هل الكآبة تولد القلق المزمن أو الخوف المرضي ؟

هل الكآبة تولد القلق المزمن أو الخوف المرضي ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة للقائمن على هذا المنتدى الرائع

لدي سؤال أحببت أن أطرحه عليكم ، هل الكآبة تولد القلق المزمن أو الخوف المرضي أو حتى الرهاب الإجتماعي ؟

المصدر: نفساني

.......
....
..
أخي الفاضل ... رفيق الدرب ..
ربما لو أعدت صياغة السؤال هل القلق يولـــد الكآبة ووو ...
لأن القلق يعتبر الخامـة التي تتكون منها جميع الاضطرابات النفسيـة ، والقلق يعد العمود الفقري للاضطرابات ، لكن ليس بالضرورة أن يعاني القلق أكتاباً أو الخائف من ركوب الطائرة أو الباخرة أكتاباً ... كما أنه من الصعب القول بأن هناك كئيبا خالصا أو قلقا خالصا أو رُهابيا ، وليس إرهابياً خائفا ، لوجود مساحات قد تضيق ، وقد تتسع بين بعض الاضطرابات .
ربي يسعدك ، ودوما في صحة نفسية إيجابيـة .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا يا اخي القحطاني على الإجابة التي فعلا عكست ما في نفسي من شكوك حيث اني كنت سأعيد فعلا صياغة السؤال ليصبح ان هل للقلق علاقة بالإكتئاب وذلك كان مبنيا على شكوك من قبلي بأن القلق هو الذي يولد لدي الإكتئاب .

عزيزي وأخي الأستاذ قحطاني سأسرد لك قصتي كي استطيع الوصول لتحليل كامل لما أعانيه

أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما غير متزوج طبعا ظهرت لدي أعراض غريبة لم ادرك بداية انها نتيجة مشكلة نفسية او شيء من هذا القبيل قبل 7 سنوات فكانت هذه الأعراض تظهر على شكل سرعة في ضربات القلب أو ضيق في التنفس ومن ثم ظهرت اعراض اخرى هي اشد بعد مرور سنين على وجود الاعراض الاولى (( والظاهر إنه تتطور للمرض النفسي دون علمي )) وتمثلت في إحساسي باللاواقعية (( يعني كأني عايش في حلم أو اني سكران )) فكنت أعيش في حالة من التخبط والريب وذلك لأني لم أستطع تشخيص ما بي وعند ذهابي للأطباء المختصي قالوا لا توجد مشاكل عضوية إذهب إلى العيادات النفسية فما بك ليس إلا وعكة نفسية او شيء من هذا القبيل طبعا انا لم اتقبل هذه الفكرة خصوصا واني لم اشعر بمعنى ما يقولون ومع مرور الايام والسنين بدأت أعيي معنى كلامهم وبدأت أحس بالقلق والخوف عند الخروج خارج البيت او الانحشار بين المصلين في المسجد او حتى السفر ........إلخ وهذا ولد لدي حالة اكتئاب جسيمة جدا مع مرور الفترة لدرجة انها تطرحني في الفراش ولا تجعلني قادرا حتى من الخروج خارج غرفتي وتستمر معي هذه الحالة الجسيمة من الاكتئاب لمدة اسبوع او اسبوعين والغريب ان الاكتئاب في هذه الفترة يبدأ صباحا ويكون شديدا ومن ثم يتدرج في شدته إلى المساء حيث وكأن لم يصبني شيء (( هذا طبعا خلال فترة الأسبوعين اللي صايبني فيهم الاكتئاب )) طبعا مع مرور الفترة او كما يقولون ان المرض يأخذ وقته ومن ثم ينسحب فالإكتئاب كذلك ينسحب ولكن مع مرور السنين اصبح هذا الاكتئاب الذي ياتيني مرة في السنة ويقعد فترة اسبوعين امتد ليصبح اشهر هذا كله جعلني في حالة حزن شديد ان ما بي ليس له علاج خصوصا واني زرت عيادات نفسية واخذت بعض الادوية التي لم اتنفع منها بشيء ومن ثمة تركتها فصرت متيقن انه لا علاج لحالتي

والغريب يا استاذي الفاضل ان هذا القلق او الرهاب او الخوف ايا ما يكن اسمه يظهر بشدة في فصل الشتاء (( لا ادري ما هذا التلازم الغريب بين الامرين )) وتحديدا في الايام الملبدة بالغيوم والباردة جدا حيث اني أشعر ببرد شديد جدا وتزيد معي حالة القلق والخوف وزيادتها القصوى تولد لدي الإكتئاب الجسيم الذي سبق وأسلفت الذكر عنه

