِناءَ على ما حَررناهُ في حُكمِ هذهِ المسألَةِ، من القول بالإباحَةِ فيِها تأصيلاً، فإن فعل المباحِ لا يَقدَحُ في العَدالَةِ، إذ القادِحُ في العَدالَةِ إنما هُوَ الفِسقُ، ولا يَقسُقُ الإتسانُ بفعل المباحِ. فإن ذَهَبتَ إلى خلافِ ما حَررناهُ، وقلتَ بحُرْمَةِ الموسيقَى والغِناءِ، فإن صحةَ وقوعِ الخلافِ اجتِهاداً في حُكمِ هذهِ المسألَةِ، يَمنَعُ من القدح في عَدالَةِ المخالفِ بمجرد فعلهِ ذلكَ، لجَوازِ أن يَكونَ يَرى خِلافَ رأيِكَ، وهُوَ الإباحَةُ، وإنما الفِسقُ لازِم لمن يَفعل ما يَراهُ حَراماً. والذي نَراهُ مَتعُ الطعنِ على المخالفِ فيما يَجوزُ فيهِ الاجتِهادُ مُطلقاً، إذ لو صَححنا ذلكَ لأنفُسِنا جَوزنا لمخالِفنا الحُكمَ علينا بمثلِ ما حَكَمنا عليهِ. وَما أحسَنَ ما قالَ الشافعي في ذلكَ، قالَ: "وَالمستَحِل لنكاحِ المتعَةِ، وَالمفتي بِها، وَالعاملُ بِها، مِمن لا تُرد شَهادَتُهُ، وَكذلكَ لَو كانَ مُوسِراً فَنكَحَ أمَة مستَحِلَا لنِكاحِها، مسلِمَة أو مُشرِكَة، لأنا نَجِدُ مِن مُفتي التاسِ وَأعلامِهم مَن يَستَحِل هذا، وَهكذا المستَحِل الدينارَ بالدينارَينِ، وَالدرهَمَ بالدرهَمَيْنِ يَداً بِيًدٍ ، وَالعامِلُ بهِ، لأنَّا نَجِدُ من أعلامِ الناسِ مَن يُفتِي بهِ وًيعمَلُ بهِ وًيرويهِ، وَكذلكَ المستَحِل لإتيانِ النًساءِ في أدبارِهن، فَهذا كُلهُ عندَنا مَكروة محرم، وَإن خالَفنا الناسَ فيه فَرَغِبنا عَن قولهم، وَلم يَدعُنا هذا إلى أن نَجرَحَهم وَنَقولَ لهم: إنكم حَللتم ما حَرمَ الله وَأخطأتم، لأنهم يَدعونَ علينا الخطَأ كَما نَدعيهِ عَليهم، وًينسبُونَ مَن قالَ قولنا إلى أنَه حَرمَ ما أحَلَّ اللّه " (الأم.. للشافعي). خامساً: الرقصُ. بالتظَرِ إلى مُجرد وُقوعِهِ، فلا دَليلَ على مَتعِهِ البتَةَ، خِلافا لِما ادعى بعضُهُم من تَحريمِهِ، بل ثَبَتَ الدليلُ المؤكدُ لأصل الإباحَة: فعَن عائِشَة "ر"، قالَتْ: جاءَ حَبَش يَزْفِنُونَ (يرقصون) وفي رِوايةِ: جاءَ السودانُ يَلْعَبونَ بينَ يَدَي رَسولِ اللّه "ص"، (وفي رِوايةٍ : كانَ الحَبَشُ يَلعبونَ بحِرابٍ لهُم)، (وفي رِوايةٍ : إن الحَبَشَةَ لَعبوا لرَسولِ اللّه"ص")، فدَعاني التبيُّ "ص"، فاطلَعتُ من فوقِ عاتِقِهِ، فطأطاً لي رَسولُ الله "ص" مَتكِبَيهِ،، فوَضعتُ رأسي على متكِبِهِ، فجعَلت أنظُرُ إلى لَعبهِم، حتى كنتُ أنا التي أنصرِفُ عنِ النظَرِ إليهِم. وزَجَرَهم عُمَرُ بنُ الخطابِ حينَ رآهُم يَفعلونَ ذلكَ، فقالَ النبي "ص":" دَعهُم، أمناً بَني أرفِدَةَ" يعني منَ الأمنِ . كانُوا يَرقصونَ بِما يُمكِنُ أن نُسميَه اليومَ (دَبكَة شَعبية) في مَسجِدِ رَسولِ الله "ص"، بمحضَرِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، فأينَ أصحابُ الفِقهِ من هذا الهَديِ لئلاً يَشُقوا على أمةِ مُحمد "ص"؟ وَمِنَ العُلماءِ من أكدَ إباحَةَ الرقصِ بِما ثَبَتَ أن جَعفَر بنَ أبي طالبٍ حَجَلَ في مَحضَرِ النبي "ص" في مَقامِ فَرَحٍ وسُرورِ . والحَجلُ: أن يَرفَعَ رِجلَا وًيقفِزَ على الأخرَى. ثُم إنَّ الرقصَ أعراف وتَقاليدُ شائِعَة في الشْعوبِ، تُعبر عن اتتماءاتِها لأوطانِها ومُجتَمعاتِها. لكن يَنبَغي أن تُلاحِظَ أنه يَمتَنِعُ إذا اقتَرَن بهِ شَي: مما يَلي: أولاً: اتكِشافُ ما لا يحل من العَوراتِ، وذلكَ لإيجابِ الشريعَةِ سَترَ العَورَةِ بنُصوصِ كَثيرَةٍ دلت على ذلكَ في الكتابِ والسُّنة، كحَديثِ مُعاوِيَهَّ بنِ حَيدَةَ، قالَ: قلتُ: يا رَسولَ الله، عَوراتُنا ما نأتي منها وما نَذَرُ؟ قالَ: "احفَظ عَورَتَكَ إلا من زَوجَتِكَ أو ما ملَكَت يَمينُكَ". وَيشتَد المنعُ إذا انْضَم إلى انكِشافِ العَورَةِ تَبرج بزينَةٍ . ثانِياً: التكسرُ والتثني المغري بالفاحِشَةِ، كهَز الوَسَطِ أو الأردافِ، إذا وَقَعَ من أجنَبي، كالذي يَقَعُ في كَثيرِ من الأغاني المصورَة في زَمانِنا. والمقياسُ فيهِ ما تَقَعُ بسَبَبِه شَهوَةُ التظَرِ، والدليلُ عليهِ قولهُ "ص": "كُتِبَ على ابنِ آدَمَ نَصيبُهُ من الزًنا، مُدرِك ذلكَ لا مَحالَةَ، فالعَينانِ زِناهُما التظَرُ ". فإن بَرئ من الشهوَةِ فىِ هذهِ الحالِ لم يَمتَنِع وإن كانَ بتكسرِ وتثن، كرَقصِ النساءِ معَ النساءِ، لأننا حينَ مَنَعنا متهُ فإنما بَنَينا المنعَ على اعتِبارِ الشهوَةِ، وليسَ لدَليلٍ خاص، فحيثُ تَتعَدِمُ هذهِ العلةُ يَتعَدِمُ مَعَها الحُكمُ. فإن وَقَع الرقصُ مِمن يحل النظَرُ إلى عورَتِهِ ويُباحُ اشتِهاؤُهُ على أي وجه، كالزوجينِ فيما بَينَهُما، فهُوَ حلال على أيٌ وجه، فإن اللهَ أباحَ بَينَهُما ما هُوَ غايَةُ الشهوَةِ، وهُوَ الجِماعُ، فما دونَه أولى بالإباحَةِ. وتكلفَ بعض الناسِ، فحرمُوا الرَّقصَ مُطلقاً، ولم يَستدلوا بشَيءِ يَسْتَحق الوقوفَ عتدَه، إذ عَرِيَ من العلمِ والفِقهِ، بل وتضمَّنَ من بعضهم رد السنة الصحيحَةِ في لَعبِ الحَبَشَة، بالهَوى !! |
|
18-10-2006, 02:27 AM | #17 |
عضو نشط
|
سادساً: التصفيق
ذَهَبَ بعض الناسِ إلى حُرمَة التصفيقِ، واستدلوا على ذلكَ بقوِلهِ-"ص": "التصفيقُ للنساء"، معَ قولهِ "ص": "لعنَ اللهُ المتشبهينَ منَ الرٌ جالِ بالنساءِ". قلتُ: وهذا استِدلالْ خطأْ، وليسَ التَّصفيقُ في الجُملَةِ من خَصائصِ النًساء، وليسَ الحديثُ في التصفيقِ على هذا الاجتِزاءِ، وانما جاءَ لبَيانِ حُكْمٍ في حالِ مَخصوصَةٍ ، وقد بيتتُ ذلكَ عندَ تَحريرِ دَلالَةِ قولِهِ تعالى:(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءاً و تصدية) الأنفال: 35،، في مَقامِ إبطالِ الاستِدلالِ بالآية على مَنْعِ التَّصفيقِ والتصفيرِ، وبيتتُ جَوازَ التصفيقِ والتصفيرِ. |
|
18-10-2006, 02:28 AM | #18 |
عضو نشط
|
الخاتمة
