المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-10-2005, 08:50 PM   #16
خالــــــــــــــــد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خالــــــــــــــــد
خالــــــــــــــــد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1646
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 16-09-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 711 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الطبيب النفسي لديه قدرات خاصة و ربما خارقة على حل المشكلة !



الطبيب النفسي لديه قدرات خاصة و ربما خارقة على حل المشكلة !


أما هذا الاعتقاد فيختلف عن كل ما سبق في كونه موجوداً عند جماعة أخرى من الناس بعضهم زار العيادة النفسية بالفعل و بعضهم لم يزرْها لكنه نصح الكثيرين بذلك و هو نفسه على استعداد لزيارة الطبيب النفسي إذا طرأ في حياته ما يستدعي ذلك ؛ و لعل البعض يستغربون هنا من كلامي هذا و لعل البعض يسأل نفسه ماذا يريد الكاتب بالضبط ؟ لكنني أدعوك عزيزي القارئ إلى التريث فأنا كطبيبٍ مَـعْـنِـيٌّ لا فقط بأن يزورني الناس و إنما مَـعْنيٌّ أيضًا بماذا تكون نتيجة الزيارة أو الزيارات التي يقوم بها المريض لي و أظن كل طبيبٍ نفسي كذلك مثلي !!

ذلك أن خبرة عِـقْدٍ من الزمان أو ما يزيد قليلاً في مجال الطبِّ النفسي في بلدٍ تطحنه التيارات الفكريةُ و الثقافية ؛ قد أطلعتني على نماذج من زائري العيادات النفسية يفرح بها الكثيرون من الأطباء لأنها ربما أشبعت رغبَتَهُم في أن يعرف الناس قيمَةَ ما لديهم من العلم الطبي الذي ينفرد وسط العلوم الطبية بأنه أصعبها دراسةً و أقلُـها حظًّا " و ألذها طعمًا في رأي كاتب السطور على الأقل "، لكن سرْعان ما يصحو الواحد منهم من حلمه " بأن أناسا قد فهموه و فهموا من هو و ما هي قدراته و ما مفهوم عمله و ما أسلوبه ؟ " على حقيقة أنهم لم يفهموه كغيرهم !

أي على حقيقة أن المريض ينتظر منه ما ليس لديه و ما لم يدَّعي يومًـا أنه لديه ! و أن مريضه معرض للإحباط إن عاجلاً أو آجلاً ولا أظن شيئًا يؤلم الطبيب أكثرمن ذلك !
أصحاب هذا المفهوم من المرْضى كثيرون للأسف ! ويتميزون بتوقعات تفوق الحقيقة عن طبيبهم النفسي وعن قدراته على معرفة أشياء لا يعرفونها هم أنفسهم خارج ميدان الطب النفسي بالطبع " لأن طبيعةالموقف الطبي عامة تفرضُ كون الطبيب أكثر علما من مريضه في حدود تخصصه " لكن الأطباء النفسيين مساكين !!! فمجال عملهم في رأي كثير من المرْضى هو الحياة بأسْرِها على ما يبدو و قدراته على حل المشاكل وتقديم العون هي بالتأكيد فوق الشك ! بعضهم يجلس معك ويطلب منك بعد الجلسة الأولى أن تقدم له الحل لمشكلة عمرها مثلا خمس سنين و تقع في الغالب خارج مجال الطب النفسي وتكون مشكلة اجتماعية في أغلب الأحيان !

وبعضهم يأتيك مرَّة و اثنتين و ثلاثة و تبدَأُ العمل معه ثم يفاجئــ ُـك بعد ذلك بأنه لا يستعمل الدواء الذي اتفقت معه عليه ثمَّ يفاجئك بأنه لم يكن يتوقع منك دواءًا كيميائياً !

أو تجد أنه لا يطبق خطوات العلاج السلوكي التي حددتها معه أي أنه لم يغير شيئًـا من سلوكه !! فمثلا لم ينقطع عن مقابلة شلتِّـه التي يشرب معها ثم غالبا بعد ما تمضي في تحليل خلفيته الفكرية تجد أنه يريد منك أن تفعل كلَّ شيء وكأن لسان حاله يقول إنه إنسان مثقف يعرف قيمة و أهمية الطب النفسي في فعل ما لا يقدر عليه أحد و بالذات هو نفسه بالطبع ! و لذلك لجأ لك فافعل ما تراه لازما دون أن تتعبه !