فأنا هنا بصدد معرفة بعض الامور التي أتمنى من حضرتكم الاجابة عليها :

هل القلق او الرهاب او الخوف له فصول معينة ؟ أو انه يزيد مع الاجواء الباردة او الغائمة؟

هل للقلق علاج فعال ؟ وإن كان العلاج السلوكي هو احد عناصر هذا العلاج فهل يقوم العلاج السلوكي بتثبيط القلق لفترات طويلة بحيث يكون الهدف من ذلك هو جعل المريض يتعود على العيش بدون قلق إلى ان ينتهي منه ذلك بنسيانه تماما ؟؟

هل هناك تفسير لإختفاء الإكتئاب مع حلول المساء في الشتاء ؟؟

هل حالتي خفيفة ام متوسطة ام شديدة في التشخيص ؟؟

هل إهمالي في العلاج هو سبب انتكاستي من فترة إلى أخرى ؟؟

ما هو الحل في رأيكم ؟

آسف على الإطالة ولكني أتمنى من الله أن اجد الحل لديك

ودمتم

..........
.....
...
أخي الفاضل ..
سلام الله عليك ، ورحمة الله ، وبركاته ..
ومساءات ماطرة بالعطر لذاتكــ .
أتمنـى أن تجيـب هذه الأسئلة ، وبعدها أوضح لكـ أكثر ، وأجيب على أسلتكــ:
1- هل تمر بك أوقات تشعر فيها بحالات خوف خانق ، أو ضيق كاتم ، أو هلع قاتل ، ولكن بدون سبب حقيقي ( نعــم ... لا )
2- هل تزداد ضربات قلبك كثيرا خلال تلك الأوقات ؟ ( نعـم ... لا )
3- هل يتصبب منك العرق فجأة ... أحياناً ؟ ( نعـم .. لا )
4-هل يصاب جسدك بالرجفان والارتعاش ( نعم ... لا )
5- هل تحس وكأنه لا يوجد هواء تتنفسه ، أو تحس أنك لا تستطيع التنفس ( نعم .. لا ) .
6 – هل تشعر بالاختناق ؟ ( نـعم ... لا ) .
7 _ هل تحس بالغثيان ، وتشعر باضطرابات في جهازك الهضمي ؟ ( نـعم ... لا ) .
8 _ هل تشعر بالدوخة ، وبالإغماء ؟ ( نـعم ... لا ) .
9 _ هل تحس أنك منفصل عن عالمك الحقيقي ؟ ( نـعم ... لا )
10 – هل تشعر بالخوف من الجنون ( نـعـم ... لا ) .
11 _ هل مررت بحالات من الخدر في بعض أنحاء جسدك ؟ ( نعـم ... لا ) .
12 – هل مررت ببعض الحالات التي ذُكرت في الأسئلة السابقة ؟ ( نـعم ... لا ) .
13 – هل دامت بعض تلك الأعراض أشهرا عندما أصابتك ؟ ( نـعم ... لا )
14- هل غيرت شيئا من سلوكك عندما خفت من هجمت بعض تلك الحالات التي مررت بها .
ربي يحفظكــ .

تسلم يا طيب على إهتمامك الرائع في الرد وهاك الإجابات

1- نعم
2-نعم أحيانا
3-لا ولكن عند حالات الهلع أعرق ولكن بقلة
4-نعم
5-نعم بطريقة كبيرة فيما سبق أما الأن لا أشعر بهذه الحالة كثيرا
6-نعم فيما سبق
7-نعم حديثا أصبحت معي هذه الحالة وأقوم بالتقيأ حتى تذهب
8-نعم في بعض الأحيان أو تحديدا عند تواجدي في الاماكن الضيقة او حتى الواسعة او في السفر وفي أوقات البرد الشديد
9- نعم لدرجة اني قمت بعمل تخطيط للمخ ولكن هذه الحالة خفت نوعا ما وتزيد عند شعوري بالإكتئاب لدرجة اني اميل للنوم والإسترخاء كي تذهب مني
10- نادراً خصوصا عند حالات الهلع الشديد التي تسبب لي الإرتعاش في الاطراف وتصبب العرق
11- لا
12- نعم
13-نعم
14- نعم