إن خَيرَ السماعِ وأجله وأنفَعَه للإنسانِ سَماعُ القرآنِ والعلمِ، والسَّعيدُ من وُفقَ إلى أكبَرِ نَصيب منهُ، يُسمِعُهُ غيرَهُ وَيسمَعُهُ من غيرِه، لكن الصبرَ عليهِ من بابِ الصبرَِ على العِبادَةِ المحضَةِ، فذلكَ تَعجِزُ عنهُ نَفْسُ الإنسانِ، إلا أن يَكونَ في مَقامِ النِّبيًينَ، وليسَ كَذلكَ حالُ عامةِ الناسِ، ولِذا لا تَرى إتساناً يَخلو من تَرفيه بمُباحٍ ، يَدفعُ عن نَفْسِهِ بهِ ثِقَلَ التكاليفِ الدينيةِ والدنيويةِ. وشَريعَةُ الإسلام السمحَةُ جاءَت بالسًعَةِ ورَفع الحَرَج في ذلكَ، رِعايَةَ لأحوالِ المكلفينً. عَن حَتظلةَ الأُسَيًدي (وَكانَ من كُتابِ رَسولِ الله "ص") قالَ: لَقِيَني أبو بَكرٍ فقالَ: كَيفَ أنتَ يا حَتظَلَةُ؟ قالَ: قلتُ: نافقَ حَتظَلَةُ، قالَ: سُبحانَ الله! ما تقولُ؟ قالَ: قلتُ: نكونُ عندَ رَسولِ اللّه "ص" يُذَكرُنا بالنارِ والجَنةِ، حتَّى كأنا رَأيُ عَينِ، فإذا خَرَجنا من عندِ رَسولِ الله "ص" عافَسنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ، فنَسِينا كَثيراً، قالَ أبو بَكرٍ : فَوالله إنا لنَلقَى مثلَ هذا، فاتطَلَقتُ أنا وأبو بكر حتى دَخَلنا على رَسولِ الله "ص"، قلت: نافقَ حَنظَلَةُ، يا رَسولَ الله، فَقالَ رَسولُ الله "ص": "وَما ذاكَ؟ "، قلتُ: يا رَسولَ الله، نكونُ عندَكَ، تُذَكرُنا بالنًارِ والجنةِ، حتى كأنا رَأيُ عَيني، فاذا خرَجنا من عندِكَ عافَسنا الأزواجَ وَالأولادَ والضيعاتِ، نَسِينا كَثيراً، فَقالَ رَسولُ اللّه "ص":"وَالذي نَفسِي بيَدِهِ، إن لو تَدُومونَ عَلى ما تَكونونَ عندِي وَفي الذكرِ، لصافَحَتكُمُ الملائكةُ على فُرُشِكُم وفي طُرُقِكُم، ولكن يا حنظلَةُ ساعَة وَساعَةَ" ثلاثَ مرات وَعَن عائشةَ، قالَت: وَضَعَ رَسولُ الله "ص" ذَقَني على مَتكِبَيهِ، لأنظُرَ إلى زَفْنِ الحَبَشَةِ، حتَّى كنتُ التي مَلِلتُ فانصَرَقتُ عنهُم، قالَت: قالَ رَسولُ الله "ص" : "لتَعلَمَ يَهودُ أن فىِ دينِنا فُسحَة، إني أرسِلتُ بحَنيفِية سَمحَةِ". فَسَماعُ الغِناءِ والموسيقَى من هذهِ الفسحَةِ، فللهِ الحمدُ على فَضلِهِ ورَحمَتِهِ بعِبادِهِ أن أقامَ هذا الدينَ على اليُسرِ والسعَةِ، لا كاليَهوديةِ دينِ المشقةِ والعَنَتِ، فوَيل لمن يُريدُ أن يَشُق على أمةِ محمدِ "ص" فيَحمِلَها على صِفَةِ ما شَددَ الله به على بَني إسرائيلَ، وَيصُد آخَرينَ عن دينِ الإسلامِ بتَضييقِهِ وتَشديدِهِ. وَالعاقِلُ بطَبعِهِ لا يُقْبِلُ على اللهو بالغِناءِ وشِبهِهِ إلا إذا فَرَغَ مِن ضَرورياتِهِ وحاجاتِهِ، بل هُوَ آخِرُ كَمالياتِهِ. قالَ ابنُ خَلدون في (صناعَةِ الغِناءِ): "لا يَستَدعيها إلا من فَرَغَ من جميعِ حاجاتِهِ الضروريةِ والمهمَّةِ، من المعاشِ والمنزِلِ وغيره، فلا يطلُبُها إلا الفارِغونَ عن سائرِ أحوالهم تفنناً في مذاهبِ الملذوذات". وَأسعَدُ التاسِ حالا مَن جَعَلَ من تلكَ الملذوذاتِ سَبباً لتَعودَ النفسُ أقوَى على تحملِ الأعباءِ، لا قَتلاً للوَقتِ كَما يَقولُ المغبونونَ. والملَلُ والسآمَةُ من الإقامَةِ على حالِ واحِدَةِ طَبيعَةُ ابنِ آدَمَ، وَدَوامُ الجد لا تَحتَملُهُ نَفْس. فعَن عائِشَةَ، عَنِ النبي "ص"، قالَ: (يا أيها التاسُ، عليكم من الأعمالِ ما تُطيقونَ، فإن اللّه لا يَمَل حَتى تَمَلُّوا ، وإن أحَب الأعمالِ إلى اللّه ما دُووِمَ عليهِ وإن قَل " . وَمِما قيلَ في الحِكمَة: حَق عَلى العاقلِ أن لا يُشغَلَ عَن أربَع ساعات: ساعَة يُناجِي فيها رَبه، وساعَةِ يُحاسِبُ فيها نَفْسَهُ، وَساعَةِ يَخلو فيها إلى إخوانهِ الذينَ يُخبِرونَهُ بعُيوبِه، وَيصدُقونَهُ عن نَفسِه، وساعَةِ يُخلي فيها بينَ نَفسِهِ وبَينَ لذتِها فيما يَحِل وَيجمُلُ، فإن في هذهِ الساعَةِ عَوناً على هذهِ السَّاعاتِ، وَإجماماً للقُلوبِ. وَكانَ السلَفُ يَسحبونَ أن يَجعَلُوا في المباحاتِ نِيةً تُصيرها قُربَة من جِهَةِ تلكَ النًية، فيَحتَسِبُ الثوابَ بتَحصيلِ شَهوَتِهِ وتَحقيقِ رَغبَتِهِ لِما يُحققُ له ذلكَ من تذكرِ نِعمَةِ اللّه، وشُكرِهِ على ما أولاهُ، وما يَجعَلُ منه زاداً لنَفسِهِ على الطريقِ، والآثار عنهُم في هذا كَثيرَة. كَما قالَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ ، لما كانَ باليَمَنِ بَعَثَه إليها التبيُّ "ص" مَعَ أبي موسى الأشعَري:"أما أنا فأنامُ وأقومُ، فأحتَسِبُ نَومَتي كَما أحتَسِبُ قومتي". وأصل ذلكَ من فعلهم يَحتَسبونَ الثوابَ على المباحِ، لما يُستَعانُ بهِ على الطاعَةِ نُصوص في الشرع، كَقوله "ص": (وفي بُضْعِ أحدِكُم صَدَقَة)، قالُوا: يا رَسولَ الله، أيأتِي أحدُنا شَهْوَتَهُ، ويكونُ لَهُ فيها أجر؟ قالَ: "أرأيتُم لَو وَضَعَها في حَرام، أكانَ عليهِ فيها وِزْر؟ فكذلكَ إذا وَضَعَها في الحَلالِ، كانَ لهُ أجر". فاللهو المباحُ إذا كانَ لصاحِبهِ بهِ قَصد صَحيحْ مَشروع، كانَ ذلكَ القصد سَبباً في الثوابِ، كَما يكونُ عَوناً له على اتقاءِ الحرامِ عندَ مُلابَسَةِ ذلكَ العَملِ. وَمن هذا الباب ما حدث بهِ المعرُورُ بنُ سُوَيدِ، قالَ: كَتَبَ عُمَرُ بنُ الخطابِ، "ر"، إلى أمَراءِ الأمصارِ أن: مُرُوا الناسَ في أيامِ الربيعِ بالخُروجِ إلى الصحراءِ، ليَتظُروا إلى النورِ، إلى آثار رَحمَةِ اللّه. فهذهِ نُزهَة مُباحَة، فيها الأتسُ بالطبيعَةِ وجَمالِ الخَلقِ، وسَبَب في تذكرِ نعمَةِ اللّه. فهكَذا التلهي بالغِناءِ أو استِماعِ الموسيقَى من التسلي بما يُحققُ دَفع الملَلِ، ويخرُجُ بالإنسانِ عن ثِقَلِ المداوَمَةِ على الجد، فتَعودُ النفسُ بعدَهُ إلى ما اعتادَت من العَمَلِ انشَطَ وأقوى مما كانَت عليهِ. وَمِن أحوالِ السلَفِ في ذلكَ، ما حدث بهِ أنَسُ بنُ مالكٍ ، قالَ: استَلقى البَراءُ بنُ مالكِ على ظَهرِهِ، ثَم تَرَنمَ، فَقالَ لهُ اْنَس: اذكُرِ الله، أي أخِي، فَاستَوَى جالساً، فَقالَ: أي أنَسُ، أتُراني اْموتُ عَلى فِراشِي وَقَد قَتَلتُ مئة منَ المشركينَ مُبارَزَةَ، سِوَى مَن شارَكتُ في قتلهِ؟ وَفي رِوايَة، قالَ أنَسٌ : دَخَلْتُ على البَراءِ بن مالكِ وهُوَ مُضطَجِعَ، وهُوَ يتغنى، وهُوَ يوتِّرُ قَوسَهُ، فقلتُ: يا سُبحانَ اللّه، الى متى هذا؟ قالَ: يا أنس، تَخافُ أن أموتَ على فِراشي؟ فواللّه لقَد قَتَلتُ بِضعاً وسَبعينَ سِوَى من شارَكتُ فيه، قالَ: فقُتِلَ يومَ تُستَرَ. قالَ أبو نُعيمٍ الأصبَهانيُّ في (البَراء بن مالكِ): "كانَ طيبَ القلبِ، يَميلُ إلى السماعِ، وًيستلذ التَرنمَ ". فتأمل مُراعاتَهُ لنَفسِهِ بالتسلي باللَّهوِ المباحِ، معَ ما له من الفَضلِ والخيرِ وسابِقَةِ البر، فاعتَبَرَ حَظ نَفسِهِ وساعَتَها، ولم يكُن ذلكَ مُناقِضاً شيئاً من صحةِ قصدهِ ولا صالحِ كَسبِهِ. وليسَ من هذا في شيءٍ حالُ مَن يتوصلُ بالملاهي المباحَةِ إلى فعل السيئاتِ، فالمباحاتُ إذا اتخِذَت وَسائلَ للحرإمِ كانَت مَمنوعات، على ما حررتُهُ في هذا البابِ في حُكمِ الغِناءِ والموسيقَى، إذ حالُ من يَفعل ذلكَ أنه يَستَعملُ ما أريدَ عَوناً على طاعَةِ اللّه، وهُوَ عامةُ المباحِ، لمعصيَةِ اللّه. والملاهي جُملَةَ هِيَ أكثَرُ ما يُتوصلُ بهِ إلى الشهواتِ الممنوعَةِ، وذلكَ لما تُكْسِبُهُ من الغَقلَةِ، من أجل ذلكَ يَجِبُ الاحتِياطُ للنفسِ والدين ، لئلا تَنساقَ النفسُ بغَفلَتِها إلى ما حرمَ الله. وَفي واقعِ النَاسِ من الخُروجِ عن حُدودِ الإباحَةِ بمجرَّدِ التلهي بالغِناءِ والموسيقَى، شيءٌ كَثير، لكنه لم يوجِب فيما حررناهُ في هذا الكتابِ أن يَصيرً ما هُوَ مُباحٌ في الشرعِ حراماً لسوءِ إستِعمالِ الناسِ لهُ، وإنما الحُكمُ بالإباحَةِ ثابِتٌ ، وسوءُ الاستِعمالِ هُوَ محل المنعِ. فحالُ من يُقيمونَ الحَفَلاتِ الخاصةَ على الشربِ والمتكَرِ، يُحضَرُ فيها المطرِبُ والمطرِبَةُ يُغنونَ ويَعْزِفون، فلا يَزيدُهم السماعُ إلًا نَشوَةَ وإغراقاً في المعصِيَةٍ ، فهؤلاءِ لا يُباحُ لهم ذلكَ السماعُ حتَّى لو كانَ بشعر الحِكمَةِ والزهدِ، من أجل استِعانَتِهم بهِ على مَعصيَةِ الله. فاعتَبِر لكل شيءِ قدرهُ، واحذَر الغُلو في دينِ اللّه، كَما تَحذَرُ التقصيرَ فيهِ. |
|
18-10-2006, 03:51 AM | #19 |
V I P
|
جبيبتي
أصاله مصريه هذا رد للمفتي وعدة علماء أصحاب علم على شخص مثلك يفتي في أمور لاعلم له بها هل تريديني أن أفتي من نفسي حتى لا أقص وألزق لابد من النقل لكلام العلماء لأننا لسنا مفتين نفتي من رؤسنا كالمقصود في الأعلى يفتي على هواه لأنه حفظ حديثين أو ينقل كلام لامصدر له!! وإن كان هناك إختلاف في مسأله بين العلماء (هنا قلت العلماء وليس من لديهم علم )لانأخذ بما يوافق هوانا بل ننظر من أقوى أدله وحجه ونأخذ بكلامه حتى وإن لم يوافق هوانا.. والحمدلله أقمت عليكم الحجه وهذا غرضي من الموضوع |