الحقيقة أن هؤلاء علموني أن أشرح بمجرد التقاطي لوجود هذه الفكرة في و عي أو لا وعيِّ مريضي مدى ما أستطيعه ومدى ما ألزم به مريضي لأن العلاج النفسي لا يغير مريضا دون ما تعب خصوصا في مجال السلوك الاجتماعي أو الفردي الواعي أي في مجال العلاج السلوكي الذي يتطلب من المريض عملاً مع الطبيب و في حياته لكي يتحقق التغيير ! و أستشهدُ بالآية الكريمة " إن الله لا يغيِّرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم
وأتبعها بقولي أن الله عزَّ و جلَّ و هو القادرُ على كلِّ شيءٍ يطلبُ من الناس تغيير ما في سلوكهم حتى يستحقوا أن يُـغَـيِّر ما بهم بقدرته التي ليس كمثلها قدرة! كيف تريدُ منيَّ أنا القدرة على التغيير وحيدًا ؟ أنا ببساطة أشرح له دوري كطبيب نفسيٍّ ودورَهُ كمريض في العلاج حينما يتعلقُ الأمر بمشاكل السلوك الاجتماعي أو الفردي الواعي فأنا أستطيع المساعدَة إذا كان يستطيع هو التعاون معي !

أما في مجال المشكلات الاجتماعية المزمنة التي ربما يحتاج المريض فيها إلى مساعدة علاجية دوائيَّـةٍ أو نفسيةٍ تدعيمية أو مساندة كما بينت في المفهوم الخامس عند ذكري لأنواع العلاج النفسي ! حيث يتوقع المريض حلا سحريا من طبيبه النفسي في حين أن الطبيب إذا وفقه الله يستطيع فقط أن يحسن من حالة المريض النفسية ومن ردود أفعاله بحيث يستطيع المريض أن يفكر و يقرر بشكل سليم ويستطيع هو وطبيبه بالعمل معا أن يقللا من حجم الصعوبات والمشكلات التي قد تتفاقم لوترك المريض دون علاج نفسي !!

فأنا هنا أوضح لهذا المريض ما أستطيعه وما يمكن لوسائل الطب النفسي أن تقدمه من مساعدة و أبين قدراتي كطبيب نفسي وقدرة الطب النفسي ذاته لكي أجنب المريض الإحساس بالإحباط و أجنب نفسي الألم الناتج عن ذلك !


 

رد مع اقتباس
قديم 12-10-2005, 08:52 PM   #17
خالــــــــــــــــد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خالــــــــــــــــد
خالــــــــــــــــد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1646
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 16-09-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 711 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الدواء النفسي يجب أن يحل كل المشاكل دون تعب



الدواء النفسي يجب أن يحل كل المشاكل دون تعب



و هذا مفهوم من نفس نوعية المفهوم السابق حيث يريدُ المريض فيه بعدما لجأ للطبيب النفسي وَ وصَمَ نفسه بوصمة الطب النفسي يريدُ ألا يتعبَ أكثر من ذلك و كأن لسان حاله يقول ألا يكفي أنني خاطرتُ كل هذه المخاطرة ! إذن صف لي الدواء الذي ينهي معاناتي كلها و بأسرع وقت إن أمكنْ !

وَ هنا لا بد من توضيح الفرق بين ما يستطيع العلاج الدوائيُّ القيامَ به و ما لا يستطيع فهنالك فرق كبير بين ما يعتبر اضطرابا نفسيا "عارضا "طرأ على المريض في سلوكه و أفكاره و مشاعرِهِ بعد فترة من الحياة النفسية السويَّـةِ مثل اضطراب الاكتئاب الجسيم أو الوسواس القهري أو الفصام أو الرهاب الاجتماعي أو الذهان المؤقت على سبيل التمثيل لا الحصر ؛ و بين ما يعتبر اضطرابا في شخصية المريض نفسه بدأ معه منذ مراهقته و ربما بدأت إرهاصاته منذ طفولته و أصبحت مشاكله في حياته و مشاكل المحيطين به ومعاناتهم جميعا انعكاسًا لذلك النمط الغير سوي في سلوكياته عمومًا و هذا النوع من الاضطرابات النفسية نوع مزمن بطبيعته.