......
...
..
أخي الفاضل ...
صباحات الخير ...
ما تعانيه من نوبة الهلع ، والقلق أصبحت اضطرابات مألوفة في العيادة النفسية في كل الثقافات ، ومعظم من يعاني منها تتحسن حالته ، وتكون الاستجابة عالية للدواء المضاد للقلق ، ولا يعني عدم تحسنك على دواء صرف لك ، وتركته من تلقاء ذاتك أن حالتك صعبة ، وميئوس منها ...
فلا تنشغل بما سألت عنه بقدر مراجعتك للعيادة لتأخذ العلاج المناسب ، الذي يجب أن يتلازم مع جلسات نفسية مع أخصائي نفسي يكسبك مهارات جديدة في مواجهة مخاوفكِ ، ومناقشة كم أفكار تقف خلف الكثير من توترك تحتاج إلى تصحيح ، وتدريب لتطبقها في واقعكِ .
ربي يسعدكـ .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة لأخي الاستاذ قحطاني

كلامك جميل وانا متقبله 100 في المية لكن مشكلتي ليست بأفكار سلبية يا استاذي الفاضل ولكنها أعراض الاكتئاب الذي يأتيني لسبب عضوي في اعتقادي لاني واجهت كل مخاوفي في الفترات التي اكون فيها في حالة جيدة فمثلا انا استطيع الصلاة في المسجد في اوقات لا توجد بها إكتئاب اكثر من استطاعتي الصلاة في أوقات اخرى في المسجد تكون كئيبة واشياء اخرى كثيرة فهذا ولد عندي اقتناع تام بأن ما اعانيه هو إكتئاب دوري يأتيني في فترات معينة في السنة يولد هذا الاكتئاب إحساس باللاواقعية في بعض الاحيان او في كثير من الاحيان في بداياته وهذا الاحساس بدوره يولد لدي نوبات من الخوف والهلع وذلك لاني اعيش حالة غريبة لم تمر علية بل واني اكون في حالة تركييييز شديد وهنا تقوم الافكار السلبية في راسي ويصيبني الخوف من الصلاة في المساجد اذا كنت في هذه الحالة او اني اقوم بالسفر مثلا وانا مصاب بهذه الحالة وبعد انسحاب هذه الحالة تكون هناك توابع لها وذلك بالتفكير العميق بما مر بي والسرحان وشعور بالحزن على نفسي طبعا هذا شيء طبيعي لان الانسان لو شاف حيوان يتعذب بيحزن عليه بل انه بيسرح فما بالك بذات الانسان وهي تتعذب فمن الطبيعي ان تصيبني حالة من الضيق والزعل والسرحان على ما كان بي ومن هنا انا جائت قناعاتي التاامة بأن سبب البلاوي كلها عندي هو الاكتئاب وهو طبعا خارج عن نطاق سيطرتي يعني لا يأتيني لسبب معين وعليه فإن نوبات الهلع التي تحدث تكون نتيجة ردة فعل الجسم على شعوري باللاواقعية التي يحدثها الاكتئاب أي بدون سبب

استاذي الفاضل
لقد قمت بزيارة عيادات نفسية كما أسلفت الذكر ولكني كنت ايأس من العلاج وذلك لجهلي بحالتي فإني في كل مرة ازور فيها الطبيب يقوم بوصف العلاج واقوم بإستخدامه بحيث اني اجهل ان تأثيره يبدأ بعد اسبوعين إلى شهرين وإذا لم يعطي تأثير فإن الطبيب المعالج يقوم بتغييره او تركيزه حتى يؤتي العلاج أكله فهذا كله كنت اجهله وكنت أيأس وأفقد الأمل وأعتبر ما اصابني هو ملازم لي طيلة عمري وانه من باب اولى أن أتكيف مع وضعي بدل من إضاعة وقتي في زيارة الأطباء بالإضافة لقناعاتي بأن ما بي ليست مشكلة نفسية ,,,,,,,,,,أما الان ولله الحمد فإني اعيي تماما ما بي بل واني على استعداد تام للعلاج ولكن لي بعض الاسألة التي أود ان اطرحها عليك

هل العلاج النفسي ضروري لحالتي ؟ علما بأن الهلع الذي يأتيني هو نتيجة حتمية لشعور يدعوا إلى ذلك ولا يرتبط بشيء معين ((كالصلاة في المسجد)) وإذا ارتبط فيكون ارتباط وقتي يزول مع زوال المسبب ((الإكتئاب)) ؟

هل هناك فرق بين مضادات الإكتئاب ومضادات القلق وهل الإستمرار الطويل في تناولها يسبب الادمان او اي شيء ثاني يذكر ؟؟

هل من كان يعاني من هذا الاكتئاب لفترات طويلة يستوجب العلاج منه ايضا فترات طويلة حتى بعد الشفاء كي يكون علاج وقائي ؟؟

أسف على الإطالة ولكني أرتاح في الحديث معك مما يدفعني للإسترسال في وصف الحالة

الله يسعدك يا طيب

.........
.....
...
أخي الفاضل ..
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..
يقول / جيرلين روس " عضو الرابطة الأمريكية لاضطرا بات القلق " لقد عرفنا عن اضطرابات القلق وما يترب عليه من اضطرابات نفسية خلال الأعوام العشر الماضية أكثر مما كنا نعرفه عنه خلال المائة سنة الحالية " معنى هذا أن معرفتنا بالقلق أكثر أدى إلى وعي واستبصار به ، وإلى ظهور أساليب لمواجهته .
أخي نعم هناك دراسات نفسية عن القلق والكآبة واضطرابات أخرى تمت دراستها في علاقتها بمتغيرات مختلفة ، وبعضا منها وجد علاقة بين أعراض الكآبة وفصول السنة كما سألت ، لكن تبقى تلك الدراسات أجريت على عينات ، وثقافة مختلفة ، ولا يمكن التعميم من خلالها أو الحكم بحتميتها لان الكثيرين مما يعانون أعراض القلق أو الكآبة تبقى كما هي ربما تزود أو تقل لكن تبقى درجة من تلك الأعراض لدى المعاني تجعله في دائرة المحتاج إلى الدواء ، والاستمرار عليه ، وكما ذكرت أيضا أنكـ في البدء كنت تتناول أدوية مضادة للقلق أو الخوف أو الكآبة ، ولا ترى أثرا لها ، وتتركها من نفسك ، دون رأي الطبيب .
أخي إن من طبيعة اضطراب الكآبـة أنه " نوبـاتـي " أي أن البعض بعد دورة علاجية تمتد من ستة أشهر إلى سنة كما يقرر الطبيب وفقا للأعراض يشفى منه ، ولكن حين يعود بعد شفاء فأن الطبيب سيصرف الدواء مرة ثانية لكن ستطول المدة من سنـة إلى سنتين ، وفي حال عاد ثالثـة فستطول مدة البقاء على الدواء ، وليس هناك ضررا منه حتى لو بقي عليه طوال حياته لأن إيجابيته لحالة المعاني هو الأصح ، ولا خوف منه ، ولا هناك مقارنة من الخوف منه ، في وجود لا قدر الله أفكار أو محاولات للانتحار .
والقلق ، والكآبة ، والمخاوف لها علاج دوائي يتزامن مع علاج نفسي سلوكي أو غيره من اتجاهات العلاج النفسي لدى الأخصائي النفسي يتناول فيها أفكار المعاني ، وإكسابه آليات جديدة وفعالة في مواجهة ضغوطه والتعامل مع قلقه ...
والعلاج الدوائي أو النفسي يبقى نسبيا بين معاني ، وآخر وفقا لمتغيرات متباينة ، وفهم لمعنى العلاج الفعال الذي علينا إن لا نفهمه شفاء تاما ، وصحة نفسية خالية من أي توتر .
وعن طبيعة حالتك ، وتشخيصها من حيث الدرجة فتعتمد على فهم كل الأعراض من خلال تاريخ توترك ، وتقدير الطبيب المتابع لكـ ، وكيفية الاستجابة للدواء المصروف لكـ ...
لا جدل فإن إهمال الدواء أو تركه من تلقاء نفسك له تأثير على انتكاسة حالتكـ أو بقاء الحال لعدم اكتمال دورة الدواء ، فقطع الدواء قبل أوانه يعني لا جدوى منه لأن تلك المضادات للكآبة ، والقلق ليست أدوية مؤقتة أو أسبوعية ، وإنما هي علاج يحتاج وقتا كي يبدأ مفعولة ، وأثره الإيجابي دون أي خوف من الإدمان عليه أو الاعتماد ، وما يؤكد ذلك هو قدرتك على شراءه من أي صيدلية دون وصفة طبية .
أخي نعم أنت في حاجة للعلاج ، والتقيد بما يقرره الطبيب من حيث الجرعة ، والمدة ، وكلا مضادات القلق ، والكآبة لا تحدث الإدمان ، طالت مدت استخدامها أو قصرت ، وتخلف عن بعضها ، وإلا لما صنف أحدا بقلق ، وآخر بكآبة

ربي يحفظكــ.