|
|
||||||||||
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
|
أدوات الموضوع |
05-08-2002, 01:44 PM | #17 |
عضو مميز جدا وفـعال
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي خالد, العفو00 طبعا اليوم دورك00 وانا انتظر موضوعك, ولكن, هل تستطييع ان تكتب غدا ايضا؟؟ لاني مريضه منذ الامس, ولااعرف ان كنت سأدخل غدا ام لا, لااستطيع الجلوس على الانترنت لوقت طويل, ان لم تستطع فلا مشكلة, ولكني سأعاود الكتابه غدا ا استطعت, مشكور مرة اخرى واعتذر لجميع الاعضاء على تقصيري, ان شاء الله عندما اعافى سأرد على المواضيع التي اشتركت بها, ------ مع تحياتي |
|
06-08-2002, 06:18 PM | #18 |
عضو نشط
|
فضيلة الشيخ العلامه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شخصيتنا هذا اليوم هو رجل معروف عند اغلب الناس واعتذر للاخت فاطمه عن ذكره هنا ولكن الناس لا يعرفون الا اسمه وانا حبيت ان نتعرف على حياته نسبه: هو الإمام الشيخ العلامة الفقيه "أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين المقبل الوهيبي التميمي". مولده ونشأته: وُلد الشيخ "أبو عبد الله في مدينة "عنيزة"، إحدى مدن القصيم عام 1347هـ في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في عائلة معروفة بالدين والاستقامة. تتلمذ الشيخ على بعض أفراد عائلته أمثال جده لأمه الشيخ "عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ"، رحمه الله، فقد قرأ عليه القران فحفظه، ثم اتجه لطلب العلم فتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب. وكان الشيخ قد رُزق ذكاء وهمة عالية وحرصًا على التحصيل العلمي في مزاحمة الركب لمجالس العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة المفسر الفقيه "عبد الرحمن بن ناصر السعدي"، رحمه الله. ولم يرحل الشيخ لطلب العلم إلا إلى الرياض حين فُتحت المعاهد العلمية عام 1372 فالتحق بها. سيرته العلمية: وبعد وفاة شيخه عبد الرحمن السعدي رُشح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لإمامة الجامع الكبير، عندها تصدى للتدريس مكان شيخه. ولم يتصدى للتأليف إلا عام 1382 حين ألف أول كتاب له وهو: "فتح رب البرية بتلخيص الحموية"، وهو تلخيص لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية، "الحموية في العقيدة". واستغل الشيخ وجوده في الرياض بالدراسة على الشيخ "عبد العزيز بن باز"، فقرأ عليه صحيح البخاري وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية وبعض الكتب الفقهية. مشايخه: الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله. الشيخ/ محمد الأمين الشنقيطي، رحمه الله. الشيخ/ علي بن حمد الصالحي، حفظه الله. الشيخ/ محمد بن عبد العزيز المطوع، رحمه الله. الشيخ/ عبد الرحمن بن علي بن عودان، رحمه الله. الشيخ/ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله. منهجه العلمي: لقد أوضح الشيخ رحمه الله منهجه، وصرّح به مرات عديدة أنه يسير على الطريقة التي انتهجها شيخه العلامة عبد الرحمن الناصر السعدي، وهو منهج خرج به عن المنهج الذي يسير عليه علماء الجريرة عامتهم أو غالبيتهم، حيث اعتماد المذهب الحنبلي في الفروع من مسائل الأحكام الفقهية والاعتماد على كتاب "زاد المستقنع" في فقه الأمام أحمد بن حنبل، فكان الشيخ عبد الرحمن السعدي معروفًا بخروجه عن المذهب الحنبلي وعدم التقيد به في مسائل كثيرة. ومنهج الشيخ السعدي هو كثيرًا ما يتبنى آراء شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم ويرجحهما على المذهب الحنبلي، فلم يكن عنده جمود تجاه مذهب معين، بل كان متجردًا للحق، وقد انطبعت فيه هذه الصفة وانتقلت إلى تلميذه محمد الصالح العثيمين. وللشيخ رحمه الله آثار علمية عديدة تجاوزت الخمسين مؤلفًا. اللهم اجز الشيخ محمد ابن عثيمين خير ما تجزي به عبادك الصالحين ...العالمين آمين والحمد لله رب. وفاته: تُوفّىَ بالمملكة العربية السعودية مساء الأربعاء الموافق 10/1/2001م - 15 شوال 1421هـ بعد صلاة المغرب بجدة. |
|
06-08-2002, 06:22 PM | #19 |
عضو نشط
|
ابن عيثمين كما عرفته
وليد الطبطبائي - الكويت لقد جاءت وفاة العلامة محمد بن صالح العيثمين لتضيف حزنًا إلى حزننا الذي لم يكد ينتهي بوفاة سلسلة من العلماء الأفاضل بينهم جهابذة لا يمكن تعويضهم، فقبل عام مضى انتقل إلى رحمة الله محدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وقبله الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز، وقبلهما الشيخ المفسِّر محمد متولي الشعراوي، وبينهم تُوفِّي الأديب الشيخ علي الطنطاوي والشيخ منَّاع القطان والشيخ الزرقا وآخرون رحمهم الله جميعًا. لا شك أن وفاة أمثال هؤلاء العلماء خسارة كبيرة ورزية عظيمة لا سيما في عصر تلاطمت فيه أمواج الفتن وكثرت فيه أسبابها، يقول المولى عز وجل: "أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها"، قال المفسرون: "ننقصها من أطرافها: موت علمائها وصلحائها"، إن وفاة أمثال هؤلاء العلماء الأجلاء يفرح أعداء الإسلام، فهم يعلمون أن المسلمين أقوياء بعلمائهم، فهم يوجِّهونهم ويرشدونهم إلى صالح دينهم ودنياهم، ويبينون للأمة ما يدبره الأعداء، وبوفاة هؤلاء يهتز السد الواقي للأمة من طوفان الشبهات والتحديات. أما الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - فلا يمكن حصر مناقبه وفضائله، أما ما أعرف أنا شخصيًّا عن الشيخ فهو تواضعه الجم رغم علمه الغزير، وقد نذر عمره وحياته للتعليم والتدريس واحتضان التلاميذ والإنفاق عليهم، وأذكر بأن الملك خالد بن عبد العزيز عندما زاره في بيته في عنيزة، رآه في منزل قديم ومتهالك، فأمر ببناء منزل جديد وكبير للشيخ، فلم يشأ أن يرفض عطية الملك ولكنه جعل