فأما ما يستطيع الدواء النفسي فعلَـهُ فهو القضاء بفضل الله على أعراض الاضطراب النفسي العارض أي أنه يزيلُ أعراض الاكتئاب أو الوسواس القهري أو الرهاب أو الفصام أو غيرها ما دامت ناتجة عن خلل كيميائي في وظيفة المخ بحيث يعيد المريض إلى حالته قبل حدوث الاضطراب النفسي ، لكنه لا يستطيع في حالة اضطراب الشخصية إلا أن يقلل إلى حد ما من معاناة المريض ، و من بعض الأعراض الناتجة عن خلل كيميائي في وظيفة المخ أيضًا. لكنه لا يستطيع أن يغير بالطبع من طريقة تفهمه للواقع و طريقة تعامله مع الآخرين فهذه كلها أمور تحتاج إلى نوع مناسب من أنواع العلاج النفسي المختلفة.
وهناك أيضا مشكلة لا بد من توضيحها لأن لها وقع كبير على حياة المريض النفسي في مجتمعنا ألا وهي ما تتركه مدة استمرار الاضطراب النفسي دون علاج و قبل العرض على الطبيب النفسي من أثر على حياة المريض و تظهر أكثر ما تظهر حسب خبرتي الشخصية في حالات الاكتئاب فتكرار النوبة دون علاج إنما يؤدي إلى تغييرات معرفية تحتاج إلى علاج نفسي بجانب العلاج الدوائي بالطبع.

و لكي أوضح ما المقصود بالتغيرات المعرفية أجدني مضطرا إلى سرد المثال التالي : فحينما يأتيك المريض في ثالث نوبة من نوبات اكتئابه التي عاودته على مدرا السنوات الأربعة الماضية فلم ينتبه في النوبة الأولى إلى أن ما يعانيه هو مرض نفسي و لم ينتبه طبيب الباطنة الذي زاره المريض أيامها لكي يعالجه من فقدان الشهية للطعام و نقص الوزن فوصف له الأخير ببساطة فاتحا للشهية و مقويا !

وانقشع عنه الاكتئاب بعد ذلك بفضل الله و لكن بعد ثلاثة شهور من المعاناة إلا أنه تخلى عن الكثير من عاداته الاجتماعية القديمة و قرر التوقف عن إتمام دراسة عليا كان يقوم بها في مجال تخصصه و لكنه لم يعد مكتئبا على أي حال ، و عندما أخبره واحد من جيرانه في الشهر الثالث من النوبة الثانية أن ما لديه هو اكتئاب زار صاحبنا الشيخ الذي حاول إخراج الجني الكافر من جسمه فلم يفلح رغم ضربه و جلده عدة مرات فطلب منه اللجوء إلى أحد السحرة السفليين و لكن المريض رفض لكي لا يصبح في حكم الكافر و ما كان منه إلا أن صبر حتى انقشعت نوبة الاكتئاب وحدها في الشهر الخامس لكنه كان قد ترك زوجته عند أهلها منذ شهرين و لم يعد يرى فائدة من مشروع تجاري كان يستعين به على تكاليف العيش إلى جانب وظيفته المهم أنه و الحمد لله لم يعد مكتئبا .

و قرأ بعد ذلك بشهور مقالا في إحدى الصحف عن الاكتئاب و فوجئَ أن الطبيب كاتب المقال إنما يتكلم عما كان يعاني منه هو شخصيا !! و عرف بعدها أن النوبة ستعاوده و بالفعل لجأ للطبيب النفسي في بدايتها ، و لم يكن صعبا على الطبيب النفسي هنا لا كتابة الدواء و لا شرح نوعية المرض لمريضه و إنما كانت المشكلة هي أن المريض لم يعد مستعدا لاسترجاع قيامه بواجباته الاجتماعية كما كان فهو يشعر في داخله أن الناس لا يحبونه و لا يستريحون لوجوده و لم يعد مستعدًّا أيضا لإنعاش العمل في مشروعه التجاري فهو يرى أنه تاجر غير ناجح كما أنه يشعر أن زوجته لم تعد تحبه إلى آخر ذلك من مفاهيم خاطئة تراكمت و ترسخت في ذهن صاحبنا خلال نوبتيِّ اكتئاب و استمرت بينهما و بعدهما و لم ينتبه أحد إلى هذه التغيرات المعرفية التي تتراكم تدريجيا و تؤثر في النهاية على الكيفية التي يحكم بها على أحداث حياته و على علاقاته بالآخرين .