التعديل الأخير تم بواسطة noooor ; 18-10-2006 الساعة 10:06 AM
|
18-10-2006, 04:06 AM | #20 |
V I P
|
شاكره لك إضافتك وأحترم رأيك مهما كان
طلب بسيـــــــــــــط: ياليت من يرد بكلام عن الموضوع يكتب مصدر كلامه من أين أتى به من كتاب أو موقع ومن قائله.. وإن نقل فتوى تكون مدعمه بالأدله من الكتاب والسنه ويكتب قائلها.. حتى يكون القاريء على بينه.. |
التعديل الأخير تم بواسطة noooor ; 18-10-2006 الساعة 10:03 AM
|
18-10-2006, 04:11 AM | #21 |
عضو نشط
|
والله يا نوور و انا كمان
و اشكرك على لطفك الغير مسبوق و انت بذلك قدوة للكل في ادارة الحوار و ايضا نموذج للمسلم على حق شكرا لك |
|
18-10-2006, 08:57 AM | #23 |
عضو دائم ولديه حصانه( عضو في نادي المتفائلين)
|
انا سمعت بنفسي هذه الفتوى من الشيخ خالد الجندي " شيخ من الازهر الشريف " يفتي ان الغناء ليس حرام
وان حلاله حلال وحرامه حرام ,, والمقصود ان الاغاني التي لاتحرك الغرائز والشهوات وليس بها كلمات محرمه كالحلف بغير الله او الدعوه الى الفاحشه او ما شابه ,, لكن إذا الاغنيه لا تحتوي على اي شيء حرام فهي حلال حتى اني سمعت هذه الفتوى بنفسي ان سيده تسأله إن ابتها عمرها 4 سنوات وهي تحفظها القرآن الكريم ولكنها تريد تعليمها العزف على البيانو فما حكم ذلك ؟؟ انه لا ما نع من ذلك ولا ضرر في ذلك بل ان الموسيقى ترتقي بالحس البشري والله على ما اقول شهيد الله يعطيك العافيه يا أصاله مصريه وانا فخووووووره ان في منتدى نفساني إنسانه مثلك نسرين الرياض |
|
18-10-2006, 10:51 AM | #24 | |
مراقبه سابقه ( لديها حصانه )
|
[size=4[
اقتباس:
لقد أوردت نور نص الفتوى التى تحرم الغناء والمعازف وأوردت اصالة فتوى أخرى. ويمكن لمن يهتم بالامر ان يقرأ الفتوتين مليا وكلا بسندها وينظر اى مصدر يثق به اكثر ويتوكل على الله. لكن من علمى البسيط وبعيد عن القص واللزق او اخذ دور المفتى ان اعرف ان هناك حديث صريح يحرم المعازف الراوي: أبو مالك الأشعري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري ونصه ليكونن من أمتي أقوام ، يستحلون الحر والحرير ، والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم ، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله ، ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة وأن قول الله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }الإسراء64 ومن تفسير ابن كثير وَقَوْله تَعَالَى " وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اِسْتَطَعْت مِنْهُمْ بِصَوْتِك " قِيلَ هُوَ الْغِنَاء قَالَ مُجَاهِد بِاللَّهْوِ وَالْغِنَاء أَيْ اِسْتَخِفَّهُمْ بِذَلِكَ وَقَالَ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اِسْتَطَعْت مِنْهُمْ بِصَوْتِك " قَالَ كُلّ دَاعٍ دَعَا إِلَى مَعْصِيَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وكلنا نعلم ما فى الغناء الان من مجون , ناهيك على اللعب بمشاعر الناس والله أعلم[/size] |