هذا البيت وقفًا على تلاميذه، فجعله سكنًا مجانيًّا لهم، ووفَّر الشيخ ابن عثيمين لهم جميع أسباب الراحة، وافتتح لهم مطعمًا داخل السكن، وفرَّغ لهم عاملاً يُعِدّ لهم الطعام في الوجبات الثلاث اليومية، كما هيأ لهم مكتبة حافلة بالمراجع والكتب النادرة والمخطوطات الأصلية، ومعها مكتبة سمعية من أشرطة لدروس الشيخ، وصالة للقراءة، وكان الشيخ يهتم بمتابعة طلابه لا سيما المغتربين منهم، فيخصص لهم مساعدات مالية لمواصلة مسيرتهم التعليمية. لقد جاء موت العلامة ابن عثيمين؛ ليزيد حزننا حزنًا بعد عام من الحزن، وما أحسن قول الشاعر د. عبد الرحمن العشماوي: أعام الحزن، قد كثرت علينا هــذه الثُّــلَمُ كأنك قد وعدت الموت وعــدًا ليس ينفصم فأنت تفي بوعدك وهو يمضي مسرعـًا بهمو نـودع هـا هنا علمًا ويـرحل من هنا علمُ جهابذة العلوم مضوا فــدمع العين ينسجم |
|
06-08-2002, 06:23 PM | #20 |
عضو نشط
|
لله درك يا ابن عثيمين
د. جاسم الياسين - الكويت تلقينا ببالغ الأسى وعميق الحزن، نبأ وفاة علاّمة الجزيرة، وشيخ الفقه والعقيدة والأدب، وجامع الفنون سماحة الشيخ "محمد بن صالح بن عثيمين ".. رحمه الله واسع الرحمة.. ماذا نقول، ومن أين نبدأ؟!. فإلى رحمات الله، وإلى روضات وجنات وأنهار.. في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. بإذن الله تعالى. فلله در الشيخ عالمًا، فكم أفاد وأجاد، وكشف عن دقائق الفقه، وجلّى عن أصول عقيدة السلف، وأخرج فيها قواعد مُثلى، ولآلئ حُسنى، في توحيد الله سبحانه، نفع الله بها العباد والبلاد. ولله در الشيخ قامعًا للبدعة، مقيمًا لبناء السنة وذابًا عنها، وباعثًا لمعالمها، وحاميًا لجنابها، وباسطًا لرحابها. ولله در الشيخ من عابد زاهد، معرضًا عن اللهو والمفاسد، مخبتًا لربه منيبًا، وقّافًا عند حكمه مستجيبًا، نحسبه عند الله كذلك. ولله دره من معلم ومرب له مريدوه ومحبوه، الذين نهلوا من فيضه، وعبوا من نبع علمه، وملئوا طباق الأرض علمًا، وعنهم أخذ الناس، وهم بقية الخير الباقية. ولله دره من صاحب مؤلفات حسان، علت بها شريعة الرحمن، ما بين مقال وكتاب ورسالة ومحاضرة، تشهد بعلو قدمه، وثقابة ذهنه، وبعد غوره، وسداد فكره.. والله يعلم ككم فاتنا من الخير بوفاته، وكم نلتاع حسرة لفراقه!!! سيذكرني قومه إذا جدّ جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر فكم أحيا الله على يديه من سنن، وكم أبان بفتاواه حججًا شرعية، وقواعد مرعية علت في الآفاق، وجُبر بها صدع الدين واستبان صراطه المستقيم. في ذمة الله علماء الأمة الربانيون: للعلماء في الإسلام أرفع مكانة، وأجلّ رتبة؛ إذ بهم تُنار الظلمات، وتندفع الشبهات، وتنعصم البلاد، ويستهدي العباد، كيف لا، وهم سَدنة الشريعة، وحماتها، ومنارات الهدى وأعلامها، "وأن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى الحوت في كبد البحر ليصلون على معلم الناس الخير"، وصدق الله إذ يقول: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" المجادلة؟! ومن رفعه الله فلا خافض له، ومن أعزه الله فلا مذل له، وليس العالم هو من يستظهر المتون في كل الفنون، أو يجيد النظم في كل فن، وإنما العالم هو من كان ربانيًا قائمًا لله، قلبًاً وقالبًا جوهرًا ومعنى، كمًا وكيفًا، وصدق الله إذ يقول: "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" آل عمران: 79. وإنّا لنحسب فقيدنا منهم، وكذلك زمرة علمائنا الذين فارقونا من قريب كالشيخ الأجلّ "عبد العزيز بن باز" رحمه الله، وفضيلة الشيخ "محمد الغزالي"، وشيخ الحديث العلامة "محمد ناصر الدين الألباني" رحمهم الله جميعًا، وغيرهم الكثير والكثير، والذين نقول فيهم كما قال الراثي الملتاع على فقد بنيه. |
|
08-08-2002, 01:53 AM | #21 |
عضو مميز جدا وفـعال
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي خالد00لامشكلة ولكن00 لا ترتكب الخطأ مرة اخرى :D :D --------------------- شخصيات المقاومة نهر يتدفق كفيف الخليل يطارد جيشا لايقهر يحمل سلاحه، يطلق رصاصه على عدوه الذي عرفه قلبه، دون أن تراه عيناه، طاردهم وطاردوه عامين كاملين بجيشهم الذي ادعوا أنه لا يقهر، لكنه قهرهم - وهو الكفيف - بتلاميذه الاستشهاديين، وحفظه لسرِّ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "كتائب الشهيد عزّ الدِّين القسَّام" بعد أن قاد جناحها الطلابي في جامعة خليل الرحمن. وأنت تسمع عنه يُخيل إليك أنه رزق بحواسّ ليست خمسًا ولا ستًّا، وإنما بحواس إضافية لا يمتلكها إلا أولياء الله الصالحون.. ربما منحه الله إياها جائزة لحفظه القرآن الكريم كاملاً، ولكنك تفاجأ بحقيقة لم تقف عثرة في طريقه؛ إذ فقد اثنتين من حواسه، إحداهما نعمة البصر فقدها مع ولادته، والثانية حملها مع اسمه "أكرم صدقي الأطرش"، قائد كتائب عزّ الدِّين القسَّام في جنوب الضفة الغربية. ليدعك في عاصفة من الأسئلة، وأمام حقيقة تعجز عن تصديقها، وإن كانت دراما بطلها كفيف. فكيف يشترك هذا الكفيف في جناح عسكري لحركة فلسطينية تقاوم دولة إرهاب؟ وبماذا دوخ أعداءه لعامين؟ وكيف استطاع أن يفلت من عملاء ومخابرات الاحتلال وينجو من محاولات اغتياله؟ ------------------ الكفيف يقود الكتلة الاسلامية تميزت مدينة الخليل عن كافة المدن الفلسطينية بمبانيها العتيقة وتاريخها الشامخ؛ فهي مدينة خليل الرحمن الأثرية، وفي حي "واد الهرية" بالتحديد وفي أحد أزقته الضيقة القديمة، وُلِد القائد المتميز "أكرم صدقي الأطرش" مسئول الجناح العسكري في حركة المقاومة الإسلامية حماس في جنوب الضفة الغربية بتاريخ 19-3-1973م، وهو الابن الرابع بين إخوانه الستة وشقيقة واحدة، لم يكن طفلاً عاديًّا، فقد حرم تقريبًا من نعمة البصر إلا من بصيص نور ضعيف جدًّا، ولكنه عُرف بذكائه وروحه المرحة؛ لذلك سرعان ما أثبت تفوقه في دراسته بمدرسة المكفوفين في مدينة بيت لحم التي انتقل منها إلى المدرسة الشرعية الإسلامية في مدينة الخليل، ومنها إلى كلية الشريعة في جامعة الخليل؛ ليصبح أميرًا للكتلة الإسلامية فيها. الاطرش الكفيف البصير تذكر إيمان الأطرش (20 عامًا) ابنة شقيق الشهيد التي كانت ترافقه في دراسته قائلة: كان الشهيد أكرم يمتلك ما يفقده العديد من الأصحاء من سرعة البديهة، والحفظ، والروح الفكاهية المؤمنة بقضاء الله تعالى وقدره والتي لا تعرف شيئًا اسمه المستحيل. وتضيف متفاخرة بعمها: "إعاقة البصر لم تقف حائلاً بينه وبين رغباته، فإذا رغب في شيء سعى لتنفيذه متوكلاً على الله عز وجل حتى يشك من يراه أنه فاقد البصر؛ فهو يمتلك قدرة رهيبة في معرفة الشخص الذي أمامه دون أن يراه، ويعرف مفتاح قلبه ليمتلكه، ويدعه يدور في فلكه ليجذبه إلى الفكر الإسلامي ويقنعه به لسهولة أسلوبه وجاذبية شخصيته". لم يصم الشهيد الأطرش آذانه وقلبه عن نشر مبادئه للحظة واحدة، وتسخير قدراته لخدمة الحركة الإسلامية؛ فالتحق بإحدى فرق الإنشاد الإسلامي، ثم أنشأ فرقة الشبان المسلمين، ومن ثَم أصبح خطيب الحركة الإسلامية المفوَّه، وساحر لب كل من سمع هدير صوته العذب الذي يرغم الجميع على الإنصات له، وكان يدير معظم احتفالات الحركة الإسلامية في الخليل بكلمات ارتجالية منه ربما من الغريب أن نشاهد كفيفًا يسير في الطريق بمفرده، ولكن الشهيد الأطرش لم يكن فقط يسير بمفرده بل وبدون عصاه، وعادة ما يكون متنكرًا ليخفي خبره عن عيون العدو الصهيوني، ورغم كل هذه الملاحقات فلم يكن فظًّا في يوم ما فعندما كنت تقترب منه وتسأله كيف حالك؟؟ يسألك من أنت، ثم يبتسم بلطف شديد ويطرق إلى الأرض في حياء، وتلتمس من كلامه الحنان والطهر، وهو يسأل عنك وعن صحتك وصحة أبنائك، ثم يعرض خدماته عليك، ويسألك إن كنت في ضائقة حتى يمد لك يد المساعدة.. ومن حبه للجهاد والحركة الجهادية كان جيرانه يلقبونه بالشيخ (أبو القسَّام). "رغم أنه وُلِد ضريرًا، فإنك قد تظن بأنه المبصر الوحيد في عالمنا فقد كان يغمر الصغير والكبير بالحنان"... هكذا قالت إحدى قريباته، وأضافت: كان يدعو الله أن ينال الشهادة مقبلاً غير مدبر، وكان كثيرًا يقول: "اللهم أعطنا الشهادة"، وعندما سمع عن استشهاد القائدين جمال منصور وجمال سليم بكى كثيرًا، وقال: "جريمة إن لم نلحق بهما". ويقول شقيقه عبد الرازق بأن آخر مرة شاهده فيها ابتسم الشهيد في وجهه، وقال له: "لا تحزن".. أما شقيقه يونس فقد قال بأن الشهيد طلب منه في آخر مرة شاهده فيها أثناء مطاردته أن يدعو الله بصدق أن يرزقه الشهادة. لن يتزوج الا وهو مبصر تتذكر أمه ودموعها تنحدر قائلة: "فور أن أنهى دراسته الجامعية التحق ببرنامج الدراسات العليا وذلك مع مطلع عام 2000م، ولم تكن عيني تفرح به حتى حام البوم حول منزلنا، وبدأت مداهمات جيش الاحتلال له بصورة متكررة بحثًا عن فلذة كبدي أكرم". وتكمل: وبفضل الله استطاع أن ينجو من قبضتهم ليتجرع سنوات المطاردة بحلوها ومرها، وتوقفت برهة لتعلو شفتيها ابتسامة وكأن ابنها أمامها يمازحها قائلة: "وخلال هذين العامين لم أتمكن من رؤيته إلا قليلاً عندما كان يأتي إليَّ متخفيًا خافيًا سلاحه بين ملابسه، فيبذل قصارى جهده ليساعدني في أعمال المنزل، وفي أحد الأيام قدم لزيارتي وكنت قد انتهيت من غسل الملابس ودون أن أنشرها فأصرَّ أن يقوم بنشرها، فارتدى زي صلاتي، وصعد على السطح لينشره". مؤكدة أن الشهيد الأطرش كان يمتلك الجرأة والقوة التي لا تدع مجالاً للخوف في قلبه لغير الله زاهدًا في الدنيا ومتاعها؛ لذلك رفض الارتباط بأي فتاة، وقطع كل أمل عن أمه بالفرح بزفافه لبنات حوَّ". وتضيف والدته بعد أن أغمضت عينيها لتنقب في ذاكرتها الممتلئة بمواقفه عن أقرب موقف تذكره: "بعد أن أنهى دراسته الجامعية رجوته أن يفرح قلبي بزوجته، وأن أكحل عيني برؤية ذريته قبل أن أرحل إلى ربي، ولكنه كان قبل أن أكمل جملتي يرد عليّ بقوله كيف أتزوج وأنا كفيف؟ لن أتزوج إلا إذا كنت مبصرًا، وكان يمازحني داعيًا: يا ربِّ يجعل يومي قبل يومك ويرزقني ما أريد". وكنت لا أدرك مقصده فأدعو الله أن يعيده إليّ سالمًا فيرد علي: "يا أمي أأسلم من الشهادة؟". |
|
08-08-2002, 01:58 AM | #22 |
عضو مميز جدا وفـعال
|
حكايته مع المجاهدين
انضم الشهيد الأطرش إلى حركة حماس منذ انطلاقتها في 14-12-1987م، وشغل منصب أمير الكتلة في جامعة الخليل، ثم انتمى إلى الجناح العسكري للحركة؛ ليصبح مسئولها في منطقة جنوب الضفة الغربية والناطق السياسي للحركة في مدينته، وكان لا يلقي سلاحه حتى وهو نائم أو في صلاته لشدة يقظته طاردته القوات الصهيونية، وظلَّت تبحث عنه لمدة عامين، وقد حاولت عدة مرات اغتياله، إلا أنها كانت تفاجأ بأنه غير موجود في المنطقة التي يحددها لهم العملاء، وكان له دور أساسي في إيواء المطاردين من كتائب القسَّام لعدة سنوات، وبلغ الغيظ بقوات الاحتلال مبلغه فحين كانوا يأتون بيته فلا يجدونه يحنقون، وهو ما جعل قائد الوحدة المقتحمة يقول ذات مرة بكل صلف لعائلته: سنظل نبحث عن أكرم حتى نجده، وسنظل نأتي إليكم كل يوم ونشرب الشاي معكم (!!