و أعود إلى المفهوم المغلوط الذي أناقشه أنا هنا مستكملا هذا المثال نفسه فحينما يطلب مني مثل هذا المريض أن يكون الدواء الذي أكتبه له هو الحل السحري الذي يعيد حياته إلى ما كانت عليه قبل أن يكتئب بشرط أن يكتفي بزيارتي كل شهر أو شهرين حسبما أرى و أن يكون ذلك في وقت متأخر قدر الإمكان لكي لا يراه أحد ! فأنا لا أستطيع أن أعدَهُ بذلك و لا أستطيع أن أتركه منتظرا من العقَّـار ما لا يستطيع تقديمه ففي مثل حالته هذه يستطيع العقَّـار بمشيئة الله إذا استمر المريض عليه بجرعته المناسبة أن يزيل أعراض النوبة الحالية و أن يمنع تكرارها لكنه لا يستطيع أن يعيد علاقاته بالناس إلى سابق عهدها و لا يستطيع أن يغير مفهومه هو عن نفسه بينما يستطيع العلاج النفسي المعرفي ذلك فلابد من تغيير لأفكاره الخاطئة التي ترسبت لديه بسبب الاكتئاب و لابد أن يتعب من أجل تغيير سلوكه الاجتماعي لأن الدواء له ما يفعله و هو بالتأكيد لا يفعلُ كل شيء.

و أما في حالات اضطراب الشخصية التي ذكرتها فإن دور الأدوية كافة حتى لحظة كتابة هذه السطور ما يزال ضئيلاً مقتصراً على حل الأزمات الحياتية التي تمتلئُ بها حياة هذا النوع من المرضى و يفضل أن يكون استعماله خلال رحلة العلاج النفسي التي تمثل الرجاء الوحيد لتغيير هذا الاضطراب المزمن.


 

رد مع اقتباس
قديم 12-10-2005, 08:57 PM   #18
خالــــــــــــــــد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خالــــــــــــــــد
خالــــــــــــــــد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1646
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 16-09-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 711 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الأدوية النفسية ليست سوى مخدرات، وهي تؤدي إلى الإدمان.



الأدوية النفسية ليست سوى مخدرات، وهي تؤدي إلى الإدمان.


وهذا واحدٌ من أكثر المفاهيم المغلوطةِ شيوعًا ومن أكثرها تأثيرًا مع الأسف حيث يشتركُ فيه العامةُ والخاصَةُ بما فيهم بعضُ الأطباءِ والصيادلة فتراهم يحَذِّرون المريض من تناول الدواءِ النفسي أصلا أو ينصحونهُ بعدمِ الاستمرارِ عليه حِرْصًا منهم على المريض لكي لا يتحول إلى مدمن!


وأظن أن أهم أسباب هذا المفهوم :
(1) بعض الأدوية النفسية التي كانت تستخدم في الخمسينات من القرنِ الماضي لأنه لم يكن هناك غيرها كانت بالفعل تؤدي إلى الـتعود خاصة عندما يهمل المريض المتابعة مع طبيبه النفسي ولكن كل هذه العقَّـاقير اختفت من وصفات الأطباء النفسيين منذ عشرات السنين ولم تعد هنالك حاجة لها ومن أمثلتها الفينوباربيتون Phenobarbitone والذي لم يعد يستخدم إلا في بعض حالات الصرع التي لا تستجيب لكل الأدوية الأخرى و كذلك عقَّار البروميد Bromide إلى آخره .
(2)وجود بعض الأمراض النفسية المزمنة التي تستدعي العلاج المستديم فيظن البعض أن عدم قدرة المريض على التكيف مع الحياة والعيش بطمأنينة بدون تلك الأدوية هو بسبب إدمانه عليها لا بسبب طبيعة تلك الأمراض التي تحتاج إلى علاج ربما يمتد مدى الحياة .
(3) كوْنُ النعاس والخمول أثر جانبي لتلك الأدوية، مما يربطها في نظر الناس بالمخدرات.
(4) تعميق بعض المعالجين التقليدين "الشيوخ" لهذه النظرة الخاطئة في نفوس الناس، حيث يشترط بعضهم أنْ يتوقف المريض أولاً عن تناول أدويته النفسية لأنها –كما يزعمون– مخدرات تحبس الجن في العروق !! وتنشف الدماغ !! وتمنع بلوغ أثر القرآن !!.
(5) كذلك كثيرا ما يتوقف بعض المرضى النفسيين عن تناول أدويتهم عند حدوث بعض التحسن الجزئي في حالاتهم النفسية، مما يؤدي إلى الانتكاسة، فيظنون أن تلك الانتكاسة إنما حدثت بسبب إدمانهم على تلك الأدوية.
(6) انتشار الاضطرابات النفسية بين المدمنين وأسباب ذلك متعددة فكثيرون من الشباب ممن يقعون فريسة للإدمان يبدؤون تعاطيهم للمخدرات لأنهم يعانون من اضطرابات نفسية تكون بسيطة في بدايتها مثل الاكتئاب أو القلق لكنهم لا يعرفون أو لا يجدون الفهم الكافي من أولياء أمورهم للجوء إلى الطبيب النفسي؛ فهذه شريحة من المدمنين توجد لديهم أمراض نفسية لا تعالج لأن المخدرات بالطبع لا تعالج هذه الحالات ولا غيرها بالطبع وهناك حالات أخرى يكون فيها الاضطراب النفسي ثانويا لتأثير الحلقة المفرغة التي يدور فيها المدمن ويدمر فيها حياته تدريجيا وكذلك نظرا لتأثير المخدرات نفسها على ناقلات المخ العصبية، ولعل بعض الناس يتخوف من الأدوية النفسية، لأن المريض النفسي قد يقـدم على الانتحار في أية لحظة مستخدماً جرعات كبيرة من تلك العقاقير (الخطيرة في ظن أولئك البعض)، ولذلك فإنه يجب تجنبُها في نظره!