|
التعديل الأخير تم بواسطة جانين ; 18-10-2006 الساعة 10:53 AM
|
18-10-2006, 11:06 AM | #25 |
عضو دائم ولديه حصانه( عضو في نادي المتفائلين)
|
اختي جانين انااعلم انه ليس منزل لكن هذا الشيخ يفتي وهذا يدل ان معه رخصة من الازهر الشريف حتى يظهر على شاشات التلفزيون ويفتي,, ودائماً الانسان يجعل بينه وبين النار مفتي
تحياتي لك اختي الغاليه نسرين الرياض |
|
18-10-2006, 11:29 AM | #26 |
مراقبه سابقه ( لديها حصانه )
|
نسرين الرياض اختى
مع احترامى الشديد للشيخ خالد بارك الله فيه وللأزهر لكن الفضائيات الحديث فيها ليس مقياس على اى شئ |
|
19-10-2006, 02:44 AM | #27 |
عضو نشط
|
اسلام اون لاين
جانين....ماحدش مع المجون اللي بتتكلمي عنه ،،،بس كمان الناس مش قصّر عشان نحرم عليهم الحاجة بالكامل لمجرد ان فيه جانب منها غلط.....الناس المقتنعين ان الموسيقى حرام بيسمعوها و بيتفرجوا على فيديو كليبس و بيعشقوا ام كلثوم و فيروز،،،يعني عمر التحريم القطعي ماكان حل فتوى ان الموسيقى حلال مش من اختراعي و كلام الشيوخ اللي قالوا انها حلال فعلا مقنع (بالنسبة لي )...و انا بسمع موسيقى و بعزف موسيقى و انا مقتنعة ان حلالها حلال و حرامها حرام و الحمد لله بتحرى الحلال |
التعديل الأخير تم بواسطة noooor ; 19-10-2006 الساعة 03:26 AM
|
19-10-2006, 03:06 AM | #28 |
V I P
|
يااصاله لا بد من وضع مصادر الاحاديث وراويها والا يلزم المشرف او من ينوب عنه بحذفها
اي حديث لا بد من وضع الراوي والمصدر |
|
19-10-2006, 03:24 AM | #29 |
V I P
|
أسمحي لي أختي
أي ردود لاعلاقة لها بالموضوع هذا وفيها إساءه للغير ستحذف وأي كلام بدون مصدر سيحذف الكل يكتب رأيه بالدون التقليل من رأي الأخر مهما كان مخالف لرأيه وفقكم الله |
التعديل الأخير تم بواسطة noooor ; 19-10-2006 الساعة 04:40 AM
|
19-10-2006, 10:22 AM | #30 | |
مراقبه سابقه ( لديها حصانه )
|
اقتباس:
وانا اعلم جيدا ان هناك من أجاز الغناء والموسيقى, وبالطبع من يجيز أمر للمسلمين يجب ان يصيغ أدلة وعلى المؤمن ان يتحرى الصدق فى تتبع الادلة. على فكرة يا أصالة انا اعرف جيدا انك مقتنعة انه حلال لذا اطلب منك فقط ان تبحثى فى الامر فالانسان لابد ان يعلم ان رأيه ربما يكون صواب لكن يحتمل الخطأ ورأى غيره نعم هو بالنسبة له خطأ لذا هو أيضا يحتمل الصواب. وسأفعل نفس الشئ ان شاء الله وان كان قلبى وعقلى مقتنعين انه حرام وادلة التحريم مقنعة لى لكن البحث فى حد ذاته امر جيد ليتيقن الانسان. هدانا الله جميعا للخير. |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|