، وفي إحدى المرات وصل الأمر بهم لاعتقال شقيقه يونس للضغط على الشهيد فقال لهم بكل بطولة عندما أخضعوه للتحقيق: أنا يونس الأطرش من مدينة الخليل فإن كنتم رجالاً فانزعوا اسمي مني. العصافير لا تخدع قائداا السجن يزيد الرجال صلابة، وصاحب الحق عنادًا وإصرارًا عليه، وهذا ما حدث مع الشهيد القسَّامي الأطرش أثناء تعرضه للاعتقال ثلاث مرات أثناء سنوات دراسته الجامعية، أولها لمدة عامين، ثم عام ونصف، وآخرها لستة أشهر. فبعد أن فقدت المخابرات الإسرائيلية الأمل في استنطاقه والحصول على معلومات عن نشاطه، لجأت إلى أمكر أساليبها وهي ما تسمى مجازًا "غرف العصافير" (العملاء)، ففي عام 1994م وخلال اعتقاله الأول استغلت المخابرات قلة تجربته الاعتقالية وضعف بصره، فعرضته على محاكمة شكلية، وأوهمته بأنها محكمة حقيقية، وأصدرت حكمًا باعتقاله ستة أشهر، لينقل على إثرها إلى غرفة العصافير -وهي عبارة عن معتقل خاص بالعملاء المدربين الذين يمتلكون قدرات استخبارية عالية في إيهام المعتقل أنهم من أبناء وقادة تنظيمه ليبوح بأسراره لهم وعادة ما يكتبها بخط يده، ومن ثَم يعرض على المحاكمة ليعاقب على ما اعترف به لهؤلاء العصافير وقد نجحت المخابرات في إيهامه في بادئ الأمر، واعترف لعملائها ببعض أنشطة الحركة، ولكن سرعان ما اكتشف الفخ الذي سقط فيه؛ ليخرج من السجن وقد ازداد رغبة في العمل العسكري، وتخطي عقبة الإعاقة بنور الإيمان والبصيرة بعد عن عقد العزم أن يكفر ذنبه بمعاقبة نفسه بالصيام ثلاثة أشهر متواصلة قتلو جثته المحترقه وبتاريخ 9-4-2002م كان موعد الأطرش مع تحقيق أمنيته، حيث اجتاحت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة "دورا" في الضفة الغربية واحتلتها بالكامل، ولكنها سرعان ما انسحبت؛ لأنها أخطأت في الوصول إلى هدفها الشهيد الأطرش، ثم عادت واحتلتها عندما أكَّد لها أحد عيونها أنه موجود في مكان معين في المدينة، وقصفت المدينة بطائراتها واجتاحتها بدباباتها؛ لتغطي على عمل إحدى فرق القوات الخاصة في اغتياله وإحراقه بالكامل واختلفت الروايات حول الطريقة التي استطاع جيش الاحتلال اغتيال قائد كفيف دوخهم منذ عامين؛ فالبعض يروي أنه استشهد بعد قصف منزل المجاهد فوَّاز عمرو الذي كان يختبئ فيه وتدميره عليه بعد أن قاومهم بسلاحه الشخصي. وآخرون يقولون بأن القوات الخاصة استطاعت اقتحام المنزل عليه وإخراجه منه، حيث أكَّد شهود عيان أن مجموعة من القوات الخاصة هاجمت منزل المجاهد عمرو وأخرجت منه الأطرش، ووضعوه في مرمى نيرانهم، وأطلقوا عليه قذيفة دبابة، وهو ما أدى إلى احتراق جثته ولم تنتهِ بشاعة وإجرام جيش الاحتلال عند هذا الحد، بل أرادوا أن يطفئوا نار حقدهم التي لن تطفأ إلا بدمائه ليقتلوه مرة أخرى، حيث أمروا أحد المواطنين أن يسحب جثته إلى داخل المنزل ليدمروه عليه.. هل كانوا يخافون من أن تعود الروح إلى الأشلاء المحترقة.. أم تراهم يعلمون أنه لا سبيل لهم إلى روحه الحرة؟ ------------- مع تحياتي |
|
08-08-2002, 10:24 PM | #23 |
عضو نشط
|
مرحبا فاطمه
ما هو الخطأ الي ارتكبته هل هو اني وضعت شخصيه معروفه ان كان هذا هو فانا اعتقد من الافضل ان نضع شخصيات لو كانت معروفه ولكن الناس لا يعرفون سيرتهم اما ان كان هذا يتعارض مع فكرة موضوعك فانا اسف ان اخأطت واعذريني ولك تحياتي اخوك خالد:D :D :D |
التعديل الأخير تم بواسطة خالد الحربي ; 08-08-2002 الساعة 10:26 PM
|
08-08-2002, 10:38 PM | #24 |
عضو مميز جدا وفـعال
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كلا اخي خالد انت لم تخطأ كنت امزح فقط :) اعتذر ان ضايقك مزاحي, ماتود فعله لا يتعارض ابدا مع فكرة الموضوع, ان شئت انت اكتب ان الشخصيات التي يعرفها الناس بلإسم فقط وسأكتب انا عن المجهولين :D :D :D اعتذر ان ضايقك مزاحي ------ مع تحياتي |
|
08-08-2002, 11:01 PM | #25 |
عضو نشط
|
معليش فاطمه حصل خير
كنت خايف اني حست موضوعك حوس ولكن الحمد لله خفت تقولي لي اقضب الباب ولا عاد تشارك في موضوعي ههههههههههههههههه :D :D :D |
|
08-08-2002, 11:49 PM | #27 |
عضو نشط
|
الملك فيصل آل سعود.. نادر الوجود
عماد حسين
"حضرة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. هل ترى هذه الأشجار.. لقد عاش آبائي وأجدادي مئات السنين على ثمارها. ونحن مستعدون أن نعود للخيام ونعيش مثلهم، ونستغني عن البترول، إذا استمر الأقوياء وأنتم في طليعتهم في مساعدة عدونا علينا"… إن قال هذه العبارة مواطن عربي.. فهو مجنون، أما أن يقولها حاكم عربي لأغنى دولة بترولية، فإنه يجب أن يموت، وقد قالها الملك فيصل قبل أشهر معدودة من اغتياله بيد أمير سعودي مختل. حفل التاريخ بقصص أصحاب الثورات والحركات الذين فازوا بحكم بلادهم، ولكن أن يسعى الملك والحكم إلى أحد، فهذا هو القليل النادر، ومن ثم أقر الأولون مبدأ أن الشاذ لا قاعدة له، ولهذا كان الملك "فيصل بن عبد العزيز" خارج نطاق القواعد المألوفة، فقد كان ممن يصنعون الأحداث، وإن سبقته أسرع وأمسك بزمامها يوجهها، لا يتوجه بها. فمن هو؟ مولده ونشأته هو "فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"، ولد بمدينة الرياض في صفر سنة 1324هـ/إبريل 1906، وكان يوم مولده هو يوم انتصار والده في معركة "روضة الهنا"، وهي إحدى أهم المعارك في سبيل بناء الدولة السعودية، تلقى العلوم الشرعية على يد مدرسين أكفاء، وعلى رأسهم جده الشيخ "عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ"، وأتم حفظه القرآن وهو دون الثالثة عشرة من عمره، وبرع في الفروسية واستعمال السلاح منذ صباه. وقد اشترك في المعارك مع والده وهو ابن 13 عامًا، وبعد ذلك بثلاث سنوات قاد حصارًا لمدة 3 شهور حول "حائل" حتى استسلمت، ثم وهو ابن عشرين عامًا قاد جيشًا لقمع تمرد بعض القبائل العربية اليمنية، وأراد –وكان يملك القوة والقدرة- اقتحام مدينة صنعاء، ولكن والده وافق على الصلح، وهدد الشاب والده بالانتحار إن وافق على هذا الصلح، وكان رد والده "يحزنني أن أفقد ولدًا من أولادي، ولكن الحياة علمتني أن تسامح الأخ مع أخيه هو أكبر قيمة من انتصار المدافع والسيوف"، وخضع الأمير الشاب، وكان درسًا صنع من الشاب رجلاً جديدًا. ودفع الوالد بابنه إلى حقل السياسة الخارجية، ليرى ويتعلم كيف تسير أمور العالم. فيصل وزيرًا للخارجية كانت رحلته ومهمته الأولى إلى إنجلترا. وفي اليوم التالي لوصوله غادر البلاد فورًا إلى باريس، وكان ذلك بسبب تصرف اللورد "كرزون" الذي أمر بتقديم حلوى للطفل القادم من الصحراء، وأسرعت السلطات البريطانية بالاعتذار للأمير الشاب، وبدأ الأمير يناقش وضع السعودية والعرب مع الحكومة الإنجليزية، ومن ثم عرفت الحكومة البريطانية أنها في مواجهة رجل يمثل أمة، والتقى والملك والملكة البريطانيين، وعاد لبلاده بعد جولة أوروبية واسعة، وبعد قليل عاد إلى بريطانيا ليعقد معاهدة جديدة بين بلاده وبريطانيا (عام 1927م) تعترف بموجبها بريطانيا بسيطرة بلاده على كافة أراضي الجزيرة العربية (تقريبًا) باستثناء المحميات الخليجية والجنوبية. وتعددت رحلات الشاب إلى بلاد العالم المختلفة، شرقية وغربية، ورغم تعدد المهام الخارجية، فإن ذلك لم يمنع من المشاركة العسكرية في بناء وتأمين الدولة الوليدة، وقد صدر له قرار رسمي بتولي وزارة الخارجية في عام 1319هـ/1930م، وبعدها قاد عدة معارك في "عسير" و"تهامة" و"نجران"، ومن قلب المعارك إلى لندن –بأمر من والده- ليشارك في مؤتمر فلسطين عام 1939م ويستطيع فيصل أن يستخدم ورقة البترول بصورة أجبرت بريطانيا أن تعطي وعدًا رسميًا بألا تسمح لليهود بإنشاء دولة لهم في فلسطين، ولكن من يستطيع أن يلزم بريطانيا بوعد. وتولى فيصل عدة مهام بجانب الخارجية، فقد عينه والده حاكمًا لمنطقة الحجاز، كما مثَّل السعودية في اجتماعات تأسيس الأمم المتحدة، واستطاع أن ينهي عدة مشاكل حدودية لبلاده، حتى شهد له عدد من الرؤساء والملوك أن عقليته وكفاءته تؤهله ليكون وزير خارجية قوة عظمى. الطريق إلى العرش تُوفي مؤسس الدولة السعودية الملك "عبد العزيز آل سعود" في ربيع الأول 1373هـ/نوفمبر 1953م، وتولى الأمر الابن الأكبر "سعود"، وذلك وفقًا لنظام الدولة، ولكنه –أي الملك سعود- وافق أن يتخلى لأخيه الفيصل من رئاسة مجلس الوزراء، وذلك كان بنصيحة من العلماء والأمراء. وقد وجد فيصل الدولة تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، فبلاده تعاني من ديون طائلة لشركات البترول، ونظام العلاوات النفطية لأمراء البلاد (300 أمير)، والبذخ في الإنفاق على الدور والقصور يجفف موارد الدولة، وذلك على الرغم أن مواردها ليست بالقليلة، ولم يستطع فيصل إصلاح الأمر، وذلك بسبب تدخل الملك في شئون الحكم باستمرار. وقد وصل الأمر بالملك أن حاصر بقوات عسكرية قصر فيصل، ووجه فوهات المدافع على القصر، فما كان منه (فيصل) إلا أنه نزل إلى هذه القوات بسيارته ـ رغم تحذير حاشيته له، وما إن وصل عندها حتى اصطف الجميع لأداء التحية العسكرية، ومثل هذه التصرفات دفعت الأمراء لاقتحام قصر الملك، وأجبرته على التنازل عن كافة سلطاته لفيصل (وقد أخبره أن فيصل رفض أن يقوم بعزله وتوليته) وذلك في عام 1958، ولكن الأمراء عام 1964 أجبروا الملك سعود على التنازل تمامًا عن العرش، وصار فيصل بن عبد العزيز ملكًا على السعودية. الإصلاحات الداخلية إن أهم محور في الإصلاح الداخلي هو بناء الكرامة الإنسانية لكل إنسان على أرض السعودية؛ ولذلك ألغى بروتوكول تقبيل يد الملك من نظام المراسم السعودية، وألغى "نظام الرق" في السعودية، وأعتق كافة العبيد في السعودية ومنحهم الجنسية السعودية، وقام بتقديم تعويضات لكافة المتضررين من هذا الإلغاء بلغت 60 مليون ريال. إصلاح الحالة المالية، لرفع "ذل" الدين عن السعودية، وكانت الدولة عند توليه مدينة لشركات البترول بأكثر من 2000 مليون ريال، وكان يوجد في خزانة الدولة 317 ريالاً فقط؛ لذلك وضع عدة نظم للإصلاح المالي، على رأسها تحرير الريال السعودي من سيطرة الدولار الأمريكي، ودون أن نشرح تفاصيل الإصلاحات يكفي أن نعرف أن ميزانية السعودية في عام 74/1975 كانت 22.810.000.000 ريال. أدرك الملك فيصل أن الأساس الذي يجب بناؤه لأي نهضة حقيقية هو العلم والتعليم، فكان اجتهاده في هذا الميدان غير مسبوق، إذ شكّل أول هيئة عليا للتعليم، ورصد للتعليم أكبر نصيب في ميزانية الدولة، ووضع قواعد لنشر التعليم بحيث لا يكون كما بلا كيف، فانتشرت مدارس التعليم البنين والبنات، ثم أسس الجامعات ودور البحث العلمي. بدأ في نشر العمران في كافة أرجاء الدولة، مع توفير كافة الخدمات والمرافق اللازمة للحياة من شبكة طرق، وشبكة كهرباء، وشبكة مياه شرب وصرف صحي، واتصالات. بدأ في تطوير أشكال الإعلام؛ فأنشأ أضخم شبكة إذاعة وتليفزيون، ومحطات للاتصال بالأقمار الصناعية. بدأ في وضع أسس تطوير البلاد في اتجاه الزراعة والصناعة ووضع أسس شبكة محطات التوليد لطاقة اللازمة لهذا الغرض، وأسس الصناعات البتروكيماوية، والحديد والصلب، والأسمنت، والتعدين. هذا بخلاف الخدمات الاجتماعية المختلفة في مجال رعاية المواطنين الصحية والثقافية والدينية وغير ذلك. السياسة الخارجية كان محور السياسية الخارجية هو: الإسلام وقضايا المسلمين؛ لذلك: أعد سفارة سعودية متجولة، وهو وفد من عدد من الشخصيات الإسلامية، على رأسها الشيخ "محمد محمود الصراف"، تطوف في أكثر من 30 دولة إفريقية وآسيوية، وذلك لفتح أبواب النشاط الإسلامي وتحسين أوضاع المسلمين، وقد أثمرت السفارة بشكل كبير؛ إذ أشهر ـ بسببها ـ رئيس الجابون إسلامه وصار اسمه "عمر" بعد أن كان جوزيف، وتحسنت أوضاع المسلمين في كثير من الدول، ثم قام الملك فيصل بعدة جولات لنفس الغرض، واستطاع أن يؤثر في القيادة السوفيتية بحيث سمحت للمسلمين بقدر من الحرية في ممارسة شعائر دينهم والخروج للحج. كان يعمل على الرد على كافة الشبهات التي يثيرها المستشرقون في اجتماعاتهم وندواتهم، وعقد مؤتمرات في معاقلهم للرد على افتراءاتهم. الدعم المساوي لكافة المؤسسات الإسلامية التعليمية والخيرية في العالم الإسلامي. تأسيس مؤسسات إسلامية عالمية للدعوة الإسلامية، مثل: "رابطة العالم الإسلامي". العمل من أجل التضامن الإسلامي في مواجهة كافة الأخطار، سواء الشرقية (الاتحاد السوفيتي في هذا الوقت) أو الغربية أو المؤامرات الصهيونية، أو الدعوات والمذاهب المناقضة للإسلام. دعم حركة المقاومة الفلسطينية دعمًا ماديًا، وسياسيًا، وكان هدفًا أساسيًا في حركة الملك فيصل على النطاق الآسيوي والأفريقي أن يعمل على حشد التأييد للحق الفلسطيني وقطع الاتصال مع الكيان الصهيوني. دعم دول المواجهة، وفي هذا النطاق، قام بتعويض مصر عن كل خسارتها في سلاح الطيران بعد حرب 1973، وكان له موقف في أعقاب هزيمة 1967 من حشد للتأييد والتعاون من أجل إعادة بناء القوات المسلحة في دول المواجهة. كان هو بطل معركة الحظر البترولي عن الدول المساندة لإسرائيل في أثناء حرب 1973، وعلى الرغم من التحذيرات الغربية والأمريكية فكان له موقف مشهود، أثمر تغيرًا في توجهات كثير من الدول الغربية، وكان يكرر مقولته التي بدأنا بها هذه السطور لكافة المسئولين الغربيين. عندما هددت الدول الغربية باستخدام القوة للسيطرة على منابع البترول، ردد "ماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت؟ وهل هناك موت أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهدًا في سبيل الله؟ أسأل الله سبحانه أن يكتب لي الموت شهيدًا في سبيل الله. وفي صباح الثلاثاء الموافق 12 ربيع الأول (ذكرى مولد رسول الله)1395 هـ، 25 مارس 1975م، دخل على الملك أحد أبناء عمومته، وكان بابه مفتوحًا للقريب والبعيد، فدخل الأمير "فيصل بن مساعد بن عبد العزيز"، وكان معروفًا عنه اختلال العقل، ومعاقرة الخمر، فأطلق عدة رصاصات على الملك فيصل، فمات متأثرًا بجراحة. |
|
09-08-2002, 10:06 PM | #28 |
عضو مميز جدا وفـعال
|
بسم الله الرحمن الرحيم
محمود درويش.. وطن في قصيدة لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات. فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا"، هكذا صدر الحكم - قدريا - على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها. والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت - بصورة نموذجية - أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب. مع الميلاد: عندما كنت صغيرا.. كانت الوردة داري.. والعصافير إزاري في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة" بالقرب من عكا، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره. في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب، وعلى هرج في المنزل، وخروج فجائي، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم "عصابات الهاجاناة". ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان"، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات، مثل: فلسطين، وكالات الغوث، الصليب الأحمر، المخيم، واللاجئين… وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض، حين كان لاجئا فلسطينيا، وسُرقت منه طفولته وأرضه. وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية، وعن هذه التجربة يقول: قيل لي في مساء ذات يوم.. الليلة نعود إلى فلسطين، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل: أنا الآن في فلسطين الموعودة؟! ولكن أين هي؟ فلم أعد إلى بيتي، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت". هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء، فصار يحمل اسما جديدا هو: "لاجئ فلسطيني في فلسطين"، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل".. وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول: "مع الشعوب العربية.. ضد الاستعمار"، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش. وبعد سلسلة من المحاصرات، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته. إلى المنفى: وطني على كتفي.. بقايا الأرض في جسد العروبة وهنا بدأ محمود درويش الشاعر الشاب مرحلة جديدة في حياته بعد أن سُجن في معتقلات الصهيونية ثلاث مرات: 1961 – 1965 – 1967. ففي مطلع السبعينيات وصل محمود درويش إلى بيروت مسبوقا بشهرته كشاعر، وعبر أعوام طويلة من التنقل كان شعره صوتا قويا يخترق أصوات انفجارات الحرب الأهلية في لبنان. وفي عام 1977 وصلت شهرته إلى أوجها، حيث وُزع من كتبه أكثر من مليون نسخة في الوقت الذي امتلكت فيه قصائده مساحة قوية من التأثير على كل الأوساط، حتى إن إحدى قصائده (عابرون في كلام عابر) قد أثارت نقاشا حادا داخل الكنيست الإسرائيلي. هذا التأثير الكبير أهَّله بجدارة لأن يكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من عدم انتمائه لأية جماعة أو حزب سياسي منذ مطلع السبعينيات، وقد تطورت علاقته بمنظمة التحرير حتى اختاره "عرفات" مستشارا له فيما بعد ولفترة طويلة، وقد كان وجوده عاملا مهما في توحيد صفوف المقاومة حينما كان يشتد الاختلاف، وما أكثر ما كان يشتد!. يذكر "زياد عبد الفتاح" أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واقعة تؤكد هذا المعنى فيقول: "قرأ محمود درويش على المجلس الوطني الفلسطيني بكامل أعضائه ومراقبيه ومرافقيه وضيوفه وحرسه قصيدة: "مديح الظل العالي " فأثملهم وشغلهم عن النطاح السياسي الذي شب بينهم في تلك الجلسة. وهذا ما جعل ياسر عرفات يحاول إقناع محمود درويش بُعيد إعلان قيام الدولة الفلسطينية في المنفى بتولي وزارة الثقافة الفلسطينية، ولكن الرد كان بالرفض، معللا هذا الرفض بأن أمله الوحيد هو العودة إلى الوطن ثم التفرغ لكتابة الشعر. وقد عاش محمود درويش كثيرا من مآسي هذه المقاومة، وشاهد بنفسه كثيرين من أصدقائه ورفقاء كفاحه وهم يسقطون بأيدي القتلة الصهاينة، وكانت أكثر حوادث السقوط تأثيرا في نفسه حادث اغتيال "ماجد أبو شرار" في روما عام 1981، حين كانا يشاركان في مؤتمر عالمي لدعم الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نظَّمه اتحاد الصحفيين العرب بالتعاون مع إحدى الجهات الثقافية الإيطالية.. وضع الموساد المتفجرات تحت سرير ماجد أبو شرار.. وبعد موته كتب محمود درويش في إحدى قصائده: "أصدقائي.. لا تموتوا". كان محمود درويش مقيما في بيروت منذ مطلع السبعينيات، وعلى الرغم من تجواله المستمر إلا أنه قد اعتبرها محطة ارتكازه، كما كانت حياته في بيروت زاخرة بالنشاط الأدبي والثقافي، فقد أصدر منها في أواخر السبعينيات مجلة الكرمل التي رأس تحريرها والتي اعتبرت صوت اتحاد الكتاب الفلسطينيين. |