أما النعاس والخمول فإنه لا يحدث كأثر جانبي للأدوية النفسية فقط، بل يحدث كذلك عند استخدام بعض الأدوية الأخرى كأدوية السعال التي يحتوي بعضها على بعض مشتقات الأفيون !! ونظراً لجهل الناس بذلك ونظرتهم السلبية للأمراض النفسية أكثر من تلك التي تحدث عند استخدام أدوية أخرى، وكما توجد أمراض نفسية مزمنة تستدعي علاجاً مستديماً فإنه يوجد أيضاً أمراض عضوية تستدعي علاجاً مستديماً ، مثل السكر والضغط وغيرها كثير . وفي حين أن إيقاف مرضى السكر والضغط وغيرها من الأمراض العضوية لأدويتهم قد يؤدي إلى أضرار خطيرة قد تصل إلى الموت أحيانا، فإن إيقاف المريض النفسي للأدوية النفسية لا يؤدي عادةً إلى ذلك، واعتماد بعض المعالجين التقليدين وللأسف بعض العاملين في المجالات الطبية المختلفة –وفقهم الله– على عواطفهم في نقد مثل هذا الأمر دون أنْ يكون لديهم خلفية علمية ضرره أكثر من نفعه. ولعل اجتهاد أولئك الأخوة ربما كان بسبب إخلاصهم وكذلك بسبب تقصير أهل الاختصاص في تثقيف الناس ونشر الوعي الصحي بينهم.

والانتكاسة التي تحدث عند الانقطاع عن العلاج ليست دليلاً على الإدمان، بل لأن العلاج لم يأخذ مجراه بعد القضاء على العلة النفسية التي استخدم من أجلها . ولذلك لو عاد المريض ثانية لاستخدام العلاج لشعر بالتحسن، كما أنه لو استمر فيه ولم يوقفه إلا بمشورة الطبيب فلا تحدث له عادة تلك الانتكاسة التي تحدث عند الإيقاف المبكر للعلاج، وإن اختلف ذلك بحسب نوعية الاضطراب وعدد مرات حدوثه بالنسبة للمريض، فمثلا يفضل الاستمرار بعد أول نوبة من المرض النفسي على العقار العلاجي مدة سنتين من بعد التحسن التام، وربما تصل احتمالات عدم حدوث ارتداد للأعراض بعد ذلك أي عدم حدوث نوبة أخرى إلى 80% من الحالات بينما ترتد الأعراض في معظم حالات المرضى الذين يتركون العقاقير بمجرد التحسن.

وهناك مشكلة أخرى تشوه صورة أقراص العقاقير النفسية في الأذهان، ذلك أن بعض الناس يلجئون خطأً إلى استخدام المواد المخدرة كوسيلة للهروب من واقعهم ومعاناتهم، وكثيرون في أيامنا هذه أصبحوا يستخدمون الأقراص نفسانية التأثير، وفي المقابل فإن أغلب مدمني المخدرات تصيبهم الأمراض النفسية فيصف لهم الأطباء النفسيون بعض الأدوية النفسية، ولذلك فإنه يخطئ من يربط الأدوية النفسية بالمخدرات لا لشيء إلا لأنها تصرف للمرضى النفسيين من متعاطي المخدرات، أو لأنها يمكن أنْ تستخدم في علاج فترات انسحاب المواد المخدرة من الجسد .

