|
25-02-2013, 08:32 PM | #46 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
أحلام مستغانمي
قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها . عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى . عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا . أيمكن هذا حقاً ؟ نحن لا نشفى من ذاكرتنا . ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا . |
|
25-02-2013, 08:58 PM | #47 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
أحلام مستغانمي
أجمع الأوراق المبعثرة أمامي , لأترك مكاناً لفنجان القهوة وكأنني أفسح مكانا لك .. بعضها مسودات قديمة, وأخرى أوراق بيضاء تنتظر منذ أيام بعض الكلمات فقط... كي تدب فيها الحياة, وتتحول من ورق إلى أيام . كلمات فقط, أجتاز بها الصمت إلى الكلام, والذاكرة إلى النسيان, ولكن .. |
|
26-02-2013, 11:42 AM | #48 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
أحلام مستغانمي
هل الورق مطفأة للذاكرة؟
|
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 02-03-2013 الساعة 03:54 PM
سبب آخر: تعديل الخط
|
26-02-2013, 11:46 AM | #49 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
أحلام مستغانمي
من أين جاء هذا الارتباك؟ وكيف تطابقت مساحة الأوراق البيضاء المستطيلة, بتلك المساحة الشاسعة البياض للوحات لم ترسم بعد.. وما زالت مسنده جدار مرسم كان مرسمي ؟ وكيف غادرتني الحروف كما غادرتني قبلها الألوان. وتحول العالم إلى جهاز تلفزيون عتيق, يبث الصور بالأسود والأبيض فقط ؟ ويعرض شريطا قديما للذاكرة, كما تعرض أفلام السينما الصامتة .
|
|
26-02-2013, 11:48 AM | #50 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
أحلام مستغانمي
ها هوذا القلم إذن.. الأكثر بوحا والأكثر جرحا ً. ها هو ذا الذي لا يتقن المراوغة , ولا يعرف كيف توضع الظلال على الأشياء . ولا كيف ترش الألوان على الجرح المعروض للفرحة . وها هي الكلمات التي حرمت منها , عارية كما أردتها , موجعه كما أردتها , فَلِمَ رعشة الخوف تشلّ يدي , وتمنعني من الكتابة؟ تراني أعي في هذه اللحظة فقط ، أنني استبدلت بفرشاتي سكيناً.
|
|
02-03-2013, 02:36 PM | #51 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
أحلام مستغانمي
كان يمكن أن أقول أي شيء ... ففي النهاية, ليست الروايات سوى رسائل وبطاقات, نكتبها خارج المناسبات المعلنة.. لنعلن نشرتنا النفسية, لمن يهمهم أمرنا . ولذا أجملها, تلك التي تبدأ بجمله لم يتوقعها من عايش طقسنا وطقوسنا. وربما كان يوما سببا في كل تقلباتنا الجوية . تتزاحم الجمل في ذهني . كل تلك التي لم تتوقعيها . وتمطر الذاكرة فجأة .. فأبتلع قهوتي على عجل. وأشرع نافذتي لأهرب منك إلى السماء الخريفية..
|
|
02-03-2013, 03:04 PM | #52 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
التقينا إذن.. الذين قالوا "الجبال وحدها لا تلتقي".. أخطأوا. والذين بنوا بينها جسوراً، لتتصافح دون أن تنحني أو تتنازل عن شموخها.. لا يفهمون شيئاً في قوانين الطبيعة. الجبال لا تلتقي إلا في الزلازل و الهزات الأرضية الكبرى، وعندما لا تتصافح، وإنما تتحول إلى تراب واحد.
|
|
02-03-2013, 03:09 PM | #53 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
وكانت حماقاتي الأولى، أنني تصرفت معك مثل سائح يزور صقلّية لأول مرة، فيركض نحو بركان (إتنا)، ويصلِّي ليستيقظ البركان النائم بعين واحدة من نومه، ويغرق الجزيرة ناراً، على مرأى من السواح المحملين بالآلات الفوتوغرافية.. والدهشة. وتشهد جثث السواح التي تحولت إلى تراب أسود أنه لا أجمل من بركان يتثاءب، ويقذف ما في جوفه من نيران وأحجار، ويبتلع المساحات الشاسعة في بضع لحظات. وأنّ المتفرج عليه يصاب دائماً بجاذبية مغناطيسية ما.. بشيء شبيه بشهوة اللهب، يشدّه لتلك السيول النارية، فيظل منبهراً أمامها. يحاول أن يتذكّر في ذهول كلّ ما قرأه عن قيام الساعة، وينسى بحماقة عاشق، أنه يشهد ساعتها.. قيام ساعته! أحلام مستغانمي
|
|
02-03-2013, 03:40 PM | #54 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
في الحروب, ليس الذين يموتون هم التعساء دائما, إنّ الأتعس هم أولئك الذين يتركونهم خلفهم ثكالى, يتامى, ومعطوبي أحلام .
اكتشفت هذه الحقيقة باكراً، شهيداً بعد آخر، وقصة بعد أخرى.. واكتشفت في المناسبة نفسها، أنني ربما كنت الوحيد الذي لم يترك خلفه سوى قبر طريّ لأم ماتت مرضاً وقهراً، وأخٍ فريد يصغرني بسنوات، وأب مشغول بمطالب عروسه الصغيرة. لقد كان ذلك المثل الشعبي على حقّ "إن الذي مات أبوه لم يتيتَّم.. وحده الذي ماتت أمه يتيم". وكنت يتيماً، وكنت أعي ذلك بعمق في كل لحظة. فالجوع إلى الحنان، شعور مخيف وموجع، يظل ينخر فيك من الداخل ويلازمك حتى يأتي عليك بطريقة وبطريقة أو بأخرى. |
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 02-03-2013 الساعة 04:05 PM
|
02-03-2013, 04:07 PM | #55 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
أحلام مستغانمي
...
طلع صباح آخر.. وها هو ذا النهار يفاجئني بضجيجه الاعتيادي، وبضوئه المباغت الذي يدخل النور إلى أعماقي غصباً عني، فأشعر أنه يختلس شيئاً مني. في هذه اللحظة.. أكره هذا الجانب الفضولي والمحرج للشمس. أريد أن أكتب عنك في العتمة. قصتي معك شريط مصور أخاف أن يحرقه الضوء ويلغيه.. |
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 02-03-2013 الساعة 04:14 PM
|
02-03-2013, 09:59 PM | #56 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
“أهذي عمري وأثرثره دفعة واحدة على مسامع نفسي فأكون منها كما يكون المصاب بالحمى ، تظنه نائما أو صامتا بينما كل جسده حكايات ؟”
مريد البرغوثي |
|
02-03-2013, 10:02 PM | #57 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
“المخدة هي سجل حياتنا. المسودة الأولية لروايتنا التي، كل مساء نكتبها بلا حبر ونحكيها بلا صوت. ولا يسمع بها أحد إلا نحن، هي الخربشات التي تأتي علي البال بلا ترتيب ولا تركيب. المخدة هي محكمتنا القطنية البيضاء، الناعمة الملمس، القاسية الأحكام. المخدة هي (يوم القيامة) اليومي.”
مريد البرغوثي, |
|
02-03-2013, 10:04 PM | #58 |
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
“هناك ستارة سرية تحت تصرفي ، أشدها عند الحاجة ، فأحجب العالم الخارجي عن عالمي ، أشدها بسرعة وبشكل تلقائي عندما تستعصي ملاحظاتي وأفكاري على الإنكشاف بكامل وضوحها ، عندما يكون حجبها هو الطريقة الوحيدة لصيانتها ”
― مريد البرغوثي, |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|