|
09-08-2002, 10:17 PM | #29 |
عضو مميز جدا وفـعال
|
تحت القصف: (بيروت.. لا)
أثناء قصف بيروت الوحشي، كان محمود درويش يعيش حياته الطبيعية، يخرج ويتنقل بين الناس تحت القصف، لم يكن يقاتل بنفسه، فهو لم يعرف يوما كيف يطلق رصاصة، لكن وجوده - وهو الشاعر المعروف - بين المقاتلين كان يرفع من معنوياتهم، وقد أثر قصف بيروت في درويش تأثيرا كبيرا على مستويات عديدة. فعلى المستوى النفسي كانت المرة الأولى التي يحس فيها بالحنق الشديد، على الرغم من إحباطاته السابقة، وعلى المستوى الشعري أسهم هذا القصف في تخليه عن بعض غموض شعره لينزل إلى مستوى أي قارئ، فأنتج قصيدته الطويلة الرائعة "مديح الظل العالي"، معتبرا إياها قصيدة تسجيلية ترسم الواقع الأليم، وتدين العالم العربي، بل الإنسانية كلها. وأسفر القصف عن خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، بينما فضّل محمود درويش البقاء في بيروت، معولا على عدم أهميته بالنسبة للصهاينة، لكنه وبعد عشرين يوما من بقائه علم أنه مطلوب للتصفية، فاستطاع أن يتسلل هاربا من بيروت إلى باريس ليعود مرة أخرى إلى حقيبته وطنا متنقلا ومنفى إجباريا. وبين القاهرة وتونس وباريس عاش محمود درويش حبيس العالم المفتوح معزولا عن جنته الموعودة.. فلسطين. لقد كان الأمل في العودة هو ما يدفعه دائما للمقاومة، والنضال والدفع إلى النضال. كان محمود درويش دائما يحلُم بالعودة إلى أرضه يشرب منها تاريخها، وينشر رحيق شعره على العالم بعد أن تختفي رائحة البارود، لكنه حلم لم يتحقق حتى الآن!. اتفاقات التسوية "لماذا تطيل التفاوض يا ملك الاحتضار"؟ في عام 1993 وأثناء تواجده في تونس مع المجلس الوطني الفلسطيني، أُتيح لمحمود درويش أن يقرأ اتفاق أوسلو، واختلف مع ياسر عرفات لأول مرة حول هذا الاتفاق، فكان رفضه مدويا، وعندما تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى قدم استقالته من المجلس الوطني الفلسطيني، وشرح بعد ذلك أسباب استقالته قائلا: "إن هذا الاتفاق ليس عادلا؛ لأنه لا يوفر الحد الأدنى من إحساس الفلسطيني بامتلاك هويته الفلسطينية، ولا جغرافية هذه الهوية إنما يجعل الشعب الفلسطيني مطروحا أمام مرحلة تجريب انتقالي.. وقد أسفر الواقع والتجريب بعد ثلاث سنوات عن شيء أكثر مأساوية وأكثر سخرية، وهو أن نص أوسلو أفضل من الواقع الذي أنتجه هذا النص". وعاد درويش في يونيو 1994 إلى فلسطين، واختار الإقامة في رام الله، وعانى مذلة الوجود في أرض تنتمي له، ويحكمها -ولا يحكمه- فيها شرطي إسرائيلي.. واستمر يقول الشعر تحت حصار الدبابات الإسرائيلية، إلى أن تم اجتياحها أخيرا، ولم يسلم هو شخصيا من هذا الاجتياح، حيث داهمت الشرطة الإسرائيلية منزله، وعبثت بأسلحته: أوراقه وأقلامه. رحلة الإبداع "مع الشعر مجيئي … مع الشعر رحيلي" "إذا كنا هامشيين إلى هذا الحد فكريا وسياسيا فكيف نكون جوهريين إبداعيا؟" هكذا أجاب درويش، وهكذا يرى نفسه وسط عالم من الإبداع الجيد والمبدعين "الجوهريين"، رغم التقدير الذي يلقاه داخل وطننا العربي وخارجه الذي بلغ ذروته حين قام وفد من البرلمان العالمي للكتاب يضم وول سوينكا وخوسيه ساراماغو وفينثنثو كونسولو وبرايتن برايتنباك وخوان غويتيسولو إلى جانب كريستيان سالمون سكرتير البرلمان 24 مارس 2002 بزيارة درويش المحاصر في رام الله مثل ثلاثة ملايين من مواطنيه، وهذه الخطوة –زيارة وفد الأدباء لفلسطين- التي لم تستغل جيدا رغم أنها حدث في منتهى الأهمية – تنم عن المكانة التي يحتلها درويش على خريطة الإبداع العالمي. وعلى هامش الزيارة كتب الكاتب الأسباني خوان غويتسولو مقالا نشره في عدد من الصحف الفرنسية والأسبانية اعتبر فيه محمود درويش أحد أفضل الشعراء العرب في القرن الحالي ويرمز تاريخه الشخصي إلى تاريخ قومه، وقال عن درويش إنه استطاع: تطوير هموم شعرية جميلة ومؤثرة احتلت فيها فلسطين موقعا مركزيا، فكان شعره التزاما بالكلمة الجوهرية الدقيقة، وليس شعرا نضاليا أو دعويا، هكذا تمكن درويش، شأنه في ذلك شأن الشعراء الحقيقيين، من ابتكار واقع لفظي يرسخ في ذهن القارئ باستقلال تام عن الموضوع أو الباعث الذي أحدثه. وكان درويش قد شارك في الانتفاضة الأخيرة بكلماته التي لا يملك غيرها بديوان كتبه في أقل من شهر عندما كان محاصرا في رام الله، وأعلن درويش أنه كتب هذا الديوان – الذي أهدى ريعه لصالح الانتفاضة – حين كان يرى من بيته الدبابات والجنود, ويقول: "لم تكن لدي طريقة مقاومة إلا أن أكتب, وكلما كتبت أكثر كنت أشعر أن الحصار يبتعد, وكانت اللغة وكأنها تبعد الجنود لأن قوتي الوحيدة هي قوة لغوية". وتابع قائلا "كتبت عن قوة الحياة واستمرارها وأبدية العلاقة بالأشياء والطبيعة. الطائرات تمر في السماء لدقائق ولكن الحمام دائم.. كنت أتشبث بقوة الحياة في الطبيعة للرد على الحصار الذي أعتبره زائلا؛ لأن وجود الدبابة في الطبيعة وجود ناشز وليس جزءا من المشهد الطبيعي". اللافت أن درويش لم يخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون في أي قصيدة من قصائد الديوان. وقال درويش بشأن ذلك: إن شارون "لا يستحق قصيدة فهو يفسد اللغة.. هو متعطش للدماء ولديه حقد كبير, ولكن المشكلة في الدعم الأميركي الذي يمنحه بعد كل مجزرة وساما بأنه رجل سلام". وما زال الشاعر ابن الستين ربيعا متفجرا يعيش تحت سماء من دخان البارود الإسرائيلي وخلف حوائط منزل صغير مهدد في كل وقت بالقصف أو الهدم، وبجسد مهدد في كل وقت بالتحول إلى غربال.. ورغم ذلك فإن كل هذا يقوي من قلمه، ويجعله أشد مقاومة ----------------------------------------------------- وهذه هي مجلة الكرمل التي يرأس تحريرها الشاعر محمود درويش |
|
11-08-2002, 02:40 PM | #30 |
عضو مميز جدا وفـعال
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي خالد000 اسمح لي بالكتابة نيابة عنك الى ان تعود00 وعندما تعود 00مكانك موجود00 ------------------------------ شُيِّعت يوم الجمعة 16-3-2001 عقب صلاة الجمعة من مسجد عمر مكرم، الذي تنطلق منه أغلب جنازات المشاهير بوسط القاهرة، جنازة المفكر السياسي الإسلامي عادل حسين، الذي تُوفِّي صباح الخميس 15 آذار (مارس) الجاري، داخل مستشفى مصطفى كامل العسكري بالإسكندرية بعد حوالي أسبوع من المكوث في غرفة الإنعاش. ووُرِيَ حسين الثرى في مقابر العائلة بالقاهرة بجوار رفات شقيقه أحمد حسين زعيم حركة مصر الفتاة، التي اشتهرت في ثلاثينيات القرن العشرين في مصر. وكان عادل حسين (69 عاما) قد أُصيب بارتفاع في ضغط الدم تسبب في انفجار أحد شرايين المخ مساء الخميس قبل الماضي، أثناء قضاء العيد مع أسرته في الإسكندرية. ونُقِل على إثر ذلك إلى مستشفى مصطفى كامل العسكري بالإسكندرية، حيث تمكن الأطباء من وقف النزيف، بيد أن الراحل دخل في غيبوبة تُوفِّي على إثرها تاركا وراءه تركة مثقلة بالهموم لجيل من شباب حزب العمل المصري ذي التوجه الإسلامي، الذي كان يتولى أمانته العامة. وقد نجح حسين في تكوين نخبة من الصحافيين من شباب الحزب تربّوا على يديه، منذ توليه إدارة شؤون صحيفة /الشعب/ الصادرة عن الحزب منذ عام 1985، وقد نجح في تحويلها إلى إحدى أقوى صحف المعارضة المصرية وأشهرها، بسبب ما كانت تحتويه من النقد اللاذع والمقالات النارية والمعارك السياسية، التي كانت تخوضها الجريدة مع أكثر من خمسة وزراء مصريين، بينهم وزراء داخلية، نجحت في إقصاء اثنين منهم بنشر موضوعات تدينهم، مما دفع القيادة السياسية في النهاية لعزلهم بعد فترة من النقد الموجه إليهم. وقد اشتهر عادل حسين بانتمائه إلى أسرة اشتهرت بالعمل النضالي والسياسي منذ الثلاثينيات والأربعينيات في القرن الماضي؛ فقد قاد شقيقه أحمد حسين حركة مصر الفتاة قبل ثورة 23 تموز (يوليو) 1952، وكان معه المهندس إبراهيم شكري رئيس حزب العمل الحالي. كما ارتبطت العائلة بصلة نسب مع السياسي اللامع الراحل الدكتور محمد حلمي مراد وزير التعليم الأسبق في حكومة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخرج منها أيضا مجدي أحمد حسين ابن زعيم مصر الفتاة، الذي سار على نفس خطا والده، ودخل السجن عدة مرات لنقده السلطات، وخرج من السجن منذ ثلاثة أشهر بعد قضاء عقوبة الحبس لنقده نائب رئيس الوزراء، وزير الزارعة المصري يوسف والي، واتهامه بالعمالة للدولة العبرية واستيراد بذور فاسدة منها. وقد بدأ عادل حسين عمله السياسي في الثلاثينيات، منضما لأخيه في حركة مصر الفتاة، وزاد نشاطه في الخمسينيات بعدما تحول إلى الفكر الماركسي، وارتبط بالتنظيمات اليسارية الشيوعية في مصر. وقد دخل السجن بسبب ذلك هو وعشرات من الشيوعيين المصريين في سياق التوتر، الذي نشب بينهم وبين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولبث في السجن قرابة عشر سنوات، ثم تحول حسين تدريجيا إلى الفكر القومي الناصري، وطرح في هذه الفترة عدة دراسات تعبر عن هذا الفكر مثل كتابه الهام: "الاقتصاد المصري من الاستقلال إلى التبعية"، الذي أوضح فيه كيف انتقل الاقتصاد المصري من الاستقلال في عهد عبد الناصر، إلى التبعية في عهد سلفه أنور السادات. كما أنجز أيضاً دراسة مهمة بعنوان "لماذا الانهيار بعد عبد الناصر؟!"، ودراسة أخرى بعنوان "الاقتصاد المصري في عهد عبد الناصر: ردّ على المعارضين والناقدين". وفي هذه المرحلة كان حسين يعمل في جريدة "أخبار اليوم". التحول للفكر الإسلامي ومنذ أوائل الثمانينيات بدأ حسين يتحول من الفكر القومي واليساري إلى ساحة الفكر الإسلامي، وساعدته على ذلك فترات السجن، التي قضاها في السبعينيات في دراسة كتب التراث الإسلامي. وما إن جاء منتصف الثمانينيات حتى ظهر التحول الكبير في فكر عادل حسين من الماركسية إلى الفكر الإسلامي، الذي دافع عنه بحرارة لا تقل عن دفاعه عن الفكر اليساري، بل وأكثر. وخاض في سبيله معارك شرسة مع خصومه ومع الحكومات المصرية المتعاقبة، وخاصة بعدما تولّى رئاسة تحرير جريدة "الشعب"، التي صارت في عهده منبرا للإسلاميين عموما بما فيهم جماعة "الإخوان المسلمون"، وهو ما سبَّب إزعاجا كبيرا للسلطة المصرية. وقد اقترن دخول حسين لحزب العمل مع تغيير توجهات الحزب من الفكر الاشتراكي، وكان يحمل في تلك الفترة اسم "حزب العمل الاشتراكي" إلى الفكر الإسلامي، فتخلى عن لفظ الاشتراكية، وصار اسمه "حزب العمل". وقال حسين وقادة الحزب في أكثر من مناسبة إن ما يحول بينهم وبين تسمية حزبهم باسم إسلامي هو قانون الأحزاب الذي يمنع تسمية الحزب باسم إسلامي واضح. وقد سعى حسين وكذلك رئيس الحزب إبراهيم شكري لشرح أسباب هذا التحول العقائدي والأيديولوجي في الحزب، بأن ما يحصل ليس تغييرا في توجه الحزب، وإنما عودة به إلى الأصول، إذ كانت جماعة مصر الفتاة، التي يُعتبَر حزب العمل امتدادا لها، تتبنى الفكرة الإسلامية والقومية معا. يتبع في الصفحه رقم 3 |
التعديل الأخير تم بواسطة Fatma ; 11-08-2002 الساعة 02:48 PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|