وأودُّ الإشارَةَ بعدَ ذلك إلى عدَّةِ حقائق:
أولا : أن الآثار الجانبية البسيطة التي تحدث عند استخدام بعض الأدوية النفسية لا تعادل بأي شكل من الأشكال تلك الفائدة المرجوة منها .
ثانيا: أن الأدوية النفسية لا تؤدي إلى الإدمان مطلقاً باستثناء مجموعة صغيرة منها كبعض أدوية القلق من مجموعة البنزوديازيبين Benzodiazepines مثل الديازيبام Diazepam والبرومازيبام Bromazepam واللورازيبام Lorazepam والألبرازولام Alprazolam إلى آخرهِ، وذلك فقط إذا استخدمت فترة طويلة وبدون إشراف طبي مباشر.
ثالثا : أن بعض الأدوية النفسية ذات فعالية في علاج بعض الحالات غير النفسية كالصداع النصفي مثلاً .
رابعا : أن بعض الناس يتردد من استخدام بعض الأدوية النفسية ومن الذهاب إلى الطبيب النفسِيِّ لأنهُ مُتَدَيِّنٌ وَتَقِيٌّ، بينما يقبل دون نقاش تلك الممارسات غير الشرعية–بل التي توقعه في الشرك أحياناً– عند بعض من يتسمون بالشيوخ أو المعالجين التقليدين بالقرآن!، فكثيرون منهم يدعون العلم بالغيب ولو ضمنيا، ومن يدعي العلم بالغيب يسمونه كاهنا، ولا يجوز الذَّهاب إلى الكهَّان‏‏" : فعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(من أتى عرَّافًا، فسأله عن شيء، فصدَّقه بما يقولُ؛ لم تُقبل صلاته أربعين يومًا‏)‏، ‏رواه مسلم في ‏‏صحيحه‏.
خامسا: أن أهم مضامين الربط بين سحب مادة ما وبين كونها أدت إلى إدمان من كان يستخدمها هو أن تسبب أعراض انسحاب تدفع الشخص إلى البحث عن المادة واستخدامها مرة أخرى ليتخلص من آثار الانسحاب تلك وهذا ما لا يحدث مع العقاقير النفسية فيما عدا بعض أدوية القلق من مجموعة البنزوديازيبين كما أشرنا.


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2005, 10:40 AM   #19
بحر الغموض
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية بحر الغموض
بحر الغموض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5782
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 02-01-2006 (09:55 AM)
 المشاركات : 2,095 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أخي الكريم الخالد

بارك الله فيك وفي مجهودك الرائـع , وإختيارك الموفق والمميز , معلومات قيمة جداً ومفيدة ...

أخي أتمنى أن تذكر مصدر أو كاتب هذه المقالات , ولك شكري وتقديري ...


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2005, 12:01 PM   #20
خالــــــــــــــــد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خالــــــــــــــــد
خالــــــــــــــــد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1646
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 16-09-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 711 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
اختي العزيزه شكرا لك



وهذا هو المصدر

http://www.maganin.com/suspicions/



كان هذا هو اسم الموقع وهو ( مجـانيــن )


لذلك لم احب ان اكتبه فهو اسم غير لائق ونحن لسنا بمجانين

وانا ابحث عن ما هو مفيد اي ما كان وانثره في المنتدي العزيز علي قلبي

وشكرا لك مره اخري




الخالد


 

رد مع اقتباس
قديم 22-10-2005, 10:37 PM   #21
ابراهيم الدريعي
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية ابراهيم الدريعي
ابراهيم الدريعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8772
 تاريخ التسجيل :  06 2005
 أخر زيارة : 18-10-2020 (06:07 PM)
 المشاركات : 1,639 [ + ]
 التقييم :  107
لوني المفضل : Cadetblue


الأخ الخالد
السلام عليكم / بارك الله فيك ونفع بك البلاد والعباد ، لقد أحسنت عندما وضحت بعض الشبهات التي علقت بالطب النفسي ، وصار بعض الناس يعتقد ان الطب النفسي دخيل على البلاد الاسلامية ن وأن الطبيب النفسي لايؤمن بأثر القرآن في العلاج ، وأن الطب النفسي غير ثابت ، ولايمكن معالجة المعقول بالمحسوس وغير ذلك ... المهم هناك كتاب للدكتور طارق الحبيب حول هذا الموضوع وهو موجود بالمكتبات يمكن لمن اراد الاستزاده الرجوع إليه , والله المستعان .


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا